مدينتي
عدنان عبد النبي البلداوي
( بلدٌ ) هي في سنا المجدِ مجدٌ
ولمن يُنشــدُ الســـــــلامَ دليلُ
تلك أرضٌ غنَّتْ لدجلة شعرا
وسقى الشعرَ ماؤها السلسبيلُ
مدينتي ( بلد) في محافظة صلاح الدين بالعراق، ممتدة الذراعين : ذراع في العمق التاريخي ، حيث شيّد البابليون قبل 3500 سنة سد( نمرود) قربها ، وهو أضخم مشروع عرفه التاريخ القديم ، وحيث يتوزع فيها هنا وهناك أكثر من ( 112 تلاً وموقعا اثرياً) ، وذراعها الأخرى الممتدة في ثنايا سلسبيل دجلة الخير الذي ما فارق كرمُه الدائمُ كرومَها وباسقاتِ نخيلها، والذي بأمواجه الهادئة وابتسامات ضفافه لازال يرفد مخيلة شعرائها وديباجة كتابها وابداع أدبائها بروائع الصور .
وهناك على مقربة من المدينة يشرق بوجهها كل يوم بهاءُ مرقد سليل الهادي السيد محمد (ع)، فحيثما يُذكر السيد تذكر (بلد) ، وقد توافر ذلك في كثير من المؤلفات ورسائل الدراسات العليا , وكذلك في موسوعة صلاح الدين الصادرة حديثا.
تتفنن الشمس في بلدتي مع أشجار رياضها ، فما من ظِل شجرة إلا وتصحبه بقعٌ فضيّة من الضوء تتراقص هنا وهناك ، أما هواؤها فينساب مُدافا مع النسيم الذي يعانق رذاذ الرافد الخالد لينطلق ملتحفا بأنفاس المروج ووريقات الأغصان .
عنبٌ ... عنبٌ... سبحان الخالق المبدع ، تُزرع أشجار الكروم في الأراضي الصالحة فتعطي ثمارها ، ولكن أعناب مدينتي متميزة ، حتى جعلت البقالين أمام الأمر الواقع ، حيث ترغمهم الجودة والأصالة على الإفصاح عن مصدرها ، وهذه حقيقة واقعة يستطيع أيُّ زائر وهو في المكان الذي يصل إليه (عنب بلد) أن يسمع صوت بائع الفواكه ينادي ( بلداوي العنب) ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
أما عن كرم أهلها وطيبتهم ، فمع ما حملته أصلاب الأجداد من عراقة النسب وأصالة المنبت يوم انحدروا من قلب الجزيرة العربية ، وحطّت رحالهم في (بلد) تعانقت تلك العَراقة والأصالة مع مضامين بيئة المدينة المتمثلة بسمائها التي ما تركت الثرى يوما يستغيث ، وبأرضها التي آلتْ على نفسها إلا ان ترفد الجذور بصافي المداد ، وبهوائها الذي أبى إلا ان يلثم طِـيبا .
شكرا لك أيتها الباحثة الجادة ماجي ، فالكلام عن مسقط الراس يثير الكثير ، ولايسعني إلا أن أكتفي فاقول مستعيرا قول الشاعر بتصرف:
قلتُ ياماجي لاتثيري شجوني فحديثي عن البلاد طويلُ
عدنان عبد النبي البلداوي
( بلدٌ ) هي في سنا المجدِ مجدٌ
ولمن يُنشــدُ الســـــــلامَ دليلُ
تلك أرضٌ غنَّتْ لدجلة شعرا
وسقى الشعرَ ماؤها السلسبيلُ
مدينتي ( بلد) في محافظة صلاح الدين بالعراق، ممتدة الذراعين : ذراع في العمق التاريخي ، حيث شيّد البابليون قبل 3500 سنة سد( نمرود) قربها ، وهو أضخم مشروع عرفه التاريخ القديم ، وحيث يتوزع فيها هنا وهناك أكثر من ( 112 تلاً وموقعا اثرياً) ، وذراعها الأخرى الممتدة في ثنايا سلسبيل دجلة الخير الذي ما فارق كرمُه الدائمُ كرومَها وباسقاتِ نخيلها، والذي بأمواجه الهادئة وابتسامات ضفافه لازال يرفد مخيلة شعرائها وديباجة كتابها وابداع أدبائها بروائع الصور .
وهناك على مقربة من المدينة يشرق بوجهها كل يوم بهاءُ مرقد سليل الهادي السيد محمد (ع)، فحيثما يُذكر السيد تذكر (بلد) ، وقد توافر ذلك في كثير من المؤلفات ورسائل الدراسات العليا , وكذلك في موسوعة صلاح الدين الصادرة حديثا.
تتفنن الشمس في بلدتي مع أشجار رياضها ، فما من ظِل شجرة إلا وتصحبه بقعٌ فضيّة من الضوء تتراقص هنا وهناك ، أما هواؤها فينساب مُدافا مع النسيم الذي يعانق رذاذ الرافد الخالد لينطلق ملتحفا بأنفاس المروج ووريقات الأغصان .
عنبٌ ... عنبٌ... سبحان الخالق المبدع ، تُزرع أشجار الكروم في الأراضي الصالحة فتعطي ثمارها ، ولكن أعناب مدينتي متميزة ، حتى جعلت البقالين أمام الأمر الواقع ، حيث ترغمهم الجودة والأصالة على الإفصاح عن مصدرها ، وهذه حقيقة واقعة يستطيع أيُّ زائر وهو في المكان الذي يصل إليه (عنب بلد) أن يسمع صوت بائع الفواكه ينادي ( بلداوي العنب) ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
أما عن كرم أهلها وطيبتهم ، فمع ما حملته أصلاب الأجداد من عراقة النسب وأصالة المنبت يوم انحدروا من قلب الجزيرة العربية ، وحطّت رحالهم في (بلد) تعانقت تلك العَراقة والأصالة مع مضامين بيئة المدينة المتمثلة بسمائها التي ما تركت الثرى يوما يستغيث ، وبأرضها التي آلتْ على نفسها إلا ان ترفد الجذور بصافي المداد ، وبهوائها الذي أبى إلا ان يلثم طِـيبا .
شكرا لك أيتها الباحثة الجادة ماجي ، فالكلام عن مسقط الراس يثير الكثير ، ولايسعني إلا أن أكتفي فاقول مستعيرا قول الشاعر بتصرف:
قلتُ ياماجي لاتثيري شجوني فحديثي عن البلاد طويلُ
تعليق