أميرةُ اللحظات القصيرة !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أروى عز الدين
    عضو الملتقى
    • 17-03-2011
    • 109

    أميرةُ اللحظات القصيرة !

    أميرة ُ اللحظات القصيرة !

    كان أبي يناديني " أميرتي الصغيرة "عندما كان عمري لايتجاوز
    بضع لحظات تغمرها البراءة
    وقتها كانت الدنيا تعني "أبي "وكنت أظنها ستبقى كذلك !
    فسيد الرجال عندي توّجني" أميرة "على مملكته رغم أني لست الوحيدة عنده !! ولاأعلم حدودا لمملكة الحب والنقاء التي كنت أعيش !!
    حسنا ً علي الآن أن أكون أهلا ً لهذا الاسم لأليق بأن أحمل اسم أبي
    ؛ فقد حملت الكثير رغما ً عنّي!!
    والأجدر بي حمل ماأحبه بثقة وليس ماأبغضه بقوّة !!!
    هكذا تدور عجلة الأيام ؛
    وبجانب نافذة يتقافز المطر خلفها وتعانق حبّاته شباك غرفتي ؛ وعلى كرسي اعترفت عليه بالكثير يوما ً ما وكان شاهداعلى لحظات لازالت صمّاء وجبانة داخلي !
    رغم أنه شهد لحظات شجاعة منّي يوم أن صرخت : هاتوا وطني ياجناة ولصقت على وجوههم عبارة "أنا مسلمة" بكل فخر وتركتهم يترقبون من بعيد آثار خديجة وعائشة وفاطمة واسماء وغيرهن كثيرات كن للتأريخ فخرا
    لكن شجاعتي هنا لاتنفي جبني في بعض المواقف واللحظات ..
    هأنذي أكادأحصرها فأجدها تراوغني كثيرا
    طلبت نجدة المطر فهو غالبا مايسعفني حال توقفت قريحتي فمثله رفيقا لم أجد ولاأظن أني سأجد
    هاهو يغمر الأرض ويغسل الجدران والقلوب معا حتى التي تكابر هاهو يدحرها !
    عجزت حتى لحظاتي الصامدة عن عوني
    فها أنا أنصب سرادقا للعزاء بداخلي حيث إنّي
    قبلت العزاء في :
    بسمة أطفال العراق ؛ وفلسطين وأفغانستان وكل بلاد كانت تسمى بلادا وكانت تملك حرية !
    قبلت العزاء
    في بعض بعضي عندما كانت تحتويني كلماتهم فأصبحت بيني وبينها
    مسافات لاأجيد قطعها بل لاأعرف وإن عرفت فحتما لاأقدر !
    قبلت العزاء في شجاعة بعضهم عندما يصمت عن أمور
    لاتحتاج منه إلا لكلمة حق !!
    ورغم ذلك سأحاول الكتابة !!!


    لأي شيء أكتب وماأكتب ؟؟!!!
    وأنا كلما أمسكت القلم
    تراءت أمامي طعنات بلون الدم تستجدي النسيان وكم هو جبار ومتغطرس !!!
    تراءت أمامي حروف بلون الثلج كانت تحلق حيثماتحب
    فطالها حظر التجوال الذي طال جميع أهلي حيث وطن اختلط فيه المطر بالدم وماعادوا يفرقون بين مايجب الغسل به ومايجب التطّهر منه !!!!
    وتراءت أمامي وجوه كنت أعتبرها رفيقة ووهبتها ذات ضعف قلبي فوجدته معلقا للبيع على طرق المارّة وكم ظنوه رخيصا !!!
    وتراءت أمامي ليال كنت فيها أنظر إلى السماء وأنا استجدي رحمة ربّي بإخوة
    قيدوهم ، أهانوهم ،عذبوهم
    وهم...
    لاشيء سوى تلك النظرات التي تتسارع ذات اليمين وذات الشمال
    علّ طُرقا حملت إخوتهم في الدين تعيدهم ذات شدّة !!
    لكن هيهات !!
    هيهات أن يجتمع الذل والكبرياء
    أن تجتمع السيادة والعبودية !
    القوة والضعف!
    الحق والباطل !
    الشجاعة والجبن !
    كيف لكل هذه أن تجتمع في شخص ؟؟!!
    حتما مادامت لم تحرّكه صرخات إخوته في ليل لايعرف إلا الصمت والرعب
    حتما هو يدّعي عكس مايوقن من نفسه ،، لندعهم ومايدّعون
    فاللبيت رب يحميه ..
    في غمرة تلك المشاعر التي ظهرت بخبث أمامي " رغبة في تدوينها "
    وجدت من خلفها تتلصص ببراءة لحظات سعيدة وجميلة !
    مرت على جسوري ذات يوم وعلِق على ذاكرتها شيء منها
    هي تنظر إلى بحب ووفاء ونقاء من خلف كل تلك الدهاليز المظلمة
    لحظة كنت طفلة ذات ضفائر أقف بباب البيت أنتظر بشوق عودة أبي من مسجده فأهرع إليه وأقبّله ؛
    ولحظة كان لي وطن يعانق السماء كبرياء ً وعزة ؛
    ولحظة عرس الشهيد حين عانق الموت بشجاعة
    ؛ ولحظة يوم نظرت إلى نهاية جسرِ طالما خشيت السير عليه !!
    تراءت لي وحدها
    ربما جلبها المطر
    ( بل هولاسواه !!! )
    فلم يخذلني يوما!!!
    وهاهو جلبها أمامي ...
    فجلست على مقعدي ...
    أمسك فنجان ذاكرتي
    وعلى ورقتي همست لأبي بعبارة "علَها تصله " :
    "عرفت الآن ياأبي بعدك أميرة من أكون! "
    ما أنا إلا أميرة اللحظات القصيرة !!!

    :

    كُتبتْ

    ذات وجع لم يخلّ من أمل بالغد !
    [IMG]http://tsamoh.googlepages.com/ethbat1.gif[/IMG]
  • د.نجلاء نصير
    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
    • 16-07-2010
    • 4931

    #2












    أروى غاليتي
    ما أصعب الاحتلال واغتصاب الأوطان
    واغتصاب الأحلام والأشواك التي نسير عليها عندما نستيقظ على صوت المدافع
    والنيران التي تأتي على الأخضر واليابس وتحول طموحاتنا وأمان أوطاننا إلى رماد
    وتذهب بخيرة شبابنا وتتركنا نحن النساء بين ثكلى وأرملة نقاسي لوعة الخوف
    فالأب غاليتي درع الأمان وهو الجذور التي تحفظ الشجرة من أن تزورها الرياح
    لكن العزاء الوحيد الذي بيقى وسيظل دائما وأبدا هو بلسم وترياق الآلام
    أنهم وإن واراهم الثرى في القلب يحيون
    كم موجعة خاطرتك يا أروى
    تناولت فيها وجع فقد الوطن والأمان
    وقمت بسلاسة اللغة وجمالها فربطتي القاريء بحلقة واحدة
    الوطن هو الأمان للشعوب
    والأب هو الأمان للابنة حفظك الله
    ودمتي بود أيتها المسلمة الألقة
    sigpic

    تعليق

    • شيماءعبدالله
      أديب وكاتب
      • 06-08-2010
      • 7583

      #3
      فنجان الذاكرة قد ارتشفته معك
      وأنا أتلو سطور الروعة هنا عزيزتي الغالية أروى
      ..
      البيت السكن الوطن الأب الحنون
      ما أروعها من كلمات ومعانيها تحتل القلوب
      ولا بد للأمل أن يشرق ويطرق أبواب أحلامنا ليحقق منها ما يسد رمق عمر برمته
      دمت وهذا الجمال الذي يؤسر الفؤاد
      تحية كبيرة تليق
      وشتائل الورد مغمسة بخالص محبتي

      تعليق

      • أروى عز الدين
        عضو الملتقى
        • 17-03-2011
        • 109

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء نصير مشاهدة المشاركة














        أروى غاليتي
        ما أصعب الاحتلال واغتصاب الأوطان
        واغتصاب الأحلام والأشواك التي نسير عليها عندما نستيقظ على صوت المدافع
        والنيران التي تأتي على الأخضر واليابس وتحول طموحاتنا وأمان أوطاننا إلى رماد
        وتذهب بخيرة شبابنا وتتركنا نحن النساء بين ثكلى وأرملة نقاسي لوعة الخوف
        فالأب غاليتي درع الأمان وهو الجذور التي تحفظ الشجرة من أن تزورها الرياح
        لكن العزاء الوحيد الذي بيقى وسيظل دائما وأبدا هو بلسم وترياق الآلام
        أنهم وإن واراهم الثرى في القلب يحيون
        كم موجعة خاطرتك يا أروى
        تناولت فيها وجع فقد الوطن والأمان
        وقمت بسلاسة اللغة وجمالها فربطتي القاريء بحلقة واحدة
        الوطن هو الأمان للشعوب
        والأب هو الأمان للابنة حفظك الله
        ودمتي بود أيتها المسلمة الألقة
        الأستاذة الغالية " نجلاء "
        الدفء هو الأمان الحقيقي للقلوب !
        شكرا لهذا المرور وهذا الألق ،
        طوق ياسمين أهديه لك ِ
        مع مودتي وفائق احترامي
        [IMG]http://tsamoh.googlepages.com/ethbat1.gif[/IMG]

        تعليق

        • فايزشناني
          عضو الملتقى
          • 29-09-2010
          • 4795

          #5
          من فنجان الذاكرة أقرأ :
          طوبى للذين عبروا
          مرحى للقادمين بعدي
          كيف انقضى الوهم
          وانتشى السراب
          على وجوه لم تكن تشبهني
          وحده وجهك يا أبي يحل اللغز
          ويفك الأحجية التي طالت
          فأنت تملك المفتاح
          لأسئلتي التي شاخت
          ووحدك يا أبي يبتسم لي
          دون أن يطالبني بشربة ماء
          أختي أروى
          بدون تعقيد وبدون مجاملة
          رسمت صورة نبيلة لوجه نحبه ويحبنا
          وحفرت في ذاكرتنا ومضات للحظات قصيرة
          نشعر فيها بشكل خشوع وإيمان
          لك مني كل الود والاحترام
          هيهات منا الهزيمة
          قررنا ألا نخاف
          تعيش وتسلم يا وطني​

          تعليق

          • أروى عز الدين
            عضو الملتقى
            • 17-03-2011
            • 109

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
            فنجان الذاكرة قد ارتشفته معك

            وأنا أتلو سطور الروعة هنا عزيزتي الغالية أروى..
            البيت السكن الوطن الأب الحنون
            ما أروعها من كلمات ومعانيها تحتل القلوب
            ولا بد للأمل أن يشرق ويطرق أبواب أحلامنا ليحقق منها ما يسد رمق عمر برمته
            دمت وهذا الجمال الذي يؤسر الفؤاد
            تحية كبيرة تليق
            وشتائل الورد مغمسة بخالص محبتي

            الأستاذة والأخت الغالية والقريبة " شيماء "
            كلماتي تقف خجلة أمام روعة مرورك ِ !
            شكرا ولاتفي .
            ياسمينة أتركها هنا
            لروح أحببتها في الله
            اسمها
            شيماء .
            [IMG]http://tsamoh.googlepages.com/ethbat1.gif[/IMG]

            تعليق

            • عبد الرحيم محمود
              عضو الملتقى
              • 19-06-2007
              • 7086

              #7
              أعجبني جدا أسلوبك الرقيق ، الحزن مصاحب للحروف يصبغها بلونه ويبللها بدموعه ، رغم ذلك يبقى حرفك قطرات ندى على أكمام الورد / تحيتي واحترامي .
              نثرت حروفي بياض الورق
              فذاب فؤادي وفيك احترق
              فأنت الحنان وأنت الأمان
              وأنت السعادة فوق الشفق​

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #8

                الغالية أروى

                تشتكين من الإحتلال و الأسر و كلماتك هي من أسرتني
                أمام هذا الطوفان من الحب للوطن للأب للأرض للكرامة و الصمود
                لا يسعني إلا ان أحيي ابداعك و ذائقتك الأدبية التي تفيض رقة كماء زلال
                لك مني أجمل تحية و لا تحرمينا من كلماتك الرائعة و فكرك الراقي
                كل التحية و التقدير

                تعليق

                • أروى عز الدين
                  عضو الملتقى
                  • 17-03-2011
                  • 109

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
                  من فنجان الذاكرة أقرأ :
                  طوبى للذين عبروا
                  مرحى للقادمين بعدي
                  كيف انقضى الوهم
                  وانتشى السراب
                  على وجوه لم تكن تشبهني
                  وحده وجهك يا أبي يحل اللغز
                  ويفك الأحجية التي طالت
                  فأنت تملك المفتاح
                  لأسئلتي التي شاخت
                  ووحدك يا أبي يبتسم لي
                  دون أن يطالبني بشربة ماء
                  أختي أروى
                  بدون تعقيد وبدون مجاملة
                  رسمت صورة نبيلة لوجه نحبه ويحبنا
                  وحفرت في ذاكرتنا ومضات للحظات قصيرة
                  نشعر فيها بشكل خشوع وإيمان
                  لك مني كل الود والاحترام
                  أخي الكريم فايز شناني
                  إضافتك طغت على النص وسجّلت بها حضورا مميزا!
                  الأب ملحمة لايميتها التأريخ !
                  شكرا لك أخي وجزيت خيرا .
                  [IMG]http://tsamoh.googlepages.com/ethbat1.gif[/IMG]

                  تعليق

                  • أروى عز الدين
                    عضو الملتقى
                    • 17-03-2011
                    • 109

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
                    أعجبني جدا أسلوبك الرقيق ، الحزن مصاحب للحروف يصبغها بلونه ويبللها بدموعه ، رغم ذلك يبقى حرفك قطرات ندى على أكمام الورد / تحيتي واحترامي .
                    شكرا لمروركم
                    [IMG]http://tsamoh.googlepages.com/ethbat1.gif[/IMG]

                    تعليق

                    • أروى عز الدين
                      عضو الملتقى
                      • 17-03-2011
                      • 109

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
                      الغالية أروى

                      تشتكين من الإحتلال و الأسر و كلماتك هي من أسرتني
                      أمام هذا الطوفان من الحب للوطن للأب للأرض للكرامة و الصمود
                      لا يسعني إلا ان أحيي ابداعك و ذائقتك الأدبية التي تفيض رقة كماء زلال
                      لك مني أجمل تحية و لا تحرمينا من كلماتك الرائعة و فكرك الراقي
                      كل التحية و التقدير
                      الأستاذة القريبة من القلب
                      الراقية جدّا " منجية " ...
                      يزهر المتصفح حين تمرين
                      وتتراقص الحروف حين تعقبين
                      فشكرا ولاتفي لجميل مرورك ِ وكلامك ِ
                      ممتنّة أستاذتي الغالية .
                      [IMG]http://tsamoh.googlepages.com/ethbat1.gif[/IMG]

                      تعليق

                      • أحمد أبوزيد
                        أديب وكاتب
                        • 23-02-2010
                        • 1617

                        #12
                        جلست ابحث عن كلمات فهربت منى حروفى

                        الوطن ... الأب .... هما الأمان

                        سنعود يوماً نمرح تحت المطر

                        أستاذة أروى

                        حرفك يلامس القلب

                        يرسم ملامح ألم قد عصفت بمشاعر رقيقة


                        تحياتى و تقديرى
                        أحمد أبوزيد

                        تعليق

                        • أروى عز الدين
                          عضو الملتقى
                          • 17-03-2011
                          • 109

                          #13
                          الأستاذ الفاضل أحمد أبو زيد
                          دائما تهرب الحروف منا عندما نحتاجها وكثيرا تخذلنا !
                          أما اللهو تحت المطر:
                          ففي بلاد الشمس الأسيرة
                          أصبحت هذه أماني مستحيلة !
                          أسعدني جدا مرورك هنا ...
                          وتشريفك لحروفي ...
                          شكرا بحجم احترامي لحضرتك .
                          سدد الرحمن خطاك .
                          [IMG]http://tsamoh.googlepages.com/ethbat1.gif[/IMG]

                          تعليق

                          • رزان محمد
                            أديب وكاتب
                            • 30-01-2008
                            • 1278

                            #14
                            بل أميرة قدمت من العراق الشامخ شموخ نخيله، وبعطاء دجلة والفرات..
                            كتبت فأبدعت ، تداخلت الصور والمشاهد بتسلسل مبهر وموجع
                            بانتظار صفحات لك مشرقات أخرى كنقائك.
                            التعديل الأخير تم بواسطة رزان محمد; الساعة 03-07-2011, 07:35.
                            أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
                            للأزمان تختصرُ
                            وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
                            وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
                            سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
                            بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
                            للمظلوم، والمضنى
                            فيشرق في الدجى سَحَرُ
                            -رزان-

                            تعليق

                            • أروى عز الدين
                              عضو الملتقى
                              • 17-03-2011
                              • 109

                              #15
                              أكرمكِ الله أستاذتي الغالية "رزان " وشكرا لهذا
                              الخلق الكبير الذي تحملين !
                              سعادتي بكِ لاحدَّ لها !.
                              لاحرمت رفقتك يارفيقة الخير .
                              [IMG]http://tsamoh.googlepages.com/ethbat1.gif[/IMG]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X