جلسات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلاديولس المنسي
    أديب وكاتب
    • 01-01-2010
    • 3432

    جلسات

    جلســـات

    إخلُد يوماً للإسترخاء، وإنخلع بذاتك عن عالم الضوضاء ،وأسكن بروحك رحابة الفضاء ، هناك فقط تكون الجلسات ، فإترك عالم الحدود والطرق والمسارات، وتتبع خطى الروح وتناثرها وكيف تكون هنا وبذات الحين هناك ، إغمض طرفك وإستسلم لتلك الروحانيات ، فقط تذكر رب السماء وكيف كانت بلا عمداً والأرض بسطها للأحياء ، تعمق وتعلم كيف تنسلخ من الحدود لترى بروحك لا بقصور العين وماديتها ، تمهل وتنقل بهدوء الفراشات ، تنفس عبق النقاء ، ولامس نجمات الطهر وداعبها وإنصت لترتيل السماء ، وهمس الملائكة بالذكر والأصفياء إسبح معهم ببحور العشق حد الذوبان ، إبكي وأسل أنهار الدمع خوفاً ورجاء ، توسل لتسكن خلجاتك خشوعاً يدنيها ... يقربها ..... يأخذها ... ويأتي بها بين يدي الرحمن..................

    هنا تعجز الكلمات فتتوقف حروفي لأسكن تلك الجلسات



    جلاديولس المنسي
    التعديل الأخير تم بواسطة جلاديولس المنسي; الساعة 15-06-2011, 10:51.
  • مصطفى شرقاوي
    أديب وكاتب
    • 09-05-2009
    • 2499

    #2
    عند توقف الكلمات وقصور التعبير عن العطاء ربما تتوقف الأقلام ولكن المداد دائم بدوام المصمون لوروده على نهر مداده لا ينضب وسحره حلال يدوم , هناك حيث الورود الروحي قبل أن نرد وهيهات هيهات بين من تفتح له أبواب السماء فيلج وبين من لا تفتح لهم أبواب السماء فيسقطون يتخطفهم الطير أو تهوي بهم الريح في مكان سحيق

    .....

    رائعة عند من يقدرها

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #3
      تحياتى البيضاء

      أهلا بالمبدع المتميز الأستاذ جلاديوس ، وأهلا بهذا النص الجميل والذى ستكون لى معه وقفة حول البنية اللغوية ووقفة حول العلاقة النحوية وتشكيل السياق ، ووقفة حول تجنيس النص ولنبدأ بإذن الله الوقفة الأولى حيث بدا لى من قراءتى الأولى للنص حول البنية اللغوية ما يلى

      - ( إخلد _ للإسترخاء – إنخلع – أسكن – فإترك – إغمض – إستسلم – إسبح - إبكى ) كافة هذى الأفعال همزتها همزة وصل وليس قطعا كما ورد بالنص ، فالقاعدة تقول إن أمر الخماسى والسداسى والمصدر وكذا أمر الثلاثى جميعها همزته همزة وصل

      - ( بلا عمداً ) هنا يجب جر لفظة عمد لإنها مسبوقة بحرف جر وليس نصبها كما ورد بالنص

      - ( إبكى وأسل أنهار الدموع خوفا ورجاء ) هنا الفعل يجب أن يكون ( ابك ِ ) حيث إنه فعل أمر مخاطب به المذكر المفرد مبنى على حذف حرف العلة وهو الياء

      يتبع ،،،،،

      تعليق

      • محمد الصاوى السيد حسين
        أديب وكاتب
        • 25-09-2008
        • 2803

        #4
        أول ما يتلقاه قارىء النص هو هذا العنوان " جلسات " وهو العنوان الذى يمهد لتلقى سياق النص وما فيه من روحانية ودعوة للتأمل والتفكر

        - ونتلقى عنوان النص على أكثر من تأويل فعلى سبيل المثال نتلقاه على أن المراد ( هى جلسات ) أو ( جلسات للروح ) أو ( جلسات لى ) وكلها صيغ يتيحها سياق العنوان وتدور فى فلك التمهيد والتحفيز للمتلقى لاكتشاف هذى الجلسات وخبرها

        - الملاحظة الثانية هى أن العنوان جاء جمعا وليس مفردا بما يحمل رسالة للمتلقى أن هذا التأمل والتفكر ليس نزوة عابرة أو مرة للتجربة بل هى حالة من المران والدأب والتراكم فهى جلسات عدة متغايرة متنوعة

        - يقوم سياق النص من المفتتح ثم عبر سياق النص كاملا على علاقة فعل الأمر للمخاطب المفرد المذكر فنجد سياق ( اخلد – لنخلع – اسكن – اترك – تتبع - أغمض – تذكر – تنفس ) وهى العلاقة النحوية التى يؤول فيها الأمر إلى حالة الالتماس والرجاء

        - وهى العلاقة أيضا التى تنشر ظلالا عدة منها أن بطل النص الذى عبر عنه الكاتب يخاطب ذاته فيجعل ذاته اثنين يخاطب الأول يكابد حالة تحتاج للبوح والثانى يدرى هذى العلة فيخاطبه بعلته ويرشده إلى هذى الجلسات وإلى درب التفكر والتأمل فيما حوله ثم إلى حالة الانعتاق مما يعيقه عن مبتغاه وفطرته

        - لكن هذا التأويل يجعلنا أمام حالة من العزلة التى لا يجد فيها بطل النص من آخر يخاطبه ويتواصل معه ويسترشد به إلا ذاته نفسها حين يشطرها أمامنا اثنين

        - كما أن هذى العلاقة النحوية لفعل الأمر تنشر ظلا آخر هو خطاب بطل النص إلى المتلقى نفسه حين يبصر حاجته إلى مثل هذى الجلسات وإلى حالة التفكر والتأمل

        - إذن ذكاء هذى العلاقة حين تفترض هذى الحالة أنها تقع على علة عامة لإنسان العصر اللاهث المحاصر بالصخب والمبتلى بغيبة السكينة ، هنا تجىء علاقة الفعل الأمر الذى يفيد الالتماس تجىء دواء لعلة كامنة يفاجؤها رهافة الأمر وحسه بما يكابده المتلقى

        - إذن نحن أمام علاقة نحوية تنفتح على براح من التأويل وتنشر أكثر من ظل دلالى بما يجعلها علاقة ثرية تمنح النص أبعادا مختلفة ووجهات متغايرة حين تلقيه

        - (اخلُد يوماً للإسترخاء، وانخلع بذاتك عن عالم الضوضاء ،واسكن بروحك رحابة الفضاء ، هناك فقط تكون الجلسات )

        هذى هى لوحة المفتتح والتى تتدرج فيها الدعوة إلى حالة التفكر فتبدأ بالدعوة إلى الاسترخاء والبعد عن الضوضاء ، والسكون إلى حالة الفضاء ، وسنلاحظ هنا توظيف فنية السجع وهى فنية أصيلة من فنيات النثر العربى وساهمت فى إثراء النثر العربى لغة وإيقاعا

        - وإذا تأملنا فنية السجع هنا سنجد أن المتلقى يقرؤها ساكنة أى أن الهمزات جميعها تقرؤ عبر السكون بما يستحيل تعبيرا كنائيا عن حالة الملل والرتابة التى يكابدها بطل النص والتى ستنداح إلى المتلقى وهى الحالة النابعة من الضوضاء والصخب وحصار الزحام

        - هنا يلعب السجع فى سياق المفتتح بذكاء فى الإيحاء بعلة حالة الرتابة التى يكابدها بطل النص/ المتلقى عبر إيقاع الجمل الأولى

        - ربما نجد علاقة ( هناك فقط تكون الجلسات ) تحمل حالة من الشك لا أحسبها تخدم يقين علاقة الأمر ولنتأمل السياق دونها

        (إخلُد يوماً للإسترخاء، وإنخلع بذاتك عن عالم الضوضاء ،وأسكن بروحك رحابة الفضاء ، هناك تكون الجلسات ) أى نتلقى علاقة تكون على أنها تامة لا حاجة لها إلى الخبر بما ينشر ظلا من اليقين والثقة بينما فقط توحى بمسحة قلق وشك حين تحاول أن تؤكد السياق وتحصره بينما غيابها ينشر اليقين بشكل سلس فى مدى السياق


        - ثم ولنتوقف عند هذى الاستعارة (وتتبع خطى الروح وتناثرها وكيف تكون هنا وبذات الحين هناك ) وهى الاستعارة المكنية التى تقوم على علاقة المفعول به ثم المضاف إليه ( خطى الروح ) وهى التى تخيل لنا الروح فى هيئة أخرى تصورها لنا ضالة منشودة ترتحل لكنها تترك آثار خطاها على الطريق وكأنها عامدة إلى هذا ، وإلا لمحت آثار خطاها ، فكأن الروح تشتاق صاحبها فتترك لها ما يتتبعها به تترك له الأمل فى العودة والخلاص

        - لكنها ترتحل فتتناثر ، والتناثر هنا يكنز استعارة مكنية يخيل لنا الروح فى هيئة أخرى غير الاستعارة الأولى فهى تستحيل كيانا أقرب إلى حفنة من بذور ، أو كيانا شبيها بوريقات شجر يابسات فى خريف ، إن الروح بارتحالها تتغاير إلى غير ما هى ، فلا ترجع روحا
        - ثم نتلقى دفقة التخييل التالية التى تكنز استعارة جديدة ( وكيف تكون هنا وبذاتالحين هناك ) حين تستحيل الروح فى هيئة جديدة ثالثة فهى تستحيل طيفا وشبحا وتستحيل شرودا عميقا أى أنها تكف عن كونها روحا نابضة بالحياة والأمل

        - هنا لابد وأن نرجع إلى علاقة الأمر ( تتبع خطى روحك ) وهو التتبع الذى يعلق السياق عليه منجاة الروح وصاحبها فكأنه حين يتبعها فى دروب الضوضاء والصخب يلتئمان كلاهما بالآخر فترجع الروح روحا ويرجع صاحب الروح إنسانا نابضا بالحياة النقية التى يشتهيها


        - ثم ولنتأمل هذا السياق (فقط تذكر رب السماء وكيف كانت بلا عمدًٍ والأرض بسطها للأحياء ) وهو السياق الذى على نبل فكرته يحمل مباشرة ووعظا عبر خطاب تلقاه القارىء كثيرا فى الخطاب الدينى بما يجعله فى سياقه هنا يبدو مستعارا ولا يحمل جديدا فاعلا فى حالة الدهشة الفنية التى يحتاجها النص ولنتأمل سياقا آخر خاج هذا السياق لنرى الفرق فى حالة التحليق الفنى فلنتأمل هذا السياق
        (تمهل وتنقل بهدوء الفراشات ، تنفس عبق النقاء ، ولامس نجمات الطهر وداعبها وإنصت لترتيل السماء ، وهمس الملائكة بالذكر والأصفياء إسبح معهم ببحور العشق حد الذوبان )

        - نحن هنا أمام الدهشة الفنية أمام علاقة الحال شبه الجملة ( تنقل بهدوء الفراشات ) وهى علاقة الحال التى تكنز وجوها عدة للتلقى حيث كل قراءة ستنتج حركة مغايرة للتنقل وهيئة مختلفة له نابعة من تغاير خبرات التلقى حول علاقة المضاف إليه ( الفراشات )

        - ثم نتلقى علاقة ( تنفس عبق النقاء ) وهى العلاقة التى تكنز استعارة مكنية تخيل لنا النقاء وقد صار من شدة الحنين إليه والتعطش لحضوره صار شذا عابقا جليا فى المكان

        - ثم نتلقى سياق ( لامس نجمات الطهر ) وهو السياق الذى يكنز استعارة مكنية تخيل لنا بطل النص وقد صار كيانا ملائكيا حين استجاب لدعوة السياق بل صارت النجمات طهرا وصار هو قادرا على أن يدنو إليها
        - ولنتأمل جمالية الفعل ( لامس ) والتى توحى بحالة الرهافة التى تسيج السياق وتتناغم مع الحالة الوجدانية العميقة التى تسكن اللوحة

        - ثم نتلقى سياق ( أنصت لترتيل السماء ) هنا يصبح التلقى عبر السماء مباشرة بما يليق بحالة القرب التى أدركها المخاطب فهو قد لامس النجمات وصار نقيا كالفراشات خطوه فهنا يصبح لروحه السمع والبصر

        - وهو السياق الذى يحيلنا إلى أدبيات التصوف وجماليات البوح والمكاشفة التى يحققها المريد

        - وتنداح جمالية التخييل بهذى الهيئة هيئة المريد الذى تتكشف له عوالم الروح ونقائها حين يرجع إلى روحه فيلوذ بها وينخلع من أناه الضيقة ، حتى لا تكون للكلمات قدرة على أن تعبر فهى فى عوالم أخرى غير عالمها الضيق الضاخب المختنق بالزحام والضوضاء التى تعمى الإنسان عن الروح وفطرتها النقية


        - هنا تكمن رسالة هذا النص ، رسالته النبيلة التى تدعو إلى حالة من المصالحة مع الروح بعدما ران عليها ما ران

        يتبع ،،،،،،،،،،

        تعليق

        يعمل...
        X