في لحظة ما قرر أن اتوجة لتلك الحجرة داخل منزلي والتي قد هجرتها منذو وقت طويل أو كنت أتظاهر بهجرانها
لا أدري ما السبب الذي أعادني تلك الليلة للأقتراب منها؟ أهو الفضول ؟ أم ربما يكون الحنين لا أدري؟
أو قد يكون الصمت ومحاولة نسيان الحالة العاطفية التي عشتها يومآ من الأيام؟
فقد يكون الصمت وكبت المشاعر التي بداخلي قد تفجر وقلدني وشاح الشجاعة للأقتراب منها؟
وأعترف أني أجحفت كثيرآ في حق ذاتي وكنت ظالمآ لها ولكل الأحداث العاطفية التي مررت بها ,لأني ركنتها
جميعآ تحت سقف تلك الحجرة ووضعت قفلآ غليظآ على بابها لكي لا أفتحه أو يحاول فتحه آخر.
ولأني كنت أعول كثيرآ على الأيام في أن تخفي مفتاح ذلك القفل فقد كنت مطمئن بأني لن أجده ولن أصل اليه.
وهذا ما دعاني لعدم البحث عنه مطلقآ وقد أجبرت مشاعري نتيجة ذلك بعدم الأقتراب من حجرتي .
أيضآ لا أكاد أخفي ان هناك هاجس خفي يحدثني ويحذرني من الأقتراب منها كذلك ولم أستطع معرفة ما ذلك الهاجس
ومع هذا كله فقد جاءت اللحظة التي فيها نقضت كل تلك العهود والمواثيق ولم أعد مباليآ بأين من المشاعر أومن
ذلك الهاجس لاني ضعفت كثيرآ وسرت من غير أرادتي حتى وصلت الى باب تلك الحجرة وأصبحت أبحث عن
السبل التي من خلالها أستطيع الوصول لفتح الباب والدخول فيها وكنت لا أعلم لأي سبب تقدمت اليها ؟
ولا أدري ماذا أصنع عند دخولها؟ وكأني شخص آخر لايعنيه مابداخل الحجرة وقد أتخذت دور المتفرج المتابع
لما سيجري من أحداث.وما أن أصل الباب الأ واجد أن هناك من يصارعه يريد فتحه تأملت كثيرآ فلم أرى
أحد .ولكن بعد حين ظهرت أمامي ذاتي وكانت هي من يحاول الدخول .صمت ولم أرغب في أفزاعها ولم اود
كذلك أن تشعر بي وأردت متابعتها لأأرى ماذا تصنع وماذا تريد.ولقد تألمت كثيرأ من هذا التصرف ومن تنصلها
مني .وهاهي تحاول ولكن الأيام قد أضاعت مفتاح باب الحجرة.وتتوقف ذاتي عند باب الحجرة وأنظراليها في دهشة
وقلق وأعود بذاكرتي للوراء فتخبرني أن المفتاح موجود بداخلي ولكن يبدو أن هناك من يشوش على ذاكرتي لكي
لاتتذكربوجوده أو أن الخوف الذي بداخلي وهروبي من تلك الحجرة هو من أوهمني بضياع مفتاح الباب وأبحث عنه
قليلآ ثم أجده وأنا في حالة شديدة من الأستغراب وتمسك به أصابعي ثم أرمي به بالقرب من ذاتي المتعطشة
والواقفة بجوار الباب من غير أن تشعربي وكأنه لا علاقة لي بالأمر وأيضآ كأني غير متواجد خلفها.
وأقف بعيدآ عنها لا أعلم ماذا تصنع؟ وبعد عدة محاولات من البحث المضني للذاتي للمفتاح تجده فتحمله وتضعه
في القفل لينفتح. وقد كانت أناملي ترتعش حتى كادت تسقط من شدة الأرتعاش وكدت أسقط على عتبات الباب
من شدة خفقان قلبي ثم تكتشف ذاتي بأمري وأني أراقبها وأتتبعها لأعرف ماتصنع.
أنه لأمرغريب ومحيرما أشاهده وماأشعربه.وينفتح الباب وعيناي مغمضتان من الخوف من رؤية مفاجئة بالداخل
أو من حصول الشيء الذي كان يجبرني على عدم الأقتراب من الحجرة ومن ثم دخولها.
ولا أدري قد يكون الجزع من شدة الفرح هو من أجبرعيني على أغلاق جفونها؟ فهذه الحجرة لا تحتل مكانآ
داخل منزلي فقط . ولا تعتبر مجرد أربعة حيطان وسقف ,بل هي أكبربكثير من ذلك كله.
ففيها أجمل ذكريات عمري وبها خزائن أسراري وقصائدي وأشعاري ودفاتر أحلامي وقصاصات رسائل غراماتي والكثير الكثير
من قنينات عطر مواعيدي .
وبأختصار هذه الحجرة هي أنا والأيام وكل قصص العشق والغرام.
وبعد أن أستطاعت ذاتي التي كانت أشجع مني رغم أنها مدانة بجرم لفعلها هذا ولكن فعلها رغم أني لا اقره ولكن قد أجد فيه الكثير
من السعادة والكثير من الحلول التي حيرتني ولم أجد لها حل.وتهم ذاتي بالدخول وأضع يدي على قلبي لأخفف من نبضاته ولأسكت
هديرخفقانه المرعب والذي أخاف أن يصل صداه لمسامع ذاتي فتلتفت فتعرفني.وتفسد أمنياتي وأحرم من رؤية حجرتي أو من الدخول
لها.وأعود ليدي الأخرى وأقبض عليها بشدةلأقلل من رعشتها وقد كنت جسورآ أو حاولت أن أكون كذلك لا أدري؟
وتدخل ذاتي الى داخل الحجرة وتصبح مدانة بأرتكابها للجرم ومتلبسة بالأدلة التي تثبت أرتكابها للجريمة .وأسمح لبصري بالدخول
مع ذاتي لداخل الحجرة وبعد دخولي عبر بوابة بصري يخيم على كياني في تلك اللحظة صمت رهيب ويتملكني شعور غريب بعدما
تطايرت لأنفاسي روائح عطرية كثيرة ومختلطة ,وهذا زاد من رهبتي وجعلني أكون أكثر قلقآ وأكثر توتروأرتباك.
وحينها راجعت نفسي قليلآ ولقد هميت بالعودة وبالخروج من الحجرة,ولكن حاء قراري الأخير بأن أجازف وأخوض تلك المغامرة
في صمت وبعيدآ عن رؤية ذاتي لي.وكان أول سلاحي لخوض تلك المغامرة عيناي ,وتمكنت عيناي من التعامل مع الأحداث.
وحدقت بسرعة رغم أرتداد طرفيها في تلك اللحظات مئة مرة في الثانية وكأنها تريد أن تمهد لاستقبال ما ستواجه أوأنها تريد
الدخول في جو تلك الحجرة التي كانت يومآ من الأيام هي المكان الدائم الذي لا أبرحه.
وبعد أن حل التعب والأجهاد بأهدابي توقفت تلك الأرتدادات وبدأت أبصر شيئآ فشيئآ .لأتقدم لألحق بعيني وكانت خطوتي الأولى
خائفة والثانية مترددة وكانت الخطوة الثالثة حالمة .وقد أنستني خطوات والتركيز عليها الخوف من رؤية ذاتي لي وضنيت بأني
أنا البطل وأني وحيدآ.وسرعان ما عدت لتدارك الموقف وتابعت مايحدث ,ومن الغريب والمضحك أن ما حل بي من تعثر وتخبط
قد حل مع ذاتي ,فقد شاهدتها تتقدم وتتعثر حينما أصتدمت خطواتها بتلك الحقائب المبعثرة والملقاة في وسط الحجرة لتسقط ذاتي
بينها وتبقى ممدة وفي غمرة متابعتي أسقط أيضآبالقرب منها ومع أن السقوط مؤلم جدآ الا أن له فائدة عظيمة فقد جعلني أستفيق
مرة أخرى لأتعامل بوعي أكثر وبحرص أشد .لأهرب من حالة اللاوعي التي أراها تعتريني بأستمرار.
تمكنت بعدها من النهوض والابتعاد عن الحقيبة التي أسقطتني قليلآ. وتمكنت ذاتي في المقابل من الجلوس وهاهي الحقائب تحاصرها
لتدينها على ما أقترفت من ذنب فقد كانت تحيط بها كأنها أجرام تدور حول بعضها وذاتي الصغيرة في الوسط بينها وشاهدة على جريانها.
جلست أراقب المشهد من خلال مكرسكوب آمالي حتى أصبحت أدورمعهم في فلك دورانهم تحملني سفينة فضاء أحلامي الضائعة
والتي بواسطتها أستطعت أن أعود للماضي البعيد الذي كنت أعيشه والذي هو مختزل داخل تلك الحقائب وداخل الحجرة التي نحن
متواجدون فيها .وهاهي الذكريات أراها من نافذة السفينة تطوف حولي واطوف أنا معها وتذكرني بتلك الأيام حتى أحسست بشوق
وحنين داخلي لتلك الأيام ولتلك الذكريات.وأوقف سفينتي وأتوقف قليلآ وابتعد عن ممارسة تلك اللعبة مع مجموعة الحقائب لأني
أن تماديت قد أنسى من نفسي فيكشف أمري.وعندما توقفت أحسست بألم في رأسي ويبدو أني قد أصبت بألم دوار البحر من شدة
ومن سرعة الدوران وحاولت أن أضع يي علي واحدة من تلك الحقائب لأستند عليها وأضع يدي الأخري على حقيبة ثانية لكي لايختل
توازني وأسقط .ويظهرلي أن الهدف الذي لم أرد الأفصاح عنه وانا أضع يدي على الحقيبتان هو رغبتي الجارفة في أن أطفيء لهيب
الشوق والحنين اللذان بداخلي عندما أجد شيئآ ما يحيي حالتي العاطفية التي كنت أعيشها فهي من سيزيل ألم الدوار الذي أشعربه
ومابداخل تلك الحقائب هو أيضآ من سيدخل السعادة والبهجة في صدري من جديد وينسيني كل مايحيط بي من جراح .
وأعلم أني لن أجد ذلك كله الا عندما أتمكن من رؤية ما بداخل تلك الحقائب.ولكن السؤال المهم كيف ذلك وكيف يتسني لي هذا؟
وبالفعل ها أنا ذا قد بدات أصارع أطماعي ولهفة رغباتي لكي لا ينطفيء ما بداخلي من لظى الأشواق ولكي لا تخمد عندي نيران
الحنين. وتحين ساعة الفرج فلقد قاد الفضول ذاتي كذلك حب المعرفة الا أن يقوم بمحاولة فتح واحدة من الحقائب التي تحيط به
ولقد كان عددها خمس حقائب وكانت كل حقيبة تملك خصوصية مستقلة في لونها وحجمها وكذلك في شكلها ,ولكن جميع تلك الحقائب
عزيزة وغالية على قلبي,وفي النهاية أجد ذاتي قد شدها اللون الأسود لتلك الحقيبة فقررت أن تفتحتها .وكانت تلك الحقيبة بالصدفة
هي أول حقيبة أشتريتها وأنا في المرحلة الدراسية للثانوية وقد كانت الأكثر مرافقة لي من بين كل الحقائب فهي رفيقي في أسفاري
وهي من كان يتحمل مراقتي وطيشي في تلك الأيام .وتمسك بها ذاتي وتفتح سكتها وأتخيل بأن يدي هي من يفتحها ويأخذني الخيال
معه لأبعد مما كنت أظن أو أتصور فقد شعرت بأني أنظر ليدي الصغيرة التي كانت من غير دبلة وقليلة الشعر ولا يوجد بها ساعة أو
خاتم .رباه وكأني أنظر ليدي قبل خمسة عشر عامآ.كانت لحظة مهيبة وحزينة لأن مشاعري أختلطت وصعب علي وصف حالتي
أو حتى التعبير عنه.ولكن المهم الآن أنه تحقق ماتمنيته وهورؤية واحدة من الحقائب تفتح.وتعود رائحة العطر لتطاردني من جديد
فقد كانت رائحة العطر في أستقبالي وهي الآن تكرر ما فعلته في السابق وتنبعث من داخل الحقيبة وان كانت هذه المرة أقوى وأكثر
تركيزآورواجآ وأزكى شذى .شعرت به وهو يهاجمني وأحسست به وهو يتغلغل في أعماقي ويعيدني الى عبق تلك الأيام والى نشوة
تلك الليالي وكان شيء جميل ورائع .ومع هذا فقد خفت ان يكون فخآ قد نصب لي لأقع فيه ويتكشف وجهي أما ذاتي.
وفي غمرة المشاعر نسيت مرة أخرى الخوف من ذاتي وطفت وتجولت مع رائحة العطر حول الديار وبالقرب من الأماكن التي كنت
أسير فيها وزرت الساحات وعبرت معه الطرقات وصافحت كثيرآ من الأشخاص الذين كانوا ذاك الزمن .وبعد هذه الجولة التي
أستنشقت من خلالها وفيها عبير الماضي كنت في غاية الفرط من السعادة والحبور فكررت أكثر من مرة أستنشاق ذاك العبير وكأني
مدمن يستنشق مخدرقد أدمن عليه لفترة من الزمن ثم فقده ثم تحصل عليه.وبعد أن تشبع جسدي من عبير تلك الرائحة وأصبحت
أتنفس عطرآ تذكرت أن له قصة وله حكاية تذكرت من أهداه لي وما العلاقة التي ربطتنا ببعض .
تذكرت وتمنيت أنني لم أتذكر شيئآ .لأني لم أوقاوم الذكرى ولالم أصمد أما حكاية العطر فقد أستسلمت أعصابي وبدأت العيون
يتشكل حولها غيمة سوداء مثقلة بالدموع ولم أستطع منع تلك الشرارة من التلامس لتحدث البرق ويتبعه الرعد في أحداقي .
وتبرق الغيمة لتضيء الحجرة ويدوي الرعد من بين أهدابي ومن تحت حاجبي ليصل صداه لكل جزء من أجزاء الحجرة.
وتبدأ الدموع في التساقط قطرة قطرة ولا أملك حيال تساقطها الا أن أبارك تلك القطرات.
وسهيت عما أبحث عنه وعن متابعة ذاتي وهي تقلب في موجودات تلك الحقيبة .ومع شدة الدموع وقوة جريانها أشعر كأنها تجري
داخل شراييني وحاولت أن أجد عقارآ يخفف الألم الذي شعرت به داخل شراييني مع كل تلك الدموع ولكني لم أجد.
فعدت لمتابعة آخر الأحداث مع ذاتي والحقيبة التي ذاتي قد أستطاعت فرز محتوياتها لأتجاهل بعض الأشياء وكأني لم أراها وأصد عن
البعض الآخر لأنها ستزيد من أنهمار دموعي أكثر فأكثر,لما لها من ذكرى غالية على قلبي.
وتعلق ذاتي أثناء فرزها بورقة من بين تلك الأشياء وتخرجها وتنظرفيها وتمكث طويلآ وهي محدقة فيها فيشدني الموقف كثيرآ وأتمنى
معرفة ما فيها ولكن كيف؟فأنا لا أستطيع ان أقترب لأن المكان الذي أنا متواجد به لا يسمح لي بذلك ولا أريد الأقتراب أكثر فتعرف
ذاتي بهويتي .وأبقى معلقآ بين الأمل في رؤية ماهو مكتوب على الورقة وبين مخاوفي من التعرف على من أكون.
وأخيرآ ترفع ذاتي الورقة بعيدآ عن الحقيبة وعاليآ قليلآ وتمسك بها وتقترب بها مني لأني قريب من مصدر النور.
ومع أقترابها أصبحت يدي تهتز خوفآ من رؤية ذاتي لي ورهبة مما هو مكتوب في تلك الورقة.
وفي الحقيقة كان الموقف والحالة التي كنت عليها لايمكن أستيعابها فتارة أشعر بنشوة ومرات أعيش لحظات مخيفة أشبه ما أكون
برجل يشارف على الموت . وأشاهد بصعوبة الورقة وكأني أنظر الى حقل ولا أكاد أراه من شدة هطول المطر عليه فعيناي لم
تتوقف بعد من تساقط الدموع وتلك الورقة تصارع أمامي ذاتي وهي تجتذبها يمينآ ويسسارآ.
وكم تمنيت أن تمتد يدي لأخطفها من ذاتي لتستقر الورقة في يدي لأقرأمافيها بوضوح وبين مد وجزر يستقرالوضع قليلآ ويتحسن
فيقع بعضآ من بصري على بغض من أجزاء تلك الورقة فيتهجى شعوري الحرف الأول من أول سطر فيها لأول كلمة وتتشكل ذكرياتي
بقية حروفها لتقرأ الحقيقة أن أول كلمة كانت حبيبي.............
فكانت تلك الكلمة هي مفتاح السر فبعد أن ظهرت وتيقنت منها حقيقة وخيال أدركت يقينآ السر وراء هروبي ومما أهرب ؟
وعلمت أن ما أنا عليه الآن من حال وما حل بي لم يكن سوى لتأثير تلك الكلمة فهي من صنع بي كل هذا وقد كانت الحقيقة التي
بداخلي تدرك هذا وتعلم به حتى من قبل حصوله .لذلك كانت تلك الحجرة من الأشياء التي المحذورة التي لايسمح لي من قبل ذاتي
بالاقتراب منها؟
ولكن الأمر الغريب والمحير هو كيف سمحت ذاتي لذاتها وتنصلت مني ؟ولما حاولت منعي ولما فضلت دخول حجرتي بعيدآعني؟
كل هذه أسرار من أسرار الحكاية لابد من معرفتها وسأعرفها في الموعد المناسب .
واني أجد كل ما حصل وكل ما عرفته يحتم علي زيادة الحرص والسعي اكثر لايضاح الأمور ومعرفة ما لا أعرفه.
وها هو حبي لمعرفة المزيد يعيدني للورقة من جديد تقودني رغبة جارفة أشبه بدموعي الجارفة والتي لا زالت تتساقط لدرجة أني
اصبحت خائفآ أن تغرق ذاتي ويغرق في بحر دموعها .
وأتجاهل أي أثر أوأي خطرسيلحق بي جراء قرائتي للورقة وأتابع الصبر وأتمكن من قراءة السطر الأول والذي كان يترجم عبرحروفه
بداية تعلمي حروف الغرام .وينقلني الشوق لأقرأ السطر الثاني لأني أتقنت الآن ما كنت أمقته أيام دراستي ولم أكن أتقنه فكنت
أخاف الغش في أوقات الأمتحانات ولكن الحب وسيرة الحب وقصص الحب جعلتني أتقن غش كلماته من بين السطور وعلى أي
ورقة كانت وفي أي مكان كذلك.
واتناسى أني مارست حالة من الغش وأعود للسطر الثاني لأضطر لتغشيش فوادي ماكتب لينقلها لقلبي ليخلدها هناك فقد كان يحكي
السطر ويصور بوضوح معالم عالمي الصغير الذي سرت فيه ودخلت أجمل ساحات الدنيا ساحة العشق الكبير.
ومن غير أن أدرك أجدني قد أرتميت في أحضان السطر الثالث الذي شكل وتشكلت معه شخصيتي التي أصبحت لها عشيقة
وحبيبة يهوي اليها فؤادي .وكم الأيام تبدو قصيرة وكأنه لم يمضي يومآ واحدآ على تلك الفترة ذلك ما شعرت به وأنا أتمتم بالكلمات
المكتوبة في السطر الرابع فقد ربطني وأعادني للماضي .
وتكتمل الفصول ليحل السطر الخامس والأخير كآخر الفصول ولكنه يحل ربيعآ وليس صيفآ .فقد كان ربيع عمري حقآ
لأني أحببت فيه من كان حبه في قلبي يختال ضاحكآ وفيه أحببت وعشقت من كاد حسنه أن يتكلم .......
وهذا الحب لم يكن لفصل الربيع بل لحبيبتي التي هي الربيع بعينه ....فهي من جعل تلك الفترة في حياتي تأبى الا أن تكون
ربيعآ دائم .وقد عرفت الحب فيه وأزهرت به حياتي .لتنتهي الجمل والعبارات مع نهاية السطر الخامس .
فقد كانت خمسة أسطر مكتوبة فوق تلك الورقة وما أجملها من أسطر خمسة .
ومع كونها تحمل اجمل وأرق معاني الجمال الا انها أيضآ كشفت لي سر آخر كان غائبآ عني فقد دلتني الى معرفة السر في عدد
الحقائب الخمس ولم يكن يعنيني العدد بشيء ولكن عند ظهور الاسطر الخمسة أيقنت أني وتذكرت أيضآ أني قد خصصت لكل سطر
حقيبة وأن كان يبدو أن السطر لا يمثل ذاك الحيز مقارنة بالحقيبة ولكني لم أخصص الحقائب لتلك الأسطر الا بعدما راهنت بأن
كل سطر قديفوق بمحتواه كثيرأ حجم محتوى الحقيبة الواحدة.
وبالطبع الآن عرفت وأدركت محتوى الحقائب وعلمت بموضع السطر الأول في أي حقيبة وكذلك الثاني ثم الثالث وبعده الرابع
وأخيرآ حقيبة السطر الخامس .وميزت سر أختلافهاوألوانهاوكذا أحجامها.
وهاأنا ذا أجد ما يشغل نفسي من جديد عن الورقة التي مازالت بين يدي ذاتي فحكاية الحقائب والأسطر الخمسة أخذتني عن الورقة
قليلآ ولكني عدت الآن وهذا طبع المحب دائمآ لا يتنصل عن مصادر حبه الا ذاتي التي تنصلت مني,ولكن لن ألقي مزيدآ من اللوم
والعتاب عليها الآن حتي تتضح الأمور .ثم أن العاشق لا يرضى ولا يقنع بما دون النجوم وهذا مادفعني للعودة الى الورقة فقديكون
فيها أشياء أخرى غير ماتوصلت أنا له قد تقودني الى اكثر مما وصلت اليه .وقديكون فيها الكثير من الحلول لكل تلك الألغاز والأسرار
فذاتي لازال سرمحير يحتاج لحل ,وربيع عمري عشته من خلال تلك الورقة ولن اعيشه الا عن طريقها لذا أجد أن همسات ونسائم
الماضي الجميل تسابقني على التشكل فوق سطح الورقة لاتبعها وأنغمس في أسطرها وأتفحصها بشدة ولا أريد الوقوف عند أي
سطر لاني أريد قرآتها الف مرة وأريد عد أسطرها الف مرة أيضآ وأجد نفسي تواقتآ لذلك كله .ولكن هيهات لأن ذاتي لا زالت تمسك
بالورقة وهي من يتجكم فيها .وهناك مانع آخر فدموعي لاتزال تتساقط وكم أنا خائف أن تزيد وتصبح أكثر تساقطآ مما عليه فتكون
سببآ آخر يحرمني من التمتع من تلك الورقة .ولذا فسأحاول أن أوفق بين كل تلك الأمور وأتخلى وأتفرغ فقط للأطلاع وقراءة الورقة.
وكأن الظروف والقدر قد حنا علي ورأفى لحالي فقد تمكنت من قراءة الرسالة والمرور على تلك الأسطر أكثر من مرة ولأن الخوف
يتربص بي من كل لاناحية والدموع غزيرة ووعي وكل تفكيري كان مشتتآ ولم يكن موجودآ الا فوق الاسطرالحمسة فلم يكن هناك
مجالآ لرؤية شيئآ آخر غير تلك الأسطر.
وفي مرة من المرات وأنا أكرر قراءتي لسطورها أشاهد وسط تلك الورقة شيئآ مختلف يحتاج الى تدقيق ومتابعة لمعرفة ما هو ؟
وهذا مادفعني لأن أقترب قليلآ متناسيآ وجود ذاتي الصامته وسمحت ليدي أن تمسح بعض الدموع من على عيني وكانت المرة الأولى
التي تمسخ يدي دموعي .وأنظر من جديد لوسط تلك الورقة فأشاهد لونآ ورديآ جميلآ وقد زاد من أثارتي لمعرفته أكثر ثم تظهر
أمامي أنها عبارة عن طبعة لقبلة .عندها تناسيت الدموع وأنعزلت قليلآ عن الحالة التي أعيشها وسخرة كل أحاسيسي وأستعنت بكل
مشاعري وبسبل وعيي لتعيش معي ولتوضح وتفسر ما قد يشكل علي ولتدرك معي وأدرك معها ما وقعت عليه عيناي.
وبعد برهة من الزمن تتضافر الجهود ويؤكد لي كل شيء أستعنت به على أن مانشاهده الآن ليس الا رسم لقبلة وضعتها حبيبتي على
تلك الرسالة.لقد كانت اللحظة الاكثر ايلامآ والأقسى في حياتي ...وكانت اللحظة الأكثرحسرة لي عبر تاريخي....
وكانت اللحظة التي فيها تخشبت وتسمرت مشاعري .لقد تجمدت أحاسيسي ولم أعد أعرف أنا في حالة من الوعي أو اللا وعي ...
شعرت أن الزمن توقف ,والنبض توقف ,والدموع والآهات كذلك توقفت .
أحسست أن اللحظة التي أعيشها خارج نطاق وحدود الزمن وخارج نطاق مقدرة العقل .
اللحظة طويلة ؟أم قليلة لا أدري؟ ولا أدري كذلك كم من اللاشيء من الوقت قضيت ؟
وبقيت على حالي حتى عدت الى بداية الشعور فعادت عقارب الساعة بالدوران ,وأدركت عودتي فعلآ عندما رأيت نفسي وأنا محدق
على منظر وشكل تلك الشفتان وبهذه العودة يعود كل شيء الى طبيعته كما كان قبل التوقف.
وتسحرني صورة ورسم تلك القبلة وتقودني لمشهد سينمائي لكل القبل التي كانت بيننا.وفي ظلال تلك القبل أشاهد المواعيد في ذلك
الزمن وتزلزلني حشرجة الآهات المدوية من صدري .وأهيم وأهيم مع لحظات اللقاء وأعيش نشوة تلك اللحظات وأرى يدي الآن
ترتعش ولكن هذه المرة ليس من الخوف بل لأنه أصابها داء التلاقي ورعشة لحظات اللقاء,لقد نملت وتعرقت وكأني ذاهب للقاء من
أحبها قلبي حتى أن لأكاد أن أشعر بوجود يدها وقد ذابت يدي فيها .
وهاهي شفتيها تتفضل علي فتكمل لي بقية ملامح وجهها وقادتني الصورة لتذكر أول مرة فيها تقابلنا وأول لقاء كان بيننا.
لقد تملكتني الفرحة,وقيدني الخوف ,وبعثرني الخجل وكبلني الشوق مع الكثير من لسعات الحنين أول مرة رايتها وكنت معها وحدنا.
وكم كان حبها يذوبني وأنا واقف بالقرب منها ,وأيضآ كم كان يمنعني من أقترب منها.وقد كان عقلي يزعم وينادي بأنه لا وجودلها
وانها من صنع بنات أفكاري ومن نسج خيالي .ويردعليه قلبي في غلظة وينفي أدعائه ويقول له كفاك هذيانآ وأنظر اليها لتراها أمامك
حقيقة ماثلة للعيان.
كم كنت أقاسي وأنا أشاهد وأعيش معهم ذاك الحوار وكل ذلك الخصام ولكني لم أكن لأميل مع طرف أو أنحاز لطرف دون الآخر
فقد تعايشت معهم جميعآ فعشت حبها مع عقلي على أنها خيال يأخذني للعيش معها ويبعدني عنها لأراها في كل مكان وكنت أعيش مع
حبها مع قلبي على أنها حقيقة لاشك ولا جدال فيها وأخاطبها وأسمع لها وتبكي عيناي أمامها ويبتسم قلبي أمامها وتنعم يدي بملامسة
جسدها الطاهر وكذلك كان حبي لها يقبلها.لقد كنت أعيشها أمامي واقعآ وخيال وكنت أخاطبها بكلمة وأسمع منها حرف وأبقي سمعي
معها وأصعد بحرفها الى السماء فيتشكل من حرفها الأوحد أمامي الف الف حرف..........
أن ما أعيشه ليس مجرد ورقة بها بصمة ورسمة لقبلة .فأنا أعيش حتمآما كنت يومآ عليه ....وهاهي الورقة تقترب من وجهي
مرة وتبتعد مرة أخرى كما كان حالي عند مقابلتها........
وهكذا هو حالي الآن ..فكم من المرات ترددت في الاقتراب منها حتي أقترب وتتلاشى أجسادنا وتنصهر مع بعضها البعض
حتى تصبح جسدآ واحدة وروحآ واحدة.....وكانت تلك اللحظة فقط التي فيها تلتئم جراحنا ...تذكرت كل ما كان وها أنا أعيشه
الآن فلا أتمالك نفسي وأسقط مرة أخرى من غير شعور وكأني أسقط من أعلى شاهق على رأسي.
ولم أستطع الوصول الى نفسى الا وانا ملقى على أرضية تلك الورقة وقد وضعت شفتي على مكان بصمة تلك الشفة وكم طال بي المكوث
وأنا ساقط لقد تمددت طويلآ ولم أشعر بذرة ألم فوق جسدي جراء سقوطي وذلك لأن روحي عادت كثيرآ الى الوراء وشعرت بذاك
الشعورالذي كان يعتريها فتخدرجسدي ولم أشعر بشيء وقد كانت لحظات اللقاء تأخذروحي مني وتنسيها العالم بأسره .
ولم يكن يوقظ أحساسنا المنغمس في الحب ولا أرواحنا الهائمة في دروبه ويلهمنا بحقيقة الأمور من حولنا في ذاك الزمان غير الخوف
والحرص على الحب الذي بيننا .حيث كنا نعود للواقع ونعمل عقولنا للحظات لكي تكشف لنا مايجري من حولنا ,ولنطمئن ان حبنا
يعيش في سلام وأن العالم من حولنا غافل عنا وصامت لا يطاردنا ولا تتبعنا أشباح اجساده.ونعود من جديد لنركب تلك الموجة التي
نبحر معها الى حيث لا مرسى ولا شطئان.لنظل مبحرين مع الحب الى الأبد.
وأجد أن الخوف والفزع يعود لي الآن في زمني الحاضر وأن كانت ليست معي ليوقضني كما كان يوقضني في الزمن الماضي عندما
كنا سويآ. ولكنه جعلني أشعر بحقيقة الوضع الذي أنا عليه وهذا لم يكن لولا صنع الحب الأبدي الخالد فهو هكذا لا يتغير ولا يتبدل
ويبقى يسير على طريق العشق ذاته لا يحيد عنه العاشق ولا المعشوق سواءآ كان المحب حاضرآ أوكان الحبيب غائبآ.....
لقد عدت كما كنت أعود سابقآ لرؤية الأشياء من حولي............
عدت ولم أعلم بأني قد أختطفت الورقة من ذاتي في لحظة لم أراه فيها وتناسيته ..ولم أكن في تلك اللحظة أخافه أواعير له أي أتمام
لقد عدت لأجد أن الورقة قد ألتصقت على وجهي وعلقت ووقعت شفتيي بوسطها ....وها أنا ذا أحاول أبعادها لكي لا تتلف
وتغرقها دموعي التي لازالت تسكب الدمع فتنطمس أسطرها الخمسة وتضيع من وسطها القبلة الحانية....
حاولت أبعادها بهدوء ولقد عانيت كثيرآ حتى تمكنت من نزعها ..ثم نظرت اليها فاذا بدموعي قد غيرت معالم السطورالخمسة
لأنها أمتزجت مع ألوانها فحبيبتي كانت تكتب لي كل رسائلها بألوان متعددة وفي الغالب كانت تستخد م خمسة ألوان تحبها وأنا احبها
كذلك.فتكتب كل سطر بلون مختلف وهذا ما جعل تلك الرسالة عندما تغلغلت في اعماقها الدموع تغيرها .
ولكن كان هذا التغيير مصدرآ جديدآ للجمال فقد ظهرت الورقة وكأنها لوحة خرافية الشكل يحيط بها الغموض والتناقض والألهام
من كل مكان ويزيد من روعتها تلك النقطة العميقة التي تتوسطها فقد بقيت القبلة تحمل شكلها الطبيعي مع قليل من التغيير
وكأن تلك القبلة بمثابة القلب النابض للانسان فهي من أعطى اللوحة المصنوعة بريشة الصدفة الحياة ..........
ونظرت اليها فأنبهرت من جمالها وأحببتها أكثر من السابق وزالت كل مخاوفي وشعرت أن القدر حرك السكون الذي كان بها وجعل
منها شيئآ آخر جديدآ وعشت فرحة الشعور لأني أحسست وكأني استقبل رسالة جديدة وأبدية وملهمة....
تحكي قصة حب خالد لا يموت أبدآ......
وأعود لممارسة لعبة المرجحة طلبآ لأن أشعر بحالة الدوران التي أدمنتها في السابق .فقد أخذت أمرجح بيدي تلك الورقة لأجففها لأنها
أبتلت من الدموع ومن جراء تلك المرجحة وبالنظر في تلك اللوحة الرائعة شعرت بذهاب عقلي مع الورقة عندما تبتعد ومجيئه معها
حينما تقترب .وبعدما كلت يدي من كثرة المرجحة أتوقف وأنظر لها وأذا بها قد جفت فأقبلها مرة أخرى وأستنشق من عطرها الذي
لم يبقى منه الا القليل القليل وأهم بأعادتها في تلك الحقيبة التي كانت بها وأحببت أن أختار لها ماكانآ جميلآ وآمننآ داخل الحقيبة
يليق بها وبمكانتها عندي,وفتشت كثيرآ حتى أحترت أين أضعها ووسط حيرتي أذا بصوت يخاطبني ويقول ضعها هنا؟؟؟؟؟؟
والحقيقة أنه أنتابني الخوف كثيرآآآآآ......وخشيت أني بدأت أهلوس من كثرة ماتخيلت ومن كثرماعشت تلك الحظات والتي
كنت استعين بخيالي للوصول اليها ...........
واذا ب يتحدث ويقول لالا أنت لا تتوهم ولست مصابآ بالهلوسة؟؟؟؟؟
وأجيب بسرعة ومن أنت ؟؟وأين أنت ؟؟؟؟؟
فلا أسمع منه الا دوي الضحكات وأشعر بخوف شديد اصبح يملأالحجرة وأصبح يداهمني من كل مكان....ويشل تفكيري ولا
أستطيع التحدث وفي غمرة تيارات وعواصف الخوف الذي حل بي ...تظهر ذاتي أمامي فوق تلك الحقيبة السوداء وقد استحكم
الضحك عليها وبطريقة غريبة ...حينها بدأ الخوف في الزوال من أعماقي وشعرت بقليل من الخجل من ذاتي وبفيض من الحقد والغل
ثم يناديني ويقول ضع الورقة التي بيدك هنا؟؟؟وأجيبه على الفور وما علاقة أنت بهذه الورقة سأضعها في المكان الذي يحلوا لي من
غير أن أستنيربرأيك؟؟؟؟وأيضآ أعتقد أنه ليس مهمآ أن أضعها هنا أو هناك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكن المهم لدي الآن هو معرفة لماذا تنصلت مني؟؟ولماذاكنت تهمس في داخلي دومآ بعدم الأقتراب من حجرتي؟؟؟
وكيف تجرأة وقصدة الحجرة وعبثة في أشيائي من غيرأستأذان ومن دون علمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا لا تجيبني ولماذا لا تكف عن هذه الضحكات المقززة؟؟؟
وأخيرآ يتفوه ليقول هذا أنت كما عهدت لايمكن أن تتوب من الحب ولا يمكن أن تستسلم دومآ سيفك مشهر تريد أن تغمده في ساحات
العشق؟؟؟؟؟؟أعلم كل هذا ولكنك لم تجبني بعد على ماطرحته عليك من أسئلة لا تتهرب أرجوك؟؟؟؟وهل لازلت تريد الاجابة
وتبحث عنها؟؟؟؟نعم والا لما وجهتها اليك؟؟؟؟حسننآ سأجيبك ولكن تأكد أنك من طلبني الايجابة فلا تلمني بعدما أفرغ وتحملني
اي ملامة فقد يكون فيما أقوله لك قسوة أو الم لك؟؟؟قل قل لاتخف أي قسوة وأي ألم تتحدث عنها أم هذا كله تهرب من الحقيقة؟؟؟
لالا سأخبرك الآن بالحقيقة كاملة وعليك أن تنصت؟؟؟؟تفضل ولكن عليك أن تدرك جيدآ أنك أن عدت للمراوغة فسأقتلك؟؟؟
تقتلني ؟؟؟نعم سأقتلك فلم أعد أحتمل وأنت وحدك من يعلم بحبي وعندك وحدك كل أسراري هل ما قلته صحيح أم لالا؟؟؟؟؟
نعم صحيح وأنت لم تكذب فيما قلت وأنا أعلم بكل هذا وأنت تعلم أنني أعلم ؟؟ولكن أنت لا تعلم بأنك قد قتلتني؟؟ماذا ؟؟؟؟
كيف ذلك ؟؟لالاهل عدت للمراوغة الا تخاف؟؟؟لا لم أعد ولكنها الحقيقة لقد قتلتني قبل أن تخرج في فيك تلك الكلمة التي تهددني فيها
بالقتل ؟؟وأنت لا تعلم ؟وكيف أبعقل ذلك؟؟؟؟أنك عندما أحببتها وقررقلبك أن تكون عشيقة له تخليت عني وتنصلت أنت مني
ولست أنا من تنصل منك لقد ألقيت بي في غياهب المستحيل وفي ظلمات الضياع تجردت مني وقيدتني هنا في هذه الحجرة وكنت تذهب
وحدك معها وأصبحت تكررذلك مرات ومرات حتى نسيت أن لك ذات...............
فقد أحببتها أنت من غير أن يكون لك ولا معك ذات أو حتى مكان أوعنوان كنت تعيش معها الحب بذاتها هي لا بذاتك فقد كانت ذاتها
تلازمك ليلآ ونهارآ ....وأما أناذات الحقة فقد حكمت علي بالفناء فلا أحد يقبلني لأكون ذاتآ له ولا أستطيع الأنتحار للخلاص مما
أعانيه وأقاسيه فحياتي مرتبطة بحياتك ولا أستطيع ان اتصرف بحياتي لأنك وحدك من يستطيع التصرف بحياتي.....
هكذا كانت حياتي وهكذا أنا أعيش حتى اللحظة وياللاسف أنت لا تدرك ولا تشعر ولا تعلم عن شي أبدآ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وما آلمني وزاد من غيضي زغضبي أنك وبعد فراقك لحبيبتك أستمريت تعيش من غيري وكل الذي يسيرخطواتك ويترجم حياتك
هو بقايا ذاتها التي ورثها حبك لها...............
الآيحق لي أن أغار ؟؟وانتقم وأغضب؟؟ وأحمل لك في صدري الكثير من الحقد والغل الا يحق لي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أرجوك توقف كفى لست أنى من تتحدث عنه ؟؟لايمكن لايمكن فأنا لم أكن أنانيآ في يوم من الأيام ويستحيل أن أكون بهذا الشكل عديم
المشاعر والأحاسيس أو مجرد من صفات الأنسانية؟؟؟لا أصدق لالا ؟؟؟لا صدق وهذه حقيقتك المرة التي لا تريد سماعها...
وأرجوك أنت دعني أكمل حديثي ؟؟وهل بقي شيء ؟؟نعم بقي ماهو أشد وأنكى ؟؟ماذا بقي صدقني أني متعب ؟؟لالايجب أن اخبرك
بكل شيء ولكن قبل أن أخبرك اريدمنك ان تجاوبني على هذا السؤال؟؟وماسؤالك هات؟؟أريدك أن تخبرني عن حبيبتك التي أحببتها؟
مابها؟أين هي وما هوسبب أبتعادك عنها؟؟سؤالك غريب فأنت تعرف كل شيءعني؟؟نعم أعرف ولكن أخبرني من متى تحدث معي
أريد أن أتحدث معك أو أن هذا محرم علي كذلك؟؟لالاسأخبرك؟؟لقد ماتت رحمها الله وكان سببآ كافيآ للانقطاع عنها ولكن حبها لم يمت
ولن يمت أبدآ؟؟نعم أدرك كم أنت حاذق في الايجابة على الاسئلة التي تخصها ولكن للاسف أعظم الاغبياء في الأسئلة التي تخصني
لايهم اعود لأخبرك ببعض الحقائق أن رغبت؟؟نعم تفضل ؟؟أجل ماذا لو أخبرتك أن عشيقتك ماتت مقتوله هل تصدق؟؟؟؟؟؟؟
ماذا تقول لالا أصدق هذا هراء وتزييف للحقيقة؟؟ابدآ لا أصدق؟؟ صدق أو لا فقط كنت أريد أن أخبرك بالحقيقة؟أي حقيقة؟؟
حقيقة أنها ماتت مقتولة؟؟أجل ومن قتلها ؟لن تصدق كذلك أن أخبرتك؟؟لا سأصدق ولكن أخبرني؟؟؟
أنا من قتلها؟؟أنت ...نعم أنا .....
أنك تكذب ولو كنت أعلم أن أحدآ قتلها لقتلته مئة مرة؟؟؟
لايكفي قتلتي مرة واحدة وها أنا أمامك أقتلني ؟؟رباه ماهذا الذي أسمعه ؟؟؟؟لقد قتلتها لأعيش ؟؟؟لقدقتلتهالتعود لي....
ولكن للاسف لم أستطع أعادتك .....لقد كنت أحاول أن أمنعك من الأقتراب أو الدخول لحجرتك لكي لاتتذكرها ولنسيك الايام
ويبدو أنك رشوة الأيام فخانتني كما خنتني أنت؟؟؟؟لقد قررت ألدخول الى حجرتك لأخفي كل مالها لأحرق الحب الأبدي الذي رفض
أن يموت ورفضت أنت كذلك موته...لقد تخفيت منك لكي لا تعلم بأنني أنا من سيخفي كل أثر لحبك ..ولكن لا أعلم اي قوة
وأي سلطة لحبك أخبرتك بما عقدت العزم عليه فكنت معي حاضرآ لحظة بلحظة وعلى قدر ما انا كاره وحاقد لحبك على قدر ما أنا
معجب به....والآن أقتلني فلا غريم لك غيري ....الست ترغب بأخذ الثأر .. فأقتلني فلا ثأر لك ما أحد سواي...
هيا أقتلني لأنني أنا من قتل...حبك...الذي بعتني...من أجله....وقبضت الثمن......
حبآ.....لم يتجاوز.......ثمنه.......خمسة.....أسطر......
لا أدري ما السبب الذي أعادني تلك الليلة للأقتراب منها؟ أهو الفضول ؟ أم ربما يكون الحنين لا أدري؟
أو قد يكون الصمت ومحاولة نسيان الحالة العاطفية التي عشتها يومآ من الأيام؟
فقد يكون الصمت وكبت المشاعر التي بداخلي قد تفجر وقلدني وشاح الشجاعة للأقتراب منها؟
وأعترف أني أجحفت كثيرآ في حق ذاتي وكنت ظالمآ لها ولكل الأحداث العاطفية التي مررت بها ,لأني ركنتها
جميعآ تحت سقف تلك الحجرة ووضعت قفلآ غليظآ على بابها لكي لا أفتحه أو يحاول فتحه آخر.
ولأني كنت أعول كثيرآ على الأيام في أن تخفي مفتاح ذلك القفل فقد كنت مطمئن بأني لن أجده ولن أصل اليه.
وهذا ما دعاني لعدم البحث عنه مطلقآ وقد أجبرت مشاعري نتيجة ذلك بعدم الأقتراب من حجرتي .
أيضآ لا أكاد أخفي ان هناك هاجس خفي يحدثني ويحذرني من الأقتراب منها كذلك ولم أستطع معرفة ما ذلك الهاجس
ومع هذا كله فقد جاءت اللحظة التي فيها نقضت كل تلك العهود والمواثيق ولم أعد مباليآ بأين من المشاعر أومن
ذلك الهاجس لاني ضعفت كثيرآ وسرت من غير أرادتي حتى وصلت الى باب تلك الحجرة وأصبحت أبحث عن
السبل التي من خلالها أستطيع الوصول لفتح الباب والدخول فيها وكنت لا أعلم لأي سبب تقدمت اليها ؟
ولا أدري ماذا أصنع عند دخولها؟ وكأني شخص آخر لايعنيه مابداخل الحجرة وقد أتخذت دور المتفرج المتابع
لما سيجري من أحداث.وما أن أصل الباب الأ واجد أن هناك من يصارعه يريد فتحه تأملت كثيرآ فلم أرى
أحد .ولكن بعد حين ظهرت أمامي ذاتي وكانت هي من يحاول الدخول .صمت ولم أرغب في أفزاعها ولم اود
كذلك أن تشعر بي وأردت متابعتها لأأرى ماذا تصنع وماذا تريد.ولقد تألمت كثيرأ من هذا التصرف ومن تنصلها
مني .وهاهي تحاول ولكن الأيام قد أضاعت مفتاح باب الحجرة.وتتوقف ذاتي عند باب الحجرة وأنظراليها في دهشة
وقلق وأعود بذاكرتي للوراء فتخبرني أن المفتاح موجود بداخلي ولكن يبدو أن هناك من يشوش على ذاكرتي لكي
لاتتذكربوجوده أو أن الخوف الذي بداخلي وهروبي من تلك الحجرة هو من أوهمني بضياع مفتاح الباب وأبحث عنه
قليلآ ثم أجده وأنا في حالة شديدة من الأستغراب وتمسك به أصابعي ثم أرمي به بالقرب من ذاتي المتعطشة
والواقفة بجوار الباب من غير أن تشعربي وكأنه لا علاقة لي بالأمر وأيضآ كأني غير متواجد خلفها.
وأقف بعيدآ عنها لا أعلم ماذا تصنع؟ وبعد عدة محاولات من البحث المضني للذاتي للمفتاح تجده فتحمله وتضعه
في القفل لينفتح. وقد كانت أناملي ترتعش حتى كادت تسقط من شدة الأرتعاش وكدت أسقط على عتبات الباب
من شدة خفقان قلبي ثم تكتشف ذاتي بأمري وأني أراقبها وأتتبعها لأعرف ماتصنع.
أنه لأمرغريب ومحيرما أشاهده وماأشعربه.وينفتح الباب وعيناي مغمضتان من الخوف من رؤية مفاجئة بالداخل
أو من حصول الشيء الذي كان يجبرني على عدم الأقتراب من الحجرة ومن ثم دخولها.
ولا أدري قد يكون الجزع من شدة الفرح هو من أجبرعيني على أغلاق جفونها؟ فهذه الحجرة لا تحتل مكانآ
داخل منزلي فقط . ولا تعتبر مجرد أربعة حيطان وسقف ,بل هي أكبربكثير من ذلك كله.
ففيها أجمل ذكريات عمري وبها خزائن أسراري وقصائدي وأشعاري ودفاتر أحلامي وقصاصات رسائل غراماتي والكثير الكثير
من قنينات عطر مواعيدي .
وبأختصار هذه الحجرة هي أنا والأيام وكل قصص العشق والغرام.
وبعد أن أستطاعت ذاتي التي كانت أشجع مني رغم أنها مدانة بجرم لفعلها هذا ولكن فعلها رغم أني لا اقره ولكن قد أجد فيه الكثير
من السعادة والكثير من الحلول التي حيرتني ولم أجد لها حل.وتهم ذاتي بالدخول وأضع يدي على قلبي لأخفف من نبضاته ولأسكت
هديرخفقانه المرعب والذي أخاف أن يصل صداه لمسامع ذاتي فتلتفت فتعرفني.وتفسد أمنياتي وأحرم من رؤية حجرتي أو من الدخول
لها.وأعود ليدي الأخرى وأقبض عليها بشدةلأقلل من رعشتها وقد كنت جسورآ أو حاولت أن أكون كذلك لا أدري؟
وتدخل ذاتي الى داخل الحجرة وتصبح مدانة بأرتكابها للجرم ومتلبسة بالأدلة التي تثبت أرتكابها للجريمة .وأسمح لبصري بالدخول
مع ذاتي لداخل الحجرة وبعد دخولي عبر بوابة بصري يخيم على كياني في تلك اللحظة صمت رهيب ويتملكني شعور غريب بعدما
تطايرت لأنفاسي روائح عطرية كثيرة ومختلطة ,وهذا زاد من رهبتي وجعلني أكون أكثر قلقآ وأكثر توتروأرتباك.
وحينها راجعت نفسي قليلآ ولقد هميت بالعودة وبالخروج من الحجرة,ولكن حاء قراري الأخير بأن أجازف وأخوض تلك المغامرة
في صمت وبعيدآ عن رؤية ذاتي لي.وكان أول سلاحي لخوض تلك المغامرة عيناي ,وتمكنت عيناي من التعامل مع الأحداث.
وحدقت بسرعة رغم أرتداد طرفيها في تلك اللحظات مئة مرة في الثانية وكأنها تريد أن تمهد لاستقبال ما ستواجه أوأنها تريد
الدخول في جو تلك الحجرة التي كانت يومآ من الأيام هي المكان الدائم الذي لا أبرحه.
وبعد أن حل التعب والأجهاد بأهدابي توقفت تلك الأرتدادات وبدأت أبصر شيئآ فشيئآ .لأتقدم لألحق بعيني وكانت خطوتي الأولى
خائفة والثانية مترددة وكانت الخطوة الثالثة حالمة .وقد أنستني خطوات والتركيز عليها الخوف من رؤية ذاتي لي وضنيت بأني
أنا البطل وأني وحيدآ.وسرعان ما عدت لتدارك الموقف وتابعت مايحدث ,ومن الغريب والمضحك أن ما حل بي من تعثر وتخبط
قد حل مع ذاتي ,فقد شاهدتها تتقدم وتتعثر حينما أصتدمت خطواتها بتلك الحقائب المبعثرة والملقاة في وسط الحجرة لتسقط ذاتي
بينها وتبقى ممدة وفي غمرة متابعتي أسقط أيضآبالقرب منها ومع أن السقوط مؤلم جدآ الا أن له فائدة عظيمة فقد جعلني أستفيق
مرة أخرى لأتعامل بوعي أكثر وبحرص أشد .لأهرب من حالة اللاوعي التي أراها تعتريني بأستمرار.
تمكنت بعدها من النهوض والابتعاد عن الحقيبة التي أسقطتني قليلآ. وتمكنت ذاتي في المقابل من الجلوس وهاهي الحقائب تحاصرها
لتدينها على ما أقترفت من ذنب فقد كانت تحيط بها كأنها أجرام تدور حول بعضها وذاتي الصغيرة في الوسط بينها وشاهدة على جريانها.
جلست أراقب المشهد من خلال مكرسكوب آمالي حتى أصبحت أدورمعهم في فلك دورانهم تحملني سفينة فضاء أحلامي الضائعة
والتي بواسطتها أستطعت أن أعود للماضي البعيد الذي كنت أعيشه والذي هو مختزل داخل تلك الحقائب وداخل الحجرة التي نحن
متواجدون فيها .وهاهي الذكريات أراها من نافذة السفينة تطوف حولي واطوف أنا معها وتذكرني بتلك الأيام حتى أحسست بشوق
وحنين داخلي لتلك الأيام ولتلك الذكريات.وأوقف سفينتي وأتوقف قليلآ وابتعد عن ممارسة تلك اللعبة مع مجموعة الحقائب لأني
أن تماديت قد أنسى من نفسي فيكشف أمري.وعندما توقفت أحسست بألم في رأسي ويبدو أني قد أصبت بألم دوار البحر من شدة
ومن سرعة الدوران وحاولت أن أضع يي علي واحدة من تلك الحقائب لأستند عليها وأضع يدي الأخري على حقيبة ثانية لكي لايختل
توازني وأسقط .ويظهرلي أن الهدف الذي لم أرد الأفصاح عنه وانا أضع يدي على الحقيبتان هو رغبتي الجارفة في أن أطفيء لهيب
الشوق والحنين اللذان بداخلي عندما أجد شيئآ ما يحيي حالتي العاطفية التي كنت أعيشها فهي من سيزيل ألم الدوار الذي أشعربه
ومابداخل تلك الحقائب هو أيضآ من سيدخل السعادة والبهجة في صدري من جديد وينسيني كل مايحيط بي من جراح .
وأعلم أني لن أجد ذلك كله الا عندما أتمكن من رؤية ما بداخل تلك الحقائب.ولكن السؤال المهم كيف ذلك وكيف يتسني لي هذا؟
وبالفعل ها أنا ذا قد بدات أصارع أطماعي ولهفة رغباتي لكي لا ينطفيء ما بداخلي من لظى الأشواق ولكي لا تخمد عندي نيران
الحنين. وتحين ساعة الفرج فلقد قاد الفضول ذاتي كذلك حب المعرفة الا أن يقوم بمحاولة فتح واحدة من الحقائب التي تحيط به
ولقد كان عددها خمس حقائب وكانت كل حقيبة تملك خصوصية مستقلة في لونها وحجمها وكذلك في شكلها ,ولكن جميع تلك الحقائب
عزيزة وغالية على قلبي,وفي النهاية أجد ذاتي قد شدها اللون الأسود لتلك الحقيبة فقررت أن تفتحتها .وكانت تلك الحقيبة بالصدفة
هي أول حقيبة أشتريتها وأنا في المرحلة الدراسية للثانوية وقد كانت الأكثر مرافقة لي من بين كل الحقائب فهي رفيقي في أسفاري
وهي من كان يتحمل مراقتي وطيشي في تلك الأيام .وتمسك بها ذاتي وتفتح سكتها وأتخيل بأن يدي هي من يفتحها ويأخذني الخيال
معه لأبعد مما كنت أظن أو أتصور فقد شعرت بأني أنظر ليدي الصغيرة التي كانت من غير دبلة وقليلة الشعر ولا يوجد بها ساعة أو
خاتم .رباه وكأني أنظر ليدي قبل خمسة عشر عامآ.كانت لحظة مهيبة وحزينة لأن مشاعري أختلطت وصعب علي وصف حالتي
أو حتى التعبير عنه.ولكن المهم الآن أنه تحقق ماتمنيته وهورؤية واحدة من الحقائب تفتح.وتعود رائحة العطر لتطاردني من جديد
فقد كانت رائحة العطر في أستقبالي وهي الآن تكرر ما فعلته في السابق وتنبعث من داخل الحقيبة وان كانت هذه المرة أقوى وأكثر
تركيزآورواجآ وأزكى شذى .شعرت به وهو يهاجمني وأحسست به وهو يتغلغل في أعماقي ويعيدني الى عبق تلك الأيام والى نشوة
تلك الليالي وكان شيء جميل ورائع .ومع هذا فقد خفت ان يكون فخآ قد نصب لي لأقع فيه ويتكشف وجهي أما ذاتي.
وفي غمرة المشاعر نسيت مرة أخرى الخوف من ذاتي وطفت وتجولت مع رائحة العطر حول الديار وبالقرب من الأماكن التي كنت
أسير فيها وزرت الساحات وعبرت معه الطرقات وصافحت كثيرآ من الأشخاص الذين كانوا ذاك الزمن .وبعد هذه الجولة التي
أستنشقت من خلالها وفيها عبير الماضي كنت في غاية الفرط من السعادة والحبور فكررت أكثر من مرة أستنشاق ذاك العبير وكأني
مدمن يستنشق مخدرقد أدمن عليه لفترة من الزمن ثم فقده ثم تحصل عليه.وبعد أن تشبع جسدي من عبير تلك الرائحة وأصبحت
أتنفس عطرآ تذكرت أن له قصة وله حكاية تذكرت من أهداه لي وما العلاقة التي ربطتنا ببعض .
تذكرت وتمنيت أنني لم أتذكر شيئآ .لأني لم أوقاوم الذكرى ولالم أصمد أما حكاية العطر فقد أستسلمت أعصابي وبدأت العيون
يتشكل حولها غيمة سوداء مثقلة بالدموع ولم أستطع منع تلك الشرارة من التلامس لتحدث البرق ويتبعه الرعد في أحداقي .
وتبرق الغيمة لتضيء الحجرة ويدوي الرعد من بين أهدابي ومن تحت حاجبي ليصل صداه لكل جزء من أجزاء الحجرة.
وتبدأ الدموع في التساقط قطرة قطرة ولا أملك حيال تساقطها الا أن أبارك تلك القطرات.
وسهيت عما أبحث عنه وعن متابعة ذاتي وهي تقلب في موجودات تلك الحقيبة .ومع شدة الدموع وقوة جريانها أشعر كأنها تجري
داخل شراييني وحاولت أن أجد عقارآ يخفف الألم الذي شعرت به داخل شراييني مع كل تلك الدموع ولكني لم أجد.
فعدت لمتابعة آخر الأحداث مع ذاتي والحقيبة التي ذاتي قد أستطاعت فرز محتوياتها لأتجاهل بعض الأشياء وكأني لم أراها وأصد عن
البعض الآخر لأنها ستزيد من أنهمار دموعي أكثر فأكثر,لما لها من ذكرى غالية على قلبي.
وتعلق ذاتي أثناء فرزها بورقة من بين تلك الأشياء وتخرجها وتنظرفيها وتمكث طويلآ وهي محدقة فيها فيشدني الموقف كثيرآ وأتمنى
معرفة ما فيها ولكن كيف؟فأنا لا أستطيع ان أقترب لأن المكان الذي أنا متواجد به لا يسمح لي بذلك ولا أريد الأقتراب أكثر فتعرف
ذاتي بهويتي .وأبقى معلقآ بين الأمل في رؤية ماهو مكتوب على الورقة وبين مخاوفي من التعرف على من أكون.
وأخيرآ ترفع ذاتي الورقة بعيدآ عن الحقيبة وعاليآ قليلآ وتمسك بها وتقترب بها مني لأني قريب من مصدر النور.
ومع أقترابها أصبحت يدي تهتز خوفآ من رؤية ذاتي لي ورهبة مما هو مكتوب في تلك الورقة.
وفي الحقيقة كان الموقف والحالة التي كنت عليها لايمكن أستيعابها فتارة أشعر بنشوة ومرات أعيش لحظات مخيفة أشبه ما أكون
برجل يشارف على الموت . وأشاهد بصعوبة الورقة وكأني أنظر الى حقل ولا أكاد أراه من شدة هطول المطر عليه فعيناي لم
تتوقف بعد من تساقط الدموع وتلك الورقة تصارع أمامي ذاتي وهي تجتذبها يمينآ ويسسارآ.
وكم تمنيت أن تمتد يدي لأخطفها من ذاتي لتستقر الورقة في يدي لأقرأمافيها بوضوح وبين مد وجزر يستقرالوضع قليلآ ويتحسن
فيقع بعضآ من بصري على بغض من أجزاء تلك الورقة فيتهجى شعوري الحرف الأول من أول سطر فيها لأول كلمة وتتشكل ذكرياتي
بقية حروفها لتقرأ الحقيقة أن أول كلمة كانت حبيبي.............
فكانت تلك الكلمة هي مفتاح السر فبعد أن ظهرت وتيقنت منها حقيقة وخيال أدركت يقينآ السر وراء هروبي ومما أهرب ؟
وعلمت أن ما أنا عليه الآن من حال وما حل بي لم يكن سوى لتأثير تلك الكلمة فهي من صنع بي كل هذا وقد كانت الحقيقة التي
بداخلي تدرك هذا وتعلم به حتى من قبل حصوله .لذلك كانت تلك الحجرة من الأشياء التي المحذورة التي لايسمح لي من قبل ذاتي
بالاقتراب منها؟
ولكن الأمر الغريب والمحير هو كيف سمحت ذاتي لذاتها وتنصلت مني ؟ولما حاولت منعي ولما فضلت دخول حجرتي بعيدآعني؟
كل هذه أسرار من أسرار الحكاية لابد من معرفتها وسأعرفها في الموعد المناسب .
واني أجد كل ما حصل وكل ما عرفته يحتم علي زيادة الحرص والسعي اكثر لايضاح الأمور ومعرفة ما لا أعرفه.
وها هو حبي لمعرفة المزيد يعيدني للورقة من جديد تقودني رغبة جارفة أشبه بدموعي الجارفة والتي لا زالت تتساقط لدرجة أني
اصبحت خائفآ أن تغرق ذاتي ويغرق في بحر دموعها .
وأتجاهل أي أثر أوأي خطرسيلحق بي جراء قرائتي للورقة وأتابع الصبر وأتمكن من قراءة السطر الأول والذي كان يترجم عبرحروفه
بداية تعلمي حروف الغرام .وينقلني الشوق لأقرأ السطر الثاني لأني أتقنت الآن ما كنت أمقته أيام دراستي ولم أكن أتقنه فكنت
أخاف الغش في أوقات الأمتحانات ولكن الحب وسيرة الحب وقصص الحب جعلتني أتقن غش كلماته من بين السطور وعلى أي
ورقة كانت وفي أي مكان كذلك.
واتناسى أني مارست حالة من الغش وأعود للسطر الثاني لأضطر لتغشيش فوادي ماكتب لينقلها لقلبي ليخلدها هناك فقد كان يحكي
السطر ويصور بوضوح معالم عالمي الصغير الذي سرت فيه ودخلت أجمل ساحات الدنيا ساحة العشق الكبير.
ومن غير أن أدرك أجدني قد أرتميت في أحضان السطر الثالث الذي شكل وتشكلت معه شخصيتي التي أصبحت لها عشيقة
وحبيبة يهوي اليها فؤادي .وكم الأيام تبدو قصيرة وكأنه لم يمضي يومآ واحدآ على تلك الفترة ذلك ما شعرت به وأنا أتمتم بالكلمات
المكتوبة في السطر الرابع فقد ربطني وأعادني للماضي .
وتكتمل الفصول ليحل السطر الخامس والأخير كآخر الفصول ولكنه يحل ربيعآ وليس صيفآ .فقد كان ربيع عمري حقآ
لأني أحببت فيه من كان حبه في قلبي يختال ضاحكآ وفيه أحببت وعشقت من كاد حسنه أن يتكلم .......
وهذا الحب لم يكن لفصل الربيع بل لحبيبتي التي هي الربيع بعينه ....فهي من جعل تلك الفترة في حياتي تأبى الا أن تكون
ربيعآ دائم .وقد عرفت الحب فيه وأزهرت به حياتي .لتنتهي الجمل والعبارات مع نهاية السطر الخامس .
فقد كانت خمسة أسطر مكتوبة فوق تلك الورقة وما أجملها من أسطر خمسة .
ومع كونها تحمل اجمل وأرق معاني الجمال الا انها أيضآ كشفت لي سر آخر كان غائبآ عني فقد دلتني الى معرفة السر في عدد
الحقائب الخمس ولم يكن يعنيني العدد بشيء ولكن عند ظهور الاسطر الخمسة أيقنت أني وتذكرت أيضآ أني قد خصصت لكل سطر
حقيبة وأن كان يبدو أن السطر لا يمثل ذاك الحيز مقارنة بالحقيبة ولكني لم أخصص الحقائب لتلك الأسطر الا بعدما راهنت بأن
كل سطر قديفوق بمحتواه كثيرأ حجم محتوى الحقيبة الواحدة.
وبالطبع الآن عرفت وأدركت محتوى الحقائب وعلمت بموضع السطر الأول في أي حقيبة وكذلك الثاني ثم الثالث وبعده الرابع
وأخيرآ حقيبة السطر الخامس .وميزت سر أختلافهاوألوانهاوكذا أحجامها.
وهاأنا ذا أجد ما يشغل نفسي من جديد عن الورقة التي مازالت بين يدي ذاتي فحكاية الحقائب والأسطر الخمسة أخذتني عن الورقة
قليلآ ولكني عدت الآن وهذا طبع المحب دائمآ لا يتنصل عن مصادر حبه الا ذاتي التي تنصلت مني,ولكن لن ألقي مزيدآ من اللوم
والعتاب عليها الآن حتي تتضح الأمور .ثم أن العاشق لا يرضى ولا يقنع بما دون النجوم وهذا مادفعني للعودة الى الورقة فقديكون
فيها أشياء أخرى غير ماتوصلت أنا له قد تقودني الى اكثر مما وصلت اليه .وقديكون فيها الكثير من الحلول لكل تلك الألغاز والأسرار
فذاتي لازال سرمحير يحتاج لحل ,وربيع عمري عشته من خلال تلك الورقة ولن اعيشه الا عن طريقها لذا أجد أن همسات ونسائم
الماضي الجميل تسابقني على التشكل فوق سطح الورقة لاتبعها وأنغمس في أسطرها وأتفحصها بشدة ولا أريد الوقوف عند أي
سطر لاني أريد قرآتها الف مرة وأريد عد أسطرها الف مرة أيضآ وأجد نفسي تواقتآ لذلك كله .ولكن هيهات لأن ذاتي لا زالت تمسك
بالورقة وهي من يتجكم فيها .وهناك مانع آخر فدموعي لاتزال تتساقط وكم أنا خائف أن تزيد وتصبح أكثر تساقطآ مما عليه فتكون
سببآ آخر يحرمني من التمتع من تلك الورقة .ولذا فسأحاول أن أوفق بين كل تلك الأمور وأتخلى وأتفرغ فقط للأطلاع وقراءة الورقة.
وكأن الظروف والقدر قد حنا علي ورأفى لحالي فقد تمكنت من قراءة الرسالة والمرور على تلك الأسطر أكثر من مرة ولأن الخوف
يتربص بي من كل لاناحية والدموع غزيرة ووعي وكل تفكيري كان مشتتآ ولم يكن موجودآ الا فوق الاسطرالحمسة فلم يكن هناك
مجالآ لرؤية شيئآ آخر غير تلك الأسطر.
وفي مرة من المرات وأنا أكرر قراءتي لسطورها أشاهد وسط تلك الورقة شيئآ مختلف يحتاج الى تدقيق ومتابعة لمعرفة ما هو ؟
وهذا مادفعني لأن أقترب قليلآ متناسيآ وجود ذاتي الصامته وسمحت ليدي أن تمسح بعض الدموع من على عيني وكانت المرة الأولى
التي تمسخ يدي دموعي .وأنظر من جديد لوسط تلك الورقة فأشاهد لونآ ورديآ جميلآ وقد زاد من أثارتي لمعرفته أكثر ثم تظهر
أمامي أنها عبارة عن طبعة لقبلة .عندها تناسيت الدموع وأنعزلت قليلآ عن الحالة التي أعيشها وسخرة كل أحاسيسي وأستعنت بكل
مشاعري وبسبل وعيي لتعيش معي ولتوضح وتفسر ما قد يشكل علي ولتدرك معي وأدرك معها ما وقعت عليه عيناي.
وبعد برهة من الزمن تتضافر الجهود ويؤكد لي كل شيء أستعنت به على أن مانشاهده الآن ليس الا رسم لقبلة وضعتها حبيبتي على
تلك الرسالة.لقد كانت اللحظة الاكثر ايلامآ والأقسى في حياتي ...وكانت اللحظة الأكثرحسرة لي عبر تاريخي....
وكانت اللحظة التي فيها تخشبت وتسمرت مشاعري .لقد تجمدت أحاسيسي ولم أعد أعرف أنا في حالة من الوعي أو اللا وعي ...
شعرت أن الزمن توقف ,والنبض توقف ,والدموع والآهات كذلك توقفت .
أحسست أن اللحظة التي أعيشها خارج نطاق وحدود الزمن وخارج نطاق مقدرة العقل .
اللحظة طويلة ؟أم قليلة لا أدري؟ ولا أدري كذلك كم من اللاشيء من الوقت قضيت ؟
وبقيت على حالي حتى عدت الى بداية الشعور فعادت عقارب الساعة بالدوران ,وأدركت عودتي فعلآ عندما رأيت نفسي وأنا محدق
على منظر وشكل تلك الشفتان وبهذه العودة يعود كل شيء الى طبيعته كما كان قبل التوقف.
وتسحرني صورة ورسم تلك القبلة وتقودني لمشهد سينمائي لكل القبل التي كانت بيننا.وفي ظلال تلك القبل أشاهد المواعيد في ذلك
الزمن وتزلزلني حشرجة الآهات المدوية من صدري .وأهيم وأهيم مع لحظات اللقاء وأعيش نشوة تلك اللحظات وأرى يدي الآن
ترتعش ولكن هذه المرة ليس من الخوف بل لأنه أصابها داء التلاقي ورعشة لحظات اللقاء,لقد نملت وتعرقت وكأني ذاهب للقاء من
أحبها قلبي حتى أن لأكاد أن أشعر بوجود يدها وقد ذابت يدي فيها .
وهاهي شفتيها تتفضل علي فتكمل لي بقية ملامح وجهها وقادتني الصورة لتذكر أول مرة فيها تقابلنا وأول لقاء كان بيننا.
لقد تملكتني الفرحة,وقيدني الخوف ,وبعثرني الخجل وكبلني الشوق مع الكثير من لسعات الحنين أول مرة رايتها وكنت معها وحدنا.
وكم كان حبها يذوبني وأنا واقف بالقرب منها ,وأيضآ كم كان يمنعني من أقترب منها.وقد كان عقلي يزعم وينادي بأنه لا وجودلها
وانها من صنع بنات أفكاري ومن نسج خيالي .ويردعليه قلبي في غلظة وينفي أدعائه ويقول له كفاك هذيانآ وأنظر اليها لتراها أمامك
حقيقة ماثلة للعيان.
كم كنت أقاسي وأنا أشاهد وأعيش معهم ذاك الحوار وكل ذلك الخصام ولكني لم أكن لأميل مع طرف أو أنحاز لطرف دون الآخر
فقد تعايشت معهم جميعآ فعشت حبها مع عقلي على أنها خيال يأخذني للعيش معها ويبعدني عنها لأراها في كل مكان وكنت أعيش مع
حبها مع قلبي على أنها حقيقة لاشك ولا جدال فيها وأخاطبها وأسمع لها وتبكي عيناي أمامها ويبتسم قلبي أمامها وتنعم يدي بملامسة
جسدها الطاهر وكذلك كان حبي لها يقبلها.لقد كنت أعيشها أمامي واقعآ وخيال وكنت أخاطبها بكلمة وأسمع منها حرف وأبقي سمعي
معها وأصعد بحرفها الى السماء فيتشكل من حرفها الأوحد أمامي الف الف حرف..........
أن ما أعيشه ليس مجرد ورقة بها بصمة ورسمة لقبلة .فأنا أعيش حتمآما كنت يومآ عليه ....وهاهي الورقة تقترب من وجهي
مرة وتبتعد مرة أخرى كما كان حالي عند مقابلتها........
وهكذا هو حالي الآن ..فكم من المرات ترددت في الاقتراب منها حتي أقترب وتتلاشى أجسادنا وتنصهر مع بعضها البعض
حتى تصبح جسدآ واحدة وروحآ واحدة.....وكانت تلك اللحظة فقط التي فيها تلتئم جراحنا ...تذكرت كل ما كان وها أنا أعيشه
الآن فلا أتمالك نفسي وأسقط مرة أخرى من غير شعور وكأني أسقط من أعلى شاهق على رأسي.
ولم أستطع الوصول الى نفسى الا وانا ملقى على أرضية تلك الورقة وقد وضعت شفتي على مكان بصمة تلك الشفة وكم طال بي المكوث
وأنا ساقط لقد تمددت طويلآ ولم أشعر بذرة ألم فوق جسدي جراء سقوطي وذلك لأن روحي عادت كثيرآ الى الوراء وشعرت بذاك
الشعورالذي كان يعتريها فتخدرجسدي ولم أشعر بشيء وقد كانت لحظات اللقاء تأخذروحي مني وتنسيها العالم بأسره .
ولم يكن يوقظ أحساسنا المنغمس في الحب ولا أرواحنا الهائمة في دروبه ويلهمنا بحقيقة الأمور من حولنا في ذاك الزمان غير الخوف
والحرص على الحب الذي بيننا .حيث كنا نعود للواقع ونعمل عقولنا للحظات لكي تكشف لنا مايجري من حولنا ,ولنطمئن ان حبنا
يعيش في سلام وأن العالم من حولنا غافل عنا وصامت لا يطاردنا ولا تتبعنا أشباح اجساده.ونعود من جديد لنركب تلك الموجة التي
نبحر معها الى حيث لا مرسى ولا شطئان.لنظل مبحرين مع الحب الى الأبد.
وأجد أن الخوف والفزع يعود لي الآن في زمني الحاضر وأن كانت ليست معي ليوقضني كما كان يوقضني في الزمن الماضي عندما
كنا سويآ. ولكنه جعلني أشعر بحقيقة الوضع الذي أنا عليه وهذا لم يكن لولا صنع الحب الأبدي الخالد فهو هكذا لا يتغير ولا يتبدل
ويبقى يسير على طريق العشق ذاته لا يحيد عنه العاشق ولا المعشوق سواءآ كان المحب حاضرآ أوكان الحبيب غائبآ.....
لقد عدت كما كنت أعود سابقآ لرؤية الأشياء من حولي............
عدت ولم أعلم بأني قد أختطفت الورقة من ذاتي في لحظة لم أراه فيها وتناسيته ..ولم أكن في تلك اللحظة أخافه أواعير له أي أتمام
لقد عدت لأجد أن الورقة قد ألتصقت على وجهي وعلقت ووقعت شفتيي بوسطها ....وها أنا ذا أحاول أبعادها لكي لا تتلف
وتغرقها دموعي التي لازالت تسكب الدمع فتنطمس أسطرها الخمسة وتضيع من وسطها القبلة الحانية....
حاولت أبعادها بهدوء ولقد عانيت كثيرآ حتى تمكنت من نزعها ..ثم نظرت اليها فاذا بدموعي قد غيرت معالم السطورالخمسة
لأنها أمتزجت مع ألوانها فحبيبتي كانت تكتب لي كل رسائلها بألوان متعددة وفي الغالب كانت تستخد م خمسة ألوان تحبها وأنا احبها
كذلك.فتكتب كل سطر بلون مختلف وهذا ما جعل تلك الرسالة عندما تغلغلت في اعماقها الدموع تغيرها .
ولكن كان هذا التغيير مصدرآ جديدآ للجمال فقد ظهرت الورقة وكأنها لوحة خرافية الشكل يحيط بها الغموض والتناقض والألهام
من كل مكان ويزيد من روعتها تلك النقطة العميقة التي تتوسطها فقد بقيت القبلة تحمل شكلها الطبيعي مع قليل من التغيير
وكأن تلك القبلة بمثابة القلب النابض للانسان فهي من أعطى اللوحة المصنوعة بريشة الصدفة الحياة ..........
ونظرت اليها فأنبهرت من جمالها وأحببتها أكثر من السابق وزالت كل مخاوفي وشعرت أن القدر حرك السكون الذي كان بها وجعل
منها شيئآ آخر جديدآ وعشت فرحة الشعور لأني أحسست وكأني استقبل رسالة جديدة وأبدية وملهمة....
تحكي قصة حب خالد لا يموت أبدآ......
وأعود لممارسة لعبة المرجحة طلبآ لأن أشعر بحالة الدوران التي أدمنتها في السابق .فقد أخذت أمرجح بيدي تلك الورقة لأجففها لأنها
أبتلت من الدموع ومن جراء تلك المرجحة وبالنظر في تلك اللوحة الرائعة شعرت بذهاب عقلي مع الورقة عندما تبتعد ومجيئه معها
حينما تقترب .وبعدما كلت يدي من كثرة المرجحة أتوقف وأنظر لها وأذا بها قد جفت فأقبلها مرة أخرى وأستنشق من عطرها الذي
لم يبقى منه الا القليل القليل وأهم بأعادتها في تلك الحقيبة التي كانت بها وأحببت أن أختار لها ماكانآ جميلآ وآمننآ داخل الحقيبة
يليق بها وبمكانتها عندي,وفتشت كثيرآ حتى أحترت أين أضعها ووسط حيرتي أذا بصوت يخاطبني ويقول ضعها هنا؟؟؟؟؟؟
والحقيقة أنه أنتابني الخوف كثيرآآآآآ......وخشيت أني بدأت أهلوس من كثرة ماتخيلت ومن كثرماعشت تلك الحظات والتي
كنت استعين بخيالي للوصول اليها ...........
واذا ب يتحدث ويقول لالا أنت لا تتوهم ولست مصابآ بالهلوسة؟؟؟؟؟
وأجيب بسرعة ومن أنت ؟؟وأين أنت ؟؟؟؟؟
فلا أسمع منه الا دوي الضحكات وأشعر بخوف شديد اصبح يملأالحجرة وأصبح يداهمني من كل مكان....ويشل تفكيري ولا
أستطيع التحدث وفي غمرة تيارات وعواصف الخوف الذي حل بي ...تظهر ذاتي أمامي فوق تلك الحقيبة السوداء وقد استحكم
الضحك عليها وبطريقة غريبة ...حينها بدأ الخوف في الزوال من أعماقي وشعرت بقليل من الخجل من ذاتي وبفيض من الحقد والغل
ثم يناديني ويقول ضع الورقة التي بيدك هنا؟؟؟وأجيبه على الفور وما علاقة أنت بهذه الورقة سأضعها في المكان الذي يحلوا لي من
غير أن أستنيربرأيك؟؟؟؟وأيضآ أعتقد أنه ليس مهمآ أن أضعها هنا أو هناك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكن المهم لدي الآن هو معرفة لماذا تنصلت مني؟؟ولماذاكنت تهمس في داخلي دومآ بعدم الأقتراب من حجرتي؟؟؟
وكيف تجرأة وقصدة الحجرة وعبثة في أشيائي من غيرأستأذان ومن دون علمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا لا تجيبني ولماذا لا تكف عن هذه الضحكات المقززة؟؟؟
وأخيرآ يتفوه ليقول هذا أنت كما عهدت لايمكن أن تتوب من الحب ولا يمكن أن تستسلم دومآ سيفك مشهر تريد أن تغمده في ساحات
العشق؟؟؟؟؟؟أعلم كل هذا ولكنك لم تجبني بعد على ماطرحته عليك من أسئلة لا تتهرب أرجوك؟؟؟؟وهل لازلت تريد الاجابة
وتبحث عنها؟؟؟؟نعم والا لما وجهتها اليك؟؟؟؟حسننآ سأجيبك ولكن تأكد أنك من طلبني الايجابة فلا تلمني بعدما أفرغ وتحملني
اي ملامة فقد يكون فيما أقوله لك قسوة أو الم لك؟؟؟قل قل لاتخف أي قسوة وأي ألم تتحدث عنها أم هذا كله تهرب من الحقيقة؟؟؟
لالا سأخبرك الآن بالحقيقة كاملة وعليك أن تنصت؟؟؟؟تفضل ولكن عليك أن تدرك جيدآ أنك أن عدت للمراوغة فسأقتلك؟؟؟
تقتلني ؟؟؟نعم سأقتلك فلم أعد أحتمل وأنت وحدك من يعلم بحبي وعندك وحدك كل أسراري هل ما قلته صحيح أم لالا؟؟؟؟؟
نعم صحيح وأنت لم تكذب فيما قلت وأنا أعلم بكل هذا وأنت تعلم أنني أعلم ؟؟ولكن أنت لا تعلم بأنك قد قتلتني؟؟ماذا ؟؟؟؟
كيف ذلك ؟؟لالاهل عدت للمراوغة الا تخاف؟؟؟لا لم أعد ولكنها الحقيقة لقد قتلتني قبل أن تخرج في فيك تلك الكلمة التي تهددني فيها
بالقتل ؟؟وأنت لا تعلم ؟وكيف أبعقل ذلك؟؟؟؟أنك عندما أحببتها وقررقلبك أن تكون عشيقة له تخليت عني وتنصلت أنت مني
ولست أنا من تنصل منك لقد ألقيت بي في غياهب المستحيل وفي ظلمات الضياع تجردت مني وقيدتني هنا في هذه الحجرة وكنت تذهب
وحدك معها وأصبحت تكررذلك مرات ومرات حتى نسيت أن لك ذات...............
فقد أحببتها أنت من غير أن يكون لك ولا معك ذات أو حتى مكان أوعنوان كنت تعيش معها الحب بذاتها هي لا بذاتك فقد كانت ذاتها
تلازمك ليلآ ونهارآ ....وأما أناذات الحقة فقد حكمت علي بالفناء فلا أحد يقبلني لأكون ذاتآ له ولا أستطيع الأنتحار للخلاص مما
أعانيه وأقاسيه فحياتي مرتبطة بحياتك ولا أستطيع ان اتصرف بحياتي لأنك وحدك من يستطيع التصرف بحياتي.....
هكذا كانت حياتي وهكذا أنا أعيش حتى اللحظة وياللاسف أنت لا تدرك ولا تشعر ولا تعلم عن شي أبدآ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وما آلمني وزاد من غيضي زغضبي أنك وبعد فراقك لحبيبتك أستمريت تعيش من غيري وكل الذي يسيرخطواتك ويترجم حياتك
هو بقايا ذاتها التي ورثها حبك لها...............
الآيحق لي أن أغار ؟؟وانتقم وأغضب؟؟ وأحمل لك في صدري الكثير من الحقد والغل الا يحق لي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أرجوك توقف كفى لست أنى من تتحدث عنه ؟؟لايمكن لايمكن فأنا لم أكن أنانيآ في يوم من الأيام ويستحيل أن أكون بهذا الشكل عديم
المشاعر والأحاسيس أو مجرد من صفات الأنسانية؟؟؟لا أصدق لالا ؟؟؟لا صدق وهذه حقيقتك المرة التي لا تريد سماعها...
وأرجوك أنت دعني أكمل حديثي ؟؟وهل بقي شيء ؟؟نعم بقي ماهو أشد وأنكى ؟؟ماذا بقي صدقني أني متعب ؟؟لالايجب أن اخبرك
بكل شيء ولكن قبل أن أخبرك اريدمنك ان تجاوبني على هذا السؤال؟؟وماسؤالك هات؟؟أريدك أن تخبرني عن حبيبتك التي أحببتها؟
مابها؟أين هي وما هوسبب أبتعادك عنها؟؟سؤالك غريب فأنت تعرف كل شيءعني؟؟نعم أعرف ولكن أخبرني من متى تحدث معي
أريد أن أتحدث معك أو أن هذا محرم علي كذلك؟؟لالاسأخبرك؟؟لقد ماتت رحمها الله وكان سببآ كافيآ للانقطاع عنها ولكن حبها لم يمت
ولن يمت أبدآ؟؟نعم أدرك كم أنت حاذق في الايجابة على الاسئلة التي تخصها ولكن للاسف أعظم الاغبياء في الأسئلة التي تخصني
لايهم اعود لأخبرك ببعض الحقائق أن رغبت؟؟نعم تفضل ؟؟أجل ماذا لو أخبرتك أن عشيقتك ماتت مقتوله هل تصدق؟؟؟؟؟؟؟
ماذا تقول لالا أصدق هذا هراء وتزييف للحقيقة؟؟ابدآ لا أصدق؟؟ صدق أو لا فقط كنت أريد أن أخبرك بالحقيقة؟أي حقيقة؟؟
حقيقة أنها ماتت مقتولة؟؟أجل ومن قتلها ؟لن تصدق كذلك أن أخبرتك؟؟لا سأصدق ولكن أخبرني؟؟؟
أنا من قتلها؟؟أنت ...نعم أنا .....
أنك تكذب ولو كنت أعلم أن أحدآ قتلها لقتلته مئة مرة؟؟؟
لايكفي قتلتي مرة واحدة وها أنا أمامك أقتلني ؟؟رباه ماهذا الذي أسمعه ؟؟؟؟لقد قتلتها لأعيش ؟؟؟لقدقتلتهالتعود لي....
ولكن للاسف لم أستطع أعادتك .....لقد كنت أحاول أن أمنعك من الأقتراب أو الدخول لحجرتك لكي لاتتذكرها ولنسيك الايام
ويبدو أنك رشوة الأيام فخانتني كما خنتني أنت؟؟؟؟لقد قررت ألدخول الى حجرتك لأخفي كل مالها لأحرق الحب الأبدي الذي رفض
أن يموت ورفضت أنت كذلك موته...لقد تخفيت منك لكي لا تعلم بأنني أنا من سيخفي كل أثر لحبك ..ولكن لا أعلم اي قوة
وأي سلطة لحبك أخبرتك بما عقدت العزم عليه فكنت معي حاضرآ لحظة بلحظة وعلى قدر ما انا كاره وحاقد لحبك على قدر ما أنا
معجب به....والآن أقتلني فلا غريم لك غيري ....الست ترغب بأخذ الثأر .. فأقتلني فلا ثأر لك ما أحد سواي...
هيا أقتلني لأنني أنا من قتل...حبك...الذي بعتني...من أجله....وقبضت الثمن......
حبآ.....لم يتجاوز.......ثمنه.......خمسة.....أسطر......