للإستماع إضغط هنا
إهداء
أهدي إلى دود الأرض بعد موتي رفاتي
شكراً لمن كانوا أصدقاء على الذكرياتِ
تمتصُّ دمي (كالكَرادِ) , وتذبحني من فوضى الانكسارات
تلقي بجثتي معرضاً , أو براويز في الممراتِ
وترتقي بالانتخابِ الطبيعيِ, لتعلمني , بثالث المستحيلاتِ
ولكني اختلستُ فرحةً , من نصٍ عن الجمالِ
شكراً لمن كانت تُرتب الفوضى في الظلالِ:
نزقي, شهوتي, عريي, و سكري,
صمتي الثقيلَ بين فداحةِ الكلماتِ.
عنفيني يا أمي كي أغفو على العتباتِ
كي أكسر تجربتي عند الأقدام الحفاة
ضميني إليك تواً , لا مكان الآن للأشخاص الثقاتِ
لا زمانَ لهم لكي ينسلوا فرادى ,كالجمالِ من سُمِّ الخياطِ
مذ حضنكِ العالي, رذاذاً ناعماًُ من الوجوه العراة
هربوا فجأةً ,(كطرطشاتِ) الوحلِ من وُجْهةِ العَبَراتِ
ضميني أمي , كي أكون نفسي, طفلاً سقيماً من حمّى الأمسياتِ.
أعدو نحو خطوي , نحو رقّةِ النظراتِ
بعيداً عن عواءِ ذئبٍ , ونحو تَجَمُّعِ الشجيراتِ
ولكنّي مِنْ فَرْطِ : وحدي , ووحدي كصدى الناياتِ
يهمزني وقتٌ سارحٌ تفلّتَ من دقةِ الساعاتِ
لا رفيقَ لي غيرَ ظلّي على مرأى من الجهاتِ
تكسّرت على أصغرِ بُرعمٍ جدليةُ الثنائياتِ:
كم كنتَ وحيداً أيها القلب الوحيدُ
وحيداً تعوي على صدى الأُغنياتِ
وحيداً تعيشُ... وحيداً تموتُ ,
وتهدي إلى( الغفاريين) خالصَ التحياتِ:....
مازالَ( أبو دجانة) بعَصابتهِ الحمراءَ يهذي..الهباءَ الهباء
مازالَ (لوركا) جريحاً على سجيَّتهِ
ومازالَ دمي مسرحاً للسَّمر هذا المساء.
مساءٌ بتوقيتِ الشايِ الإنجليزي – للعرضِ الكبير-:
وجعُ عذراءَ في الأربعين, سرَّحت شعرها بالحنّاءِ
تقرأ رسائلَ حبيبها الأخير
كرنفالٌ ( دِيونيٌ ) قابعاً على ركنِ السرير
نبيذُ (كليوبترا) (لأنطونيو) الأمير
اعتذارُ من تخلَّفَ يومَ تبوكَ عن المسير.
لا فَراشَ في جعبتي كي أشعلَ دمي على الهجيرِ
لا شمعدانَ يضيء دمعي الآن في العشاء الأخير
أهدي إلى دودِ الأرضِ ما تبقّى من رفاتي
عظم العَجُزِ وحزني الكبير.
هيثم الريماوي
إهداء
أهدي إلى دود الأرض بعد موتي رفاتي
شكراً لمن كانوا أصدقاء على الذكرياتِ
تمتصُّ دمي (كالكَرادِ) , وتذبحني من فوضى الانكسارات
تلقي بجثتي معرضاً , أو براويز في الممراتِ
وترتقي بالانتخابِ الطبيعيِ, لتعلمني , بثالث المستحيلاتِ
ولكني اختلستُ فرحةً , من نصٍ عن الجمالِ
شكراً لمن كانت تُرتب الفوضى في الظلالِ:
نزقي, شهوتي, عريي, و سكري,
صمتي الثقيلَ بين فداحةِ الكلماتِ.
عنفيني يا أمي كي أغفو على العتباتِ
كي أكسر تجربتي عند الأقدام الحفاة
ضميني إليك تواً , لا مكان الآن للأشخاص الثقاتِ
لا زمانَ لهم لكي ينسلوا فرادى ,كالجمالِ من سُمِّ الخياطِ
مذ حضنكِ العالي, رذاذاً ناعماًُ من الوجوه العراة
هربوا فجأةً ,(كطرطشاتِ) الوحلِ من وُجْهةِ العَبَراتِ
ضميني أمي , كي أكون نفسي, طفلاً سقيماً من حمّى الأمسياتِ.
أعدو نحو خطوي , نحو رقّةِ النظراتِ
بعيداً عن عواءِ ذئبٍ , ونحو تَجَمُّعِ الشجيراتِ
ولكنّي مِنْ فَرْطِ : وحدي , ووحدي كصدى الناياتِ
يهمزني وقتٌ سارحٌ تفلّتَ من دقةِ الساعاتِ
لا رفيقَ لي غيرَ ظلّي على مرأى من الجهاتِ
تكسّرت على أصغرِ بُرعمٍ جدليةُ الثنائياتِ:
كم كنتَ وحيداً أيها القلب الوحيدُ
وحيداً تعوي على صدى الأُغنياتِ
وحيداً تعيشُ... وحيداً تموتُ ,
وتهدي إلى( الغفاريين) خالصَ التحياتِ:....
مازالَ( أبو دجانة) بعَصابتهِ الحمراءَ يهذي..الهباءَ الهباء
مازالَ (لوركا) جريحاً على سجيَّتهِ
ومازالَ دمي مسرحاً للسَّمر هذا المساء.
مساءٌ بتوقيتِ الشايِ الإنجليزي – للعرضِ الكبير-:
وجعُ عذراءَ في الأربعين, سرَّحت شعرها بالحنّاءِ
تقرأ رسائلَ حبيبها الأخير
كرنفالٌ ( دِيونيٌ ) قابعاً على ركنِ السرير
نبيذُ (كليوبترا) (لأنطونيو) الأمير
اعتذارُ من تخلَّفَ يومَ تبوكَ عن المسير.
لا فَراشَ في جعبتي كي أشعلَ دمي على الهجيرِ
لا شمعدانَ يضيء دمعي الآن في العشاء الأخير
أهدي إلى دودِ الأرضِ ما تبقّى من رفاتي
عظم العَجُزِ وحزني الكبير.
هيثم الريماوي
تعليق