حُـــــرْمَــــة الأنـــــواءِ
هــلْ أمْسك شمسا بالفـضاءِ
أم أنخـُـلُ ريحا هَـبّـت في الخفاءِ
أم أحـرُث حــقـلا
أحْــــفى ،
بلـيْـل غـرّة الظـلمَاءِ.
والأرض الجدباءُ تلتهـمُ الفـأسَ وتُـــلـوي
أعْـنـفَ رفـضٍ
لِـــحَـبّـة حُـــب
تُــلـقى بـحُـرمَة الأنْــواءِ،
تسْـمَعُـها أذْنٌ من يَـــمـيـنٍ
فـتُـلقيها عَـن شمال فتَــــــــــــــــــهـوي
منْ حَـالـق الإصْــــــغاءِ،
مَـفجُـوعَة ثــكْــلى
قدْ أكَـلتْ خـصْبـها منْ أزَلٍ
فأعْـقبَـتْ نسْـلاً
تسَـابَـق للـفَـناءِ.
ما جَـدْوى وما يُـجْدي حَـرْث بأرضٍ
زُفَّــتْ لـمُــــّرٍ
قـُـدَّتْ مِ صَخْــــٍر
سَــوَادَ دَهْــــــــٍر
شحيح العَــــــــــطاءِ.
كيف السّــبـيلُ لعَـــقْـلٍ
جَـفّ الحَيَـــوانُ بهِ جَهْـلاً،
فانْـزَوَى
برُكْـنِ الذلّ يَـعُـدّ خيْـلهُ بكَـفـّهِ الرّعْــشاءِ.
أفـنَى عُـمْـراً
نَخْـباً هَــوَاءً
في نشْـوَةٍ عَـبْـرى،
هَـوَتْ سياطاً مَــزّقَـتْ حِـكْـمَةَ الأسْــمَاءِ.
ضاحكاً، عابثاً ، حَتّى إذَا
قِـيلَ هَاتُوا،
تَضاءَل الوَجْهُ الحَـسيبُ لمّا
غَــدَا نُـقْطـة في الفَــضاءِ.
فسَـرَتْ فيه رعْـشَة الشّــفاهِ
وَرَفّ الجَــفـنُ منهُ،
واسْـتَــعْـبرَ للبُــــكَاءِ.
هَـيْهاتَ... الآنَ.. ! وقـدْ
صاعَـرْتَ الخـدّ قـديماً
فعَـاجَـلـكَا
حُـكْـمُ القَــضاءِ.
مصطفى بوعزة
تعليق