ثورة الصحارى
مهداة إلى أحرار أمتي الصانعين مجدها وفجرها في كل مكان
الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
[poem=font="simplified arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]مهداة إلى أحرار أمتي الصانعين مجدها وفجرها في كل مكان
الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
قُبَّراتي كئيبةٌ، والحقولُ = مزَّقَتْهَا وحاصرتها الوعولُ
وعلى موجِ الدَّمعِ تجري سفينٌ = يكتوي فيها عاشقٌ مغلولُ
كبلته الجراحُ حتى تردّى = ونما في جبينه المجهولُ
والرُّؤى مكفهرةٌ كيف تزهو؟ = والسَّوافِي جريحةٌ والنخيلُ!
صال دمعي، وصار صوتي غريبا =وكسا بهجتي دمٌ وهديلُ
أيّهذا العذابُ إنّا ظَمِئْنَا = والنّدى العذبُ حولَنَا سَلْسَبِيلُ
أيهذي الجراحُ إنَّا اختنقنا = وهواء الربى عليل جميلُ
والروابي في صوتها لحنُ شكوى= تتلوّى والرعبُ فيها سيولُ
أيهذا الأنين إنا هرمنا= والمُدَى في قلوبِنا! لا تزولُ
والصَّحَارَى! يا للصَّحارَى ذبيحٌ = رملُها، والفضاءُ فيها عويلُ
حاصرتها السَّمُومُ والجرحُ سيلٌ = هادرٌ دمعه الجوى والصّهيلُ
حمحماتٌ معذبات تسامتْ = خيلُها في الذرى؛ فماجت سهولُ
***
الصَّحارى حَلِيفَتِي والسّهُولُ = ودَمِيْ فيها يزدهي ويصولُ
كيف أنسى أنينَها يوم ساخت = عزّتي فيها، واحتواها الذهولُ؟!
يا لهذا العذابِ أضحى ركاما = يتمطى لهيبه ويجولُ
والفراتُ الذبيحُ يبكى قريحا = فيردّ الصدى أخوه النيلُ
أيهذا الحنين، طال أنيني = كيف يُرْوَى الصَّدَى، ويُشفى الغليلُ؟!
سطوة القهر أوقدت إبائي = فسما المجدُ، وازدهى المأمولُ
وبغير الإباء تبقى المعالي = هاجسا حلوا تحتويه العقولُ
يا لجرحٍ دماؤه من عيوني = نازفاتٌ، وهمّهُ موصولُ
والذي أدمى مهجتي وكساني = ثوبَ نارٍ حريرهُ التنكيلُ
ثعلب قاتلٌ يفحّ عذاباً = والأفاعي حبيبهُ المتبولُ
تيمته الرؤى فذاب غراما = بالأماني حتى طواه الرحيلُ
كل صوتٍ متيمٌ في هواه=صار بوقا يَزينُه التضليلُ
وانتشى بالدماء دهرا يغني= واكتوى من لظاه شعبي الأصيلُ
صبَّ نهر الدماء فوق الروابي = فتردى بعد الشبابِ الكهولُ
ورماه الزمان هشّا هزيلا ! = مثلما يطوى الثوبُ، وهو ذليلُ
وطواه الغياب ذئباً طريدا=أين منه المُنَى؟! وأين الطّبولُ؟
طال هذا الأنين حتى صرخنا = فأصاختْ لنا الذرى والفصولُ
وأفاق الزمان لمَّا أفقنا = وزها بالدمِ الهوى المسلولُ
ورمى بالسّهام كعبَ أخيلٍ = فتهاوى على الرّماحِ أخيلُ
صرخةُ القهر أمطرت في الصحارى = مزنةَ العزّ فاستفاقت طلول
وسقى الياسمينُ شوق الفيافي فتسامى بفيضه المستحيلُ
تونسيُّ الهوى اجتراحي هواها = كيف أنسى وخافقي متبولُ
***
رجفةُ النيلِ موجةٌ تتشظى = سيلبي نداءها الدردنيلُ
هي مصر التي تُروّي حنيني = بالضياء البهيّ وهي تقولُ:
(أنا إن قدّر الإله مماتي) = سوف يبكي الدماءَ مجدي الأثيلُ
إن مسكَ الزهورِ قبسةُ مجدٍ = وبريق تحدو خطاه الأصولُ
والذي أهدى الروضَ زهرا ومسكا = من دمي سوف يحتويه الأفولُ
وطَرَابُلْسُ تكتوي في لظاها = يا لنيرون، فاقه المخبولُ
وببنغازي شعلة نارها فيــ = زوف فيها ستستغيث الفلولُ
هلّلي ليبيا فالعقيد سرابُ = واشمخي ليبيا فالسراب يزولُ
إيه بلقيسُ حاصرتنا المنايا = يا لصنعاءَ صال فيها المغولُ
كلُّ جرح معذبٌ في عيوني = خلفه جرح باللظى مجدولُ
قبضة الجلادين طاشت هواناً = وتنامى في معصميها النزولُ
كلّ سفَّاحٍ سافدته الأماني = فتعالى، سينثني ويزولُ
فاستمري إنَّ البراكين تغلي = وسوى النارِ ليس فيها حلولُ[/poem]
فبراير/ 2011
مخيم النصيرات/ غزة/ فلسطين المحتلة
تعليق