عودة الغائب
الهام ابراهيم ابوخضير
أُمّي أعدت ليَ الطّعام
وقرأت ليَ من القرآن
ودعت لي والناس نيام
أن يحرسني الله بعينه التي لا تنام
وأن تحملني الطّائرة بسلام
* * *
تنظر من الشباك والباب
ها قد حانت عودة الأحباب
وحان وقت اللقاء بعد طول غياب
والانتظار كل يوم على الأعتاب
* * *
زينت الدّار بالأنوار
وفتحت الأبواب واستقبلت الزوار
واطلقت الزغاريد حين هاتفتها من المطار
* * *
قالت أعددت لك ما تحب من الحلوى
وأحضرت لك المن والسلوى
ليطيب لنا السهر ونطيل النجوى
* * *
وضعوني في حجرة مغلقة
وأدخلوا لي امرأة محققة
أخذت تنظر لي بعين محدقة
بنظرات فيها أحاسيس الحقد في الجو معبقة
* * *
وتعبث بما في يديها من أوراق
وتنظر بصمت من النافذة إلى الآفاق
تحاول أن تسبر مني الأعماق
* * *
وتختلس النظر لترى ما على وجهي من تعابير
تنتظر مني البدء بالكلام والتفسير
وترسم بنظراتها على وجهي بعض التغيير
* * *
بادرتني السؤال باستغراب
لم قررت العودة والإياب
ونحن فتحنا لك للعالم الأبواب
ومنحناك تأشيرة للذهاب
وهيئنا لك للسعادة الأسباب
* * *
دخولك الى هذا البلد بعيد المنال
نسمح لك فقط باتصال
تقطع فيه الآمال
ونقطّع فيه الأوصال
* * *
وضعت أمي الهاتف والدمع ينهار
غلّقوا الأبواب وأطفئوا الأنوار
قد حملته الطائرة وغادرت المطار
وعاد الى ديار الغربة ومرارة الانتظار
·
تعليق