ليلة وصول المرافيء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الهام ابراهيم
    أديب وكاتب
    • 22-06-2011
    • 510

    ليلة وصول المرافيء


    ليلة وصول المرافيء
    الهام ابراهيم ابوخضير

    أكاد اشعر بدفء المصابيح التي تلوح في الأفق وتنسيني غثيان الشواطيء ورائحة البحر المتقدة في أجواء نفسي وتجول صعوداً وهبوطاً ترتعد على ايقاع الأمواج الهادئة مرة والصاخبة مراراً، وتسري في عروقي ارتعاشات جليدية كرعشة كهربائية تهز أوصالي كالكرسي الكهربائي المنتظر للإعدام .

    أخاف النظر إلى أسفل الحائط الممتد إلى قاع المحيط لئلا يمتص السكون الحذر المبطن لعباءاتي ويخطف مني ذلك الدفء المتسلل إلى عيوني من آثار الأنوار المتأرجحة في الأفق .

    أوغل في الوصول إلى المرافيء وتتكسر خطواتي على جسر خشبيّ ممتد بالترحاب إلى الوافدين من رحلات العواصف محملين بالرياح الباردة المرتسمة على شفاههم الزرقاء وشعورهم الرمادية .

    تلقفتني من السقوط يدين تسري فيهما الحياة كنبض المشرق في المغيب ، وتشبثت بالدفء المنبعث من تحت الأصابع المتشابكة حول ذراعيّ كطوق النجاة يشدّ أوصالي ويجمع شتات تفكيري كلعبة ترتيب الصور لاكتمال اللوحة المفتقدة للألوان .

    تتعلم قدماي السير من جديد على أرض متزنة بعيدة عن امتزاج الأمزجة البحرية التي سلبت القيود الأرضية التي تعلمتها قدماي منذ الصغر .

    واسمح لصدري بالإمتلاء من الهواء البري، وطرد الغازات البحرية المحتلة لخلايا أوصالي .

    ساد الظلام رويدا رويدا ساحبا معه الأرصدة الإضافية لأشعة النور النجومية المنهمكة في إضاءة الأكوان ، وبترتيب النظام الكوني المحكم تسطع من حولي أشباه الأنوار المقلدة درب النجوم وتتباهى برسم ظلالي طويلةً من أمامي وخلفي وتُلحقني جيوشاً من الظلال من نكهةٍ اخرى نحو أرضٍ متعددة النكهات .

    وتهش دروب الطرقات مرحبة بخطواتي جديدة العهد على الأرصفة وتذوّق طعم السير على الاسمنت المرسوم على الأرض بدلا من طَرقات أخشاب المراكب التي اعتادت أقدامي .

    ساعتاد المشي في الأنوار المصنوعة في دور نشر الأمجاد تحت الظلمة التي تلوح في الأفق بعيداً عن ظلال بيوت المدينة، وأتعلم مصافحة الكائنات البرية بعدما نزعت مني الكائنات البحرية امتيازات الأعماق ..........



    بك أكبر يا وطني

  • عبير هلال
    أميرة الرومانسية
    • 23-06-2007
    • 6758

    #2
    ساعتاد المشي في الأنوار المصنوعة في دور نشر الأمجاد تحت الظلمة التي تلوح في الأفق بعيداً عن ظلال بيوت المدينة، وأتعلم مصافحة الكائنات البرية بعدما نزعت مني الكائنات البحرية امتيازات الأعماق

    /

    قلم رائع

    يسرني أن أكون أول من تعانق

    حروفه

    أتمنى أن يعود الهواء العليل

    ليغازل أرض فلسطين الحبيبة

    محبتي وورودي للمبدعة

    ساحرة القلم
    sigpic

    تعليق

    • الهام ابراهيم
      أديب وكاتب
      • 22-06-2011
      • 510

      #3
      الاخت اميرة
      شكرا لك على الكلام الطيب
      مع اطيب امنياتي لك بالتوفيق وادام الله التاوصل بيننا على الخير
      دمت طيبة الحضوروالمعاني
      احترامي



      بك أكبر يا وطني

      تعليق

      • سائد ريان
        رئيس ملتقى فرعي
        • 01-09-2010
        • 1883

        #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        اختنا القديرة السيدة إلهام إبراهيم أبوخضير

        تحية زكية عبقة تليق بكِ


        كم اسعد بقراءة ابداعاتكِ يا صاحبة اليراع النبيل

        هنيئاً لكِ حسكِ الأدبي

        لقد أبدعـــــــتِ


        بإنتظار جديدكِ بشغف


        ولكِ مني قصفة زيتون مقدسية مع خالص تحياتي واحترامي




        سائد
        التعديل الأخير تم بواسطة سائد ريان; الساعة 26-06-2011, 12:37.

        تعليق

        • الهام ابراهيم
          أديب وكاتب
          • 22-06-2011
          • 510

          #5
          اخي سائد
          جزيل الشكر على امدادي بهذا الكلام الطيب الذي يمثل الاكسير المقوى لدعمي في مقاومة امواج تسد عني المنافذ فتأتي وتنير لي العتمة والسكون في دوامات الامواج
          شكرا لك اخي ودمت بخير وفير
          احترامي



          بك أكبر يا وطني

          تعليق

          • د. محمد أحمد الأسطل
            عضو الملتقى
            • 20-09-2010
            • 3741

            #6
            كم وددت أن أرفع ظلي المقطوع على الجدار
            كم وددت أن أجد على الخريطة فمي !

            يافا قلبها مفتوح على البحر ..
            وجرحنا ما زال ينزف على الشاطئ ..
            لترتوي تلك البرتقالة المصابة ..
            بلفحة النكبة
            مرت ذاكرتي للتو برمل حيفا ..
            وقالت لي :
            أنت الآن غيرك !

            الأخت الأديبة إلهام إبراهيم
            طاب يومك
            أهلا بك وبقلمك الجميل وبهذا الإيقاع الرائع
            تقديري ووردي وأجمل
            التعديل الأخير تم بواسطة د. محمد أحمد الأسطل; الساعة 28-06-2011, 09:50.
            قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
            موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
            موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
            Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

            تعليق

            • الهام ابراهيم
              أديب وكاتب
              • 22-06-2011
              • 510

              #7
              الدكتور محمد احمد الاسطل
              قد نسيت رمال الشاطي ان تحمل ذاكرتي الى بُعد الاماكن ولكني حملتها وشما قي قلبي يجتاحني بالم الذكريات وينبض من خوف النسيان في غمار التيه في اروقة الامجاد والانوار في ارض الغمام
              ليست بعيدة هي حيفا ويافا ما دامت في قلب القدس لها بقية
              شكرا لك استاذي على المرور الطيب ودمت بكل الخير
              احترامي



              بك أكبر يا وطني

              تعليق

              • فايزشناني
                عضو الملتقى
                • 29-09-2010
                • 4795

                #8
                المرافئ ملاذ دافئ
                للسفن المسافرة
                والطيور المهاجرة
                والنفس لا ترتاح إلأ في مرفأ يعج بالطمأنينة
                أختي إلهام
                اختصرت الإبحار ليلة وصول المرافئ
                في لحظة انعتاق من سحابات مكهربة
                مازالت تترصد حالات التشرد والغربة
                تابعت كلماتك كغريق يحلم بطوق نجاة
                فشكراً لك وألف سلام
                هيهات منا الهزيمة
                قررنا ألا نخاف
                تعيش وتسلم يا وطني​

                تعليق

                • الهام ابراهيم
                  أديب وكاتب
                  • 22-06-2011
                  • 510

                  #9
                  الاستاذ فايز
                  انا اؤيد ما قلت من دفء الملاذ والحضن الدافيء ولكن الانسان يحتاج للتعبير احيانا عن التيه قبل ان يصل الى الدف والغرق في الامان لتبقى الذكرى ابدا في كهف بعيد عن النسيان
                  شكرا لك على المرور الطيب ودمت بخير
                  احترامي



                  بك أكبر يا وطني

                  تعليق

                  • شيماءعبدالله
                    أديب وكاتب
                    • 06-08-2010
                    • 7583

                    #10
                    كلمات جميلة صادقة نابعة من الأعماق
                    العزيزة الغالية إلهام
                    سرني أن أقرأ هذا الجمال
                    وبانتظار مزيدا من نثر عبيرك المميز
                    دام الألق
                    مودتي وشتائل الورد

                    تعليق

                    • منيره الفهري
                      مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                      • 21-12-2010
                      • 9870

                      #11
                      جميلة هذه الكلمات التي تخترق الكيان دون استئذان

                      شكرا لك أستاذة الهام ابراهيم على هذا الجمال

                      تعليق

                      • الهام ابراهيم
                        أديب وكاتب
                        • 22-06-2011
                        • 510

                        #12
                        الاستاذة شيماء
                        دوما ايماني ان الصدق درب الوصول لذا انهل من منابعه قدر المستطاع
                        دمت بكل الخير وشكرا



                        بك أكبر يا وطني

                        تعليق

                        • الهام ابراهيم
                          أديب وكاتب
                          • 22-06-2011
                          • 510

                          #13
                          الاستاذة منيرة
                          حين يخلص المرء للقلم يعبر المسافات ويشي للزهور باطيب العبارات وتنثر الاريج في بقايا المكان
                          لك خالص التحية والتقدير
                          دمت



                          بك أكبر يا وطني

                          تعليق

                          • مالكة حبرشيد
                            رئيس ملتقى فرعي
                            • 28-03-2011
                            • 4544

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة الهام ابراهيم مشاهدة المشاركة

                            ليلة وصول المرافيء
                            الهام ابراهيم ابوخضير

                            أكاد اشعر بدفء المصابيح التي تلوح في الأفق وتنسيني غثيان الشواطيء ورائحة البحر المتقدة في أجواء نفسي وتجول صعوداً وهبوطاً ترتعد على ايقاع الأمواج الهادئة مرة والصاخبة مراراً، وتسري في عروقي ارتعاشات جليدية كرعشة كهربائية تهز أوصالي كالكرسي الكهربائي المنتظر للإعدام .

                            أخاف النظر إلى أسفل الحائط الممتد إلى قاع المحيط لئلا يمتص السكون الحذر المبطن لعباءاتي ويخطف مني ذلك الدفء المتسلل إلى عيوني من آثار الأنوار المتأرجحة في الأفق .
                            المشاركة الأصلية بواسطة الهام ابراهيم مشاهدة المشاركة


                            أوغل في الوصول إلى المرافيء وتتكسر خطواتي على جسر خشبيّ ممتد بالترحاب إلى الوافدين من رحلات العواصف محملين بالرياح الباردة المرتسمة على شفاههم الزرقاء وشعورهم الرمادية .


                            تلقفتني من السقوط يدين تسري فيهما الحياة كنبض المشرق في المغيب ، وتشبثت بالدفء المنبعث من تحت الأصابع المتشابكة حول ذراعيّ كطوق النجاة يشدّ أوصالي ويجمع شتات تفكيري كلعبة ترتيب الصور لاكتمال اللوحة المفتقدة للألوان .


                            تتعلم قدماي السير من جديد على أرض متزنة بعيدة عن امتزاج الأمزجة البحرية التي سلبت القيود الأرضية التي تعلمتها قدماي منذ الصغر .


                            واسمح لصدري بالإمتلاء من الهواء البري، وطرد الغازات البحرية المحتلة لخلايا أوصالي .


                            ساد الظلام رويدا رويدا ساحبا معه الأرصدة الإضافية لأشعة النور النجومية المنهمكة في إضاءة الأكوان ، وبترتيب النظام الكوني المحكم تسطع من حولي أشباه الأنوار المقلدة درب النجوم وتتباهى برسم ظلالي طويلةً من أمامي وخلفي وتُلحقني جيوشاً من الظلال من نكهةٍ اخرى نحو أرضٍ متعددة النكهات .


                            وتهش دروب الطرقات مرحبة بخطواتي جديدة العهد على الأرصفة وتذوّق طعم السير على الاسمنت المرسوم على الأرض بدلا من طَرقات أخشاب المراكب التي اعتادت أقدامي .


                            ساعتاد المشي في الأنوار المصنوعة في دور نشر الأمجاد تحت الظلمة التي تلوح في الأفق بعيداً عن ظلال بيوت المدينة، وأتعلم مصافحة الكائنات البرية بعدما نزعت مني الكائنات البحرية امتيازات الأعماق ..........

                            هل جربت المشي على رغوة البحر
                            وانت تلفين الريح على صفحة القلب
                            تخرجين من رحم الخوف
                            المعتكف عند الشاطيء
                            تحضنين موج الصدق
                            يملأك هدوء مطلقا
                            يمسح تاريخ الذكريات الرمادية
                            العالق بالذاكرة

                            هذا ما اوحت لي به خاطرتك
                            عزيزتي الهام
                            اتمنى الا اكون قد خدشت جمال بوحك
                            مودتي وتقديري

                            تعليق

                            • الهام ابراهيم
                              أديب وكاتب
                              • 22-06-2011
                              • 510

                              #15
                              الاستاذة مالكة
                              اتدري يا عزيزتي ان الامواج على الشاطيء تلف الاقدام بسلاسل قوية وتبدأ بجرفها نحو العمق
                              اشعر ان تلك الامواج الليلة على الشاطيء كاذرع الاخطبوط تسلب باسلوب الخوف واليقين في آن واحد ولكني حينها ابنعد فاقترب وكأني اعشق تلك القيود
                              شكرا لك عزيزتي



                              بك أكبر يا وطني

                              تعليق

                              يعمل...
                              X