**** القاتل ****

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمال عمران
    رئيس ملتقى العامي
    • 30-06-2010
    • 5363

    **** القاتل ****

    بين البوص المتكاثف ، ووسط الحشائش البرية على جانب النهر، يجلس فى صمت ، يرى الجميع من حيث لايرونه ..
    تتوافد النسوة حاملات جرارهن ليملأنها بالماء..أو حاملات أوانيهن لغسلها..
    تتلقف أذناه فى نشوة الأحاديث والهمسات الدائرة بين النسوة ، وهن يتبادلن الحكايا والنكات التى لاتخلو من الخصوصية ، وماجن الألفاظ..
    وتحدق عيناه فى شهوة لتلتهم صدورهن الناهدة ، وأفخاذهن البضة ، وسيقانهن المرمرية..!!
    يعود إلى داره ، تتطايره المشاعر وتتقاذفه الأحاسيس وهو يجتر ما سمع وما رأى ..!!
    اليوم إحتل مكمنه كالمعتاد ..وقُرب الظهيرة توافدت النسوة ، وعادة ما يتوافدن بعد أن ينتهى أهل البلدة من تناول الغداء..
    مَرَ وقت ليس بالطويل ..أخذته نشوة السمع ولذة البصرإلى أكثر مما تتحمله مَقْدِرته..فنسى معهما حذره وحرك منه للحظة ساكنا..
    أشارت إحدى الفتيات بيدها إلى حيث يختبئ وهى تقف فى ذعر ، وتراجعت إلى الوراء قليلاً فسقطت فى الماء ، وحملها التيار وهى تطفو تارة ..وتغوص أخرى..بينما علا صراخ النسوة طالبات الغوث ، ومسحت عيونهن الطريق عَلَ أحد المارين ينقذ صاحبتهن ، لكن الطريق كانت خالية من المارة فى مثل هذا الوقت من الظهيرة..
    كان ينظر إلى الفتاة وهى على وشك الغرق ، ولا يستطيع أن يتحرك لإنقاذها ، وهو لمستطيع لو فعل ، بيد أنه تذكر للحظة ما حدث لأحد أبناء القرية من قبل ، حيث ضبطه الأهالى وهو يتلصص على حليلة جاره ، فكان أن حكموا عليه بالرحيل ..ومازالت سيرته على كل لسان رغم مرور سنوات طوال..!!!!
    أقبل الليل فغادر مخبئه إلى منزله ، قدح ذاكرته ، فلم تجتر سوى مشهداً واحداً لفتاة إبتلعها التيار ، فيما طفى على وجه الماء منديلها الأحمر..!!
    *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    #2
    ما هذه الموازنة الغريبة خاف على نفسه ان يطرد,
    وتركها تسلم الروح!, دون أن يحرك طرف أنملة للعمل على إنقاذها,
    أكيد أنه خسيس ومنحط وأناني, لا يهمه في حياته إلا اشباع رغباته المنحرفة.
    وأنت لخصت كل هذا بالعنوان فهو قاتل.
    شكرا لك اخي جمال, مودتي وتقديري.
    تحياتي.


    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.

    تعليق

    • محمد فطومي
      رئيس ملتقى فرعي
      • 05-06-2010
      • 2433

      #3
      الصّديق جمال،قرأت قصّة قصيرة متقنة على كلّ المستويات.
      ما يعلق في الذّاكرة هو ذاك النّسيج الذي لم أتوقّع لحظة أنّه سينسحب على معضلة من أكبر معضلات الغباء الاجتماعي.
      و كيف يضيع الأهمّ و الأولى ، وسط غبار ميّت من الحذر و الحيطة و و ما يجب و ما سيترتّب و ما هو مجرّب و ما يتعارض مع العرف و ما يحرّك ألسنة النّاس و ما هو ضروريّ و ما هو وراثيّ و ما هو معقول و ما هو غير معقول...و تموت الشابّة قربان فكرة لا يجب أن تخطر للنّاس.أو كي لا يسمع أحدهم ثلث ساعة من التّقريع.
      ثمّ أيّها المجتمع الأحمق،مادام قد أنقذها لم العودة إلى الوراء و محاسبته على وجوده هناك أصلا.
      و أنت محقّ جمال،فهو قاتل و ربّما القاتل الوحيد الذي يقتل و لا يُدان.يكفيه فقط أن يختبىء ساعة زمن.
      ثمّ يأسف مع الآسفين:مسكينة قتلها النّهر..النّهر غدّار.

      نصّك مفتوح على إسقاطات اجتماعيّة عديدة و متنوّعة و مستشرية كالأوبئة تماما.و أعرف الكثيرين ممّن ضاعت حقوقهم أو مستقبلهم لأنّ أحد الموظّفين سيجد صعوبة كبرى في الإعتذار منهم أو من ريئسه لو أنّه أتلف أو نسي بقصد أو بغير قصد وثيقة من وثائقهم ،و لو فعل لتداركوا الأمر .
      و عديدة هي المناسبات التي دُمّر فيها أحدهم كي لا يسمع المتسبّب له في ذلك كلمتين قاسيتين بعض الشّيء.


      كان ينظر إلى الفتاة وهى على وشك الغرق ، ولا يستطيع أن يتحرك لإنقاذها ، وهو قادر لو فعل ، بيد أنه تذكر للحظة ما حدث لأحد أبناء القرية من قبل ،
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد فطومي; الساعة 25-06-2011, 10:33.
      مدوّنة

      فلكُ القصّة القصيرة

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        كان ينظر إلى الفتاة وهى على وشك الغرق ، ولا يستطيعأن يتحرك لإنقاذها ، وهو يستطيع لو فعل ، بيد أنه تذكر للحظة ما حدث لأحد أبناء القرية من قبل ، حين ضبطه الأهالي وهو يتلصص على حليلة جاره ، فكان أن حكموا عليه بالرحيل ..ومازالت سيرته على كل لسان رغم مرور سنوات طوال..!
        أقبل الليل فغادر مخبئه إلى منزله ، قدح ذاكرته ، فلم تجتر سوى
        مشهد واحد لفتاة ابتلعها التيار ، فيما طفا على وجه الماء منديلها الأحمر..!!



        فى هذا الجزء الذى يعتبر منطقة الصراع
        بين ذات البطل و ذاك المشهد الذى يحرك الجماد
        و ذا العاهة .. و لا أدرى أكنت تريد أن تصل به
        إلى هذا العمق من الدناءة ، و التحلل ؟
        و لما كان الأمر كذلك فقد كان عليك الدفع بتوترات
        لتلك الروح الميتة ، و هذا الكائن المريض ؛ فليست
        المسألة أنه يريد ، و لكن الأمر أكبر من ذلك بكثير
        فمن فقد النخوة و الشهامة على هذا النحو ، من الصعب
        عليه أن يعدل أو تتزن بعد انعدام !
        الفكرة جميلة و المعالجة إذا ما أعطينا هذا النموذج تصريحا بالفضيحة أو الموت !!

        محبتي جمال
        sigpic

        تعليق

        • جمال عمران
          رئيس ملتقى العامي
          • 30-06-2010
          • 5363

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
          ما هذه الموازنة الغريبة خاف على نفسه ان يطرد,
          وتركها تسلم الروح!, دون أن يحرك طرف أنملة للعمل على إنقاذها,
          أكيد أنه خسيس ومنحط وأناني, لا يهمه في حياته إلا اشباع رغباته المنحرفة.
          وأنت لخصت كل هذا بالعنوان فهو قاتل.
          شكرا لك اخي جمال, مودتي وتقديري.
          تحياتي.
          الاستاذة ريما
          تعمدتُ إلقاء الضؤ على الخيط الرفيع الواصل مابين الفضيلة والواجب ..و الخزى والخذلان ..فكان أن تفتق ذهنى عن قاتل إفتراضى..هو قاتِل ..لم تتلوث يده ..لقد فضَلَ أن يخرج من مكمنه فى سلام ..بينما لم يعط للفتاة التى كانت دون أن تدرى هى وصديقاتها سبباً من أسباب سعادته وجموح خيالاته ..سوى لحظة تذكر مرت بخياله المريض وهو يستعيد لحظة غرقها..حتى أن عينه لم تدمع ..
          أشكرك أستاذة ريما..
          *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

          تعليق

          • جمال عمران
            رئيس ملتقى العامي
            • 30-06-2010
            • 5363

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
            الصّديق جمال،قرأت قصّة قصيرة متقنة على كلّ المستويات.
            ما يعلق في الذّاكرة هو ذاك النّسيج الذي لم أتوقّع لحظة أنّه سينسحب على معضلة من أكبر معضلات الغباء الاجتماعي.
            و كيف يضيع الأهمّ و الأولى ، وسط غبار ميّت من الحذر و الحيطة و و ما يجب و ما سيترتّب و ما هو مجرّب و ما يتعارض مع العرف و ما يحرّك ألسنة النّاس و ما هو ضروريّ و ما هو وراثيّ و ما هو معقول و ما هو غير معقول...و تموت الشابّة قربان فكرة لا يجب أن تخطر للنّاس.أو كي لا يسمع أحدهم ثلث ساعة من التّقريع.
            ثمّ أيّها المجتمع الأحمق،مادام قد أنقذها لم العودة إلى الوراء و محاسبته على وجوده هناك أصلا.
            و أنت محقّ جمال،فهو قاتل و ربّما القاتل الوحيد الذي يقتل و لا يُدان.يكفيه فقط أن يختبىء ساعة زمن.
            ثمّ يأسف مع الآسفين:مسكينة قتلها النّهر..النّهر غدّار.

            نصّك مفتوح على إسقاطات اجتماعيّة عديدة و متنوّعة و مستشرية كالأوبئة تماما.و أعرف الكثيرين ممّن ضاعت حقوقهم أو مستقبلهم لأنّ أحد الموظّفين سيجد صعوبة كبرى في الإعتذار منهم أو من ريئسه لو أنّه أتلف أو نسي بقصد أو بغير قصد وثيقة من وثائقهم ،و لو فعل لتداركوا الأمر .
            و عديدة هي المناسبات التي دُمّر فيها أحدهم كي لا يسمع المتسبّب له في ذلك كلمتين قاسيتين بعض الشّيء.


            كان ينظر إلى الفتاة وهى على وشك الغرق ، ولا يستطيع أن يتحرك لإنقاذها ، وهو قادر لو فعل ، بيد أنه تذكر للحظة ما حدث لأحد أبناء القرية من قبل ،
            الاستاذ محمد فطومى
            كعادتك أخى الكريم..تطوف بمتصفحات ( الغلابة ) فتزهر بالريحان والقرنفل..
            وهاهى أضافاتك الرائعة ..وتحليلاتك الدقيقة ..تُثْرى النص ..وترتقى به إلى حد أن يصيب الغرور كاتبه..
            شكراً لك أخى ..
            تحيتى لثورة الياسمين..وللثائر محمد فطومى
            *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

            تعليق

            • جمال عمران
              رئيس ملتقى العامي
              • 30-06-2010
              • 5363

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              كان ينظر إلى الفتاة وهى على وشك الغرق ، ولا يستطيعأن يتحرك لإنقاذها ، وهو يستطيع لو فعل ، بيد أنه تذكر للحظة ما حدث لأحد أبناء القرية من قبل ، حين ضبطه الأهالي وهو يتلصص على حليلة جاره ، فكان أن حكموا عليه بالرحيل ..ومازالت سيرته على كل لسان رغم مرور سنوات طوال..!
              أقبل الليل فغادر مخبئه إلى منزله ، قدح ذاكرته ، فلم تجتر سوى مشهد واحد لفتاة ابتلعها التيار ، فيما طفا على وجه الماء منديلها الأحمر..!!


              فى هذا الجزء الذى يعتبر منطقة الصراع
              بين ذات البطل و ذاك المشهد الذى يحرك الجماد
              و ذا العاهة .. و لا أدرى أكنت تريد أن تصل به
              إلى هذا العمق من الدناءة ، و التحلل ؟
              و لما كان الأمر كذلك فقد كان عليك الدفع بتوترات
              لتلك الروح الميتة ، و هذا الكائن المريض ؛ فليست
              المسألة أنه يريد ، و لكن الأمر أكبر من ذلك بكثير
              فمن فقد النخوة و الشهامة على هذا النحو ، من الصعب
              عليه أن يعدل أو تتزن بعد انعدام !
              الفكرة جميلة و المعالجة إذا ما أعطينا هذا النموذج تصريحا بالفضيحة أو الموت !!

              محبتي جمال
              الاستاذ ربيع
              نعم قَصَدت أن أصل بالقاتل إلى حد الدناءة والتحلل كما تقول..وبهاتين الصفتين نستطيع الحكم عليه بأنه قاتِل ..وإعتقدت أن سواد الصورة وتعفن الصفات هو المَحَك الرئيسى للحكم على هذا الوغد الحقير..
              لَكَم أضاف مرورك من البهاء والرونق على متصفحى المتواضع..
              أشكرك على التصويب باللون الأحمر..دائماً تنبهنى ربيع ..( يدُوم ) التواصل..
              سرنى تواجدك ربيع الأخ الغالى..
              التعديل الأخير تم بواسطة جمال عمران; الساعة 29-06-2011, 15:42.
              *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

              تعليق

              • إبراهيم الصوالح
                عضو الملتقى
                • 28-06-2011
                • 22

                #8
                الأستاذ جمال المحترم : جميلة فكرة النص ، ويمكن أن تكون حوامل لأنواع من السلوك الاجتماعي المثقل بآفات التنشئة ، وضغط العامل المادي وحضوره بقوة عند سيطرة الشهوة على الجسد ، والرغبة على العقل، وأستعير هنا قولاً لجبران خليل جبران حيث يقول:
                والعدل في الأرض يبكي الجنَّ لو سمعوا به
                ويستضحك الأموات لونظروا
                فقاتل الجسم مقتول بفعلته
                وقاتل الروح لا تدري به البشر

                تعليق

                • جمال عمران
                  رئيس ملتقى العامي
                  • 30-06-2010
                  • 5363

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة إبراهيم الصوالح مشاهدة المشاركة
                  الأستاذ جمال المحترم : جميلة فكرة النص ، ويمكن أن تكون حوامل لأنواع من السلوك الاجتماعي المثقل بآفات التنشئة ، وضغط العامل المادي وحضوره بقوة عند سيطرة الشهوة على الجسد ، والرغبة على العقل، وأستعير هنا قولاً لجبران خليل جبران حيث يقول:
                  والعدل في الأرض يبكي الجنَّ لو سمعوا به
                  ويستضحك الأموات لونظروا
                  فقاتل الجسم مقتول بفعلته
                  وقاتل الروح لا تدري به البشر
                  الاستاذ إبراهيم
                  أسعدنى مرورك أخى ..كما أسعدتنى أكثر إضافتك البليغة..
                  أما عن تلك الأبيات
                  خليل جبران حيث يقول:
                  والعدل في الأرض يبكي الجنَّ لو سمعوا به
                  ويستضحك الأموات لونظروا
                  فقاتل الجسم مقتول بفعلته
                  وقاتل الروح لا تدري به البشر
                  فدعنى أشكرك بشدة على حسن إختيارك ..
                  شكرا لك..
                  *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                  تعليق

                  يعمل...
                  X