السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الزوجية كلمة حب
والموءودة منطق
إن لم تضعنا القراءة أمام دروب مهجورة, لم يسلكها المارة من قبل يصبح السفر عبر ثناياها عقيما, يجعلنا نطوف في حلقة مفرغة, ليس لنا فيها مخرج و تصبح القراءة ليست ذات جدوى و لا ندرك منها غير ظاهرها و تختفي عنا أبعادها و تبتلع السطورُ ما بينها و الكلمات معانيها .
إن لم يكن النص كسيل جارف , بأخذك إلى أصل موطنه ألا وهو المحيط ,لا يمكن أن نقول أننا فعلا أدركنا معنى أننا أمةً شكلت وجودها الإنساني والحضاري كلمةً كانت, "اقرأ " و التي ـتأخذك إلى عالمها لتفصح لك عن أبعاد أخرى مختلفة لا تخضع لمقاييس ضيقة بل تطوف بك في أرجاء الكون و الطبيعة الإنسانية لتكون لك نظرة شمولية متكاملة ترى من خلالها حقيقتك و حقيقة وجودك.
إن لم يكن النص كسيل جارف , بأخذك إلى أصل موطنه ألا وهو المحيط ,لا يمكن أن نقول أننا فعلا أدركنا معنى أننا أمةً شكلت وجودها الإنساني والحضاري كلمةً كانت, "اقرأ " و التي ـتأخذك إلى عالمها لتفصح لك عن أبعاد أخرى مختلفة لا تخضع لمقاييس ضيقة بل تطوف بك في أرجاء الكون و الطبيعة الإنسانية لتكون لك نظرة شمولية متكاملة ترى من خلالها حقيقتك و حقيقة وجودك.
شهرزاد الحكاية و الرواية تلامس شيئا نفيسا في الداخل الإنساني تفاعل معه فكانت هذه القراءة للعلاقة الزوجية في أسما معانيها فالحب هو الرباط المقدس الذي يتواصل به الزوجان.
و يتبادر إلى الذهن سؤال, هل كانت بين أبونا آدم و أمنا حواء علاقة حب ؟ سؤال يدفعك إلى التأمل لأنه يرجعُك إلى أصلك عندما كنت في ظهر أبيك و أنت في الجنة و يخطر على بالك سؤال آخر, بما أنك كُنت هناك كيف هي الجنة ؟ لقد علَّمنا أبونا آدم الأسماء بعد أن سمعناها منه .هل هي ما نستعمله في خطابنا أم غيرها ؟ و إذا كانت نفسها فقد عرفت الجنة و أدركت ما فيها, فلماذا عندما نزلت إلى الأرض صمتت كشهرزاد في الصباح عن الكلام المباح؟
و ينفرط عقد الأسئلة التي لا تنتهي في بحث محموم عن أجوبة تروي ظمئنا للمعرفة و إدراك حقيقة غابت عنا و غادرتنا من زمان.
و أعود إلى السؤال الأول و أقول أن الله تعالى خلق أبونا آدم بحب, و كان في كيانه وجودَ أمنا حواء فهي منه و فيه..... لنتخيل هذا الإحتواء, الذي يتجسد في الأب لللأم .... صورة و لا أروع على مستوى الفكر, و الذي يمكن أن يختزل مفهوم العلاقة الزوجية و يستوعبه بهذا المنطق... و هذا الاحتواء لا يمكن أن يحصُل إلا في جنة عرضها السماوات و الأرض و لا يكون ذلك حتى تقبل الأنثى أن تكون بكل كيانها للأب المنتظر.
هذه هي العلاقة الزوجية في أسما معانيها فيها الحب يكون تكاملا ليقع الاحتواء لمفاهيم و معاني تكون مشتركة تثمر حبا و تواصلا بناء, ماديا الأبناء, و معنويا أفكارا خلاقة تبدع على مستوى الكلمة و الفعل. أليست هذه هي جنة الأرض و التي يتواجد عليها أبناء مبدعون و فكرا خلاقا على مستوى الكلمة و المنطق و بناء الإنسان و الحضارة ؟ هل يمكننا أن نأمل أقل من قيادة العالم بهذا المنطق ؟
و يتبادر إلى الذهن سؤال, هل كانت بين أبونا آدم و أمنا حواء علاقة حب ؟ سؤال يدفعك إلى التأمل لأنه يرجعُك إلى أصلك عندما كنت في ظهر أبيك و أنت في الجنة و يخطر على بالك سؤال آخر, بما أنك كُنت هناك كيف هي الجنة ؟ لقد علَّمنا أبونا آدم الأسماء بعد أن سمعناها منه .هل هي ما نستعمله في خطابنا أم غيرها ؟ و إذا كانت نفسها فقد عرفت الجنة و أدركت ما فيها, فلماذا عندما نزلت إلى الأرض صمتت كشهرزاد في الصباح عن الكلام المباح؟
و ينفرط عقد الأسئلة التي لا تنتهي في بحث محموم عن أجوبة تروي ظمئنا للمعرفة و إدراك حقيقة غابت عنا و غادرتنا من زمان.
و أعود إلى السؤال الأول و أقول أن الله تعالى خلق أبونا آدم بحب, و كان في كيانه وجودَ أمنا حواء فهي منه و فيه..... لنتخيل هذا الإحتواء, الذي يتجسد في الأب لللأم .... صورة و لا أروع على مستوى الفكر, و الذي يمكن أن يختزل مفهوم العلاقة الزوجية و يستوعبه بهذا المنطق... و هذا الاحتواء لا يمكن أن يحصُل إلا في جنة عرضها السماوات و الأرض و لا يكون ذلك حتى تقبل الأنثى أن تكون بكل كيانها للأب المنتظر.
هذه هي العلاقة الزوجية في أسما معانيها فيها الحب يكون تكاملا ليقع الاحتواء لمفاهيم و معاني تكون مشتركة تثمر حبا و تواصلا بناء, ماديا الأبناء, و معنويا أفكارا خلاقة تبدع على مستوى الكلمة و الفعل. أليست هذه هي جنة الأرض و التي يتواجد عليها أبناء مبدعون و فكرا خلاقا على مستوى الكلمة و المنطق و بناء الإنسان و الحضارة ؟ هل يمكننا أن نأمل أقل من قيادة العالم بهذا المنطق ؟
أما الأسماء, فلا بد أن تكون هي و ليست غيرها لها نفس الاستعمال للكلمة و المعنى لا تفصح عن معانيها و تتواصل حتى تعيش في مناخ قوامه الحب والمنطق الزوجي السليم, و الذي هو احتواء ,تكامل و تواصل بناء يثمر أرقى المعاني و ينتج أروع فكر خلاق لا ترهبه المحن و لا الكوارث, بل يجعل من الضعف المادي قوة فكر, و من قوة السلاح تحد لكل متسلط باغ.
فللجنة عمل من جنسها فهي جمال يتخلق منه كلَّ شيء, و لا يتوقف عن الإبداع, لأنها خلق بديع السماوات و الأرض و كذلك الكلمة تتوالد لتخصب معنى , فكر , منطق و عمل خلاق , يصمد أمام أعتي الصعوبات, و يفكِّكَها لتتلاشى, و لأنها خُلقت في الجنة فلها مواصفاتها و لها القدرة على التخلق بأخلاق قائلها و المقاومة و الحياة في وجدان الشاعر و المتلقي, كما لها الفعل و الأمر وهي أيضا الفاعل, لها الحال و المقال , فهي تصف حين تريد ذلك, و تشف و ترف لتكون ملائكية تأخذك إلى عالمها المعلومِ منها, المجهول منا, لتكون الكلمة الروح التي تحي و تميت , بأمر ربها , فللكلمات ريح الجنة و عطرَها. لا تتوانى عن التفاعل مع من أحبها و أقام معها علاقة زوجية سليمة احتواها فاستسلمت, و أحبها فأطاعته ,أحياها فأحيته , فكان بينها و بين حبيبها تناغم و انسجام , لا يمكن أن يثمر إلا خلقا جديدا متجددا على مستوى المنطق و الفكر و العمل.
هكذا هي الكلمة, تنشد حبيبا تتواصل معه, و تبوح له بسرها ومعانيها المتعددة في توحدها, تختزل سر الوجود و الإنسان و لا يكون لها بيان, إلا لمن عشق وجودها و أحتضنها بحب فاحتواها, لتحتويه ليعيشا معا منظومة زوجية أساسها الحب و الصدق و الوفاء, تبوح لك الكلمة فتبوحَ بها و تحمِّلها أعذب المشاعر و تغوص معها في بحر الحب و الجمال لتلامس القاع و تتملى في درره و كنوزه التي تشكل معانيها. تراها بعين بصيرتك, فتعشقها الروح و ينبض القلب بها و لها, تحييك بإذن ربها ,فتحيا.... ويحتضنك نورها, تراها فتهمس لك, و تناجيك , هنا يكون البوح و الإبداع و روح الكلمة التي تحلق في فضائك و تصطحبك معها .
للكلمة حركة و إشراق له أبعاده التي لا تخضع للزمان و لا للمكان لأنها نزلت مع آدم و حواء, و لم تعرف الغواية طريقها ,فالإنسان هو الذي أستعملها لخدمة هواه و التعبير عن نفسه الملوثة و حمَّلها ما لا تطيق من همومه و أحزانه و أستعملها ليبرر بها أعماله المشينة و إنحرافاته , و تعاملاته اللإنسانية فعرفت الوأد قبل الولادة, والموت قبل الحياة و أصبحت جثة هامدة على قارعة السطر ,تستعملها أقلام المارة في محاولة يائسة لإحياء مواتها ,لكن الله وحده من يحي العظام وهي رميم .
للكلمة حياة و موت و صمت و بوح فمن رحم الفكرة, تخرج الكلمات, و من رحم المنطق تخرج الفكرة, و من رحم الحياة يكون المنطق ,و في غياب منطق الحياة تموت الكلمات, و يسقط الإبداع في جب يوسف و يُسجَن في زنزانة فرعون فتعيش الكلمة اليتم و يعيش المعنى الحزنَ في صمت, فلا تحيا إلا باستسلام مقوماتها التواصلية لمنطق اللغة و الحياة و التي تشكل جذورها و أصولها الممتدة عبر التاريخ.
فالمنظومة الزوجية للكلمة لها بنية تحتية تشكل نسيجها, و أخرى إنسانية تفعل وجودها, بمعنى: الفكرة تفصح عن وجودها في تواصل محكم للمفردات و مجموعُها يشكل منطقا متكاملا فلو اختل عنصر من هذه العناصر, فقد المنطق توازنه و فاعليته و أصبح غير ذي جدوى و احتواه الموت .
و الإنسانية نسيج من أفراد تعيش في منظومة زوجية لتصبح مجموعة تتواصل مع مجموعات أخرى: تتكون العائلة ثم المجتمع فالأمة , لو اختل النظام الزوجي, اختل توازن العائلة و أنفرط عقد المجتمع ليصبح قانون الغاب هو المسيطر, فالفوضى التي عمت اللغة هي نفسها التي عمت المجتمع فاختلال التوازن نجده في المنظومة الزوجية على مستوى الكلمة و المنطق , و على المستوى الإنساني في المجتمع .
إذا إصلاح ما فسد لا يكون إلا بالرجوع إلى المنظومة الزوجية الآدمية الأولى و إعادة ترسيخ قواعد اللغة السليمة و رتق فتوق نسيجها حتى تستقيم في مبناها و معناها و تكون الكلمة الحية هي أساس الفكرة و المنطق. هكذا يحيا النسيج الاجتماعي, و تستقيم اللغة و يستقيم المنطق ,و يصبح فاعلا و يتوازن به الفكر و السلوك الإنساني.
فالمنظومة الزوجية هي عماد الحياة في الكون بدونها تفقد معناها و المجتمعات مبناها و تتفشى الفوضى لتكون خلاقة للموت قاتلة للحياة .
فكما يبحث آدم عن حواء لتكون زوجه التي يسكن إليها, يمكن للإنسان أن يبحث عن فكرة , رسالة, هدف يجعله نُصب عينه ليشكل معه و به المعنى الزوجي .
تحتوينا الفكرة, فنسكن إليها ,تتفاعل معنا, نفعِّل وجودَها فتكون لنا نعم الزوج و الرفيق إذا استطعنا أن نَنتقيها عن دراية و معرفة واعية بوجودها و تعَاملنا معها بحب و نبل و صدق.
الرجوع إلى أصل الخلق الإنساني يقودنا حتما إلى أصل اللغة و التي هي أسماء وجدت في صلب أبينا آدم و التي لا يمكن أن نتخلى عنها أو نتجاهل وجودها الحي و الفاعل فينا و في الحياة الإنسانية, لأن ذلك يلغي وجودنا المعنوي و قدرَتنا على الخلق و الإبداع على مستوى الفكر و العمل و هذا ما نعيشه و نعبر عنه: بالأزمة السياسية, الثقافية, الاجتماعية ,التعليمية..... فالأزمة قد استفحلت فينا فنحن نعيشَها داخلنا كأشد ما يكون تُخنق الكلمة, فيتدنى مستوى الكتابة و القرَّاء و يتداعى الجسد و يستفحل فيه و يحتويه المرض فعلينا أن نختار زواج المتعة أو الزواج الشرعي و الذي قوامه الحب و الصدق و الإخلاص و الوفاء .
شهرزاد كانت قصيدة يقصدها كلَّ من أتعبته الكلمات و أرادت الخروج من مَكمنها و الإفصاح عن كنه وجودها أضنتها الوحدة و انعدام التواصل فأدمنت البحث عن رديفتها ,نصفها الآخر لتتواصل معه كما كانت الحكايا, زاد مسافر تجوب الزمان و المكان في رحلة شاقة أشقت الروح و الجسد فتناثرت منه أجملَ الكلمات و المعاني, لتكون بيان الإنسان الفطري , الباحث عن الحب الزوجي و الذي احتوته الكلمة قبل الأنثى, قبل شهرزاد الحكاية , التي حاكت ما اختزلته كلَّ النساء من نسيج كان مصدره أنوثةً لها خصوبة و أمومة ولادة فكان الخلق و الإبداع على الموعد.
كانت شهرزاد الأنثى إبداع خالق و حكاية زمان و قصيدة شاعر حاملا في شهرها الأخير بالحب و الوفاء بالفرح و السعادة فهي حواء الشاعر تنعم معه في جنة المعاني و المباني لتفصح عن نفسها و يكون لها بيان يدركه الإنسان المتكامل مع من أحب .
و شهرزاد الحكاية هي الأنثى الموءودة المولودة , تنتظر كل صباح , ما تجود به الحكاية حتى تخدع الموت و تختفي من أمامه قبل أن يطالها .هو صراع وجود مرير, تعيشه أنثى زواج المتعة ,لأنه لا يخضع لضوابط و لا قيم بل لأهواء عاصفة لا تدري أين تلقي بها .
فشهرزاد الأنثى هي نفسها الكلمة والنص و الكتابة, تحكي و تحاكي أجمل أو أقبح ما فينا, لتكون نصفنا الآخر المبدع أو القبيح, الحزين أو السعيد , فالقلم يحرر الكلمة من سجننا الداخلي ليكون النص مرآة عاكسة للأديب و أنثاه الكامنة داخله يبحث عنها وهي فيه يراها خارجه وهي تناجي قلبه وكأنها روحه. و تتحرر الكلمة لتحتوي بياض الصفحات.
و أقول أن الإبداع أنثى ,لأنها الأرض الولادة و التي حباها الله تعالى بخصوبة الرحم و المشاعر و الفكر ولا يبدع الأديب حتى يستقيم فيه هذا التوازن الإنساني و يرجع إلى أصله الآدمي المختزل بالفكر نصفه الثاني حواء, فهي تعيش داخله علاقة زوجية قوامها الحب و الوفاء و كأنها روحه التي تنير دربه فيمشي فيه عن دراية و معرفة بكل منعرجاته حتى يكون آدم القوام على نفسه و عليها و تكونَ هي الدافع و المحرض على الخلق و الإبداع فهي الفكرة وهو الساعد وهي الكلمة وهو القلم لا يمكن لأحدهما أن يستغنى عن الآخر.
عند إختلال هذا التوازن الزوجي الداخلي في الإنسان ينتفي الإبداع و يفقد إشعاعه و فاعليته في المجتمع و يصبح وجوده كعدمه و تصبح الكتابة تحاكي الواقع وهو في كثير من الأحيان مرير و مشبع بمآسي العامة و كأنها تفتح أبوابا مفتوحة على حقيقة نعيشها نتألم و نقف أمامها لا نحرك ساكنا لعدم قدرتنا على خلق أدوات لمقاومتها و على استيعاب أجمل المشاعر الإنسانية والتي يجسدها هذا الرحيق المختوم في القلب ألا وهو الحب و الذي هو سلاح يفتك بكل المشاعر السلبية إذا استطعنا التفاعل معه و تفعيله في محيطنا الداخلي و الخارجي.
و التوازن الزوجي الداخلي يتطلب منا الاعتراف أن الخلق الآدمي الأول هو صورة لما نحن عليه فكل آدم يختزل داخله حواء و التي تنتظر منه حبا ووفاء لتكون نصفه الشرعي السليم و ليس المريض أو الموءود,حتى يعيش معها أحلى صور الإبداع على مستوى الفكر والكلمة الحية الفاعلة و التي تكون بلسما يضمد الجراح أو سلاحا قاتلا يدافع عن الوجود المادي و المعنوي.
لنتخيل أن آدم وئد حواء داخله, خانها فخانته تعدى على حقها فأهانته طلقها فخلعته, لنتخيل ما يمكن أن ينتجه هذا المخلوق على مستوى الفكر, السلوك , المنطق و العمل, سوف يجعلنا نعيش التشظي في عالم متحلل من كل الضوابط لأن الموءودة قد تحللت بعد إن احتواها الموت المعنوي وهو ما نعيش مرارته في مجتمعنا العربي .
لقد خلق الله تعالى الأنثى لتزرع الحب على الأرض فلا يمكن أن تعيش بدونه. فَقرُ و قَفرُ المشاعر يميت فيها الأنوثة و الأمومة و تصبح صحراء قاحلة عقيمة على مستوى الفكر, خاملة على مستوى العمل.
هكذا تموت الكلمة و تفقد معناها ووجودها الفاعل و تصبح جثة هامدة على قارعة السطر تتحلق حولها الغربان لتقطع أوصالها .
شخصية شهرزاد الأنثى تناولتها القصيدة و الرواية و الحكاية و الأغنية ربما لأنها صورة من حواء التي طالتها الغواية بعد أن انفصلت عن آدم و تحررت من الاحتواء ......
لم يكن آدم ليلد أبناء لو لم تكن زوجته حواء. كانت فيه ومنه و هما في الجنة متواصلان يعيشان الإنسجام و التوازن, ينعمان بأروع ما فيها من مباني و معاني تُسعد الروح و الوجدان فنزلا منها و كان الشيطان ثالثهما ,انفصلا عن بعضهما البعض و كانت الغواية, فكان النزول نزول مكانة للإنسان و الكلمة و المعنى و المنطق و الفكر و ليس نزولَ مكان و هكذا أشرقت شمس الصباح فسكتت شهرزاد الكلمة ..... عن الكلام المباح و أصبحت غيرها بل تشبه نفسها و ليست
فكما يبحث آدم عن حواء لتكون زوجه التي يسكن إليها, يمكن للإنسان أن يبحث عن فكرة , رسالة, هدف يجعله نُصب عينه ليشكل معه و به المعنى الزوجي .
تحتوينا الفكرة, فنسكن إليها ,تتفاعل معنا, نفعِّل وجودَها فتكون لنا نعم الزوج و الرفيق إذا استطعنا أن نَنتقيها عن دراية و معرفة واعية بوجودها و تعَاملنا معها بحب و نبل و صدق.
الرجوع إلى أصل الخلق الإنساني يقودنا حتما إلى أصل اللغة و التي هي أسماء وجدت في صلب أبينا آدم و التي لا يمكن أن نتخلى عنها أو نتجاهل وجودها الحي و الفاعل فينا و في الحياة الإنسانية, لأن ذلك يلغي وجودنا المعنوي و قدرَتنا على الخلق و الإبداع على مستوى الفكر و العمل و هذا ما نعيشه و نعبر عنه: بالأزمة السياسية, الثقافية, الاجتماعية ,التعليمية..... فالأزمة قد استفحلت فينا فنحن نعيشَها داخلنا كأشد ما يكون تُخنق الكلمة, فيتدنى مستوى الكتابة و القرَّاء و يتداعى الجسد و يستفحل فيه و يحتويه المرض فعلينا أن نختار زواج المتعة أو الزواج الشرعي و الذي قوامه الحب و الصدق و الإخلاص و الوفاء .
شهرزاد كانت قصيدة يقصدها كلَّ من أتعبته الكلمات و أرادت الخروج من مَكمنها و الإفصاح عن كنه وجودها أضنتها الوحدة و انعدام التواصل فأدمنت البحث عن رديفتها ,نصفها الآخر لتتواصل معه كما كانت الحكايا, زاد مسافر تجوب الزمان و المكان في رحلة شاقة أشقت الروح و الجسد فتناثرت منه أجملَ الكلمات و المعاني, لتكون بيان الإنسان الفطري , الباحث عن الحب الزوجي و الذي احتوته الكلمة قبل الأنثى, قبل شهرزاد الحكاية , التي حاكت ما اختزلته كلَّ النساء من نسيج كان مصدره أنوثةً لها خصوبة و أمومة ولادة فكان الخلق و الإبداع على الموعد.
كانت شهرزاد الأنثى إبداع خالق و حكاية زمان و قصيدة شاعر حاملا في شهرها الأخير بالحب و الوفاء بالفرح و السعادة فهي حواء الشاعر تنعم معه في جنة المعاني و المباني لتفصح عن نفسها و يكون لها بيان يدركه الإنسان المتكامل مع من أحب .
و شهرزاد الحكاية هي الأنثى الموءودة المولودة , تنتظر كل صباح , ما تجود به الحكاية حتى تخدع الموت و تختفي من أمامه قبل أن يطالها .هو صراع وجود مرير, تعيشه أنثى زواج المتعة ,لأنه لا يخضع لضوابط و لا قيم بل لأهواء عاصفة لا تدري أين تلقي بها .
فشهرزاد الأنثى هي نفسها الكلمة والنص و الكتابة, تحكي و تحاكي أجمل أو أقبح ما فينا, لتكون نصفنا الآخر المبدع أو القبيح, الحزين أو السعيد , فالقلم يحرر الكلمة من سجننا الداخلي ليكون النص مرآة عاكسة للأديب و أنثاه الكامنة داخله يبحث عنها وهي فيه يراها خارجه وهي تناجي قلبه وكأنها روحه. و تتحرر الكلمة لتحتوي بياض الصفحات.
و أقول أن الإبداع أنثى ,لأنها الأرض الولادة و التي حباها الله تعالى بخصوبة الرحم و المشاعر و الفكر ولا يبدع الأديب حتى يستقيم فيه هذا التوازن الإنساني و يرجع إلى أصله الآدمي المختزل بالفكر نصفه الثاني حواء, فهي تعيش داخله علاقة زوجية قوامها الحب و الوفاء و كأنها روحه التي تنير دربه فيمشي فيه عن دراية و معرفة بكل منعرجاته حتى يكون آدم القوام على نفسه و عليها و تكونَ هي الدافع و المحرض على الخلق و الإبداع فهي الفكرة وهو الساعد وهي الكلمة وهو القلم لا يمكن لأحدهما أن يستغنى عن الآخر.
عند إختلال هذا التوازن الزوجي الداخلي في الإنسان ينتفي الإبداع و يفقد إشعاعه و فاعليته في المجتمع و يصبح وجوده كعدمه و تصبح الكتابة تحاكي الواقع وهو في كثير من الأحيان مرير و مشبع بمآسي العامة و كأنها تفتح أبوابا مفتوحة على حقيقة نعيشها نتألم و نقف أمامها لا نحرك ساكنا لعدم قدرتنا على خلق أدوات لمقاومتها و على استيعاب أجمل المشاعر الإنسانية والتي يجسدها هذا الرحيق المختوم في القلب ألا وهو الحب و الذي هو سلاح يفتك بكل المشاعر السلبية إذا استطعنا التفاعل معه و تفعيله في محيطنا الداخلي و الخارجي.
و التوازن الزوجي الداخلي يتطلب منا الاعتراف أن الخلق الآدمي الأول هو صورة لما نحن عليه فكل آدم يختزل داخله حواء و التي تنتظر منه حبا ووفاء لتكون نصفه الشرعي السليم و ليس المريض أو الموءود,حتى يعيش معها أحلى صور الإبداع على مستوى الفكر والكلمة الحية الفاعلة و التي تكون بلسما يضمد الجراح أو سلاحا قاتلا يدافع عن الوجود المادي و المعنوي.
لنتخيل أن آدم وئد حواء داخله, خانها فخانته تعدى على حقها فأهانته طلقها فخلعته, لنتخيل ما يمكن أن ينتجه هذا المخلوق على مستوى الفكر, السلوك , المنطق و العمل, سوف يجعلنا نعيش التشظي في عالم متحلل من كل الضوابط لأن الموءودة قد تحللت بعد إن احتواها الموت المعنوي وهو ما نعيش مرارته في مجتمعنا العربي .
لقد خلق الله تعالى الأنثى لتزرع الحب على الأرض فلا يمكن أن تعيش بدونه. فَقرُ و قَفرُ المشاعر يميت فيها الأنوثة و الأمومة و تصبح صحراء قاحلة عقيمة على مستوى الفكر, خاملة على مستوى العمل.
هكذا تموت الكلمة و تفقد معناها ووجودها الفاعل و تصبح جثة هامدة على قارعة السطر تتحلق حولها الغربان لتقطع أوصالها .
شخصية شهرزاد الأنثى تناولتها القصيدة و الرواية و الحكاية و الأغنية ربما لأنها صورة من حواء التي طالتها الغواية بعد أن انفصلت عن آدم و تحررت من الاحتواء ......
لم يكن آدم ليلد أبناء لو لم تكن زوجته حواء. كانت فيه ومنه و هما في الجنة متواصلان يعيشان الإنسجام و التوازن, ينعمان بأروع ما فيها من مباني و معاني تُسعد الروح و الوجدان فنزلا منها و كان الشيطان ثالثهما ,انفصلا عن بعضهما البعض و كانت الغواية, فكان النزول نزول مكانة للإنسان و الكلمة و المعنى و المنطق و الفكر و ليس نزولَ مكان و هكذا أشرقت شمس الصباح فسكتت شهرزاد الكلمة ..... عن الكلام المباح و أصبحت غيرها بل تشبه نفسها و ليست
هي ........
تعليق