ماهية الحياة
سأغتنـم الأيـام قبـل ذهابـهـا
لعلي أخط اسمـي ببطـن كتابهـا
ستنصرم الدنيـا وإن تمـض ليلـة
فلسـت بِمُسْطِيـع بلـوغ لبابـهـا
أياصاحبـي أدرك حياتـك إنـهـا
سحاب فلا يخدعْـك مـاء شبابهـا
كأني بها ولَّـتْ وصـرت مقَوَّسـاً
فقيرا وكم فاخرت خيـر صحابهـا
فمـاذا سيجنـي بعدهـا متنطِّـسٌ
يبيـت علـى صهبائهاوشرابـهـا
فإنـك ياابـن العـم تلقـاك فجـأةٌ
تصير من الدنيـا بجـوف ترابهـا
تـزوّد مـن الدنيـا بديـن منـزه
وعلم صريح فـي جميـع شعابهـا
ولا تك فظًّا أو تغطرسْ على الورى
فهل أنت إلا صنع طيـن لهـا بهـا
ستُدفـن فـي لحـد قريبـا وإنمـا
خلود الفتى في فعله فـي رحابهـا
فما هـذه الدنيـا بربّـك صاحبـي
فليست تقلُّ صـورة عـن خرابهـا
أياقائـف الدنـيـا فـإنـك إنـمـا
تقوف التي هيهـات تُهـدى لِبابهـا
فكم شهوة عاقـرت لكـنْ لذيذهـا
يموت وأضحـت قُيِّـدت لحسابهـا
فمن ذا يقي نفسـي ذنوبـا كثيـرة
وما زلت لا أسطيع تـرك عبابهـا
فمن كان لا يعصي على الدهر نفسه
فمازال يجني من خناهـا وصَابِهـا
تعجّبت من هذي الحياة فقـد بـدت
سرابـا ولكنـا محبـو سرابـهـا
ترى الناس في عزاء دون حطامها
وقد أعلنوها هيعـة فـي طلابهـا
فليست بأهـل للدسائـس والشـذا
فـرب مـراد كـان بـدء يبابهـا
لعمـرك لا أدعـوك للزهـد إنمـا
أقول ابغ من دنياك محض جنابهـا
ولا تقترب إلا الحـلال فـإن تـرد
سواه تضف دنيـاك عابـا لعابهـا
فإن الحلال طيـب الطعـم سائـغ
يسيل فيشفي النفـس كـل التهابهـا
فإنـي لمشتـاق الحيـاة وغيدهـا
ولكنني أخشى صـروف انقلابهـا
وإني لتـراك لهـا خشيـة الـذي
سيبدر منها فـي غضـون اكتآبهـا
فمن أمن الدنيـا وأرخـى زمامـه
لها سكَنًا خانتـه يـوم اضطرابهـا
فـإن الـذي يُرقـي وينفـع قـدره
دوامـا أيـاد طيـبـات ملابـهـا
فإما تعاطى العلم والخلْـق والنـدى
فتى صار في دنياه مثـل شهابهـا
1999
تعليق