وقفة بين قراءتين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عدنان عبد النبي البلداوي
    أديب و شاعر
    • 30-05-2011
    • 319

    وقفة بين قراءتين

    وقفة بين قراءتين
    عدنان عبد النبي البلداوي
    تهيأ لي قراءة قصيدة الشاعر باسل بزراوي ( نبض البحر) ثم مضمون الناقدة منجية بن صالح حول النص.
    اقول في أجواء قراءة الناقدة : إن الإسلوب الإنشائي الذي يوظفه الناقد في كتابة نقده النص لايخرج عن كونه في المنظور الثقافي العام – اسلوبا أدبيا طبيعيا ، هدفه إيصال التقويم أو التقييم لجانب ، أو أكثر من الجوانب الفنية ، وقد لايعترض قارئ ما على إنشاء جملة نقدية ،طالما تؤدي الغرض المطلوب في تقريب المفهوم أو توضيح المأخذ .. إلا أن هناك مسالة ذوقية وعاطفية قد تسهم من قريب أو بعيد في خلق لذة لفظية ، أو متعة إضافية ، وهذه المسألة أو الحالة كثيرا ما يخلقها الناقد نفسه بطريقة تركيب جملته النقدية المختارة الألفاظ ، حتى يُخيل لقارئ المضمون النقدي كأنه يقرأ نصا مبدعا لاتوجيها نقديا، وقد جاد العصر الحديث بأقلام بارعة ارتقت بمضامينها الى مستوى إبداع صاحب النص ، وإنه لمن إشراقات الأمل أن يكون قلم الناقدة منجية قد أخذ موقعه المناسب بين هذه الأقلام.
    أما نص الشاعر باسل ، فقد حقق مستلزمات الإبداع بدليل ان أي نص تعود الى قراءته يعطيك اللذة نفسها التي استمتعت بها في أول قراءة له ، وإضافة الى ذلك فقد حقق الشاعر في نصه مايأتي:
    - التآلف التدريجي بين حروف شطري البيت وحروف القافية ، ومعالجة الحروف الثقيلة بصياغة تعتمد الموازنة والتنسيق.
    - مواصلة العزف اللفظي بفضل التوزيع العادل للحروف ذات المهمة الواحدة ، فتتابع حرفي ( القاف والعين ) مثلا وهما من أطلق الحروف وأضخمها جرسا ، وحرفي ( الدال والباء )وهما من الحروف التي تجمع بين الشدة والجهد لتشكيل نغمات متتابعة ذات إيقاع صوتي خاص ، إنما هو تتابع منسق يستقي توجيهه من قابلية مثقفة ذات دليل موسيقي واضح .
    وبخصوص الإنسجام الموسيقي بين الحروف والألفاظ ، وردت كلمة ( لفلفت) في قول الشاعر:
    فانت عراق الروح والنخل لفها
    كما لفلفت مزنُ السماء سنا البدر
    ولكون حرف الفاء من الحروف التي تسبب جهدا في التنفس حين النطق بها ، ولأنها تتابعت في كلمة واحدة ،اقترح كلمة ( التحفت ) مكانها ، ليصبح البيت :
    فأنت عراق الروح والنخل لفها
    كما التحفتْ مزن السماء سنا البدر
    إنه اقتراح يتعلق بالإنسجام الصوتي ، والأمر لصاحب النص.
    وجميل جدا أن ينقل لنا الشاعر ومضة تراثية هنا وهناك لكي نعيش نكهة التراث وعطر المعاصرةمعا كما في ( أرخى سدوله)بقوله:
    فإن كان بحر الصمت أرخى سدوله
    وخيّم ليل السهد دهرا على دهر
    فما طال عهد الليل والصبح سابح
    يداعب هدب الشمس في موجه السحري
    ومعروف أن ( أرخى سدوله) وردت في قول إمرئ القيس:
    وليل كموج البحر أرخى سدوله
    عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
    وكما في ( بين الرصافة والجسر)بقوله:
    وقفت أناجي الموج حتى أذاقني
    (هواك الهوى بين) الرصافة والجسر
    و(بين الرصافة والجسر) وردت في قول علي بن الجهم:
    عيون المها بين الرصافة والجسر
    جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

    أشكر بوافر السرور الأديبة الناقدة منجية بن صالح لإرسالها النصين . تحية لها وتحية للشاعر المبدع باسل بزراوي ، والى مزيد من الإبداع والعطاء الدائم.

  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    ناقدنا الكبير
    سأعرج فقط على نقطتين ولن أتعمق بدراسة النص ، فقد ركزت أخي الناقد الموفق على الموسيقا والتآلفية اللفظية والتوافقية بين الحروف القوي منها والضعيف وكنت موفقا بذلك ، فحرف العين هو أقوى الحروف يليه الحاء والقاف .. الخ .
    أما النقطة الأولى فهي ما يسمى في علم النقد الحديث : التقبلية وهي قابلية النص للعيش واستمراره في الحياة عبر نصوص الآخرين ، وفي نص الأستاذ الشاعر الغالي باسل البزراوي بعث الحياة والتنفس من جدي في جزء من قصيدة امرؤ القيس فتذكرتها ، وجزء من قصيدة علي بن الجهم وهذا تسبب في استرجاع الماضي وإحضاره أمامنا مجددا وهذا يعني أن نصي الشاعرين المذكورين هما نصان يقبلان الحياة عبر نصوص اللاحقين ، وقد أشرت بنجاح لهذين الأمرين .
    وأما الأمر الثاني فقد أخلف معك ففي لفظ لفلف كما تعلم تكرار لحرفين هما اللام والفاء وتكرار الحرفين يعني التكرار والاستمرار مثل قلقل ، وفلفل ، ودمدم ، وعنعن ... الخ .
    واللفظ يلتحف لا تفيد ما قصده الشاعر من التكرار والاستمرارية ، فهو قصد بالفعل التكرار في الفعل ليبعث الحركة المستمرة غير المتوقفة في النص وهذا يجعل لفلف هي المناسبة مع جمال يلتحف التي أشرت إليها لكنها تعني الثبات والاختفاء لا الاختفاء والظهور المتكرر ، مع شكري لك واحترامي .
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • عدنان عبد النبي البلداوي
      أديب و شاعر
      • 30-05-2011
      • 319

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
      ناقدنا الكبير
      سأعرج فقط على نقطتين ولن أتعمق بدراسة النص ، فقد ركزت أخي الناقد الموفق على الموسيقا والتآلفية اللفظية والتوافقية بين الحروف القوي منها والضعيف وكنت موفقا بذلك ، فحرف العين هو أقوى الحروف يليه الحاء والقاف .. الخ .
      أما النقطة الأولى فهي ما يسمى في علم النقد الحديث : التقبلية وهي قابلية النص للعيش واستمراره في الحياة عبر نصوص الآخرين ، وفي نص الأستاذ الشاعر الغالي باسل البزراوي بعث الحياة والتنفس من جدي في جزء من قصيدة امرؤ القيس فتذكرتها ، وجزء من قصيدة علي بن الجهم وهذا تسبب في استرجاع الماضي وإحضاره أمامنا مجددا وهذا يعني أن نصي الشاعرين المذكورين هما نصان يقبلان الحياة عبر نصوص اللاحقين ، وقد أشرت بنجاح لهذين الأمرين .
      وأما الأمر الثاني فقد أخلف معك ففي لفظ لفلف كما تعلم تكرار لحرفين هما اللام والفاء وتكرار الحرفين يعني التكرار والاستمرار مثل قلقل ، وفلفل ، ودمدم ، وعنعن ... الخ .
      واللفظ يلتحف لا تفيد ما قصده الشاعر من التكرار والاستمرارية ، فهو قصد بالفعل التكرار في الفعل ليبعث الحركة المستمرة غير المتوقفة في النص وهذا يجعل لفلف هي المناسبة مع جمال يلتحف التي أشرت إليها لكنها تعني الثبات والاختفاء لا الاختفاء والظهور المتكرر ، مع شكري لك واحترامي .
      حضرة الأستاذ القدير عبد الرحمن محمود دام عزّه
      ببالغ السرور قرأت تعقيبك الرصين ، وكل ما ذكرت ياسيدي مفيد مفيد..أما عدم توفيقي في بعض الملاحظات ،فأمر طبيعي لأن أجواء النقد هكذا هي إفتراق ووفاق،وفي النهاية لايصح إلا الصحيح، ولولا اختلاف الرؤى لما دامت الحركة والحيوية في الأجواء الأدبية، وأرجو أن لاأكون في إقتراحي على الشاعر المبدع قد عكرت الصفو أو حركت ساكنا لاموجب لتحريكه ، ولذلك أكدت أن ملاحظتي ماهي إلا اقتراح ليس غير، وإني لمسرور جدا برؤيتك لموقع)(لفلفلت)التي هي غير رؤيتي. أكررشكري ودمت لخدمة تراثنا الخالد.
      تحياتي

      تعليق

      • منجية بن صالح
        عضو الملتقى
        • 03-11-2009
        • 2119

        #4

        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

        أستاذنا القدير عدنان عبد النبي البلداوي

        سعيدة جدا بوجودك معنا في الملتقى و في الصالون الصوتي
        و بشهادتك التي أعتز بها و أتمنى أن أكون من الذين يتركون أثرا أدبيا يذكر في الملتقى
        ألف تحية و شكر أستاذي القدير على تلبية الدعوة
        و على المداخلة القيمة
        كل التقدير لحضرتك

        تعليق

        • منتظر السوادي
          تلميذ
          • 23-12-2010
          • 732

          #5
          نافذة حوار جميلة
          قراءة رائعة , اظهار الجانب الصوتي شيء لطيف , لكن اختلفت مع الناقد بنظرته الى الفعل لفلف اني اراه فيه سلاسة وانسيابية موسيقية .
          تقبلوا كلماتي
          الدمع أصدق أنباء من الضحك

          تعليق

          • عدنان عبد النبي البلداوي
            أديب و شاعر
            • 30-05-2011
            • 319

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة منتظر السوادي مشاهدة المشاركة
            نافذة حوار جميلة
            قراءة رائعة , اظهار الجانب الصوتي شيء لطيف , لكن اختلفت مع الناقد بنظرته الى الفعل لفلف اني اراه فيه سلاسة وانسيابية موسيقية .
            تقبلوا كلماتي
            سرني مرورك شاكرا مشاعرك الطيبة ،أقدر ذوقك الأدبي .
            تحياتي

            تعليق

            يعمل...
            X