تويت
والبقية تأتي
الهام ابراهيم ابوخضير
صار عمري ثلاثاً وستين
أوقفت الزمن خلف القضبان منذ سنين
وعاد القمر في مداراته إلى حدود الحنين
وأدنت الشمس الظلال نحو بيوت الغائبين
وسافر الصدى في رحلة بحث عن درب أمين
صار عمري ثلاثاً وستين
علقت على حائط الإنتظار الصور بعدد السنين
ما زلت تائهاً في دروب الحلم الدفين
وأدمى قدميّ درب عودة كحد السكين
ووقف الزمن في طابور الإنتظار السرمدي
إلى أبد الآبدين
كتبت اسمي في قوائم العائدين المنتظرين
وحفظت في جرابي بعضا من ذكرى الألم والأنين
وأمسكت بين يديّ قارورة مليئة بعطور الآيبين
ووقفت على التلال المطلة على أراضي العاشقين
صار عمري ثلاثاً وستين
سجلت على هويتي تأشيرات السفر بعدد السنين
وعبرت مطارات العالم إلى حدود المنسيين
وخنقت دفء الأفراح المتسلل إلى القلب الحزين
لأظل أحن إلى النوم في دفء البساتين
وأحلق في أفق التراب وأتكفن في عطر الرياحين
وتكلل أحلامي من عبق العودة زهور الياسمين
صار عمري ثلاثاً وستين
ما زلت بانتظار الوعد وانا على الموعد أمين
*******
أتراك هرمت أم بك جُنة ؟
أيقظ أنفاسك
أنت في حضرة الرحيل
أسكت البكاء فليس ينفعك بعد العويل
وازرع الشوك والحجارة على طول السبيل
وامنع الأسلاك تقتل الدخيل
احمل الآمال أن توقف رحلة الهطول
جهز رحالك
قبل أن تحتل الأرض ساعات الليل الطويل
وامض في سبل الدهر نحو المستحيل
ما زلت تحمل مفتاحك ؟
كم يحمل الليل من حلم جميل !
ارسم معالم الدرب فليس إلى العودة من سبيل
ارحل قبل ان يصحو الفجر الأصيل
وتختنق النسمات من روائح الجو العليل
وتُدني الأرض ذيول الشمس لتحرق الغبار
على دروب النخيل
لستَ تحيا زمن الفارس النبيل
وسنابل القمح البعيدة
كجدار ذهبيٍّ
تتأرجح وتوغل في العمق
ويضيع منها الدليل
وتفشل في الوصول
وفي الجدار القمحي تحمل الذكريات والعبير
لتظل توجع القلب الكسير
وريشتك المكسورة
تأبى أن تلون اللوحة وتُنهي التشكيل
أيقظ أحلامك الوردية
فليس في واقعك شيءٌ
من هذا القبيل ........
تعليق