أفكار مشوشة
تتداعى إلى عقولناأحيانا أفكار مشوشة ومصدر التشويش هو الإعلام فمجريات الثورات العربية والتي تسيركالطوفان بدأت تتململ من راكبي أمواجها الهدارة والشعوب العربية تميل إلى استراحةالمحارب أمام عدد من الانتكاسات التي حصلت باليمن وليبيا ورفض غير مبرر للحركةالإصلاحية السورية والميل إلى العودة لحكم العسكر في سورية بعد أحداث جسر الشغوروتخوف السوريين من عسكرة المجتمع مجددا والنكوص إلى مرحلة الانقلابات فتعود سوريةريشة ناعمة تتقاذفها الرياح هنا وهناك فلا وزن لها ولا طعم ولا رائحة فتتطايرأحلام السوريين باستقلالهم وسيادتهم على وطنهم.
حاولت مقاربة سوريةبيوغسلافيا السابقة فوجدت أنها عصية على التفكك والتفكيك وقاربتها بحكم الحزبالشيوعي الألباني لأربعين عاما ونهايته بداية التسعينيات ولكنها بعيدة أيضا عن ذاكالنموذج
قاربتها بجزائرالتسعينيات فوجدت أن المزاج العام العالمي لم يعد يجد بالإسلام عدوا ولا ندا وإنمافزاعة من خيال الأنظمة العربية التي ركبت موجة الحرب على الإرهاب والتهويل من البديلللنظام العميل بعالمنا العربي
قاربت سورية أيضاوقارنتها بالموضوع الليبي والعراقي واللبناني والثورتين المدنيتين بمصر وتونسوصولا إلى صنعاء ، فوجدت أنه لا يشبه سورية إلا سورية...!!؟
سورية ترفض حتىالنصائح ممن هم خارج حدودها فأهل مكة أدرى بشعابها ولا يحق للآخرين أن يتلاعبوابمصائرنا كأمة عربية فنحن نقلع شوكنا بأظافرنا.
اليوم ونحن نتابعالإصرار الفرنسي البريطاني على تحويل سورية إلى ليبيا ثانية وطبعا الولاياتالمتحدة من خلفهما نكتشف أنفسنا كسوريين بأننا نرفض التدخل الخارجي وأن أبوابناموصدة أمام هذه الإنسانية المستجدة عند البعض وذات الازدواجية بالتعامل. ففرنساتنسى مطالبة إسرائيل بالمقابل لإعادة أبناء الجولان النازحين من وطنهم ل44 عاملبلادهم وتنسى حقوق اللاجئ الفلسطيني والأراضي العربية المحتلة.
محمد زعل السلوم
دمشق 9/6/2011