المرآة المنافقة !
لا يوجد في الدنيا شيء أصدق و لا أنصح من المرآة، و لاسيما إن كانت جيدة الصنع متقنة الصقل، إنها ترسم الأشخاص و الأشياء على أدق تفاصيلهم و أوضح دقائقهم بدون ريشة، و تصفهم بلا لسان أو كلمات في صمت رهيب و برودة قاسية! كل الناس يحبونها و يلجؤون إليها و يعرضون عليها جُسومهم و وجوههم و حتى...عقولهم أحيانا (؟ !!!) دون خوف أو حرج أو حياء حتى و إن كانوا عرايا من الدثار أو مجردين من الشعار، خالعين ستار الحشمة نازعين وقار الحكمة !
و هي و بكل شفافية و سذاجة تعكس لهم صورهم مهما كانت بلا غش و لا كذب و لا مخادعة و لا مواربة، إنها ترد لهم ما يرمونها به من أشكالهم و هيئاتهم دون أن تتأثر بها و لا بهم و لا أن تتذكر منهم صورة أو شكلا أو هيئة أو وضعية، و تنساهم بمجرد ما يبتعدون عنها، و إذا ما عادوا إليها أعادت لهم ما رمتهم به قبلا من حالهم أو تجدد لهم صورة كلما جددوا هيئة، و هكذا هو شأنها دائما و أبدا مع الشرفاء و الوضعاء، مع الرجال و النساء، مع الكبراء و البسطاء، مع الأغنياء و الفقراء، و الأذكياء و الأغبياء، صريحة جادة، صادقة صارمة، الكل عندها سواء و الجميع أمامها خواء، تكشف العيوب و لا تعيب، و توري النقائص و لا تنتقص !
و الآن، تصوروا معي مرآة منافقة، كاذبة خاطئة، توري الناس هيئات غير هيئاتهم، و تصور لهم أشكالا ليست أشكالهم، تخاف الدميم فتخدعه و تصوره على أجمل صورة يرضاها، و تغش القبيح فتصفه على أبهى هيئة لا يقبل سواها، و تكذب الوسخ فتظهره على أنظف هندام يَجب، و تخدع المسخ فتجعله على أكمل شكل يُحِب، توري السمينة نحيفةً، و الضعيفة بدينةً، و تظهر الشمطاء حسناء، و السوداء شقراء ... و هكذا مع الناس جميعا، تبالغ مع الجميل و تنافق مع الدميم، فكيف يكون حال المجتمع يا ترى إذا صار كل واحد فيه على غير حقيقته و إذا سار على غير طبيعته ؟ ألا ترون معي ألا أحد يستطيع الاستغناء عن المرآة، و خاصة المرأة، حتى و لو كانت صغيرة حقيرة ( أقصد المرآة و ليس المرأة طبعا !) تحمل في حقيبة و توضع في جيب ؟
و تصوروا معي الآن أيضا لو أن الناس كلهم صاروا كالمرايا المتقنة الصنع صادقين أمناء ناصحين يورون بعضهم بعضا صورهم و أشكالهم دون غش و لا كذب و بدون تأثر و لا تذكر، لا يفشون سرا اِئتمنوه و لا يكشفون أمرا شاهدوه إلا لصاحبه. و تصوروا كذلك لو كانت كتابات الصحافيين و الكُتّاب و أرباب الأقلام عندنا تعكس بصدق ما يفكرون فيه حقيقةً من عيوب المجتمع و تُظهر ما كان مخفيا في أذهانهم صراحةً، تخيلوا لو كانت كتابات هؤلاء و أولئك كالمرايا الجلية صادقة معبرة كاشفة مُجلية، كيف تكون نهضتنا و كيف يكون انطلاقنا نحو المستقبل ؟
نعم، لا يوجد في الدنيا شيء أصدق و لا أنصح من المرآة و لاسيما إن كانت جيدة الصنع، إنها ترسم الأشخاص و الأشياء على أدق تفاصيلهم و أوضح دقائقهم و تعكس الصور فتأثر و لا .... تتأثر !
و هي و بكل شفافية و سذاجة تعكس لهم صورهم مهما كانت بلا غش و لا كذب و لا مخادعة و لا مواربة، إنها ترد لهم ما يرمونها به من أشكالهم و هيئاتهم دون أن تتأثر بها و لا بهم و لا أن تتذكر منهم صورة أو شكلا أو هيئة أو وضعية، و تنساهم بمجرد ما يبتعدون عنها، و إذا ما عادوا إليها أعادت لهم ما رمتهم به قبلا من حالهم أو تجدد لهم صورة كلما جددوا هيئة، و هكذا هو شأنها دائما و أبدا مع الشرفاء و الوضعاء، مع الرجال و النساء، مع الكبراء و البسطاء، مع الأغنياء و الفقراء، و الأذكياء و الأغبياء، صريحة جادة، صادقة صارمة، الكل عندها سواء و الجميع أمامها خواء، تكشف العيوب و لا تعيب، و توري النقائص و لا تنتقص !
و الآن، تصوروا معي مرآة منافقة، كاذبة خاطئة، توري الناس هيئات غير هيئاتهم، و تصور لهم أشكالا ليست أشكالهم، تخاف الدميم فتخدعه و تصوره على أجمل صورة يرضاها، و تغش القبيح فتصفه على أبهى هيئة لا يقبل سواها، و تكذب الوسخ فتظهره على أنظف هندام يَجب، و تخدع المسخ فتجعله على أكمل شكل يُحِب، توري السمينة نحيفةً، و الضعيفة بدينةً، و تظهر الشمطاء حسناء، و السوداء شقراء ... و هكذا مع الناس جميعا، تبالغ مع الجميل و تنافق مع الدميم، فكيف يكون حال المجتمع يا ترى إذا صار كل واحد فيه على غير حقيقته و إذا سار على غير طبيعته ؟ ألا ترون معي ألا أحد يستطيع الاستغناء عن المرآة، و خاصة المرأة، حتى و لو كانت صغيرة حقيرة ( أقصد المرآة و ليس المرأة طبعا !) تحمل في حقيبة و توضع في جيب ؟
و تصوروا معي الآن أيضا لو أن الناس كلهم صاروا كالمرايا المتقنة الصنع صادقين أمناء ناصحين يورون بعضهم بعضا صورهم و أشكالهم دون غش و لا كذب و بدون تأثر و لا تذكر، لا يفشون سرا اِئتمنوه و لا يكشفون أمرا شاهدوه إلا لصاحبه. و تصوروا كذلك لو كانت كتابات الصحافيين و الكُتّاب و أرباب الأقلام عندنا تعكس بصدق ما يفكرون فيه حقيقةً من عيوب المجتمع و تُظهر ما كان مخفيا في أذهانهم صراحةً، تخيلوا لو كانت كتابات هؤلاء و أولئك كالمرايا الجلية صادقة معبرة كاشفة مُجلية، كيف تكون نهضتنا و كيف يكون انطلاقنا نحو المستقبل ؟
نعم، لا يوجد في الدنيا شيء أصدق و لا أنصح من المرآة و لاسيما إن كانت جيدة الصنع، إنها ترسم الأشخاص و الأشياء على أدق تفاصيلهم و أوضح دقائقهم و تعكس الصور فتأثر و لا .... تتأثر !
تعليق