سأبيع عروبتي
حالما أتصلنا به ...
أصر ان نزوره في البيت لتناول العشاء ، توجهنا إليه فأستقبلنا ، هو وأسرته بحفاوة بالغة
وأبنه الأكبروالبالغ ثماني سنوات ، أحسنا كأننا هبطنا إليه من السماء ..... طار من الفرح حتى أنه بعد العشاء قفل الباب الرئيسي للشقتهم الفارهة
وقال:: لن تغادروا البيت أبدا ً ستبقون هنا
لا أخفيكم أحببت صغاره جدا ، ربما لأنهم كانوا ودودين جداً ، أو لرقتهم ، أوربما لتمسكهم بنا
كعادتي لا أعرف السبب جيداً !!!
بعد العشاء جلسنا ، جلسة لطيفة نتبادل أطراف الحديث نحن وعائلته ، وأسرتين دعاهما على شرفنا
استغربت أبناؤه الثلاثة لا يتكلمون العربية ، إلا القليل ورغم إن لديهم الكثير من الأصدقاء العرب ، في نفس المبنى حسب ما أخبرتني زوجته
فأبنه الأكبر ، على أعتبار إنه المتكلم للعربية ، وبشكل مقبول لا يميز المذكر من المؤنث ، ولا يستطيع لفظ الخاء ... الحاء ... الضاد .. والطاء و...... وماذا أقول أكثر
لا يستطيع ، حتى تركيب جملة لفظية صحيحة ووالديه عربيين
قلت أحمد لماذا أبناؤك لا يتكلمون العربية بشكل جيد ؟
هل أنا مضرة للتكلم معهم الإنكليزية وهم عرب مثلي ؟
أمقت ذلك
أجابني مباشرة وببرود
قال : أنا أريد أن ينسوا هذه الجنسية أريد بيع يعربيتي وضحك بمرارة
_ ولماذا ؟؟؟
_ بل ، لماذا يتكلمون العربية ... ماذا فعلت لهم العربية .... ماذا فعلت لي ولزوجتي وللكثير ؟؟؟
_ إذا لماذا أصلاً سأعلمهم العربية ؟؟
لماذا أنا خارج وطني لماذا أنا مشرد بالأصل ولم أنت ووطنيتك عليها الضوء مسلط دوما ً ؟؟
عزيزي : لو أعلنت عكس ما أنا عليه لرأيتني الآن هناك
أعلمُ سيأتي يوما يا أحمد نعود وننعم بكل ما أردناه خارج الوطن
الديمقراطية
والحرية
والتساوي أمام القانون ... وحرية الرأي .... وحرية القول ولقمة العيش وراحة البال
وسترى الوطن جنة لا بد ذاك حاصل محصل
_ متى في الأحلام ؟؟؟
ألم تشردني هذه العروبة ..... ألم تبعدني عن أرضي وأهلي وربيع الوطن ..... أليس كذلك
لماذا من يجلس لجوارك منع حق العودة ؟؟؟
أعلم لماذا
_ العروبة لم تشردك يا أحمد
ان تبيع هويتك .... يعني أن تضيع هويتك وأصلك .... يعني أن تصبح بلا جنسية أن تصبح غريب عن نفسك
يحق لك أن تفخر أنك عربي ، نحن ملأنا الدنيا علما ً ... نورا ً .. ودينا ً... فكرا ً .. حضارة
أتصدقين كل ذلك ؟؟
_ أصدُقكَ القول ، بسبب ما أراه الآن أشك بذلك ، لكن يكفيني أن سيدي محمد صلى الله عليه وسلم عربيا ً وهو نور الإسلام
_ إذا أين بنوا يعرب أولئك اللذين تتحدثين عنهم أين حضارتهم ؟؟
صرنا نستورد كل شيء .... كل شيء على حسب علمي
_ حتى الثقافة التي كنا نصدرها ، للعالم أضحينا نستوردها
_ أين هو وطني لماذا أنا مبعد ؟؟
_ أعلمُ يا أحمد ، .. أن الأوربيون في عهد دولة الأندلس ، كانوا يأتون للدراسة في جامعات الأندلس وباللغة العربية
وبغداد كانت منارة للعالم أجمع ودمشق والقاهرة ...
لكن من أين نأتي لك الأن بعبد الرحمن الداخل ، بطارق ابن زياد .. بهارون الرشيد
وغيرهم
_ لماذا أولئك الجالسون على كراسيهم ، ما عاد يشغلهم إلا هيبتهم ، وهيبة دولتهم وملياراتهم
ألستِ من يقول دائما ، ما نفع أن أجلس على جبل ذهب ولا أحتاج كل يوم منه إلا لحفنة ؟؟
_ نعم ، لكن هذا أنا .... هم لديهم فلسفتهم الخاصة
_ و من حولهم ، ممن يعينهم و رجال الدين .... والناس أجمعين أليس لهم رأي أليس هناك عقائد وشرائع
حقوق و وجبات أليس لهؤلاء القوم كلمة ينطقون بها ؟؟
ومتى سيسمح لنا بالعودة ؟؟
صمت قليلا ً
_والدي توفي ولم أستطيع حضور جنازته ، أختي تزوجت ولم أحضر عرسها
وصديق العمر طارق ، حين توفي أحترق قلبي عليه ....
وددت لو رأيته للمرة الأخيرة
ولكني لم أستطع وألف ....وا ....
وما زلت تقولين علمهم العربية ، أذكري شئيا ً واحدا ً يجعلني أفخر بعروبتي وسأفعل ....
ماذا أولئك اللذين يصوبون الأسلحة لصدور شعوبهم العارية بدلا ً من تحرير الأراضي المحتلة
هل هم أولئك فخر العروبة ؟؟؟
_ لماذا ابنك قفل الباب يا صديقي و بين الفينة والفينة يأتي يطالعني ؟
يخاف أن أغادر الشقة ، أليس لأنه أحس أنني من رائحة الوطن
هل تريد دليلا ً أكثر من ذلك على عروبته
_ تبسم .... سأسأله عن السبب
_ هل تريد فخرا ً أكثر من ذاك الذي يحدث على امتداد الوطن العربي ، التاريخ هو أكبر غربال لبقاء الأصلح وتصفية كل غيلان السياسة
أعدك بأنك ستعود وأسرتك وسنعود جميعا ً
إنها الصحوة العربية .... اليقظة ...... الأنتفاضة بعد سبات لقد وصل جيل أنغرس داخله شجرة الحرية .. العقيدة الصحيحة .. عشق الوطن وثقافة بلا حدود
ألا يكفي كل ذلك لتعلمهم العربية سنعود جميعا ً ؟؟
أغرورقت عيناه بالدموع ، وذهب للداخل متعللا ً
قال: سأتي به وأسأله لماذا تعلق بك كل ذلك التعليق
_ ياصديقي .... تعلق برائحة العروبة التي زارته على حين غرة
برائحة الوطن التي لا نعشق سواها مهما شممنا من تراب
مجد العرب قادم ولا بد .
حالما أتصلنا به ...
أصر ان نزوره في البيت لتناول العشاء ، توجهنا إليه فأستقبلنا ، هو وأسرته بحفاوة بالغة
وأبنه الأكبروالبالغ ثماني سنوات ، أحسنا كأننا هبطنا إليه من السماء ..... طار من الفرح حتى أنه بعد العشاء قفل الباب الرئيسي للشقتهم الفارهة
وقال:: لن تغادروا البيت أبدا ً ستبقون هنا
لا أخفيكم أحببت صغاره جدا ، ربما لأنهم كانوا ودودين جداً ، أو لرقتهم ، أوربما لتمسكهم بنا
كعادتي لا أعرف السبب جيداً !!!
بعد العشاء جلسنا ، جلسة لطيفة نتبادل أطراف الحديث نحن وعائلته ، وأسرتين دعاهما على شرفنا
استغربت أبناؤه الثلاثة لا يتكلمون العربية ، إلا القليل ورغم إن لديهم الكثير من الأصدقاء العرب ، في نفس المبنى حسب ما أخبرتني زوجته
فأبنه الأكبر ، على أعتبار إنه المتكلم للعربية ، وبشكل مقبول لا يميز المذكر من المؤنث ، ولا يستطيع لفظ الخاء ... الحاء ... الضاد .. والطاء و...... وماذا أقول أكثر
لا يستطيع ، حتى تركيب جملة لفظية صحيحة ووالديه عربيين
قلت أحمد لماذا أبناؤك لا يتكلمون العربية بشكل جيد ؟
هل أنا مضرة للتكلم معهم الإنكليزية وهم عرب مثلي ؟
أمقت ذلك
أجابني مباشرة وببرود
قال : أنا أريد أن ينسوا هذه الجنسية أريد بيع يعربيتي وضحك بمرارة
_ ولماذا ؟؟؟
_ بل ، لماذا يتكلمون العربية ... ماذا فعلت لهم العربية .... ماذا فعلت لي ولزوجتي وللكثير ؟؟؟
_ إذا لماذا أصلاً سأعلمهم العربية ؟؟
لماذا أنا خارج وطني لماذا أنا مشرد بالأصل ولم أنت ووطنيتك عليها الضوء مسلط دوما ً ؟؟
عزيزي : لو أعلنت عكس ما أنا عليه لرأيتني الآن هناك
أعلمُ سيأتي يوما يا أحمد نعود وننعم بكل ما أردناه خارج الوطن
الديمقراطية
والحرية
والتساوي أمام القانون ... وحرية الرأي .... وحرية القول ولقمة العيش وراحة البال
وسترى الوطن جنة لا بد ذاك حاصل محصل
_ متى في الأحلام ؟؟؟
ألم تشردني هذه العروبة ..... ألم تبعدني عن أرضي وأهلي وربيع الوطن ..... أليس كذلك
لماذا من يجلس لجوارك منع حق العودة ؟؟؟
أعلم لماذا
_ العروبة لم تشردك يا أحمد
ان تبيع هويتك .... يعني أن تضيع هويتك وأصلك .... يعني أن تصبح بلا جنسية أن تصبح غريب عن نفسك
يحق لك أن تفخر أنك عربي ، نحن ملأنا الدنيا علما ً ... نورا ً .. ودينا ً... فكرا ً .. حضارة
أتصدقين كل ذلك ؟؟
_ أصدُقكَ القول ، بسبب ما أراه الآن أشك بذلك ، لكن يكفيني أن سيدي محمد صلى الله عليه وسلم عربيا ً وهو نور الإسلام
_ إذا أين بنوا يعرب أولئك اللذين تتحدثين عنهم أين حضارتهم ؟؟
صرنا نستورد كل شيء .... كل شيء على حسب علمي
_ حتى الثقافة التي كنا نصدرها ، للعالم أضحينا نستوردها
_ أين هو وطني لماذا أنا مبعد ؟؟
_ أعلمُ يا أحمد ، .. أن الأوربيون في عهد دولة الأندلس ، كانوا يأتون للدراسة في جامعات الأندلس وباللغة العربية
وبغداد كانت منارة للعالم أجمع ودمشق والقاهرة ...
لكن من أين نأتي لك الأن بعبد الرحمن الداخل ، بطارق ابن زياد .. بهارون الرشيد
وغيرهم
_ لماذا أولئك الجالسون على كراسيهم ، ما عاد يشغلهم إلا هيبتهم ، وهيبة دولتهم وملياراتهم
ألستِ من يقول دائما ، ما نفع أن أجلس على جبل ذهب ولا أحتاج كل يوم منه إلا لحفنة ؟؟
_ نعم ، لكن هذا أنا .... هم لديهم فلسفتهم الخاصة
_ و من حولهم ، ممن يعينهم و رجال الدين .... والناس أجمعين أليس لهم رأي أليس هناك عقائد وشرائع
حقوق و وجبات أليس لهؤلاء القوم كلمة ينطقون بها ؟؟
ومتى سيسمح لنا بالعودة ؟؟
صمت قليلا ً
_والدي توفي ولم أستطيع حضور جنازته ، أختي تزوجت ولم أحضر عرسها
وصديق العمر طارق ، حين توفي أحترق قلبي عليه ....
وددت لو رأيته للمرة الأخيرة
ولكني لم أستطع وألف ....وا ....
وما زلت تقولين علمهم العربية ، أذكري شئيا ً واحدا ً يجعلني أفخر بعروبتي وسأفعل ....
ماذا أولئك اللذين يصوبون الأسلحة لصدور شعوبهم العارية بدلا ً من تحرير الأراضي المحتلة
هل هم أولئك فخر العروبة ؟؟؟
_ لماذا ابنك قفل الباب يا صديقي و بين الفينة والفينة يأتي يطالعني ؟
يخاف أن أغادر الشقة ، أليس لأنه أحس أنني من رائحة الوطن
هل تريد دليلا ً أكثر من ذلك على عروبته
_ تبسم .... سأسأله عن السبب
_ هل تريد فخرا ً أكثر من ذاك الذي يحدث على امتداد الوطن العربي ، التاريخ هو أكبر غربال لبقاء الأصلح وتصفية كل غيلان السياسة
أعدك بأنك ستعود وأسرتك وسنعود جميعا ً
إنها الصحوة العربية .... اليقظة ...... الأنتفاضة بعد سبات لقد وصل جيل أنغرس داخله شجرة الحرية .. العقيدة الصحيحة .. عشق الوطن وثقافة بلا حدود
ألا يكفي كل ذلك لتعلمهم العربية سنعود جميعا ً ؟؟
أغرورقت عيناه بالدموع ، وذهب للداخل متعللا ً
قال: سأتي به وأسأله لماذا تعلق بك كل ذلك التعليق
_ ياصديقي .... تعلق برائحة العروبة التي زارته على حين غرة
برائحة الوطن التي لا نعشق سواها مهما شممنا من تراب
مجد العرب قادم ولا بد .
تعليق