..التقيتها بعد طول غياب.. عند بقايا نيزك قذفته السماء منذ قرون.. صعدنا فوق سطحه المكتسي بزهرةٍ جريئة لا تنبت عادةً إلاّ في رماد البراكين .. جلسنا في
جانبه المطل على أمواج البحر الهادرة نستقبل نفحات النسيم الطريّة..ونرسل النظرات إلى أفق توشح بقوس الألوان الزاهية.. وتحت خيوط الرذاذ المنعشة لسكرة
الوجدان ..أخذنا نمرر الأشجان على أعصاب الحنين..فينبثق من بوحنا لحن تشدو به النوارس من فوقنا.. وبينما كنا نبدد أحزان الغربة بفرحة الإياب..ونذيب جليد
الفراق بدفء المشاعر كانت حرارةاللقاء تتسلل شيئا فشيئا إلى جرم النيزك ..حتى بدأ وكأنه يستمد من حبنا ما فقد من طاقته ..ويستعيد بتأثيرنا ما اندثر من
طبيعته.. وعندما أوشك الجحيم على الانبعاث من قلب الصخرة الفضائية..رفعت الحبيبة نحوي طرفها بنظرةٍ فيها شعورٌ بنزيف الزمن..وإحساسٌ بأزوف
الوداع ..فقامت وكأنها تتفرس ملامحي في رقراقٍ من هطل السّحاب ضمّه صخرٌ ألِف احتضان العذوبة..ثم قالت بصوتٍ أبحّته حلاوة شهدٍ يخضّب مخارج
الحروف..حبيبي ..أظننا سنحترق إن طال مكوثنا على هذه الصخرة..فهيا نغادرهذا المكان فإنه لازال يتعمد إغراء السماء وأخاف أن تمطره بوابل من النيازك..
تعليق