أستَعِد لإستقباله بالتطَهُر من القاذورات الملتصقة بجسدى ، والدَنَس العالق بروحى ، وأنفُضُ عن كاهلى متراكم الرذائل والزلات ، وأغسل رأسى من مسيطر المجون والرغبات..، فكان يعاودنى كل عام ، يربت على صدرى، ويهدهد روحى ، ويُلْبسُنى ثوب التقوى والورع ، فيشيع الإيمان فى قلبى ، ويُعَطِر جسدى بفيض نوره ورحمته فأغدو شفيفاً كالملائكة .............
ولكن بمجرد مغادرته ، تَضَعُ شياطين نفسى حَمْلها ، وتحتل معاقل الطُهر والعفاف من جسدى ، وتسرى فى عروقى ملوثة دَمى ، فتُفْسِد علىّ قلبى ، وتقتل جذوة الصَلاح فى روحى ...!
اليوم .........وبعين دامعة ، وبقلب ممزق ، وبجسد عطِن ، وبروح مهترئة ، أنتظر قُدُومَه بفارغ الصبر ، فى شوق إلى نوره وفيض عطاياه ، ليحررنى من أصفاد وقيود دنس روحى ، وشَطَط وجموح رغبات جسدى....!
رُحمَاك ربى ! ماله لايقترب رغم إقترابه ؟؟ ومالى لا أحس بهالات نوره على البُعْدِ مثلما كنت أحسها فى سابق عهدى ؟؟ ماله كلما إقترب موعد قدومه أحسَسْت أكثر ببُعدِهِ وإتساع الهوة بينه وبينى ؟؟..........
أرجوك أيها النور ، والحق ، والخير ، والهدى ، أرجوك أيها الكمال ، والجَمال ، والسعادة ، والرضا ...أرجوك أن تأتى لأعيش فى رحابك لساعة ..ساعة واحدة فقط ........................!!!
فى مساء الليلة الأخيرة من شهر شعبان ، أجْهشَ كاتب هذه السطور بالبكاء...وأسْلَمَ الروح قبل أن يرى هلال الشهر الجديد..!!