شهدت ولادة الإنسان فتحاً ، تمسكن فيه هذا المخلوق الضعيف حتى تمكن ، وراحت قوة وجوده وتمكُّنه ، تفيض بأشكالٍ متعددةٍ من السيطرة ، وإحكام القبضة على مقومات الكوكب ، وراح جهازه العصبي المتوج بالعقل يُعمل التعديل ، والتغيير ، والتطوير ، معتلياً السحاب ، مستثمراً الماء ،مستخلصاً عناصر قوته من التراب ، متسلحاً بالحجر والحديد والنار ، مُراكما معارفه وخبراته ، مُطوراً تجاربه ومهاراته ، ممسكاً بقوة الإفلات من عتبة التكنولوجيا التجريبية المرتبطة بالمحاكاة والتقليد ، والخوف من التغيير ، مُنطلقاً إلى فضاءات النمط الاختباري للتكنولوجيا ، المستند إلى التوسع المتواصل في مجالات العلم والمعرفة ، غير مكتفٍ بامتلاك الأدوات ، بل طوعها ، وراح يطور تصنيعها إلى درجات فاقت تصوراته ، يرُودُ آفاق العلم والمعرفة ، مخترقاً حجب الجهل متخلصاً من أساطير السحر وأساطينه ، ولم يعد السحر بعد ذلك مقبولاً لديه كطريق للسيطرة على قوى الطبيعة بعد الآن ، بل تجاوز ذلك إلى إنتاج منظومات من النظم الاجتماعية والطقوس واللغات والأحلام ، وراح يمد قواه الإبصارية ، وأذرعه الميكانيكية ، وينشئ طرق اتصال نوعية مختزلاً بذلك المسافات .. مكثفاً الإمكانات .. مشبكاً العالم .. جاعلاً منه قرية كونية صغيرة ، ومبقياً كل ذلك رهناً بحركة صغيرة من أحد أصابع يديه ، غير ناسٍِ أن يجمّل أحياناً إطار قوته بحسنات صكوك غفران (ألفريد نوبل ) ، أو صرخة الندم التي زفر بها (أوبنهايمر) عندما حرر مارد الذرة من قمقمه : يا إلهي ماذا صنعت ؟!!!! لكن ذلك كله لا يعدو أن يكون صرخةً في واد ، لم تسمعها آذان أصحاب السلطة والسيادة ، ومن يمتلكون قوة إصدار وتنفيذ القرار ، مجردين صكوك غفران (نوبل) من رصيدها الأخلاقي والاجتماعي ، ومستغفلين سذاجة (أوبنهايمر) وزفراته الضائعة وسط أحلام البشر .
خلال إبحاره في مجاهل العلم والمعرفة ، كان الإنسان يقف بعد كل مرحلة في أحد مرافئ التكنولوجيا ، يقارن فيها بقلق بين ملك يمينه ، وأحلام العصف العقلي لديه .. وعندما يستبد به القلق، يعد العدة وينطلق إلى محطات ومرافئ أخرى باحثاً عن التفوق والهيمنة ، والتفرد والجديد .
في بدايات وعيه ، وضعف الأسلحة بين يديه ، استعان الإنسان بالقوى الغيبية ، مجرباً كل صنوف السحر ، يتأمل ، يرسم ، يرقص ، يغني ، ... يؤدي طقوساً ، يدعي أنها تصله بالقوى المقدسة وتكشف له عن مفاتح الغيب ، وآفاق الحلول ، يحتكر تفسير مختلف الطقوس بيد كهنة المعابد ..أعداء السلطان حيناً ، وخدمه في أغلب الأحيان ، الذين جعلوا منها أسراراً علوية ، وغلفوها بأطر من القدسية ، وأخفوها بعيداً عن العيون ، داخل المغاور والكهوف والأهرامات، وأقنعوا عامة الناس بأنهم يستميلون بذلك رضى الآلهة ، ومساعدة القوى الوسيطة بفضل ما تمتلكه من قوى سحرية ، شيطانية أو رحمانية ، تعيش بين ظهرانيهم ، تتقدم عليهم بخفة الحركة ، وسرعة الإنجاز ، وسهولة الوصول إلى المبتغى، بفضل تكنولوجيتها المتقدمة ، وقدراتها الخارقة .
ومنذ استخدام البشر لتكنولوجيا الحجر، وابتكار الزراعة ، وقيام المجتمعات المستقرة ، وظهور الجماعات المتحضرة ، فإن تناسباً طردياً بدأ يتنامى بين المزيد من الحاجات ، والمزيد من طرق البحث عنها ، وابتكار الجديد منها ، وترافق ذلك بتراجع مضطرد في الاعتماد على قوى السحر وقدرات الشعوذة .واشتعلت جذوة التكنولوجيا ، واستعرت نارها لتلهب التراب ، وتخرج من أحشائه النحاس والبرونز والحديد ، والنفط والبلاستيك ، وباتت كل يوم تأتي في هذا المجال بجديد، وصولاً إلى الحاسوب الذي أشعل ثورة الوسائط المعلوماتية (الإنفوميديا)، تلك الثورة التي بدأت بحاجة الإنسان إلى آلـة تساعــده في إنجاز حساب جداول لقذائف مدفعيــة ذاتــيــة الدفــع (باليستية) ، حتى يستطيع توجيهها بدقة إلى مكان محدد لقتل وتدمير الإنسان .
وأمام القدرات المحدودة في إنجاز ما يحتاجه الإنسان من حسابات بالسرعة والدقة المطلوبين بحث عن الحلول ، وكان ما أراد ، بإنجاز أول حاسوب دعاه (مارك الأول) الذي إذا عرضنا مواصفاته اليوم على طفل يريد شراء حاسوب لرفضه على الفور ، إذ ما حاجته إلى جهاز طوله أكثر من خمسين قدماً ؟ وارتفاعه ثمانية أقدام ؟ عدد أجزائه /750/ جزءاً تتصل ببعضها بما يقرب من /500/ ميل من الأسلاك ؟ يتحكم بإدارته أكثر من /3300/ مفتاح كهرو ميكانيكي ؟ يزن عشرات الأطنان ؟ يستغرق بناؤه أكثر من خمس سنوات ؟ ليس له شاشة ، ولا لوحة مفاتيح ؟ يحتاج إلى قراءة عشرات الأضواء المتوهجة لتفسير الإجابات؟.. ومع ذلك فإن قدرات (مارك الأول) وُصفت في حينها بأنها تحسنٌ هائلٌ فوق قدرات العقل البشري ، إذ كان بإمكانه إجراء ثلاث عمليات جمع في الثانية الواحدة .بينما يمر خبٌر اليوم ، يصف مسعى عدة شركات لتصميموتطوير جهاز حاسوب يستطيع إجراء /10 / تريلونات عملية حسابية في الثانية الواحدة مرور الكرام .
وكما فتح الإنسان أبوابه للنار وروضها ، هاهو اليوم يشرع أبوابه مفتوحةً أمام نار من نوع آخر ، تضغط الزمن ، تقلص المسافات ، تغير من طرق التفكير وطرق الإنشاء والحركة والبناء ، تحلُّ الآلات محل مهارات الإنسان ، والطاقة المستخلصة من عالم الجمادات ، وفضلات الكائنات الحية ، محل القوة البشرية والحيوانية ، وتنقله من عالم الحرفة إلى عالم الصناعة ، إلى عالم العبيد الآليين( الروبوتات) ، الذين أُوكلت إليهم مهام صناعة واختبار الآلات والسيارات والطائرات ، وسبر أغوار أعماق المحيطات ، والعمل في المصانع والمناجم ، والمفاعلات النووية ، وارتياد الفضاء ، ودراسة سطح القمر والزهرة والمريخ ، وتجاوز حدود المجموعة الشمسية ، وإجراء تعديلات وإصلاحات على سفينة الفضاء (فوياجر واحد) وهي على مسافة تزيد على / 12 / مليار كيلومتر عن الأرض دون مغادرتها ، وجلب عينات كونية تدخل محراب الأرض أول مرة منذ عشرات ملايين السنين .
إنها ثورة تفيض بمخرجاتها كالطوفان ، تفرض بوجودها تعديل السلوك ، وطرق التفكير عند الإنسان ، تمده بقدرات عجيبة ، تمكنه من توجيه الأشياء حيثما وكيفما يشاء كالمردة .. كالجان ، يطير في الفضاء ، متنقلاً بين الكواكب ، يبحر في عباب الزمن ، يزاحم أحياء البحور والمحيطات يشاهد الطير فيسعى للطيران .. ويطير ، يتخندق في باطن الأرض ، يتنقل فيه كالديدان ، يبني مراصد في السماء ، يُصنع حيتاناً آلية ًتكمن في أعماق الماء ، لا تكفيه موارد الأرض على غزارتها فيجدُّ باحثاً عن المزيد منها في أحشاء الكواكب ، ورحم الفضاء ، ينتقل من صناعة المادة إلى صناعة الفكر ، تشده قوة سحر التكنولوجيا إلى مصير لا يعلم عن حدوده وأبعاده الكثير، يتفنن في تصنيع الأحلام ، والترويج لها ، واستثمارها ، وتسويقها ، يعدل في مفردات قاموسه الأخلاقي ، يسعى لاختزال أشكال الحياة كلها في جسده الصغير، يجرب على نفسه ، يخلق آلهة جديدة ويستعبدها ، يستنسخ الديدان والخراف ، والقردة والبقر ، يدس أنفه في حرم (الجينوم) البشري ، حالماً باستنساخ فئات من البشر ، فئة للحب ، وفئة للحرب ، فئة للعلم ، وفئة للعمل ، فئة تعمل بلا هدف في حياتها ولا أمل ، وفئة تقاتل وتقاتل بلا خوف ولا وجل ، فئة تقتل وتدمر ، وفئة تبني وتعمِّر ، فئة للتجسس ومراقبة القريب والبعيد ، وفئة تكرس كل وقتها لعبادة الإله الجديد ، تقدم نسجها وأعضاءها قطع غيار لجسده المقدس ، تخدمه في حله وترحاله ، كل ذلك وسط حالة من الضبابية ما يزال الإنسان منبطحاً فيها ، أمام تحقيق حلم البشرية الأزلي ، الحلم الذي يتوج الحياة بالسلام .
المصادر والمراجع :
· ممفورد.. لويس : أسطورة الآلة .. التكنولوجيا والتطور الإنساني .. ترجمة إحسان حصني .. وزارة الثقافة والإرشاد القومي .. دمشق 1980 .
· غولييف ..فاليري : المدن الأولى .. ترجمة طارق معصراني .. دار التقدم ..موسكو 1989 .
· بوكانان ..آر.أيه : الآلة قوة وسلطة .. التكنولوجيا والإنسان منذ القرن /17/ حتى الوقت الحاضر .. ترجمة شوقي جلال ..عالم المعرفة .. العدد /259/ .. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ..الكويت .. تموز/2000/ .
· كيلش .. فرانك : ثورة الإنفوميديا ..الوسائط المعلوماتية وكيف تغير عالمنا وحياتك ؟ ترجمة حسام الدين زكريا .. عالم المعرفة .. العدد /253/ .. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ..الكويت .. كانون الثاني 2000 .
· مجموعة من المؤلفين : موسوعة بهجة المعرفة .. المجموعة الأولى .. الجزء الخامس .. الأداة والآلة .. ترجمة د . خليل الجرد ورفاقه .. طبعة سويسرا 1978 .
· د .سليم نبيل - العلم والتكنولوجيا بين الغياب والحضور في الوطن العربي مجلة الوحدة-العدد 55- نيسان 1989.
· د. شعبان.. مظفر ، شعبان .. سمير : السيبرنتيك .. فكر مبدع يجسد وحدة الطبيعة .. منشورات وزارة الثقافة .. دمشق 1991 .
· لاند..دافيد.س : أوربة التقنية .. القسم الأول .. ترجمة روزيت خوري .. منشورات وزارة الثقافة ..دمشق 1984 .
* نُُشرت في مجلة عالم الاختراع والتكنولوجيا – العدد -2- نيسان 2008 ص20
خلال إبحاره في مجاهل العلم والمعرفة ، كان الإنسان يقف بعد كل مرحلة في أحد مرافئ التكنولوجيا ، يقارن فيها بقلق بين ملك يمينه ، وأحلام العصف العقلي لديه .. وعندما يستبد به القلق، يعد العدة وينطلق إلى محطات ومرافئ أخرى باحثاً عن التفوق والهيمنة ، والتفرد والجديد .
في بدايات وعيه ، وضعف الأسلحة بين يديه ، استعان الإنسان بالقوى الغيبية ، مجرباً كل صنوف السحر ، يتأمل ، يرسم ، يرقص ، يغني ، ... يؤدي طقوساً ، يدعي أنها تصله بالقوى المقدسة وتكشف له عن مفاتح الغيب ، وآفاق الحلول ، يحتكر تفسير مختلف الطقوس بيد كهنة المعابد ..أعداء السلطان حيناً ، وخدمه في أغلب الأحيان ، الذين جعلوا منها أسراراً علوية ، وغلفوها بأطر من القدسية ، وأخفوها بعيداً عن العيون ، داخل المغاور والكهوف والأهرامات، وأقنعوا عامة الناس بأنهم يستميلون بذلك رضى الآلهة ، ومساعدة القوى الوسيطة بفضل ما تمتلكه من قوى سحرية ، شيطانية أو رحمانية ، تعيش بين ظهرانيهم ، تتقدم عليهم بخفة الحركة ، وسرعة الإنجاز ، وسهولة الوصول إلى المبتغى، بفضل تكنولوجيتها المتقدمة ، وقدراتها الخارقة .
ومنذ استخدام البشر لتكنولوجيا الحجر، وابتكار الزراعة ، وقيام المجتمعات المستقرة ، وظهور الجماعات المتحضرة ، فإن تناسباً طردياً بدأ يتنامى بين المزيد من الحاجات ، والمزيد من طرق البحث عنها ، وابتكار الجديد منها ، وترافق ذلك بتراجع مضطرد في الاعتماد على قوى السحر وقدرات الشعوذة .واشتعلت جذوة التكنولوجيا ، واستعرت نارها لتلهب التراب ، وتخرج من أحشائه النحاس والبرونز والحديد ، والنفط والبلاستيك ، وباتت كل يوم تأتي في هذا المجال بجديد، وصولاً إلى الحاسوب الذي أشعل ثورة الوسائط المعلوماتية (الإنفوميديا)، تلك الثورة التي بدأت بحاجة الإنسان إلى آلـة تساعــده في إنجاز حساب جداول لقذائف مدفعيــة ذاتــيــة الدفــع (باليستية) ، حتى يستطيع توجيهها بدقة إلى مكان محدد لقتل وتدمير الإنسان .
وأمام القدرات المحدودة في إنجاز ما يحتاجه الإنسان من حسابات بالسرعة والدقة المطلوبين بحث عن الحلول ، وكان ما أراد ، بإنجاز أول حاسوب دعاه (مارك الأول) الذي إذا عرضنا مواصفاته اليوم على طفل يريد شراء حاسوب لرفضه على الفور ، إذ ما حاجته إلى جهاز طوله أكثر من خمسين قدماً ؟ وارتفاعه ثمانية أقدام ؟ عدد أجزائه /750/ جزءاً تتصل ببعضها بما يقرب من /500/ ميل من الأسلاك ؟ يتحكم بإدارته أكثر من /3300/ مفتاح كهرو ميكانيكي ؟ يزن عشرات الأطنان ؟ يستغرق بناؤه أكثر من خمس سنوات ؟ ليس له شاشة ، ولا لوحة مفاتيح ؟ يحتاج إلى قراءة عشرات الأضواء المتوهجة لتفسير الإجابات؟.. ومع ذلك فإن قدرات (مارك الأول) وُصفت في حينها بأنها تحسنٌ هائلٌ فوق قدرات العقل البشري ، إذ كان بإمكانه إجراء ثلاث عمليات جمع في الثانية الواحدة .بينما يمر خبٌر اليوم ، يصف مسعى عدة شركات لتصميموتطوير جهاز حاسوب يستطيع إجراء /10 / تريلونات عملية حسابية في الثانية الواحدة مرور الكرام .
وكما فتح الإنسان أبوابه للنار وروضها ، هاهو اليوم يشرع أبوابه مفتوحةً أمام نار من نوع آخر ، تضغط الزمن ، تقلص المسافات ، تغير من طرق التفكير وطرق الإنشاء والحركة والبناء ، تحلُّ الآلات محل مهارات الإنسان ، والطاقة المستخلصة من عالم الجمادات ، وفضلات الكائنات الحية ، محل القوة البشرية والحيوانية ، وتنقله من عالم الحرفة إلى عالم الصناعة ، إلى عالم العبيد الآليين( الروبوتات) ، الذين أُوكلت إليهم مهام صناعة واختبار الآلات والسيارات والطائرات ، وسبر أغوار أعماق المحيطات ، والعمل في المصانع والمناجم ، والمفاعلات النووية ، وارتياد الفضاء ، ودراسة سطح القمر والزهرة والمريخ ، وتجاوز حدود المجموعة الشمسية ، وإجراء تعديلات وإصلاحات على سفينة الفضاء (فوياجر واحد) وهي على مسافة تزيد على / 12 / مليار كيلومتر عن الأرض دون مغادرتها ، وجلب عينات كونية تدخل محراب الأرض أول مرة منذ عشرات ملايين السنين .
إنها ثورة تفيض بمخرجاتها كالطوفان ، تفرض بوجودها تعديل السلوك ، وطرق التفكير عند الإنسان ، تمده بقدرات عجيبة ، تمكنه من توجيه الأشياء حيثما وكيفما يشاء كالمردة .. كالجان ، يطير في الفضاء ، متنقلاً بين الكواكب ، يبحر في عباب الزمن ، يزاحم أحياء البحور والمحيطات يشاهد الطير فيسعى للطيران .. ويطير ، يتخندق في باطن الأرض ، يتنقل فيه كالديدان ، يبني مراصد في السماء ، يُصنع حيتاناً آلية ًتكمن في أعماق الماء ، لا تكفيه موارد الأرض على غزارتها فيجدُّ باحثاً عن المزيد منها في أحشاء الكواكب ، ورحم الفضاء ، ينتقل من صناعة المادة إلى صناعة الفكر ، تشده قوة سحر التكنولوجيا إلى مصير لا يعلم عن حدوده وأبعاده الكثير، يتفنن في تصنيع الأحلام ، والترويج لها ، واستثمارها ، وتسويقها ، يعدل في مفردات قاموسه الأخلاقي ، يسعى لاختزال أشكال الحياة كلها في جسده الصغير، يجرب على نفسه ، يخلق آلهة جديدة ويستعبدها ، يستنسخ الديدان والخراف ، والقردة والبقر ، يدس أنفه في حرم (الجينوم) البشري ، حالماً باستنساخ فئات من البشر ، فئة للحب ، وفئة للحرب ، فئة للعلم ، وفئة للعمل ، فئة تعمل بلا هدف في حياتها ولا أمل ، وفئة تقاتل وتقاتل بلا خوف ولا وجل ، فئة تقتل وتدمر ، وفئة تبني وتعمِّر ، فئة للتجسس ومراقبة القريب والبعيد ، وفئة تكرس كل وقتها لعبادة الإله الجديد ، تقدم نسجها وأعضاءها قطع غيار لجسده المقدس ، تخدمه في حله وترحاله ، كل ذلك وسط حالة من الضبابية ما يزال الإنسان منبطحاً فيها ، أمام تحقيق حلم البشرية الأزلي ، الحلم الذي يتوج الحياة بالسلام .
مجموع السنوات
من - إلى
بين الكشف العلمي النظري وتطبيقه في ميدان الإنتاج
112
1727-1839
التصوير الفوتوغرافي
56
1820-1876
اختراع التلفون
35
1867-1902
الاتصال اللاسلكي
15
1925-1940
التلفزيون
6
1939-1945
القنبلة الذرية
5
1948-1953
الترانزستور
3
1959-1962
الدوائر المتكاملة
5
1937-1942
إنتاج أول حاسوب (مارك الأول)
· ممفورد.. لويس : أسطورة الآلة .. التكنولوجيا والتطور الإنساني .. ترجمة إحسان حصني .. وزارة الثقافة والإرشاد القومي .. دمشق 1980 .
· غولييف ..فاليري : المدن الأولى .. ترجمة طارق معصراني .. دار التقدم ..موسكو 1989 .
· بوكانان ..آر.أيه : الآلة قوة وسلطة .. التكنولوجيا والإنسان منذ القرن /17/ حتى الوقت الحاضر .. ترجمة شوقي جلال ..عالم المعرفة .. العدد /259/ .. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ..الكويت .. تموز/2000/ .
· كيلش .. فرانك : ثورة الإنفوميديا ..الوسائط المعلوماتية وكيف تغير عالمنا وحياتك ؟ ترجمة حسام الدين زكريا .. عالم المعرفة .. العدد /253/ .. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ..الكويت .. كانون الثاني 2000 .
· مجموعة من المؤلفين : موسوعة بهجة المعرفة .. المجموعة الأولى .. الجزء الخامس .. الأداة والآلة .. ترجمة د . خليل الجرد ورفاقه .. طبعة سويسرا 1978 .
· د .سليم نبيل - العلم والتكنولوجيا بين الغياب والحضور في الوطن العربي مجلة الوحدة-العدد 55- نيسان 1989.
· د. شعبان.. مظفر ، شعبان .. سمير : السيبرنتيك .. فكر مبدع يجسد وحدة الطبيعة .. منشورات وزارة الثقافة .. دمشق 1991 .
· لاند..دافيد.س : أوربة التقنية .. القسم الأول .. ترجمة روزيت خوري .. منشورات وزارة الثقافة ..دمشق 1984 .
* نُُشرت في مجلة عالم الاختراع والتكنولوجيا – العدد -2- نيسان 2008 ص20