بسم الله الرحمن الرحيم

ما أجمله من شعر .... وما أجمله من حوار بناء... وما أجمل الأخوة الصادقة الحميمة التي تجمع الأقلام المثقفة علي محبة وعلم ورقي فكري و حضاري واع...

أخي الفارس العربي العظيم ... رويدا ... ولا تقس علي نفسك .. ولا تجعلها عبدة لمشاعرك... أخي ..لقد برعت في استخراج زيت الشعر من بذور الألم والمعاناة...لكني والله أنصحك بأن تنسي المشاعر التي قد تودي بصاحبها إلي الهلاك... كن واقعيا وعش الحياة كما فرضت عليك... لا بأس أن تفرز سم المشاعر الحزينة من جوفك بحبر وورق فتكون بذلك قد تخلصت منها .... ولكن لا تنس أن الدنيا سويعاتها قصيرة ... كن مع الله ولا تبالي...ولا تترك مشاعرك تتفجر في جوفك .. إن كتبت فذاك خير أنك ارتحت من حمل الهم والتفكير به ... لكن لا تجزع لأحداث الأيام ... فما خلقنا في هذا الكون إلا لعبادة الله تعالي ... والله إن اسم الله يفرج الهموم... ولقد جعل الله تعالي الدنيا اختبارا صعبا ... بل قاسيا جدا ...

أخي ... لا تخضع لمشاعرك واعلم أن الشيطان( كما أخبرنا رب العزة تعالي) يعدنا بالفقر والله تعالي يعدنا بمغفرة وجنة عرضها السموات والأرض أعدت ( للمتقين ) ... وتذكر أخي العزيز أن العين تزني وزناها النظر ... فكيف تطلب من محبوبتك أن تنظر إليك ..... والله يا أخي فعلا إن الجنة حفت بالمكاره وأن النار حفت بالشهوات .....فحذاري أن تقع في المحرمات ...
أقول شيئا ... والله يعز علي أن أري رجالا أقوياء أضعفهم شيطان يقبع في داخلهم ولا ينتصرون عليه ... وهل تسوي الدنيا شيئا ليعذب المرء نفسه لأجلها ؟! وهل كانت أصلا تساوي عند الله جناح بعوضة ؟ إن كانت عند الله لا تساوي جناح بعوضه فلم نلهث وراءها حزينين ؟ وكلنا لها تاركين مودعين ... نترك وراءنا أحبابنا يبكوننا كما بكينا الذين تركونا من قبلنا ...

ومع كل ذلك أنا واثقة من أن الله تعالي قد وهبك أشياء أجمل من تلك التي يمتلكها غيرك ... ويكفي جمال تعبيرك ولغتك ذات الرصانة العالية والحرف البديع ...وأرجو أن توجه شعرك الجميل لمحبة الله تعالي ...

قد طال حديثي ... لذا أعتذر .. لكني واثقة من أن صاحب شعر قوي جدا مثل هذا قادر علي أن يكبح جماح عواطفه مجرد أن يذكر أن الله ما كان ليفعل ما يفعله إلا لمصلحة وخير للأنسان لا يعلمها إلا هو ... سبحان الله رب العرش العظيم....

أعتذر إن أثقلت في حديثي هذا ....

طبت أخي الفارس عظيم ... وطاب مساؤك ...

أختك
د. وفاء