وكمحاولة أخيرة قرر أن.... يحاول!!
فلا طوق نجاة يراه ولا ملامح تنظره بتعجب، أوليسوا إخواني أوليسو أهلي!! لماذا هنت عليهم لماذا لا يمسحوه هذا العار الذي اكتنفهم بالذهاب والذهاب فقط دون أن يحاول أحدهم أن يستعمل نظرية النظرة الأخيرة والتي لا تفارق الذاكرة، وكلما حاول أحدهم الابتعاد عنها بقيت شياطين نفسه توسوس له ولو برمقة عابرة غير متفحصة إلا أنها توغل في الذاكرة كإكسير.... الفراق.
إلا أنه لم يلقِ بالأ أكثر من تلك السطور حول أهله.. نظر للجهة المقابلة فلم ير غير المياه المتراكمة فوق المياة والتي كلها تلاطم نفسها من حسرتها عليه, يا للروعة إنهم يبتعدون ويجرون الهزيمة التي تسري في عروقهم بالرغم من إنكارهم لها، إلا أنها لحظة نصر للغريق الذي لم يمنعه غرقه من الاستمتاع. بهذه اللحظة اللمتدة.. وكمحاولة أخيرة قرر أن.... يحاول!! إذن هذا يعد نصراً بالنسبة له بغض النظر عما كانت أو آلت إليه النتيجة فلو لم تنجح هذه المحاولة فهي ناجحة ومباركة في انتقاءها. ولكي أكون منصفاً من ناحية أهله وأصحابه فقد ألقوا له بضعة أرغفة من الخبز والتي تكفيه لأيام عدة إن اقتصد في استهلاكها ولم يأكلها دفعة واحدة، إلا أنه وبعد المقاومة "والمحاولات الناجحة" فقد غرق.... نعم لقد غرق.
أفعلاً كنتم تتوقعون منه أن يغضب فجاً ويثور جسده ويصبح حاراً جداً كالبركان ويجفف البحر؟ عذراً ديننا فقد تركنا لمن لا يخاف الله ولا يرحمنا، إننا مستهلكون.
تعليق