1
أخيرا أتي الغبار ، مع زفير ريح ، وصرخات محمومة ، تختلج فى فضاء قائظ ؛
ليمارس أشغاله ،
فى كشف خبايا العالم الأزرل .
و ألقى بتقريره المفصل ،
عن آخر ما أنجبت البطون من خوارق ،
خاصة فى الفيزياء و الإحياء و الذرة ،
و بعض التخصصات الدقيقة فى الطب !
2
حين كان التقرير بين يديه ،
أحاط بعض الأسماء بدوائر من طين لزج ،
و أعطى تعليماته الحازمة ،
بمتابعة أصحاب الحروف ،
و تكريس السعى للتضييق عليها ، بتغبير وجوهها ، و دفعها لآخر صف فى طوابير الصمت ،
حتى تحين الساحرة لمساومتها ،
أو تصفيتها فى حال فشلهم فى مهمتهم !
أخيرا أتي الغبار ، مع زفير ريح ، وصرخات محمومة ، تختلج فى فضاء قائظ ؛
ليمارس أشغاله ،
فى كشف خبايا العالم الأزرل .
و ألقى بتقريره المفصل ،
عن آخر ما أنجبت البطون من خوارق ،
خاصة فى الفيزياء و الإحياء و الذرة ،
و بعض التخصصات الدقيقة فى الطب !
2
حين كان التقرير بين يديه ،
أحاط بعض الأسماء بدوائر من طين لزج ،
و أعطى تعليماته الحازمة ،
بمتابعة أصحاب الحروف ،
و تكريس السعى للتضييق عليها ، بتغبير وجوهها ، و دفعها لآخر صف فى طوابير الصمت ،
حتى تحين الساحرة لمساومتها ،
أو تصفيتها فى حال فشلهم فى مهمتهم !
3
انتهى من إعطاء أوامره ،
و حدق فى ساعة فى حجم محيطه ،
ثم أدار كرسيه عدة دورات صاخبة ،
لملم بقاياه منه ،
وتلوى بثقة وبهاء ،
عوى على أحد جنود الحراسة : آن موعد خزانة العلماء .. هيا بنا ".
بين أربعة من رجال الحراسة ، كان يتحرك بكياسة شديدة ،
ثم ترجل عن غيمته ، أمام خزانة حديدية كبيرة ؛
ليصعد على رؤوسهم كبير الحراس بسلسلة مفاتيح ،
التقط أكبرها ، و الذى يصل طوله لنصف متر ، ووزنه لرطلين ، أى يتعدى طوله ووزنه ، طول ووزن زوبعة الغبار المسماة كبير الحراس ، و الذى كان يحمل أذنيه كجلباب مشقوق
أدارالمفتاح ، ثم جذب المزلاج الصلب ، بإحدى أذنيه المهولتين
لم يأخذ الأمر أكثر من دقيقة ، و كانوا داخل خزانة ، بها حجرات كثيرة ، و مائدة تتراص عليها باقات الزهور ، بشكل أنيق ، بينما تتناثر أجهزة اليكترونية من كل نوع ، و خزائن من زجاج ، تحتوى على مختلف أنواع المخابير ، و الأدوات الطيبة ، المناظير ، الضخمة و الدقيقة ، أشياء في صور شتى ، لآدميين ، و حيوانات و طيور و منقرضات و نباتات ، ومخترعات استخدمت فى الإبادة ، و الحروب ، و كم هائل من معلومات ، عن إنجازات تم تحقيقها !
4
فى حديقة الخزانة ..
كان العلماء فى حالة انهماك عجيب ،
يتشاغلون ، أو ينشغلون ، و ربما لا ، فقد علت وجوههم ملامح ذعر و ضيق و نفور و غضب و خيبة أمل .
فردى ، و أزواجا كانوا .
ما بين هائم ، و باك ، و مجادل .
بألوان مختلفة ، و أحجام متباينة
ما يجمعهم غير المكان ، و الصفة ، و التخصص ،
سوى بالطو مدموغ ،
وربما ذيول لا يرونها جيدا .
كان الحذر هو السائد بينهم ،
الحذر فى النقاش ، فى الانفعال ، فى التأسي ، والبكاء أيضا !
5
كانت الحديقة عبارة عن صوبة كبيرة ، مجهزة ، منتقاة الزهور ، الورود ، بينها ما هو جبلي ، وما هو مستنبت ،
بينما وضعت بعض طاولات ، وتناثرت فى أركان ، و أجهزة مختلفة ، على أحدث طراز .
حين التقط الغبار أحد النابغين الآسيويين ، و هو يقضم من طين الحديقة ، و بعض أوراق الورد ، لوح لرجال الحراسة بإحضاره ، فأسرعوا بحمله ، و كما هي التعليمات ، في مثل هذه الظروف ، وضعوه في عزل ، عبارة عن خزانة مصغرة لتلك !
هناك فى أقصى المكان ، كان نابع إفريقي ، يمتطي ظهر سلحفاة ، و هو يقبض على ضفدعة ، يحدثها باهتمام ، و هى تنبض مسترخية ، كأنها بالفعل تتجاوب معه ، الغريب أنه كان ينتظر أن تجيبه على ما حشا بطنها من أسئلة !
لمحه المسئول ، فضحك ضحكة مكتومة ، و انتظر حتى يرى ما تسفر عنه تلك المجادلة ، فهاله أن النابغة ، أخرج مشرطا ، و شق صدر الضفدعة ، و قد تجسد الغضب على وجهه ، مما أدى إلى دفع رجال الحراسة ، لتخليص المشرط من بين أصابعه ، و حمله دون الاهتمام بالعنف الذى أبداه ، حتى اختفوا به فى خزانة مماثلة !
فجأة علت صرخات ، بددت السكون المفروض ، فتهالك الغبار ، و من حوله حرسه ، و كل الحضور ، صوب المنحل ، و هناك كان أحدهم عاريا ، وأسراب النحل تغطي جسده ، فيجرى ، ثم يتوقف ، بين تأوه و صراخ ، و قفز ، و شقلبة ، و كلما تمكن من الخروج من دائرتها ، أعادته مرة أخري .
على وجه السرعة كان الحرس ، يرتدون الخوذات الواقية ، و يندفعون صوبه ، فى الوقت الذى كان يزحف مختبئا ، فى صندوق خلية . ضجيج متقطع ، و ضربات متلاحقة ، تأوهات محمومة . بينما عدواه تنتشر ، و تتحول الساحة إلى أشباح تقفز و تنط ، وتصرخ ، دون سبب ، فقد كانوا بعيدين كان كردون الخلايا ، حتى بعد أن خرج الغبار و حراسه ظلوا على حالهم ، حتى أوقفهم صوته !
بتباطؤ مميت ، أخرجوه بلا أنفاس ، و أسراب النحل تؤدي مهامها الوطنية بإجادة . و لم تبتعد إلا حين وضعوه فى ثلاجة الموتى !
إنهاء لهذه الزيارة الدورية
صرح الغبار : بروفيسور محمد زكريا إبراهيم سوف يشارك في أبحاث باكر ، فى المعامل الرئيسية ، و أرجو أن يغتنم الفرصة ، و يثبت نبوغه للصحافة و الوفود التي أتت خصيصا ، لمتابعة اختراعه .. و عليكم أصدقائي أن تتحلوا بالصبر ، فسوف ينال كل منكم فرصته ".
و انسحب دون ضجة ، بينما النابغون يحدقون ، و يتحركون فى الحديقة ، ثم ينفجرون فى ضحك متواصل ، و ربما بكاء !
تهامسوا فى جنون حقيقي : " مات .. مات .. تحول لقرص عسل .. هاها ها ها ها ها .. نال فرصته على أكمل وجه ".
6
بعد قليل كان صوته يهب عليهم ، كالعاصفة : " أنتم هنا فى المكان المناسب ، افعلوا ما تشاءون هنا ، العبوا ، تنزهوا ، و كل واحد منكم سوف يجد فرصته ، التى نمنحها له فى الوقت المناسب .. تأكدوا من شيء واحد ، أن بلادكم المريضة المتخلفة لا بد و أن تظل هكذا ،و إلا .. تصوروا أنفسكم هناك ، أى شيء قدموه لكم .. لا شيء .. يستهلكون أعماركم ، في أشياء و أعمال رخيصة ، و بلا ثمن .. أما نحن فنثمنكم جيدا .. ولن نفرط فيكم ما عشتم ، بعد قليل سوف يكون سرب مدهش من العاهرات ، أتينا بهن خصيصا لكم ، من جزيرة فى أعماق التاريخ ، كن لا يعاشرن إلا الريح ، فهل أنتم قادرون عليهن ، و إتراعنا بفتية وفتيات حسان ، نريد أجيالا من عباقرة هاهاها ، سوف تكونون فى أتم ما تحبون .. هاهاهاها !".
7
قبل أن ينتهي من البث غير الحي ، الذى يفعله كل مرة ، و فى كل يوم ، كانوا يتخلصون من سراويلهم ،يبولون فى اتجاه الصوت ، و اتجاه الصوت حسب تحديد كل واحد منهم منفردا ، بينما كان صوت يقهقه فى استفزاز : " الحرية لكم ، فى اختيار الأنسب ، و سوف نخلصكم من تلك فى وقت حددناه سلفا ، فلا مانع من بعض شقاوات و ...... ". و استمر فى قهقهاته العدوانية !
8
كان الفيلم غريبا ،
أكثر كشفا للعبة تتم من قديم ،
و ربما يدرك أبعادها الكثيرون ،
و كان رئيس النادي الكبير يتابع بشغف عجيب ،
من بعد يصفق كفيه ، و يفركهما معا :
ما أروع هذه العقول !
نعم بمالك تملك كل شيء ،
بذكاء .. لا ليس الذكاء ، و إلا ملك هؤلاء أمر أنفسهم ..
هو المال الجبان ، و لابد من إفراغ الأندية التافهة التى تحرجنا حين ننازلها ،
من أهم لاعبيها .
قهقه : اللعبة نفسها مشبعة ، وأكثر إمتاعا ،
والزائدون عن الحاجة نضعهم فى الخزانة ..
نعم الخزانة ، و ما أكثرها عندنا .
فزع مقهقها ،
منفعلا بشكل شيطاني ، فأحدثت أذنيه جلبة ، حين لطمت الأرض
فبادر بارتداء ثوبه الأسود ، الذى حوله إلى مجرد شبح ، و رحمه من لعنات من يراه .
فورا أجرى محادثة سريعة مع كبار مشجعي النادي !!
تعليق