زجاجتان .. وعنق واحد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالمنعم حسن محمود
    أديب وكاتب
    • 30-06-2010
    • 299

    زجاجتان .. وعنق واحد

    زجاجتان وعنق واحد

    أنامل الشمس تداعب بعنف حميم حافة القفل
    تفتح بابا للشروق
    وتغلق ألف نافذة للهروب ..
    (الجاك) رجلٌ ترتعد أوصاله كلما داهمه شعاع نهار جديد.
    يستيقظ مثقلا
    مرهقا
    ومكفهر الوجه ..
    يفتح جفنا داميا لا يراوده النعاس بعد الصحو، يتمعن بتكاسل مصطنع في مهرجانات الهواجس التي تتقافز في مخيلته ..
    ينتقل قبل أن يتزحزح عن مكانه من إيقاع الأعماق الهادي، إلى إيقاع السطح المهرجل، يصطنع تثاؤبا لا هواء فيه.
    تجسد له صباح هذا اليوم كقطعة قماش مبتلة بماء قذر، في يد خادم لا يجيد شيئا سوى الالتصاق بالأرض ..
    رفوف وجدانه البالية تتزاحم فوقها رمال من الديون المتحركة.
    يبعثر في عجلة من أمره محتويات أدراجه، لا أجوبة جاهزة فيها ولا أسئلة تسكت أفواه الدائنين.
    السحب ليست رهينة يديه ..
    الخريف هذا العام كبواب أمين لا يبرح مكانه قيد أنملة ..
    الأرض تمساح ضخم بجلد أملس لا يشبع ..
    المال المسكوب قطعة لحم مسجونة بين فكيه ..
    ديونه تتناسل بالانشطار مرة، ومرات عديدة بالتزاوج والانقسام وبكل أشكال التكاثر.
    الحبوب التي خبأها في باطن الأرض ترفض أن تتفتق ..
    أو تتمزق ..
    أو حتى تموت ..

    أغلق أدراجه الخاوية بقفل صنع من الحديد الصلب، وضع عينه اليسرى في ثقب الباب، صبَّ جام غضبه على غرفة الضيوف المنزوية بعيدا عن غرفة نومه، والتي لا تهدأ من ثرثرةِ الدائنين، يدخلون منزله كدار لليتامى لا سلطة فيه.
    صلاة الاستسقاء المعلن عنها منذ البارحة ليست واجبة عليه.
    الشرطة الفرحة بلباسها الجديد على أهبة الاستعداد في مثل هذه الظروف، فقط إشارة خفيفة من أصغر الدائنين القانطين تجعلها تسابق الريح صوب منزله.
    حلوله المقترحة حول الخروج من عنق زجاجة اليوم، لا تستطيع زج نطفة من مني في رحم الاحتمالات.
    لم تتخصب أفكاره كما يجب، ولن تلد له الأفكار بناتا في هذا الصباح.
    حاول عنوة أن يمتطي صهوة التفكير الإيجابي قبل أن يخرج من غرفته. حصد في نهاية الأمر بضع يرقات لحلول هشة سرعان ما استشهدت في معركة الحسابات. توكل على الحيّ الدائم دون أن يعقل نواياه، وخرج من منفاه الاختياري ..
    اصطاد عاطفة عابرة، على ضوئها قرر أن يتفقد ابنته الوحيدة التي لم يدخل عليها في زاويتها الخاصة، منذ أن استعاد زوجها مخالبه التي كان يحتفظ بها بكل شراسة في جسدها. لم يدع لها الزوج سانحة لتروي شقوقها حد الامتلاء، رحل، انصهر وذابت ذراته في ذرات التراب.
    تأمل باب غرفتها الضاج بملصقات لكبار مصارعي العالم. الأجساد ذات العروق النافرة تستفزها وتستهويها في آنٍ واحد. صمتها يحاصر الكلام، ولا يدع الحروف تمارس حقها في التسلل على أمشاطها عبر الشقوق. زاد من عدد دقاته، خاف أن تداهمها رغبة الهروب نحو التلاشي، استبدل توجساته بفكرة الموت. الموت لا ينال إعجابه، لا يحبُّ حتى التفكير فيه. جرته أذيال الحيرة ودخلت به إلى غرفته، اختلط في جبهته عرق الديون مع أرق ابنته التي بلا مخالب تمزق غشاء أنينها، قفز كمن تذكر شيئا أكثر أهمية، تأبط عصاه التي يحتفظ بها تحت لحافه تحسبا للص غبي لا يعترف بجدوى دراسات الجدوى في أعماله، خاف من لص مفترض تضلله وفود الدائنين التي تهبط عليه في أوقات مختلفة، وتوحي له بأنه ثري أكثر من الثراء نفسه، ويداهمه نتيجة لهذا التضليل في ليل لا نجم فيه ولا قمر.
    خطا مرة أخرى جهة الباب بخطوات متوجسة، رفع مقدمة العصا ودق بها ثلاث دقات متلاحقة. لن يحتمل وخزات هذا الصمت المؤلم، رمى العصا، عضَّ طرف جلبابه بأسنانه حتى ابتل الطرف بريقه، سحب كتلة من الهواء وأدخلها في رئتيه، كأنه يريد أن يقفز إلى ضفة البحر الأحمر الأخرى، ويعود برزمة ريالات يسيل لها اللعاب وتسكت كل اللغات. ركض بسرعة ثمانين كيلومتر في الثانية، دفع بكتفه الأيمن ضلفة الباب، تشقق الغلاف وارتج الباب قليلا، صمد للحظات ثم انهار وسقط داخل الغرفة ..
    كوسادة خالية من القطن تتمدد (هدى) على مقاعد من موج غير مرئي، يدها تسبح في سائل من الفراغ العريض.
    رفع يدها حتى لامست شفتيه، قبل راحتها، جسّ نبضها، اختلط نبضه بنبضها، أمسك بهاتفه، ضغط بأصابع واجفة على الأرقام، جاءه صوت ناعم لا وظيفة له في هذه الحياة سوى التنبيه، فهاهو يمارس مهنته، ويقول له بأن لا رصيد لديه، ويرجوه أن يتفضل ويحيي رصيده من جديد.
    صوت احتجاج الدائنين من الرجال والنساء يلاحقه حالما اقترب من البوابة الكبيرة لسور منزله، أشار لهم بعصبية مخيفة أن يكفوا عن ممارسة السخف، وأن للصبر وجوها كثيرة، وصبره لن يكون طيبا في كل الأوقات. تقهقر الدائنون وسجنوا أنفسهم في غرفة الضيوف بين فناجيل القهوة وأكواب اليانسون ..
    الشوارع مكتظة بالمارة، الأسواق تئن من كثرة الأصوات المتداخلة، عوادم السيارات لا تكفُّ عن بث سمومها، المنادي ينادي، ولا أحد يلتفت إليه، لا أحد يستجيب، الجميع يطوفون حول دائرة واحدة من الديون، دائرة لا يعرف أحد من أين بدأت وإلى أين ستنتهي.
    تتلاشى شخشخات مكبر الصوت، ثم سرعان ما تعود. يغير المنادي لصلاة الاستسقاء نبرات صوته، تصبح أكثر لطفا وتجاوبا ..
    - (المسلمون والمسلمات. الديون كأبواب البيوت تختلف مقاساتها وألوانها وأنواعها، فمن كانت له ديون خفيفة، فيستجاب دعاه للسقيا إن شاء الله. هيَّا على صلاة الاستسقاء يا مؤمنون .. خمس دقائق ونقيم الصلاة يا مسلمون)..
    في طريقه إلى منزل الشيخ (منصور)، لم يسأل (الجاك) نفسه إن كانت الديون التي على عاتقه خفيفة أم ثقيلة، وعليه الآن أن يصلي من أجل ابنته. لم يستأذن ولم يعر نساء الشيخ الأربعة اهتماما، وهنَّ جالسات في ظل شجرة يفتلنَّ حبال النميمة في كل الجهات. دفع ضلفة الباب ودخل.
    لم يميز وجه الشيخ وسط نوافير الدخان الخانق، سحبه من طرف مسبحته المصنوعة من (لالوب) صناعي. انتبه الشيخ، عرف في سره بأن (هدى) هي التي أتت بهذا (الجاك) في هذا الوقت من الصباح. تلك البنت الجامحة التي كان يحلم بها منذ أن كانت متزوجة بذلك الرجل ذي المخالب الحادة. بصم في داخله بأن التميمة لا تلغي شريعة الجسد، ففي جسدها البض شيء ما ناتئ لا أحد يشتهيه سواه. إنه قلق الروح المبهمة الغائبة في لجة الرغبة. لم يشعر وهو هائم في جسدها باقتراب والدها الشديد منه.
    صبّ (الجاك) دموعه على الفحم المشتعل، تلاشى الدخان وبان له وجه الشيخ بذات القسمات الحادة، لم يضع وقتا، شرح بكلمات مهزومة حال ابنته المستلقية على ظلالها وخباياها. حشرجاتها ملتبسة وناقصة، روحها المرحة حبستها في قبس ناءِ. قاطعه الشيخ وأكمل بكلمات مثيرة ..
    - نعم .. آهاتها قصيرة متقطعة تطلقها في أزمنة الذهول والعبط .. ذاكرتها متعرجة متداخلة الصور، مثقوبة أحاسيسها المرهفة.
    الجسد المتعملق يا (الجاك) لا تسعه أربعة جدران، إنه طغيان الانفلات والتمدد، دعها تخرج من بوتقة الانسداد إلى فضاء الانعتاق، وعليه لا حل غير الغوص في باطنها وسماع همساتها، هذه مهمتي، وما تنطق به من اسم من أسماء الرجال الذين تعرفهم، عليها الارتباط به على سنة الله ورسوله ..
    تبدلت ملامحه وصارت أكثر رهافة ونعومة. استدار بعنقه حتى مسّ به كتف (الجاك)، وبصوت مشحون بهمس لذيذ قال :
    - (لهدى) رغبة كامنة لا تفصح عنها، إنها ترغب في رجل مفعم بضوء خفي، رجل لديه أنامل ماهرة ومصقولة ببهاء الآبنوس، بدلاً عن مخالب زوجها الحادة التي ظلت تمزق في مشاعرها سنوات عديدة. رجل يعرف أهمية الفرق بين السرير والسريرة، هذا هو ما نسميه بالتخاطر يا (الجاك)، التخاطر الذي يفتت حجارة الكتمان إلى حصى صغيرة من البوح المعافى ..
    مبهورا بشيخه قفز (الجاك) من الفرح، ترجاه أن يرافقه في الحال حتى ينفرد بابنته، وإذا نطقت الفتاة باسم رجلٍ ما، حتما سيزوجها له مهما كانت قيمته ..
    الصوت الصادر من جهة المسجد أصبح واهنا ..
    - (الوقت المحدد لأداء صلاة الاستسقاء قد حان، ولا أحد في ساحة المسجد، يبدو أن إمام مسجدنا أيها المسلمون مديون هو الآخر، وأنا لا أعلم إن كان ديني خفيفا أم ثقيلا، سنؤجل الصلاة ونرجو من المستطيعين من الناس أن يسددوا ما عليهم، فقط نريد إثني عشر شخصا مقتدرين، لا ديون عليهم ولا مظالم، أنقذونا من العطش يا قوم، غيروا ما في أنفسكم يغيركم الله .. الله أكبر .. الله أكبر ..)
    لم يتبادلا أطراف الحديث وهما في طريقهما إلى حيث (هدى) مستلقية. الشيخ لا يشغل مخيلته غير ذلك الشئ الناتئ في وجدانها، وكيف يجعلها تنطق باسمه الذي تبغضه عندما تحرش بها خلال بحثها عن جنين عجزت مخالب زوجها أن تهبه لها.
    (الجاك) بخطواته الواسعة يدخل أولا، يضع الدائنون أوراق اللعب على الطاولة، وبصوت واحد يرددون ذات الاحتجاج ..
    - التسديد، التسديد، أموالنا .. أموالنا .. الشرطة .. الشرطة .. التسديد .. التسديد ..
    يقف في وسطهم، يدخل يده في جيبه، يخرج مبلغا من المال، يقترب من أصغر الدائنين عمرا ويحدثه بصوت مسموع ..
    - هذا الجزء من المال لعشرة أرطال من الحليب، وهذا لأوراق لعب جديدة، أما الأخير فلأربعة كيلو من اللحمة ..
    يبتهج الدائنون، يلعقون شفاهم، يدخلون غرفة الضيوف ويبدأون في الترنم بأغنية قديمة ..
    على طرف الفراش تستلقي (هدى)، ويدها جهة الفراغ العريض. يسحب الشيخ كرسيا، يتأمل وجهها الملائكي حتى تدمع عيناه، يقف، يهمس في أذن والدها ..
    - إليك ما أريده. حمامة بيضاء في بطنها نقطة سوداء. دجاجة سوداء في ظهرها نقطة بيضاء، تطبخ لحم الحمام والدجاج على نار هادئة، والآن أخرج ودعنا لوحدنا ..
    يعود الشيخ ويجلس بالقرب من وجهها، يفتح حقيبته، يخرج جهاز تسجيل صغير الحجم، يضغط على مفتاح التشغيل. خلفية موسيقية خافتة، تكرار دائب لا يفتر .. شيخ (منصور).. شيخ (منصور) .. شيخ (منصور)..
    يفتح حقيبته مرة أخرى، يخرج فحما، يضعه في إناء مخروطي الشكل مصنوع من الفخار، يمسك بحزمة كبريت ويشعل النار. يتحول لون الفحم إلى لون شديد الاحمرار. يرمي في بطن الإناء حبيبات صغيرة من بخور يماني طيب الرائحة ..
    اسمه يتكرر في أذنها، يلهو بلحيته فرحا، وبيد مدربة يتحسس جسدها، يبدأ من أسفل القدم، يدلكه دلكا ناعما، يعيد الكرة أكثر من مرة، يزحف بحذر جهة الساق، يزيد من زحفه، يقترب أكثر، يرفع طرف الفستان لأعلى، يزج يده كاملة بين فخذيها. يفتح (الجاك) الباب حاملا دجاجه وحمامه، يشاهد ما يفعله الشيخ بابنته. تعقد شياطين الأرض اجتماعا طارئا في رأسه، يشتعل غضبا، يمسك إناء الجمر ويرميه في وجه الشيخ، يسقط الجمر على الفراش، يشتبكان في صراع عنيف، الجمر يأكل الفراش، الدخان يعلو، الصراع يزداد حدة، الشرر يتطاير، تشتعل الغرفة كجهنم مصغرة. النار في كل مكان، الستائر، الحقائب، الملابس .. يجتمع الدائنون خارج الغرفة الملتهبة، يصيحون بصوت واحد ..
    - (الجاك .. الجاك) الشرطة لن تنساك ..
    وكأنها في لهفة مستديمة تنتظر هذا النداء، بكامل هيبتها تداهم الشرطة المنزل، تقترب من الغرفة المشتعلة. يسأل أحدهم الدائن الذي فتح بلاغا في (الجاك) هذا الصباح عن مكانه، يشير الدائن جهة النار، يبتسم الشرطي، يربت على كتف الرجل المتظلم، يزرع في بطنه فراسخ من الاطمئنان بأنه سيقبض على (الجاك) حالما تشبع النار وترفع يدها عن مائدتها، وقطعا سنقوده إلى قسم الشرطة حتى لو صار فحما، فقط نرجو منكم أيها الدائنون أن تدفعوا بأطفالكم غدا ليقيموا صلاة الاستسقاء.
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالمنعم حسن محمود; الساعة 08-07-2011, 22:28. سبب آخر: تداخل
    التواصل الإنساني
    جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    صباح الخير صديقي الجميل
    كنت هنا و زجاجتان و عنق واحد
    وحفنة من رجال بحجرة الضيوف
    ورجل يتوكأ عصاه
    تحاصره الديون كالموت
    و البنت التى هجرها موتها
    فى انتظار من يبعثها من جديد

    بين مجاز جميل ، ولغة راقية ، و قص مبهر كان
    الحصار له طعمة و بهاء ، و أيضا له ريح مملح
    قاس ، مشدود على وتر من جلد الحيات ، و نفوس
    لا تبصر و لا تسمع ، و لا ترى إلا نفسها أو أقل قليلا

    أظن أن هذا النص أحد أروع و أجمل نصوصك على الإطلاق
    لما تميز به من حرفية ، و لغة عالية ، و توتر فى رسم الشخصية
    و حجم الحصار ، و اللعبة التى يمارسها الدائنون على مفازة من
    الوجع ، حتى خلت أنهم مهلكون البنت لا محالة .. و على ما يبدو كان خوفى
    فى محله .. !
    الاستسقاء و الخريف و الدائنون و الشيخ
    بايهم نستسقى ياشيخ .. بأيهم و قد ضاق الصدر
    و هكذا كان الأمر فى حال تكشف المستور .. دجاجة
    و حمامة بطنها منقط .. أليس كذلك سيدي ؟!

    لا أدري ، غير أنني ما زلت داخل الحريق
    أنظر إلى هذا الجسد الذى كشفته عين ماكرة
    مسعورة ، لم تقم وزنا لحرمة ، و لا جوار ،
    و لا حتى كبرياء !
    أتنجو من النار ، أم يأكلها الحريق
    لتكون الحسبة فى النهاية .. عنق واحد / واحدة ؟!

    محبتي
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 08-07-2011, 23:30.
    sigpic

    تعليق

    • جمال عمران
      رئيس ملتقى العامي
      • 30-06-2010
      • 5363

      #3
      الاستاذ عبد المنعم
      صورة ..ولا أروع ..لأعماق النفوس..ذهبت خلالها إلى كل الأماكن والعوالم ..الحقيقى منها والإفتراضى..وداهمتنى وجوه الجميع ..الدائنين ..والشيخ ..والشرطة..والجاك...
      والسبحة والبخور..حتى خلتنى ..حروف العمل ذاته ..وكلماته ..وأفعاله ..وشهقات القهر ..والعطن..ومحاولة الهرب من المقدوربين سطوره..ومن شخصياته..وتوحدت مع العمل وكأننى ذاك المتصفح بآلامه ..ودوافعه ..وتموجات قلوب أصحابه..وظروف الحدث والحديث..
      أستاذ عبد المنعم..لقد تعلمت الكثير من هاهنا...
      شكرا لك..
      *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

      تعليق

      • محمد فطومي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 05-06-2010
        • 2433

        #4
        أغدقت على النصّ من كلّ صنوف المجاز و الاستعارة و الصّور الّلذيذة.
        صدق كبير في الأداء و في نحت المسارات السّرديّة.
        الرّجولة تغيب و تحضر حسب مصلحة الميسور الوحيد،و ما العيب في ذلك؟
        الدّين يغيب و يحضر و يتلوّى أيضا،حسب مصلحة الميسور الوحيد،و ما الإثم في ذلك؟
        و الدَّيْنُ وحده يظلّ ملتفّا حول الأعناق كأنشوطة فلا يدري الواحد فيهم متى يلقى به في العدم،و الرّجال و النّساء المحتجزون في آخر نقطة من الزّاوية الحادّة مستباحون و لا حيلة أمامهم غير ثورة يصنعونها بأنفسهم ،ثورة خيبة و عجز ؛الغاية من ورائها أن يموتوا و آخر ما تذوّقوه أنّهم خرّبوا بشرف معادلة البقاء للأقوى،فها هو ذا مغتصبهم ،و من قرّرت الدّنيا أن يكون هو الأبقى يموت ميتتهم أيضا،كأنّ له ديونهم و ذلّهم و معاناتهم.فما أغنت عنه ملذّاته و مسرّاته.
        زجاجتان و عنق واحد،عنوان كيفما ما طوّعت دلالاته أطاع.
        فهي الجاك و ابنته و هي الجاك و الشّيخ،و أحبّذ الأخيرة لأنّها تخدم ما ذهبت إليه فالأولى فارغة مدانة و الأخرى ملآنة راوية،و حزين جدّا أن لا تتحطّم الملآنة إلاّ إذا تحطّمت معها الفارغة.
        نصّ مدهش بكلّ المقاييس صديقي المبدع عبد المنعم.
        محبّتي أيّها الجميل.
        مدوّنة

        فلكُ القصّة القصيرة

        تعليق

        • عبدالمنعم حسن محمود
          أديب وكاتب
          • 30-06-2010
          • 299

          #5
          أظن أن هذا النص أحد أروع و أجمل نصوصك على الإطلاق
          لما تميز به من حرفية ، و لغة عالية ، و توتر فى رسم الشخصية .



          الأروع من كل هذا صديقي وأستاذي ربيع
          أنك تهب للكاتب هنا وفي هذا المكان تحديدا
          تحديا إيجابيا مع نفسه
          وهنا مكمن الجمال .. ودفقات الإنسانية التي تتمتع بها
          سأسعى بدأب حثيث لانتزاع هذا اللقب من هذا النص بنص آخر
          شكرا لهذا الدفع
          ودمت طيبا وأنيقا كعادتك
          التواصل الإنساني
          جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


          تعليق

          • إيمان عامر
            أديب وكاتب
            • 03-05-2008
            • 1087

            #6
            تحياتي بعطر الزهور

            المبدع القدير
            أستاذ عبدالمنعم

            نص يحمل الكثير والكثير من الإبداع ولذة الغوص بين حروفك

            تحياتي لقلمك المتميز ونحن هنا ننهل من رحيق إبداعك

            دمت بخير أيها المبدع

            ولك أرق تحياتي
            "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

            تعليق

            • إيمان الدرع
              نائب ملتقى القصة
              • 09-02-2010
              • 3576

              #7
              الزميل القدير : عبد المنعم حسن محمود :
              في عالم الجاك ..
              رأيت مروجاً من المعاني المنسوجة بحرفيّة عاليةٍ ..
              استوقفتني طويلاً
              تلك العوالم التي ترسمها
              بقلمٍ صار الإبداع ظلّه..
              إليك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي ..

              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

              تعليق

              • عبدالمنعم حسن محمود
                أديب وكاتب
                • 30-06-2010
                • 299

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
                الاستاذ عبد المنعم
                صورة ..ولا أروع ..لأعماق النفوس..ذهبت خلالها إلى كل الأماكن والعوالم ..الحقيقى منها والإفتراضى..وداهمتنى وجوه الجميع ..الدائنين ..والشيخ ..والشرطة..والجاك...
                والسبحة والبخور..حتى خلتنى ..حروف العمل ذاته ..وكلماته ..وأفعاله ..وشهقات القهر ..والعطن..ومحاولة الهرب من المقدوربين سطوره..ومن شخصياته..وتوحدت مع العمل وكأننى ذاك المتصفح بآلامه ..ودوافعه ..وتموجات قلوب أصحابه..وظروف الحدث والحديث..
                أستاذ عبد المنعم..لقد تعلمت الكثير من هاهنا...
                شكرا لك..
                أخي وزميلي جمال
                لا يكتمل البهاء إلا بحضورك
                حضور الصدق والنقاء في كل ما تكتب
                نحن هنا نفيد ونستفيد من بعض
                كلنا أساتذة وتلاميذ في ذات الوقت
                شكرا لكل حرف طيب
                خطه يراعك في حقي
                تقبل تحياتي
                وتقديري.
                التواصل الإنساني
                جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                تعليق

                • عبدالمنعم حسن محمود
                  أديب وكاتب
                  • 30-06-2010
                  • 299

                  #9
                  زجاجتان و عنق واحد،عنوان كيفما ما طوّعت دلالاته أطاع.
                  فهي الجاك و ابنته و هي الجاك و الشّيخ،و أحبّذ الأخيرة لأنّها تخدم ما ذهبت إليه فالأولى فارغة مدانة و الأخرى ملآنة راوية،و حزين جدّا أن لا تتحطّم الملآنة إلاّ إذا تحطّمت معها الفارغة.

                  نعم ..
                  صديقي م فطومي
                  أنه هاجس قديم .. هاجس العنونة
                  فبراعة المتن من براعة العنوان
                  موازنة صعبة حتى لا نظلم أحد الطرفين
                  وهنا قد راق لي كلامك كثيرا
                  حول العتبة والمرونة التي تتمتع بها
                  شكرا لمداخلتك المتأنية
                  وللإدهاش الذي تظنه كامنا في ثنايا النص
                  تحياتي لك
                  و ودي الكبير.
                  التواصل الإنساني
                  جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                  تعليق

                  • عبدالمنعم حسن محمود
                    أديب وكاتب
                    • 30-06-2010
                    • 299

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة إيمان عامر مشاهدة المشاركة
                    المبدع القدير
                    أستاذ عبدالمنعم

                    نص يحمل الكثير والكثير من الإبداع ولذة الغوص بين حروفك

                    تحياتي لقلمك المتميز ونحن هنا ننهل من رحيق إبداعك

                    دمت بخير أيها المبدع

                    ولك أرق تحياتي
                    الأستاذة / إيمان عامر
                    تحية طيبة لشخصك الكريم
                    شكرا لهذا الرحيق الطيب
                    وعلى هذا المرور الجميل
                    الذي يشد من ساعدنا
                    ويدفعنا إلى الأمام
                    تحياتي وتقديري.
                    التواصل الإنساني
                    جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                    تعليق

                    • فايزشناني
                      عضو الملتقى
                      • 29-09-2010
                      • 4795

                      #11

                      أصبت الاختيار أستاذ عبد المنعم فأي زجاجتين منهما بذات العنق
                      كومة الدين وطقطقات أصابع الدائنين كانت تصيب( الجاك ) بالهلع
                      فلو كانت أصابعهم من الآبنوس لشعر بارتياح عظيم ربما
                      أما الشيخ منصور كعادته يبحث عن فريسة تعاني من ناتئ في وجدانها
                      ويدع الناس يتلهون بصلاة الاستسقاء التي ربما منعتها شياطين الشيخ منصور
                      من أن تؤتي ثمارها أو تخترق القبة السماوية لتحدث المعجزة
                      كل زجاجة يا سيدي امتلأت بضغط شديد تراكم طويلاً
                      وللطبيعة دورها في هذا الاحتقان فالأرض جدبت ولا محاصيل
                      وذاك الصهر ( مسند الضهر ) في لحظة قاتلة كشف عن وجهه ومخالبه
                      هي لحظات القحط والجفاف تصيب المشاعر أيضاً
                      فهل تفلح صلاة الاستسقاء بإطفاء الحريق وإعادة الحياة لبعض العروق .
                      موفق وإلى الأمام
                      مع كل الود والاحترام
                      هيهات منا الهزيمة
                      قررنا ألا نخاف
                      تعيش وتسلم يا وطني​

                      تعليق

                      • صالح صلاح سلمي
                        أديب وكاتب
                        • 12-03-2011
                        • 563

                        #12
                        ماذا عساني اقول في حضرة الابداع .... فعلا احسست باشياء داخلي تسمو،،،شكراً لك

                        تعليق

                        • عبدالمنعم حسن محمود
                          أديب وكاتب
                          • 30-06-2010
                          • 299

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                          الزميل القدير : عبد المنعم حسن محمود :
                          في عالم الجاك ..
                          رأيت مروجاً من المعاني المنسوجة بحرفيّة عاليةٍ ..
                          استوقفتني طويلاً
                          تلك العوالم التي ترسمها
                          بقلمٍ صار الإبداع ظلّه..
                          إليك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي ..
                          الأستاذة الفاضلة / إيمان الدرع
                          تحية طيبة تليق بمقامك
                          أشكر لك هذا المرور الطيب
                          وأنت في كل مرة تعطينا
                          دافعا جديديا للإبداع
                          أشكرك مرة أخرى
                          على هذا الكرم
                          وهذا النبل
                          مع احترامي وتقديري.
                          التواصل الإنساني
                          جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                          تعليق

                          • عبدالمنعم حسن محمود
                            أديب وكاتب
                            • 30-06-2010
                            • 299

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
                            أصبت الاختيار أستاذ عبد المنعم فأي زجاجتين منهما بذات العنق
                            كومة الدين وطقطقات أصابع الدائنين كانت تصيب( الجاك ) بالهلع
                            فلو كانت أصابعهم من الآبنوس لشعر بارتياح عظيم ربما
                            أما الشيخ منصور كعادته يبحث عن فريسة تعاني من ناتئ في وجدانها
                            ويدع الناس يتلهون بصلاة الاستسقاء التي ربما منعتها شياطين الشيخ منصور
                            من أن تؤتي ثمارها أو تخترق القبة السماوية لتحدث المعجزة
                            كل زجاجة يا سيدي امتلأت بضغط شديد تراكم طويلاً
                            وللطبيعة دورها في هذا الاحتقان فالأرض جدبت ولا محاصيل
                            وذاك الصهر ( مسند الضهر ) في لحظة قاتلة كشف عن وجهه ومخالبه
                            هي لحظات القحط والجفاف تصيب المشاعر أيضاً
                            فهل تفلح صلاة الاستسقاء بإطفاء الحريق وإعادة الحياة لبعض العروق .
                            موفق وإلى الأمام
                            مع كل الود والاحترام
                            راق لي جدا هذا العمق أخي المبدع فائز
                            عمق المداخلة
                            ومجمل تفحصاتها في تداعيات النص
                            عميق شكري لك وأنت تمر من هنا
                            لتهب للنص بريقا
                            وعمقا
                            وتكمل ما لم يقله النص
                            أو سكت عنه
                            تقبل سلامي
                            و ودي.
                            التواصل الإنساني
                            جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                            تعليق

                            • عبدالمنعم حسن محمود
                              أديب وكاتب
                              • 30-06-2010
                              • 299

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة صالح صلاح سلمي مشاهدة المشاركة
                              ماذا عساني اقول في حضرة الابداع .... فعلا احسست باشياء داخلي تسمو،،،شكراً لك
                              شكرا لك أنت
                              أخي صالح
                              ويكفيني جدا
                              هذا المرور الأنيق
                              تحياتي لشخصك الكريم.
                              التواصل الإنساني
                              جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


                              تعليق

                              يعمل...
                              X