تويت
انحدار
سماء الصيف لا تمطر، وزمار الحى يطرب فى بعض الاحيان، نساء مكلومة بقلوب مجروحة، أرامل ثكلى، فلذات منسية، ويتامى ذاقوا حرمان، سحرة وعرافات، فتات وبقايا، أصداء فضائح ليل نهار.
سماء الصيف لا تمطر، وزمار الحى يطرب فى بعض الاحيان، نساء مكلومة بقلوب مجروحة، أرامل ثكلى، فلذات منسية، ويتامى ذاقوا حرمان، سحرة وعرافات، فتات وبقايا، أصداء فضائح ليل نهار.
فى كل مرة كان شعاع الشمس النافذ من شرفته يحرق جسده حد الذوبان، يصحو من نومه، يضرب بحلمه الأعرج عرض جدران منزله المهترئ، يمسح عن جسده خيوط العنكبوت الملتصقة بجذور كأوتاد مغروسة فى بطن الصخر، ينفض غبار الزمن المتكوم كتلال تراب منسية، ينهض منتشيا، يفتح نافذته فتسقط منه، انتفض لما وقعت عيناه المفقوءة على ذاك الجبل الأسود خلف النهر، أعلاه قصر الساحرات، قصر شاهق أسود كسواد الكحل يزين عين عروس فى ليلتها، ثلاث طوابق تحوى حيات وعقارب، قصر قابع كعرين يسكنه كل ملوك الجان، هذه المرة تتعاظم منه ألسنة النار، يتكور فى ركن الحجرة، يضع يده على صدره حتى يخمد تلك اللكمات، كدمات تظهر فى جسده، بقع زرقاء تميل إلى الصفرة وأخرى حمراء، أطرق رأسه ... أخذ قراره، لارجعة هذا اليوم، بعناء فتح الباب، سمع صريرا كأزيز طائرة خربة، ظل يحطم كل الدرجات حتى وصل إلى النهر الفاصل بين البيت وجبل السحر، أخرج ورقة من جيبه، خط عليها خطوطا بالطول ودوائر بالعرض، نقش عليها رسومات وطلاسم، لفلفها ... حولها قارب، ألقاه فى وسط النهر، ظل يردد ترنيمات، فوق السطح برزت حيتان وأفاعى، كلاليب تنهشه، خطاطيف تنهش كتل اللحم المترهلة فى أعلى الرأس وحتى إخمص قدميه، تدغدغه، تركله ... فتقذفه فى عمق النهر، بعناء يصعد للقارب، تنهره، تبصقه ... فتقذفه فى عمق النهر، بعناء يصعد للقارب.... تلفظه فوق الشط.
عيناه مسمرة تصبو ذاك الكنز على سن الرمح بأعلى، ظل يحطم كل الأسوار ويبنى الدرجات، يعلو مرة.... يهبط مرات، يستوقفه عواء ذئاب يثقب أذنيه ويخرج من أعلى الرأس، تصدمه كل كرات النار، يزيح بيده كرات أخرى منثورة فوق ركام الثلج، فوق الجدران تتدلى ألسنة من نار، يتسلق إحداها، ينقطع الحبل، يعيد الكَرة، يصل إلى القمة، الكرسى المنحوت هناك بحرفية يسلب عينيه، فوق الكرسى تجلس ساحرة الصبيان، فى عنقها مفتاح يتدلى بخيوط من نور، يتحسس يدها، عيناه لاتبرح هذا الصدر ثلاثى الأبعاد، تذوب يدها بين يديه وعيناها تزيغ من فرط النشوة، يجذب مكنستها بقوة، تئن أنينا ثم زئيرا، تتناثر فى كل مكان ككتل النمل البارز لما يضربه إعصار، فوق سنان الرمح لمح الكنز، صندوق أسود ليس له أقفال، استجمع كل قواه، بعناء فتح الصندوق....... جمجمة أبيه مصفوفة بجوار جمجمة أبيه، بجوار جمجمة أبيه.
تعليق