أضرحة .. الحدود

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/39.gif" border="double,6,black" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
لحدٌ يُشَقُّ بِأعظمٍ .. مشهودُ=والدافنونَ .. الميتونَ .. بَديدُ
لحدٌ حوى الشعبَ المضمخ بالردى=أكفانه .. من جلدهِ .. معقودُ
هل يا تُرى الأشباحُ بُثّتْ في ثرى=رفحٍ يُسائِل عن هواها الدودُ
أمْ أنّ قاتلها يُسابقُ نيلهُ=كَرَماً .. يُمزِقُها .. دماها الجودُ
قل لي.. فما بالُ الأخاديدُ التي=شُقّتْ لها .. والمحفرُ الصِنديدُ؟!
ما بالُ أضرِحة الحدودِ تبدّلتْ=رُصِفتْ بها والنازلين .. كُبودُ
ما عادَ مِن شُغُلٍ ب ( غزّةَ ) ماثلٍ =غير انتشال الموتِ حينَ يَسودُ
فالمرأةُ الثكلاءُ تَحمِلُ طِفلها=نعشاً تُهدهدُ بالدماءِ الغِيدُ
والدّمعُ يُنضَحُ مِن أبٍ .. أجفانهُ=كالجُبَّ .. دَفَّقه الضنى المفقودُ
ما عاد في عيشَ الكفاف سوى الذي=يُبقي الذي في أرضهِ .. موؤدُ
فتراهُ في ظَلفِ المعيشةِ يستقي=من غيظهِ .. نبعُ الإباءِ .. صَديدُ
ويرى بعينِ القهرِ جُثةَ مؤمنٍ=سُلِبَ الحياةَ .. وقيدتهُ حدودُ
يا أينَ قُطزُ الأمسِ كان مُظفراً=عجباً.. أيُعقلُ أنهُ.. المصفودُ!
وبعينِ جالوتَ التتارُ .. تبددتْ=واليوم نحنُ البائدونَ .. الصيدُ؟!!
ما بالُ أيامِ ( الفُضولِ ) وحلفهِ=حَنثتْ به في العالمينَ .. عبيدُ
كم صيحةٍ هَزأتْ بها أصداؤها =إذ لم يكن لّبى الندا .. رعديدُ
كم دمعةٍ سُكِبتْ وجفّ مَعينها=كمداً .. يُشققُ جفنها التنديدُ
يا حوبة القلبِ المسجى .. ضِلعهُ=قبرٌ .. وكلُ وصيةٍ .. تنهيدُ
تتخطف الأملُ الرؤى فكأنما=ما عاد في الكونِ المُؤمل ..عِيدُ
يا غزةَ الشهداءِ صبراً .. إنما=في الكَرَّةِ الكُبرى تُبادُ يهودُ
قد محّصَ البأسُ القلوبَ وهكذا=في النارِ يُصقلُ كي يُنَضَّ حديدُ
وغداً سَنُبصرُ للخؤونِ تَعثّراً=إنْ فُجَّ رأسٌ أو تَمزقَ جِيدُ
فدِماؤنا مَزجت بكل رصاصةٍ=بارودها .. فتشهّدَ البارودُ
وفَداؤنا ما كَلَّ .. أسرجَ عزمهُ =وبصهلِ حَمْحَمَةِ الجيادِ .. يَعودُ[/poem]
معين الكلدي
تعليق