تأهبَ للسفرِ , ظهيرة يومٍ شامس , لم يتناول وجبة الغداء مع أهله , فاستعرَ جمرُ التساؤلات في ذهن أمه التي أطعمتها الليالي الوجع والندم الألم , كم تمنت أن ترى أولادها السبعة أن يحملوا لها تلك الأماني التي حملتها في طفولتها , وهي تلعب مع بنات خالاتها , فكم حلمت أن تلد ولدا يبادلها الحنان ويدفع عنها الوحشة والأسى وعتمات الليالي , ولكن شيئا من هذا لم يثمر , فهم جميعاً فشلوا ... , ولم تر في وجوههم بادرة حبٍّ لها , فصارت فريسة للأمراض , وعانقتها ليال اليأس , حتى بعد عناقهم الأزهار لم يتحسن الأمر شيئا بل ازداد سوء , ففتياتهم اللواتي تزوجوهن لا يعرفن معنى الأمومة بل كلّ جهدهن النصر في حرب ضروس ويرفعن راية الاستقلال .
الحزن يملا كل أركان كيانه , تردد لكن لا ينفع فهو قد حمل الندم والحزن وغادر , وفؤاده بقي ناكس الرأس عند غرفته الخاوية .
الحزن يملا كل أركان كيانه , تردد لكن لا ينفع فهو قد حمل الندم والحزن وغادر , وفؤاده بقي ناكس الرأس عند غرفته الخاوية .
تعليق