قصة قصيرة/نزيف المشاعر الخائبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالنعيم بغيبغ
    عضو الملتقى
    • 09-06-2011
    • 16

    قصة قصيرة/نزيف المشاعر الخائبة

    قصة قصيرة/نزيف المشاعر الخائبة

    آدم أكل التفاحة فهبط من الجنة إلى الجحيم وأنا عندما أردت الاقتراب من حبها أحرقني ناررشاشها الهائج....لما أشتعل الحب في صدري ذات خريف بارد استيقظت في نفسي كل الأحاسيس الجميلة و الأحلام اللذيذة ...التي أحرقتها بلادة الحياة وطعمها المقرف رحت أستمع لأغاني الهيام وأنتشي بحرقة الشوق الآسر كطفل يستعذب اكتشافه النارلأول مرة عانيت من هذا اللهب الجديد ..وهذا الوليد المبهر الذي طالما انتظرته ونسيته في زخم المدن المعبأة بعفونة الكربون لكني اكتشفت أن الحياة مازالت تحمل كما أكسجينيايصارع من أجل البقاء...دفعت لها كل أشواقي الحارة المكدسة والمرمية في غيا بات نفسي المحنطة عشت أياما وليال لا أستقبل إلا طيف بسمتها الطفولية الرائعة وصوتها العذب كاللجين وملامحها الغارقة في سماء الجمال، بدأت أكتشف عوالم كانت غائبة في نظري في النساء، عندما خاطبتها وخاطبتني لأول مرة، نسيت أموري وقضاياي وسنوني الباردةوأصبحت هي القضية، وهي السر، وهي الحقيقة ،...وراحت ملامح الصفاء تبرز في وجودي وقبضت أخيرا على السعادة الهاربة ..ولملمت أشيائي المبعثرة وأوراقي المنسية وامتزجت روحي مع أحلام نزار قباني الطافحة بالأشواق الرقيقة، ومع كل الشعراء وكتاب بلاط العشق والذائبون في اتونه المحرق، راعني في الأول خوفها لا أدري مما امن الحب؟أم مني؟أم من نفسها؟سألتني ذات لقاء دافئ هل أنت جاد؟لم أفهم ربما أرادت هل أنت جديد في الحب ؟بعد فترةصارحتني بكلمات تقطر شوقا عنبريا شهديا، أصبحت أكثر قربا مني كانت عيناها تفضحانها
    ملامحها أيضا، فاندفعت أشواقي كبركان رحيم يقذف حمما دافئة، كنت أريد القرب منها أكثروفعلا اقتربت، أردت سماع دقات قلبها كنت صادقا، والدليل أنني لم أنسها ...رغم أنها جاءتني ذات لقاء وكنت أنتظرها بحرقة الأرض العطشى لماء السماء، تحمل صمتا أبديا قاسيا فر قلبي من قلبي...ثم رأيت علامات غير عادية غزت عينيها..أمر ما قد وقع، خطأ في تسيير دفة الحب ربما أكون أنا تفحصت قاموس أحاديثي معها مواقفي، وعودي ،عهودي، كلها في صالحي أأكون ممثلا قام بدور فاشل ؟صدمت أحرقتني الأسئلة المدمرة، تفحصت صفحة وجهها الذي فرت ملامحه منه...وهربت نبرتها أيضا، وانطفأت عيناها كشموع الميلاد دفعة واحدة.لم أصدق...لم أستوعب...كنت أقاوم وأصارع لإيقاف حكم الإعدام على حب أتشبث به كغريق
    اللحظات الأخيرة .............
    وأصررت وكلمتني أخيرا ...ويا ليتها خرست للأبد ..ليتها كانت تمثال أبي الهول ليتني كنت قليل السمع، قليل الفهم، قليل الحياء...قالت أنسى كل الذي كان ، انهار أمامي كل شيء الأحلام العريضة التي رصعت بها جدران بيتي، والصور الجميلة التي ملأت صدري ...أكان حبناشقاوة أطفال ؟أم كان لعبة سخيفة، رحت أجر أذيال خيبة جندي خاسر ...لكن الذكريات لم تفتأتزورني كالقدر، تحط كخيمة الأعراب في أي مكان أكون ...أذكرها عندما أمر بأرصفتناوشوارعنا، إنها مازالت تحمل همساتنا وقد صبغت بلون الورد وطعم اللوز ..كانت مرتع قربنا وبوحنا البريء آه من خفق الروح تحت تلك الشجرة الهيفاء، كانت تظللنا من وهج الحر
    وتبعدنا من عادات الناس، وتنجينا في لحظات من كدرات الزمن الخائب ماأحزنني والعمربدونك سماء شتوية ..حدائق منسية ...ماأفجعني ودربي بدونك كوابيس وشوك كنت أقتات من لذائد أفراح حروفك وكنت أغسل بحنانك ولطفك يأسي ..ما أقساك أيها القدر ها قد نجحت وانتشيت وغرست نصلة السكين في صدري, ورويت ظمئي بشراب مرارة البعد ,كيف أنسى عينيك الصافيتين كالغدير, كانتا فرحتي وأسئلتي المستحيلة فيهما سر الكون, ودفء الشمس ولغز البحر ..ومواويل الانطلاق كنت أعزف بهما لحن وجودي وأنسج حكاياتي منهما أيضا.
    والآن ماذا الآن ها أنا وحيد كإنسان ماقبل التاريخ أحطم ما تبقى من تمثال الماضي أكسرقصور الشوق بفأسي و أدفن قلبي في كومات الثلج وأحرق أوراق الماضي وألملم أيام الجرح وأقذفها في جوف الأمس

    تمت
    عبد النعيم بغيبغ
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالنعيم بغيبغ; الساعة 13-07-2011, 17:34.
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    جميلة و لو أني وجدتها أقرب إلى الخاطرة .
    هذا مجرد رأي شخصي .
    تحيتي و احترامي
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • عبدالنعيم بغيبغ
      عضو الملتقى
      • 09-06-2011
      • 16

      #3
      شكرا على مرورك وانطباعك الجميل آسيا
      مودتى وتقديري لك

      تعليق

      يعمل...
      X