يا ..ثوبها .. / إيمان الدرع /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    يا ..ثوبها .. / إيمان الدرع /

    يا....ثوبها ..





    تجمّع قاطنو العمارة ، عند الثّانية فجراً ، على صرخةٍ ، أرعدتْ السّكون .
    و على ساقيةٍ حمراءَ متفجّرة ، من جسدٍ فيه بقايا حمحمةٍ تتشبّث بالنبض ، تيبّستْ أقدامهم .
    النساء يلطمن وجوههنّ ، يعركن جفوناً منتفخةً ، لنومٍ استبيح على عجلٍ ،والرّجال يدفعون بهنّ خارج الدار، لفظاعة المنظر ، محاولين إنهاء المشهد ، ببعض تعقّلٍ ، يفضي لحلٍّ لا بدّ أن يكون سريعاً .
    يداه تضمّانها بعنفٍ إلى جسده المحموم انتفاضاً ، وقد أسند ظهره إلى الجدار ، ينزلها برفقٍ على منكبيه ، يمسّد شعرها وخصلاته الناعمة التي ترشح باللّون الأحمر .
    كان شريط العمر يدور ...يدور ..ثمّ يحطّ فوق أجفانه ، كسياطٍ عفاريتيّةٍ تتداخل أصواتها ، حتى استحكمتْ على حواسه ،
    فما عاد يرى ، أو يسمع من حوله .
    تعمّد أن يرفع ذراعها التي فقدتْ النبض ، حول عنقه ،دافناً وجهه في صدرها البضّ ، يبلّلها بدموعٍ أمطرها على نهديها ،
    اللذين تبدّيا من خلف ثوب نومها الشفّاف ، كحمامتين ، استراحتا للتوّ من الخفق ..والاضطراب.
    لماذا يا نجوى ..؟؟ لماذا خنتني ..؟؟؟
    طعنتني يا نجوى ألف مرّةٍ برماح الشكّ ، وأنا ألقم قروحي بعض عزاءٍ ، وتبريرٍ ، وحماقةٍ ، واستعماء .
    أحاول أن أستعير أذنَي أصمّ ، ولسان أبكمٍ ، كي لا تتشكّل الصّورة القاطعة للخيانة ،أكذّب ظنوني، ألعن ذاتي معاتباً،
    أهزّ رأسي المصّدع ، وأنا أُرغم الصّدق على قبول ما تدفعينه من حججٍ واهيةٍ ، تجلجلها دموعك السّخيّة ، وصوتك الذي أعشقه ، حدّ الضعف ، حين يشهق برنّةٍ تذبحني انكساراً ، وحناناً .
    تنبّه إلى ساقيها البيضاوتين ، وقد استراحتا في سكون الموت ، ردّ عليها أطراف ثوبها ، اشتعلتْ أصابعه ذهولاً :
    ياااااااااه وترتدين قميص النوم ذاته ؟؟؟ !! ذاك الذي أهديته لك عشيّة عيد ميلادك ..؟؟!!
    كم افتتنتُ بك وأنت ترقصين به حولي كفراشةٍ بروح جنّيّة ؟؟ فأسكرتني ، وغيّبتني ، ثمّ بومضةٍ ، أرجعتني إلى كوكبي الأرضيّ .!!!
    كم تبدّتْ لي ثمارك الشّهيّة التي تخاتل كلّ مساحات كنوزك الأسطوريّة ، وهي تناديني بقطافك حبّةً ..حبّة ، حدّ الثمالة.!!
    هل أذقتهِ ذات الثمار ؟ هل شمّ فيك نفس الرّحيق الذي يكويني بعذوبته ؟ فيحرق كلّ خلاياي ؟؟
    احكي لي عن همساتك له ، هل نفثتِ على مسامعه سحر أنفاسك وهي تتلوّن ، تعلو ، وتهبط ، تدنو ، وتبعد ؟؟
    آااااه يا ثوبها الغجريّ ،الذي اعتصر فيك زهر الرّمان لونه، كيف اجترأتَ أن تنزاح عن جسدها بيدٍ غريبةٍ ، غير التي وضعتك في علبةٍ أنيقةٍ ، فضضتُ أشرطتها قرب حبيبتي ، وقد أودعت فيك كلّ أسراري ، هيامي ، رجولتي ، وجنوني ؟
    انفلتتْ إلى وعيه بعض همهماتٍ وأصواتٍ :
    ـ ها هو يا سيّدي قاتل زوجته ، إنّه في الداخل ، في غرفة النوم .
    امتلأت الصّالة عن آخرها برؤوسٍ ذات أشكالٍ متعدّدةٍ ،وعيون مرتعدةٍ ،فضوليّةٍ ، وأفواهٍ كالبنادق، تستعدّ لتخزين الرصاص ، حتى يلعلع في الخارج كسبقٍ صحفيّ مدفوع الثمن، وقلوبٍ لها نشيج ..لا تخلو من الرحمة والشفقة ممّا ترى
    الضابط يطلب الهدوء ، ويشير إلى عناصره بإخلاء الغرفة ، و بخطواتٍ ثابتةٍ ، يتّجه صوب جسدين ميتين ،
    الأوّل فيهما ، تتحشرج في صدره بعض أنفاسٍ أثقل من النّزع .
    الأصابع التي نقرتْ على كتفه ، نبّهته إلى ضرورةٍ لا بدّ منها : تسليم نفسه ..
    وبين الرّضا، والرّغبة في احتضان نصل السّيف ، قبل أن يُقتلع من جسده ، فتنبجس الدّماء ..
    حملها بين ذراعيه ، فتهاوتْ أطرافها الخامدة ، والتصقتْ بخدّه خصلات شعرها ، كأنّها تلثم معتذرةً أديمه المصفرّ إنهاكاً .
    مدّدها فوق السّرير ، ثمّ ألقى عليها بملاءةٍ نظيفةٍ ، استخرجها من الخزانة على عجلٍ ، موارياً وجهه عن ملاءةٍ أخرى ،
    معجونة بالفضيحة ، والذلّ ، والعار ، ورائحة الخيانة .
    سأله الضابط : هل تعرف يا عماد من كان عشيقها ؟؟
    وبذهولٍ تمتم : كنت لا أرى إلاّ شجرة داري ، التي غدرتْ بي وقدّمتْ ثمارها بطواعيةٍ ليدٍ غريبةٍ ، أمّا هو فقد هرب كفأرٍ من أحد الشّقوق قبل أن أرتدّ إليه ، أترين كم يحبكّ يا نجوى هذا النذل ، تركك وحدك تدفعين الثمن ، ونجا بجلده !!!
    ـ هيّا يا عماد ..سترافقنا الآن ، كان الأجدر بك لو أحلتَ الأمر للقضاء ، بعد أن تثبت الحالة ، متلبّسة أصولاً .
    ـ وهل سيتغيّر يا سيّدي وجه الموت ، إن تعدّدتْ أسبابه ، كانت كلّ حياتي ، وارتكبتْ جرم قتلي قبل أن .....
    خبّأ ملامحه عن العيون التي تحاصره ، لمّا اصطدم بصره بدرفتي الخزانة المفتوحتين ، فاشتعلتْ في رأسه الذكرى وهو يقلّب بنظره أرجاء غرفة النوم ، عندما حطّتْ في متجره مع أمّها تنتوي شراء أريكةٍ لغرفة المعيشة ، فدكّتْ حصونه برقّتها ، ودلالها ، وجمالها الهادئ الذي ينسلّ متغلغلاّ في الأعطاف ..كما النسيم .
    تذكّر حين عدلتْ عن الفكرة لضعف الحال ، وكيف انثنتْ يدها بخجلٍ إلى حقيبتها ، تعيد المبلغ الزّهيد الذي لا يصلح لشراء ما حلمتْ باقتنائه .
    وكيف كان للقدر كلمته ، لمّا جعلتْ الأيّام من كوكبها مساراً لنجوم عمره ، وقد وهبها كلّ نبضه ، وبساتين عشقه .
    يحسّ الآن بطعم قبلاتها على وجنتيه ، وهي تقرّب وجهه من خدّيها، بأصابعها النديّة ، فرحاً ، تتجوّل مشدوهةً بين أرجاء المنزل الذي ستزفّ إليه ، وكيف تبخترت في غرفة النوم الأسطوريّة، كسلطانةٍ ذات صولجان ، وعزّ .
    يا الله ..حتى الغرفة التي صنعتها بنبضي ، خانتني هي الأخرى ، رضيت بالسكوت ، وقنعتْ باستباحتها ..؟؟!!
    هكذا همس لنفسه وهو يغلق بابَي الخزانة ، عن مهرجان فساتين تدلّتْ بألوان صاخبة ، فقدتْ صلاحيّة بهجتها ، وإثارتها.

    شيّعها بنظره ، مرّر يده على جسدها ...شيء ما لايزال ينبض في خلاياها ،يريد الصّراخ قبل أن توارى الثرى ..أمعن في عينيها لمح دفقاتٍ من الدموع اللاّمرئيّة تحتشد ،تهذي ، تثور:
    قالتا له : ليس الآن فقط ، لقد قتلتني آلاف المرّات وأنا بين يديك أصطنع الفرح ، أرقص مذبوحة الشريان ، قتلتني من يوم أن انتزعتني من حضن حبيبٍ شاركته أحلام الطفولة في بناء عشّ صغير ، سرقتني منه حين حبستني ببيتٍ فارهٍ
    أشعره بعجزه ، قتلتني وأنت تشدّ على أصابعي ، تسحبني بشبقٍ إلى سيارتك الفارهة ، وكدت تدوسه وهو أسفل السّلم يواري دمعته خلف شجرة الليمون العتيقة يوم زفافي ، فأطلقت سيلاً من الشتائم والسخرية على شابّ أهبل كاد يموت تحت العجلات ...هل تذكره ..؟؟؟ إنه هو ..ذاك النحيل ، رقيق الحال ، بعينيه الواسعتين الحزينتين ، وحبّه المنكسر بين ضلوعه ، ويديه اللتين تجمعان كلّ حنان العالم ..
    تبّاً لمالٍ اشتراني كعبدةٍ، لا تتقن إلاّ فنّ الإمتاع حدّ القيء ، تثخنها جراحها كلّ ليلة، على فراش رجلٍ تملّكها، لم يستطع أن يميّز بين دموع الفرح يوم عقد القران ، ودموع قلبٍ يمزّقه الفراق ...
    حاولتُ أن أروّض ذاتي على الرّضوخ ...ولكنّ وهج طيفه كان أقوى ،كان أعنف ، كان الأشدّ موتاً ..ولو عدت إلى الحياة لأحببته من جديد ..ليس الأمر بيدي ..
    هيّا ...هيّا هل ارتحت الآن ؟؟؟ّإذن امضِ ودعني أرحل في سلام ..وأغلق الستار ..
    أطبق على فمها بكفّيه من جديدٍ، كأنّه يريد أن يخفتَ صوتها إلى الأبد مردّداً ...اصمتي..اصمتي ..
    سحبته أيدٍ قويّةٍ إلى الخارج بعد أن استحكم هذيانه ، وأذهب عقله ..
    وصل إلى الصّالة ، ثمّ عاد إليها ، وبأصابعه الواهنة ارتجفتْ قبضته ، وهو يستجمع قبل الوداع الأخير ، أطياف لون ثوبها ، في علبةٍ ، تقطر دمعاً بلون زهر الرّمان .





    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    ـ بسمة الصيّادي ـ
    أستاذتي العزيزة:
    ما أصعب الخيانة خاصة ان امتزجت بالحب ..!
    النص قائم على الصراع ما بين الذكرى الجميلة والذكرى الأليمة،
    الكراهية والحب، .. الوفاء والخيانة ..!
    لقد قتلها باليد التي كان يمسح بها جبينها ،يلامس بها أطراف شعرها،
    ويمسح دمعتها ..ليجعلها الآن تنزف دما ..وزهرا بلون زهر الرمان ..!
    برعت في تصوير الصراع الداخلي للشخصية، واضطرابه ...
    القصة جميلة جدا ومؤثرة وتطرح قضية مهمة من صميم الواقع ..
    أنا ارفض القتل ..ولكن أفهم معنى أن يفقد الإنسان أعصابه في لحظة غدر،
    الطعنة عندما تأتي من الحبيب تكون أشد وأفتك ..!
    رائعة كعادتك سيدتي
    محبتي
    / بسمة الصيّادي /

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #3
      أحببتُ هذا الرّكن لألقى الأحبّة هنا بعفويّة الكلمة ، وتلقائيّتها ..
      وأنت يابسمة الحبيبة ..النحلة الحلوة النشيطة ، التي تجمع رحيق الزهر ، وتحيله عسلاً صافياً يسعدنا ..
      شكراً على رأيك الغالي عندي ...كم أسعدتني !!! بسمتي :أيتها الرقيقة الشفّافة ، والكاتبة الرائعة المبدعة
      ومع أطيب أمنياتي ...إليك تحيّاتي ..
      كانت هذه كلماتي في / كن تلقائيّاً هنا / يوم شاركت بها ..
      وأحببت الآن أن أضيفها إلى نصوصي السّابقة بعد تشجيعكم ..
      اشتقت إليك بسمة ..وبانتظار حروفك التي افتقدتها..

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        ـ مالكة حبرشيد ـ
        للخيانة اوجه متعددة ....أصوات مختلفة ....تجليات ملونة
        لكنها تبقى كلها أوجه عملة واحدة ....تسقي المرارة بدم بارد
        اما الغدر فلونه واحد ....كيفما كان ....حيثما كان
        ومهما كان من صدر عنه
        الفرق فقط في قوة الطعنة ....اذ تكون قاتلة عندما تصدر عمن
        نعتبره قريبا ....بل حبيبا ...
        الصدق يمشي ...والغدر يمشي
        طريق الاول طويلة ومتعبة
        لكن ثمارها ....طيبة طازجة
        طريق الثاني ...قصيرة مختزلة
        لكن كلها ظلام ....
        لا يستطيع العيش طويلا في الظلمة
        الا الخفافيش و الديدان
        اما البشر والاشياء ....فيعلوها الصدا بسرعة
        تفقد لون الحياة .....قبل حتى ان يتحرك الانتقام

        بحق ...ابدعت أستاذة ايمان
        كان التصوير دقيقا
        لدرجة خلتني امام شاشة التلفاز

        مالكة حبرشيد

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • إيمان الدرع
          نائب ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3576

          #5
          مالكة :
          اسم أحببته ، وهو يرفّ، كطيفٍ حالمٍ ، بين ثنايا السطور..
          تنثرين الشعر بألوانٍ مائيّةٍ ، عذبة البوح ،قويّة الشجن .
          يذكرني برقصة غجريّة ‘ على إيقاع فلامنكو ، قرب بحيرة هادئة..
          أشكرك حبيبتي على رأيك عميق الرؤيا ..وعلى تفاعلك الجميل
          ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي..

          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #6
            ـ ربيع عقب الباب ـ
            قالتا له : أنا آسفة ، سامحني ، اغفر لي ، أحبّك ..، وهي تلثم يده بشفتيها الشّاحبتين


            هنا توقفت .. أمام تلك الكلمات التى صدرت عن الخائنة ، بعد أن افتضح أمرها ، و اقتص الزوج لنفسه دون الرجوع إلى قضاء ، لأن الأمر تم بحالة تلبس !!
            بداية كان المشهد قويا و متماسكا بشكل رائع و مدهش ، و جوانب الصورة لا تجد نقطة فارغة نستطيع أن نحرك فيها بعض الظلال ، فالجيران و الناس و قاطنو كل العمارة هنا
            يشهدون الجريمة و النهاية القاتمة !
            ثم تترك المؤلفة حبل الحديث للزوج المغدور بعد حضور ضابط المباحث أو الشرطة
            و لم تمر على لسانه كلمة فى حق نفسه ، تدينه هو ، و قد قال الأجداد حتى ولو لم يكونوا على حق .. البيت رجل .. و إن اختلفنا معهم !
            الخيانة لأجل الخيانة لم تظهر أو توضح الكاتبة أى أسباب تدين الرجل ، إطلاقا
            و رجل بكل هذه الحميمية لا يمكن أن يخطىء ، و كان العكس هو المطلوب من الكاتبة أن تنتصر لبنات جنسها ، أو تعطى قدرا من التبرير الدفاعى عن ملامح تلك الضحية .. إنها تقدمها كقاتلة خائنة و ليست ضحية !

            و حين مر ذاك السطر على لسانها ، اهتزت رأسي ، و نفضتها كثيرا
            و أنا أردد ، لماذا لم تحاول المزج بين اللونين ، و اقتنعت باللون الواحد ، فالحياة لا تستقيم ، و لا يرجى منها خيرا إلا إذا اكتملت قزح ألوانها !!

            ليس هذا أدعى إلى الحط من العمل ، إطلاقا ، فالعمل جيد جدا ، يتميز بلغة مدهشة ، لامست المجاز ، و كسرت حدة الدماء ، وروعة الموقف ، و لكن .. إن لم تنتصر المرأة لنفسها و بنات جنسها فمن ينتصر لهن ؟!
            لا أطلب الغاء الحقائق ، أو مسخ الواقع ، و لكن ما الفرق بين الصورة الفوتوغرافية و الفن
            ما حاجة الفن إن لم يقدم جديدا ، و يمتع أكثر ، بملامسة الوجدان و كشف و تعرية الحقيقة الكامنة خلف المشهد !!


            شكرا لك أستاذة إيمان على إضافتك لهذه الصفحة التى سوف ترقص الليلة بلا توقف
            لزيارتك المهمة و كلماتك عالية الجودة
            ـ ربيع عقب الباب ـ

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • إيمان الدرع
              نائب ملتقى القصة
              • 09-02-2010
              • 3576

              #7
              أستاذي القدير ربيع :
              أشكرك أوّلاً على حسن ثقتك بما أكتب ..
              فتوصيفك للأسلوب ، وللغّة ،أراحني قليلاً ..كناتجٍ تقويميّ بعد إنهاء العمل ..
              أمّا بالنسبة لرؤيتك، حول معالجة موضوع الخيانة ..
              فلقد جعلتني أعيد برمجة بعض الرؤى التي سكنتْ ذاكرتي منذ الأزل ..
              بتحميل المرأة ، فيما لا تطيقه من أوزارٍ ، وضغوطٍ نفسيّة ، بشكلٍ مطلقٍ ..
              رغم محاولتي الخروج من هذا الإطار في نصّ سابقٍ / هل تغفر الرّوح / إذا تذكّرته أستاذي
              فلقد تطرّقت من خلاله إلى ما أشرتَ إليه ، إيضاحاً ،وبعداً ، وتركيزاً على الجانب النفسيّ في الموضوع..
              وتحميل الرجل الجانب الأكبر من المسؤوليّة فيما آل إليه خراب داره ..من خلال سفره الطويل، وبحثه عن المال
              لستُ أدري ربيعنا ،لمَ حاولت هنا أن أظهر أنّ بعض الخيانات لايوجد ما يبرّرها،إلاّ الطّبع نفسه والاستعداد..
              فعلى الجانب الحياتيّ توجد أيضاً بعض هذه النماذجَ وبأساليب مختلفة ، وبحالات أخرى أيضاً ، وعلى درجات..
              حين تقدّم الحبّ والخير ، والعطاء ...ولا ينالك أحياناً إلاّ الجحود ، والغدر من أشخاص كنت تعتبرهم الأقرب إليك، وبلا مبرّر
              الأمر نسبيّ ..أستاذي ...وكما قلتَ لا يوجد اللون الأوحد ..
              ونصيحتك سوف أضعها في عيني ، وأغلق عليها جفني ..لأنها من قامةٍ لا تنثر إلاّ درراً ، وخيراً..
              أرأيت كم نحتاجك يا سيّد الكلمات !!!! لا حرمناك أبداً ..
              ومع أطيب أمنياتي ...إليك تحيّاتي ..

              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #8
                ـ بيان محمّد خير الدرع ـ
                نص باذخ بجماله مترف باكتماله .. أستاذتي الرائعة ..
                أما ما تفضل به أستاذي القدير ربيع عقب الباب .. فأنا أؤيده تماما .. فلقد أحسست أنه بات من المسلمات في مجتمعنا أن الرجل آلهة هبل أو بعل ولا يجوز المساس بقدره أبدا فهو منزه عن الأخطاء .. و عصي عن كل ما قد يدفع المرأة إلى الزلل صحيح أنا لا أبرر الخيانة هنا ! ولكنه قد يكون المساهم الأكبر في سقوطها في بئرها
                فإني نادرا ما قرأت سرد قصصي بصورة درامية ومأساوية عن خيانة رجل لإمرأة !
                هذا هو غسل العقول .. برمجونا هكذا ! الرجل معصوم .. المرأة يجب تحمل إسقاطات الخلل النفسي و البيئي للرجل ..
                أعذريني حبيبتي فهذا زمن الإنعتاق من الظلم و هذا برأي أقسى وأبشع أنواع الظلم .. إلا اللهم إذا الضحية أدمنت الجلاد
                ولكن بعيدا عن هذه الفكرة و نقيضها .. والله كنص أدبي من أجمل ما كتبت بلغته الفخمة و سرده حفظك الله يا عمري إنت ..
                بيان محمد خير الدرع

                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • إيمان الدرع
                  نائب ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3576

                  #9
                  هه أهكذا يابيان !!! تنحازين لأستاذ الأساتذة ربيع ...وتنسين أختك حبيبتك ..!!!!
                  لا أستعجب الأمر حبيبتي ..
                  منذ طفولتك تمتازين بهذه الرّوح المتمرّدة ،على نبذ كلّ الأسمال البالية ،التي استوطنت أعتاب قلوبنا ..
                  وعشّشتْ كخيوط العنكبوت ،على دهاليز عقولنا ..
                  وكم كانت تستفزّك عقلانيتي الهادئة أثناء نقاشاتنا ..فلا تقنعك ، برغم محبتك ، وتعلّقك بي ، لأبعد مدى ..
                  أنا معك في كلّ ما أشرتِ إليه ، وخاصة عندما انطلقتْ صيحات الكرامة، والحريّة من معاقلها..وهبّت كا لمارد..
                  ولكني أوضحت وجهتي نظري للأستاذ الغالي / ربيعنا / ..
                  ترقّبي نصّاً جديداً ...في رؤيةٍ تحبينها ..وسوف يباركها أستاذنا ربيع ..بحول الله ..
                  بانتظارك بيان ..أطلتِ الغيبة حبيبة قلبي ..تسلمي لي..أراكِ بخيرٍ

                  تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                  تعليق

                  • إيمان الدرع
                    نائب ملتقى القصة
                    • 09-02-2010
                    • 3576

                    #10
                    ـ ربيع عقب الباب ـ
                    رائعة إيمان
                    هنا جعلتينى أردد رحمة الله عليها و بحزن حقيقي
                    هنا جعلت منها إنسانة أخطأت نعم .. لكنها إنسانة من لحم و دم !!
                    أشكرك إيمان على روحك الرائعة !!

                    كلمة واحدة ليس لها وجود هنا ( فقير ) لأنك جسدتيها فيما بعد !!

                    مبارك لنا هذا النص

                    ليلتك سعيدة
                    خالص امتناني ومحبتي
                    ربيع عقب الباب

                    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                    تعليق

                    • إيمان الدرع
                      نائب ملتقى القصة
                      • 09-02-2010
                      • 3576

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                      رائعة إيمان
                      هنا جعلتينى أردد رحمة الله عليها و بحزن حقيقي
                      هنا جعلت منها إنسانة أخطأت نعم .. لكنها إنسانة من لحم و دم !!
                      أشكرك إيمان على روحك الرائعة !!

                      كلمة واحدة ليس لها وجود هنا ( فقير ) لأنك جسدتيها فيما بعد !!

                      مبارك لنا هذا النص

                      ليلتك سعيدة
                      خالص امتناني ومحبتي
                      ربيع عقب الباب
                      ولأنّك باركتَ النصّ أستاذي ربيع::
                      فلقد رأيتُ أن أضيفه إلى مشاركاتي السابقة ..
                      بل وإلى مجموعتي القصصيّة الرّابعة ، التي أعدّها الآن ..
                      بعد أن أجريت عليه التعديل الذي أشرتَ إليه ..
                      فأنا أثق بخبرتك ، لأنّها من عمر السّنين ..
                      أرأيت كم يلزمنا تشجيعك ... وتوجيهاتك ،لنسير قدماً بشجاعةٍ ، وجسارةٍ !!!؟؟
                      ألف شكرٍ لك أستاذي

                      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                      تعليق

                      • فايزشناني
                        عضو الملتقى
                        • 29-09-2010
                        • 4795

                        #12

                        الخيانة يا أختي إيمان لا صرف لها ولا في أي معجم كان
                        أما القتل فهناك من يستسهله في مثل هذه الحالات ولكنه بالمطلق مرفوض
                        في موروثنا الشعبي حكايات كثيرة عن الخيانة الزوجية
                        كما عاصر بعضنا قصصاً مشابهة والقتل كان رد الفعل على ذلك ( في أغلبه )
                        طبعاً سرقة حلمها وحبها الأول لا يبرر لها إطلاقاً الخيانة
                        وخاصة بعد أن صارت في بيت رجل آخر .... وعلى ما يبدو كان يحبها
                        لو عملنا إحصاء ما حول الزواج من الحب الأول لرأينا أن الغالبية العظمى
                        من حالات الحب الأول لم تنته بزواج ..... والزواج قسمة ونصيب
                        هناك الآن في أوروبا من يطالب بالسماح بالخيانات الزوجية دون عقاب
                        وفي بلدان قريبة منا الخيانة الزوجية باتت مألوفة ويتم الحديث عنها في الصالونات
                        الاجتماعية والسهرات الخاصة
                        أما في الختام لا بد أن أشيد بلغتك الجميلة
                        واقترابك قليلاً من مفردات كان يتطلبها النص
                        وهي سمة الكتاب الملتزمين الذين يوظفون الكلمة بإيجابية وفي محلها تماماً
                        أحييك من كل قلبي وأدعو لك بدوام العطاء والنجاح
                        هيهات منا الهزيمة
                        قررنا ألا نخاف
                        تعيش وتسلم يا وطني​

                        تعليق

                        • ريما ريماوي
                          عضو الملتقى
                          • 07-05-2011
                          • 8501

                          #13
                          وأنا أقرأ هذه القصة كنت أعلم انني قرأتها مسبقا, دون ان يتسن لي أن أرد عليها,
                          وكم سررت اليوم بمطالعتها مرة اخرى.أنا سعيدة لأنك عدت فنزلتيها بشكل مستقل
                          من جديد, وفي هذه القص بالذات تجلت عظمة ابداعك أستاذتي الرائعة العزيزة,
                          في البداية كنت مع الزوج القاتل فما أصعب الخيانة, ولكن عدما قرأت ردها عليه
                          صرت معها, فما أصعب إحساسها, وهو يعاملها كمصدر لمتعته, دون اكتراث بها
                          وبأحاسيسها ومشاعرها, وهذ دليل قوة الحبكة, والمنطقية في السرد,
                          أسرتينا برائعتك, مودتي وتقديري.
                          أحلى تحياتي.
                          التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 14-07-2011, 12:35.


                          أنين ناي
                          يبث الحنين لأصله
                          غصن مورّق صغير.

                          تعليق

                          • إيمان عامر
                            أديب وكاتب
                            • 03-05-2008
                            • 1087

                            #14
                            عندما تكتبين أستاذتي فيكون الإ بداع عنوانك

                            هل كانت تبرر الخيانة !! باعت نفسها وتركت الحب خلف أسوارها
                            الحب أما المال من كان عليه أن يصمد أكثر ........

                            أحكمت النص باقتدار دائما نرتشف منك الإبداع
                            دمت بخير حبيبتي الغالية ودائماً في تألق مستمر
                            لك حبي وأرق تحياتي

                            "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

                            تعليق

                            • إيمان الدرع
                              نائب ملتقى القصة
                              • 09-02-2010
                              • 3576

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
                              الخيانة يا أختي إيمان لا صرف لها ولا في أي معجم كان
                              أما القتل فهناك من يستسهله في مثل هذه الحالات ولكنه بالمطلق مرفوض
                              في موروثنا الشعبي حكايات كثيرة عن الخيانة الزوجية
                              كما عاصر بعضنا قصصاً مشابهة والقتل كان رد الفعل على ذلك ( في أغلبه )
                              طبعاً سرقة حلمها وحبها الأول لا يبرر لها إطلاقاً الخيانة
                              وخاصة بعد أن صارت في بيت رجل آخر .... وعلى ما يبدو كان يحبها
                              لو عملنا إحصاء ما حول الزواج من الحب الأول لرأينا أن الغالبية العظمى
                              من حالات الحب الأول لم تنته بزواج ..... والزواج قسمة ونصيب
                              هناك الآن في أوروبا من يطالب بالسماح بالخيانات الزوجية دون عقاب
                              وفي بلدان قريبة منا الخيانة الزوجية باتت مألوفة ويتم الحديث عنها في الصالونات
                              الاجتماعية والسهرات الخاصة
                              أما في الختام لا بد أن أشيد بلغتك الجميلة
                              واقترابك قليلاً من مفردات كان يتطلبها النص
                              وهي سمة الكتاب الملتزمين الذين يوظفون الكلمة بإيجابية وفي محلها تماماً
                              أحييك من كل قلبي وأدعو لك بدوام العطاء والنجاح
                              أخي الغالي فايز :
                              كلّ ما ذهبت إليه في مداخلتك هو موضع احترامٍ ، وتقديرٍ ، وفي مكانه ..
                              لقد رصدت الأمر في منطقةٍ محايدةٍ ...
                              رغم أنّي أكره الخيانة ..وأعتبرها النقطة السّوداء في جبين البشريّة ..
                              وتلوّث يستبيح طهرها ، دون أن يزول ..
                              أشكر لك طيب كلماتك ، ورأيك الذي أفخر به ..حول النصّ ..
                              لا حُرمتك أديبنا الرّائع ..
                              ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ..

                              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                              تعليق

                              يعمل...
                              X