بيني وبيني
خرجتُ وحدي أبتدع الطريق َ من الطريق ، قلتُ لفينيقٍ صغيرٍ على كتفي:
تعبتُ من لقمةِ العيش ، زادني وهج الحياةِ اشتعالاً كلما أردتُ أن أموت،وزادني ظلاماً هذا الطينُ المبلّلُ كلما أردت الحياة ، كيف لا؟! والحياة انبثقت من العدم بين كافٍ ونون ، والموت لا يزال يتربّص بفرائسَ من لحمٍ وطين ، كم من الموت سيحتاج انتصاري ، كي أحيا حيواتي الجديدة كلَّ يوم ؟!كم من الهزيمة سيحتاج انفلاتي كي أعلم قيمة العيش؟!كي أكتب القصيدة لن أعلم كمّ مرةً سأموت.
تعبت أيها الفينيق ، من برزح الحكمةِ والجنون ، أقول ما أريدُ حين أنصتُ لصمتي ، وأقول ما يريدون حين ينصتُ الآخرون ، بيني وبين ملامحي لا فراغ للحلول ، (( وأنا لست لي)) ولا للآخرين ، أبحث بين الفراغات عن امتلاءٍ موهوم ، وتبحث فيّ الفراغات عن امتلاءٍ موهوم ، فأكتب فقط عندما يلتقيان ، الوهم والحقيقة ، لا لأقول نصف الحقيقة بل لأتعلم نصفها الآخر : الجنون .
تعبت أيها الفينيقُ ، من عشقي الكثير ، كلما غنيتُ بكيتُ ،وقلت للعصافيرِ شاركيني في البكاء ، أخجل من كثرة الوحدة ، والعشقُ يخجل من كثرة المنشدين ، ودموعي احتراقي ، ليست كدموعك الشفاء ، كلما بكيت أرضي قالت لي الغربة: ((هل من مزيد ؟ )) ، كلما بكيت الحبيبة ، قالت لي الدموعُ : ((هل من مزيد ؟ )) ،كلما بكيت الأهل والأحباب قالوا جميعاً : ((هل من مزيد ؟ )) , كلما بكيت نفسي ، قالت من بعيد : لا تقترب كثيراً ، أسمِعني من هناك ، غناءك الحزين .
تعبت أيها الفينيق ، من ضجةِ الهدوءِ فيّ ، ومن زحاميَ في الآخرين ، يعبرون جميعاً كعمامة المتصوفة ، دوائر خلف الدوائر لا بداية ولا نهاية ، تخلو الطبيعةُ من خطوطٍ من مستقية ، عائدين لو ذهبوا ، ذاهبين لو عادوا ، (والمتوازيان يلتقيان) أو ينفصلان لا فرق عند تخوم الدائرة .
تعبت من الجمال ، يأتي صدفةً فيهرب القبيح الكثير، ويذهبُ صدفةً فيأتي القبيحُ أكثر.
تعبت من الزمان ، مهما هرمنا يبقى دائماً طفلاً صغير.
تعبت من المكان ، كلما ابتعدنا يبقى دائماً قريب.
تعبت منّي ، لا أتقن إلا المسير.
تعبت من كثرةِ التعب ، يأتي دائماً كلما أردت المسير.
هيثم الريماوي
خرجتُ وحدي أبتدع الطريق َ من الطريق ، قلتُ لفينيقٍ صغيرٍ على كتفي:
تعبتُ من لقمةِ العيش ، زادني وهج الحياةِ اشتعالاً كلما أردتُ أن أموت،وزادني ظلاماً هذا الطينُ المبلّلُ كلما أردت الحياة ، كيف لا؟! والحياة انبثقت من العدم بين كافٍ ونون ، والموت لا يزال يتربّص بفرائسَ من لحمٍ وطين ، كم من الموت سيحتاج انتصاري ، كي أحيا حيواتي الجديدة كلَّ يوم ؟!كم من الهزيمة سيحتاج انفلاتي كي أعلم قيمة العيش؟!كي أكتب القصيدة لن أعلم كمّ مرةً سأموت.
تعبت أيها الفينيق ، من برزح الحكمةِ والجنون ، أقول ما أريدُ حين أنصتُ لصمتي ، وأقول ما يريدون حين ينصتُ الآخرون ، بيني وبين ملامحي لا فراغ للحلول ، (( وأنا لست لي)) ولا للآخرين ، أبحث بين الفراغات عن امتلاءٍ موهوم ، وتبحث فيّ الفراغات عن امتلاءٍ موهوم ، فأكتب فقط عندما يلتقيان ، الوهم والحقيقة ، لا لأقول نصف الحقيقة بل لأتعلم نصفها الآخر : الجنون .
تعبت أيها الفينيقُ ، من عشقي الكثير ، كلما غنيتُ بكيتُ ،وقلت للعصافيرِ شاركيني في البكاء ، أخجل من كثرة الوحدة ، والعشقُ يخجل من كثرة المنشدين ، ودموعي احتراقي ، ليست كدموعك الشفاء ، كلما بكيت أرضي قالت لي الغربة: ((هل من مزيد ؟ )) ، كلما بكيت الحبيبة ، قالت لي الدموعُ : ((هل من مزيد ؟ )) ،كلما بكيت الأهل والأحباب قالوا جميعاً : ((هل من مزيد ؟ )) , كلما بكيت نفسي ، قالت من بعيد : لا تقترب كثيراً ، أسمِعني من هناك ، غناءك الحزين .
تعبت أيها الفينيق ، من ضجةِ الهدوءِ فيّ ، ومن زحاميَ في الآخرين ، يعبرون جميعاً كعمامة المتصوفة ، دوائر خلف الدوائر لا بداية ولا نهاية ، تخلو الطبيعةُ من خطوطٍ من مستقية ، عائدين لو ذهبوا ، ذاهبين لو عادوا ، (والمتوازيان يلتقيان) أو ينفصلان لا فرق عند تخوم الدائرة .
تعبت من الجمال ، يأتي صدفةً فيهرب القبيح الكثير، ويذهبُ صدفةً فيأتي القبيحُ أكثر.
تعبت من الزمان ، مهما هرمنا يبقى دائماً طفلاً صغير.
تعبت من المكان ، كلما ابتعدنا يبقى دائماً قريب.
تعبت منّي ، لا أتقن إلا المسير.
تعبت من كثرةِ التعب ، يأتي دائماً كلما أردت المسير.
هيثم الريماوي
تعليق