حين رجعت من شغب النهار
دفعتني يد التعب ..طرحتني
شنقت يقظتي من عنقها
و ألقت بي ميتا
إلا من ريح الأنفاس....
امتطيت قطار السبات
حطني في مدن النوم البعيدة...
حاصرتني أشباح
قطعت عصا من زيتونة نومي
أطردت الجميع من حلمي
لم أبقي
سوى أشباح مدينتي و طيف أمي ....
جلست على صخرة في خريف الحقل
لمحت في الفضاء البعيد طير و غيمة
كانت الغيمة دامعة في ثوبها السوداء
و كان الطير يمارس على نخب حزنها الغناء...
كانت السماء تحاول كسر
جرة مائها على رأس أرضنا
وأنا أحترف النشوة تحتها....
السحاب
يدوي..... يرعب الكون
نحلة تهدد بطنينها زهرة...
كان الغيم في أول البكاء
و أمي
في آخر الدعاء..
تصنع من الوقت ألفة
و تعجن الحديث حلوى
وكنت أرمم برأسي فكرة الرحيل
كانت تشدني بخيوط دمعها ...
و تربطني إلى ركنها
و كنت أراني أرى
الجداول إذا إنحبست تكدرت
و الموت دون الأمنيات:
كموت الشاة....
فجأة تحشرجت حنجرة الطريق
وصلتني اليقظة من البارحة
سرت في حلم النهار بعينين مفتوحتين
إلى مصير آخر...و حلم أبعد
تعليق