خُـرافةُ المَنفى / بلال عبد الناصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بلال عبد الناصر
    أديب وكاتب
    • 22-10-2008
    • 2076

    خُـرافةُ المَنفى / بلال عبد الناصر


    تَلاشتْ بـمِيناء الوَهمِ أحلامي
    بـعَتمَةِ الفَرغِ المُنْتَشرِ بـتَفاصيلِ

    انتظاري , حَيثُ السَماءُ بلا لونٍ
    و الأرضُ بلا تُرابٍ ! و المَكانُ
    يَسودهُ الصَمتُ و ضَبابُ الألمِ


    مَدخَل...

    الحَاضرُ فعلُ أمرٍ جَازم مُتَصلٌ بـما حَدث فــي مَنفى هواكِ !


    كُنتُ يَوماً مُختَلفاً عـن ما أنا عَليهِ الآن , فَقد كَنتْ البَسمةُ تَلمَعُ بـوجهي و الأملُ يَلفَحُ صَدري , و الحلمُ يَكبرُ داخِلَ قَلبي و أنتِ و الوطنُ و الشـوقُ مَعاً


    ماذا أصَابني بـعدَ نِصفِ الطَريق !

    لا فَرقَ بـين البَقاءِ هُنا أو الرَحيل , فلا الطَرقُ التي كانتْ تُنيرُ قَلبي ظَلتْ ولا المَصابيحُ التي كانتْ تُشاركني حُزنَ الـشوقِ بَقتْ ! أضحَيتُ واحيداً في غُربةِ العُمرِ الـطَويل , جَميعُ أمالي مُحطمةَ بـمآسي النَحيب... و أحلامي مُهترئةٌ ما بَين خُيوطِ أمَلٍ مُحترقةٍ , و دُخانِ الهَجرِ و الصَقيع !


    ماذا بَقى فـي بَوحِ القَلمِ !؟

    أوراقٌ بَيضاءٌ أتلاعبُ بــها كَما أريدُ و أرسمُ على طُرقاتها ما أحبْ ... أسرقُ مَرةً مِن السَماءِ غَيمةً و أسطرها في فَراغِ الـقَلبِ, و أخرى أضعها في مُنعطَفاتِ الحلمِ , ذات أمَلٍ أشعلُ شُموعَ اللقاءِ تــاريخاً ماضياً , و أعيدُ إحياءَ طَيفكِ الــراحل عَني و أرحل مَعهُ حَيثُ الوطنْ , و لـــكنْ ! أستيقظُ من أوهامي لـأرسُمَ ما بَقى مِنكِ حُزناً في القَلبِ !


    أيناكَ يا آنا مِني ! ؟

    سـقطتُ بـجُحرِ الغُربةِ و الوحدة يَلوكُها الصَمت و يَمضُغُها الفَراغ و الوقت يــَمضي على عَجل ,[ لـحظةُ تَساؤلٍ إلى أينَ أنا أمضي ؟],إلى مَتى و الغُربةُ مَعاً ألم يـأتي بَعد مَوعدُ الخروجِ مِن إطارِ هذا المَلل و الإنعزال !

    أستيقظ يا آنا , لــقد آن الرجوعَ إلى الوَطن و الخروجَ من دوائر الصَمتْ و الــوحدة ! ...


    هَوامش غُربة !

    التَجربةُ أمرٌ شائك أحياناً بـمُقتضى الألم الذي يتلاحقُ تِباعاً في القَلبْ , يــتركُ تأثيراً غَريباً و مُحبطاً على الروح , و الجنون يَضربُ العقل بـشدة حَتى النَوم يُصبحُ نَوعاً مِن الهذيان اليومي ... في مُكعَبات البوح الــذي يَبقى وحدهُ وفياً للورق ! و للقلم ...


    الغُربة و الحبُ لا أعلمُ كـيف إرتبطا في القَلبِ ... ولكنهما ! كـ القَمر و الشَمسِ لا يَجتمعان سوى في الكسوف ! كـ و جَعِ القَلبِ عــندما يَلطمهُ الفراق و الغُربةِ معاً !


    للــحظةِ الأخيرة !

    مازلتُ أنبضُ بالحَنين , و الذكرياتُ مَدارٌ تَحومُ في فلكِ فكري !

    ولكن يَضربُني سؤالٌ لم أجد له جواب سوى الصَمتْ ...

    هَل حَقاً نَستطيع الخروجْ من دَوامةِ اللا جواب عــندَما يَرتبطُ ذلك المُستفهم بــ الوطنِ و بــها ... فَقد كانتْ يَوماً تُشبهُ الوطنْ ... و كُنتُ يَوماً أكتبُ الخُرافة !


    أغلق البَاب ...

    لا تُلاحقي المَاضي عــندما يُسامركِ بـنجُمه , ولا تُحاولي العَبث بـذاكرتي !

    فَقد أقسمتُ على وَضعِ أجوبة اللاجواب !... و إحدها ... أنتِ إنتهيتِ

    و الوطنُ مَنفى لا ألقاكِ فــيه !
    التعديل الأخير تم بواسطة منجية بن صالح; الساعة 18-07-2011, 15:54.
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #2



    يتماهى الوطن مع الحبيبة و الإنسان و الغربة هي حيرة وجودية تستولي على الفكر

    و تجعلنا أمامها كطفل فقد أمه في زحمة الحياة التي تضرجنا وجعا
    على ما فات و خوفا مما هو آت
    تنسل منا الذكريات لتترك مكانها فراغا يحتوينا لننهل من الحيرة فراغا و من الفراغ حيرة

    شكر و تحية على هذه الخاطرة الراقية

    تعليق

    • شيماءعبدالله
      أديب وكاتب
      • 06-08-2010
      • 7583

      #3
      لأن الهزيمة أتت من كثرة الخبط على الرأس
      ولكن لابد التشبث بالأمل
      ستصحو الآمال يوما ومعها الأحلام من غفوتها لتتحقق
      وإن لم يكن بأيدينا ربما مع الجيل القادم أو الذي يليه
      نعانق الأماني لابد أن يأتي اليوم الذي يزيح عنا الهنات المسكونة فينا
      خاطرة مميزة بحق ولنا أن نمكث فيها مرارا وتكرارا
      دمت وهذا الألق والعطاء المورق
      تحيتي وتقديري

      تعليق

      • عبد الله راتب نفاخ
        أديب
        • 23-07-2010
        • 1173

        #4
        و نصك يحمل في فيافيه كثيراً من الروعة ..
        تطيل الغياب لكنك تعود باللآلئ و الدرر ..
        أيها الغالي لك انحناءة و تقدير
        الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ

        [align=left]إمام الأدب العربي
        مصطفى صادق الرافعي[/align]

        تعليق

        • أمريل حسن
          عضو أساسي
          • 19-04-2011
          • 605

          #5
          نعم المنفى ذاك الأفق المليء بالضباب الكثيف...فاصبحت اللغة هي العبر الوحيد..والكلمات أضحت طريقا وجسرا وربما مكان إقامة...علها اللغة تجمع شظايا المكان ولحظات عبرت تلك المسافات البعيدة....أخ بلال خاطرة فيها عمق من التفكير الجميل...أسعدك الله وبارك فيك...
          [IMG]http://www.uparab.com/files/xT4T365ofiH2sNbq.jpg[/IMG]

          تعليق

          • د. محمد أحمد الأسطل
            عضو الملتقى
            • 20-09-2010
            • 3741

            #6
            نحدق في الهشاشة لينتصر الصدى على ملامح الريح
            ربما نصاب بوعكة وقت ثقيل لكننا سنجيء من عمق الظلال
            يوما سيتركنا الإختصار لنربي الهواء في أكفنا الخضراء
            كل هذه النراجس السحرية لك
            وأنا أترك على الشرفة وردة بيضاء لك
            تقديري وكل شيء متاح لصاحب الحرف الجميل
            أترك ودي ينمو هنا
            قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
            موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
            موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
            Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

            تعليق

            • فايزشناني
              عضو الملتقى
              • 29-09-2010
              • 4795

              #7


              ستبقى تطاردك الأسئلة
              المنفى نحن عندما يضيع الوطن ووجه الحبيبة
              لابد من إكمال الطريق والفوز ما أمكن بصباحات جميلة
              تتسرب منها رائحة الوطن المعتق بالريحان والطيون والدحنون
              أخي العزيز بلال أجدك حائراً
              لكن قلمك مازال يملك البوح الشفيف
              حقاً الغربة قاتلة
              تحية تليق بروحك الطيبة
              هيهات منا الهزيمة
              قررنا ألا نخاف
              تعيش وتسلم يا وطني​

              تعليق

              • مالكة حبرشيد
                رئيس ملتقى فرعي
                • 28-03-2011
                • 4544

                #8
                الغُربة و الحبُ لا أعلمُ كـيف إرتبطا في القَلبِ ... ولكنهما ! كـ القَمر و الشَمسِ لا يَجتمعان سوى في الكسوف ! كـ و جَعِ القَلبِ عــندما يَلطمهُ الفراق و الغُربةِ معاً !

                للــحظةِ الأخيرة !

                مازلتُ أنبضُ بالحَنين , و الذكرياتُ مَدارٌ تَحومُ في فلكِ فكري !

                ولكن يَضربُني سؤالٌ لم أجد له جواب سوى الصَمتْ ...

                هَل حَقاً نَستطيع الخروجْ من دَوامةِ اللا جواب عــندَما يَرتبطُ ذلك المُستفهم بــ الوطنِ و بــها ... فَقد كانتْ يَوماً تُشبهُ الوطنْ ... و كُنتُ يَوماً أكتبُ الخُرافة !

                تشكلنا الغربة كما تشاء
                وقت ما تشاء
                نصبح بيادق على رقعة الارض
                تحركنا أصابع الزمن
                قد يتدخل الحب
                في جغرافية الوطن
                يمنحنا شيئا من الهذيان
                لنغير مجرى عقارب الوقت

                جميل هذا البوح بوطنه ...بحبيبته
                بوحدته صمته وغربته
                استمتعت جدا وكثيرا
                شكرا أستاذ بلال
                مودتي وكل التقدير

                تعليق

                • بلال عبد الناصر
                  أديب وكاتب
                  • 22-10-2008
                  • 2076

                  #9
                  الأستاذة منجية ...

                  أنرتِ متصفحي , شــكراً من القَلب على جَمال المرور ..

                  تقديري لـشخصكِ الكريم ..

                  تعليق

                  • د.نجلاء نصير
                    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                    • 16-07-2010
                    • 4931

                    #10
                    ما أوع كلماتك المضمخة بعبير الألم
                    كاما حاولنا الهروب من يم الذكريات
                    نجد أجنحنتا لا تقو على التحليق في سماء النسيان
                    تحية تليق بك
                    ننتظر جديدك دائما
                    sigpic

                    تعليق

                    • بلال عبد الناصر
                      أديب وكاتب
                      • 22-10-2008
                      • 2076

                      #11
                      شــيماء , الفاضلة
                      تــشرفتُ بمروركِ

                      تحية , و تَقدير

                      و شــكراً

                      تعليق

                      • بلال عبد الناصر
                        أديب وكاتب
                        • 22-10-2008
                        • 2076

                        #12
                        أخي عـبد الله

                        أشكركَ مروركَ القَيم ..
                        كُل التَقدير

                        و كُل عام و أنتَ بـخَير

                        تعليق

                        • بلال عبد الناصر
                          أديب وكاتب
                          • 22-10-2008
                          • 2076

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة أمريل حسن مشاهدة المشاركة
                          نعم المنفى ذاك الأفق المليء بالضباب الكثيف...فاصبحت اللغة هي العبر الوحيد..والكلمات أضحت طريقا وجسرا وربما مكان إقامة...علها اللغة تجمع شظايا المكان ولحظات عبرت تلك المسافات البعيدة....أخ بلال خاطرة فيها عمق من التفكير الجميل...أسعدك الله وبارك فيك...
                          أمريل حسن الفاضلة

                          شكراً لكِ و لمروركِ الأنيق
                          كل التقدير .

                          تعليق

                          • آمال محمد
                            رئيس ملتقى قصيدة النثر
                            • 19-08-2011
                            • 4507

                            #14

                            نبض عذب صادق
                            يتلحف الورق بماء الورد ساكبا ألم الغربة ببحر من الولع
                            هي والوطن والقلب بينهما حائرا ملتاعا
                            يكتب الفيض ويستزيد

                            نص يستحق القراءة

                            تقديري

                            تعليق

                            • بلال عبد الناصر
                              أديب وكاتب
                              • 22-10-2008
                              • 2076

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة د. محمد أحمد الأسطل مشاهدة المشاركة
                              نحدق في الهشاشة لينتصر الصدى على ملامح الريح
                              ربما نصاب بوعكة وقت ثقيل لكننا سنجيء من عمق الظلال
                              يوما سيتركنا الإختصار لنربي الهواء في أكفنا الخضراء
                              كل هذه النراجس السحرية لك
                              وأنا أترك على الشرفة وردة بيضاء لك
                              تقديري وكل شيء متاح لصاحب الحرف الجميل
                              أترك ودي ينمو هنا
                              أستاذي محمدْ
                              أعتذر عن التأخر في الردْ
                              و أشكرك جداً على لطف مروركَ هنا .

                              كل التقدير يا طيبْ

                              تحيتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X