>> محاكمة رئيس << والرئيس هواري بومدين الليلة الثلاثاء في الصالون الفكري 1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ماجى نور الدين
    مستشار أدبي
    • 05-11-2008
    • 6691

    >> محاكمة رئيس << والرئيس هواري بومدين الليلة الثلاثاء في الصالون الفكري 1


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يسعدني التنويه عن سهرة الصالون الفكري رقم 1 في تمام الحادية عشرة مساء

    بتوقيت القاهرة إن شاء الله ...

    وحلقة جديدة من... " محاكمــــــة رئيــــــــس "

    ورئيس الليلة هو الرئيس الجزائري الراحل :




    >> هواري بومدين <<

    أو

    محمد إبراهيم بوخروبة

    وهو ثاني رئيس جزائري بعد الاستقلال

    محاور المحاكمة :

    1) سياسته الداخلية وإصلاحاته الداخلية والتنموية

    2) سياسته الخارجية ومواقفه العربية والعالمية

    3) مواقفه في بعض القضايا التي كانت مطروحة وقتئذ ..









    كما يسعدني أن يكون معنا نجم الحوار السياسي الأستاذ المفكر والباحث السياسي

    يســــــــري راغـــــــــــب

    ننتظركم وحلقة شيقة مع هيئة المحكمة الموقرة ونخبة الفكر في الصالون الفكري 1

    تقديري واحترامي













    ماجي
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    عزيزتي ماجي..
    معجبة أنا بكل ما تقومين به و يبهرني نشاطك في الصالون الفكري..و في الملتقى.
    لكن عندي تحفّظ على كلمة محاكمة ..التي فيها معنى الذنب و الخطأ ..
    و الرئيس بومدين رحمه الله بعيد عن ذلك.
    ثم أرجو تصحيح الإسم ..بومدين و ليس بوميدين ..
    تحيتي و تقديري لك أختاه .
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • ماجى نور الدين
      مستشار أدبي
      • 05-11-2008
      • 6691

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
      عزيزتي ماجي..
      المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
      معجبة أنا بكل ما تقومين به و يبهرني نشاطك في الصالون الفكري..و في الملتقى.
      لكن عندي تحفّظ على كلمة محاكمة ..التي فيها معنى الذنب و الخطأ ..
      و الرئيس بومدين رحمه الله بعيد عن ذلك.
      ثم أرجو تصحيح الإسم ..بومدين و ليس بوميدين ..
      تحيتي و تقديري لك أختاه .


      مرحبا بالأستاذة الراقية آسيا

      المحاكمة ... نقصد منها بيان أعمال ومواقف كل رئيس

      وإن كان رئيسا قويا وله أياد بيضاء ، فإنه يأخذ حقه بتسليط الضوء على مجمل

      مواقفه وسياساته من خلال المحاكمة وأيضا إظهار جوانب سلبية قد تكون بسيطة

      فـ لا أحد معصوم من الخطأ كما تعلمين ، وأعتذر عن الياء الزائدة بسبب الاستعجال

      في محاولة كتابة الموضوع والخروج السريع من المنزل ..

      شكرا سيدتي الرائعة وننتظر حضورك للمشاركة في سهرة الليلة

      محبتي وأكثر










      ماجي

      تعليق

      • يسري راغب
        أديب وكاتب
        • 22-07-2008
        • 6247

        #4
        الاديبة والكاتبة الاعلامية
        الاستاذة ماجي الفاضلة
        تحياتي وتقديري
        مقدمة رائعه للحديث عن ابو الثوار العرب
        وفرصة للحديث عن اقوى ثورة عربية ضد الاحتلال الاستيطاني الاجنبي في التاريخ العربي المعاصر
        فرصة لكي نعتلي صهوة جواد رابح لكي يكون مدرسة لكل الثائرين ضد المستعمرين
        ولكي نفهم من هو هواري بومدين
        الثائر
        الرئيس
        الزعيم
        لابد من اطلالة تاريخية على الثورة الجزائرية اعوام 1954-1962م
        وبالتأكيد هناك اطلالة على السيرة الذاتية للزعيم الثائر هواري بومدين
        ففي التاريخ العربي المعاصر
        ثلاث ثورات شهدت تحولات تاريخية هي
        ثورة يوليو المصرية الناصرية عام 1952م
        الثورة الجزائرية بقيادة جبهة التحرير
        الثورة الفلسطينية بتأييد جزائري ناصري
        هل تكون لها صورة او خريطة للطريق تهدي الثوار الان عام 2011م
        هذا ما نريد الوصول اليه
        وهذا هو ما نقصده من محاكمة زعيم وثائر لتمجيده وتبيان مميزاته
        مع كامل احترامي ومودتي وكل التقدير

        تعليق

        • يسري راغب
          أديب وكاتب
          • 22-07-2008
          • 6247

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          نداء إلى الشعب الجزائري
          هذا هو نص أول نداء وجهته الكتابة العامة لجبهة التحرير الوطني إلى الشعب الجزائري في أول نوفمبر1954

          أيها الشعب الجزائري،
          أيها المناضلون من أجل القضية الوطنية،
          أنتم الذين ستصدرون حكمكم بشأننا ـ نعني الشعب بصفة عامة، و المناضلون بصفة خاصة ـ
          نُعلمُكم أن غرضنا من نشر هذا الإعلان هو أن نوضح لكُم الأسْباَبَ العَميقة التي دفعتنا إلى العمل ، بأن نوضح لكم مشروعنا و الهدف من عملنا، و مقومات وجهة نظرنا الأساسية التي دفعتنا إلى الاستقلال الوطني في إطار الشمال الإفريقي، ورغبتنا أيضا هو أن نجنبكم الالتباس الذي يمكن أن توقعكم فيه الإمبريالية وعملاؤها الإداريون و بعض محترفي السياسة الانتهازية.
          فنحن نعتبر قبل كل شيء أن الحركة الوطنية ـ بعد مراحل من الكفاح ـ قد أدركت مرحلة التحقيق النهائية. فإذا كان هدف أي حركة ثورية ـ في الواقع ـ هو خلق جميع الظروف الثورية للقيام بعملية تحريرية، فإننا نعتبر الشعب الجزائري في أوضاعه الداخلية متحدا حول قضية الاستقلال والعمل ، أما في الأوضاع الخارجية فإن الانفراج الدولي مناسب لتسوية بعض المشاكل الثانوية التي من بينها قضيتنا التي تجد سندها الديبلوماسي و خاصة من طرف إخواننا العرب و المسلمين.
          إن أحداث المغرب و تونس لها دلالتها في هذا الصدد، فهي تمثل بعمق مراحل الكفاح التحرري في شمال أفريقيا. ومما يلاحظ في هذا الميدان أننا منذ مدة طويلة أول الداعين إلى الوحدة في العمل. هذه الوحدة التي لم يتح لها مع الأسف التحقيق أبدا بين الأقطار الثلاثة.
          إن كل واحد منها اندفع اليوم في هذا السبيل، أما نحن الذين بقينا في مؤخرة الركب أمام هذه الوضعية التي يخشى أن يصبح علاجها مستحيلا، رأت مجموعة من الشباب المسؤولين المناضلين الواعين التي جمعت حولها أغلب العناصر التي لا تزال سليمة و مصممة، أن الوقت قد حان لإخراج الحركة الوطنية من المأزق الذي أوقعها فيه صراع الأشخاص و التأثيرات لدفعها إلى المعركة الحقيقية الثورية إلى جانب إخواننا المغاربة و التونسيين.
          وبهذا الصدد، فإننا نوضح بأننا مستقلون عن الطرفين اللذين يتنازعان السلطة، إن حركتنا قد وضعت المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات التافهة و المغلوطة لقضية الأشخاص و السمعة، ولذلك فهي موجهة فقط ضد الاستعمار الذي هو العدو الوحيد الأعمى، الذي رفض أمام وسائل الكفاح السلمية أن يمنح أدنى حرية.
          ونظن أن هذه أسباب كافية لجعل حركتنا التجديدية تظهر تحت اسم :
          جبهة التحرير الوطني.
          وهكذا نستخلص من جميع التنازلات المحتملة، ونتيح الفرصة لجميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية، وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية أن تنضم إلى الكفاح التحرري دون أدنى اعتبار آخر.
          ولكي نبين بوضوح هدفنا فإننا نسطر فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامجنا السياسي.




          الهدف:الاستقلال الوطني بواسطة:
          • إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية.
          • احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني.
          الأهداف الداخلية:
          • التطهير السياسي بإعادة الحركة الوطنية إلى نهجها الحقيقي و القضاء على جميع مخلفات الفساد و روح الإصلاح التي كانت عاملا هاما في تخلفنا الحالي.
          • تجميع و تنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام الاستعماري.
          الأهداف الخارجية:
          • تدويل القضية الجزائرية
          • تحقيق وحدة شمال إفريقيا في داخل إطارها الطبيعي العربي و الإسلامي.
          • في إطار ميثاق الأمم المتحدة نؤكد عطفنا الفعال تجاه جميع الأمم التي تساند قضيتنا التحريرية.
          وسائل الكفاح


          انسجاما مع المبادئ الثورية، واعتبارا للأوضاع الداخلية و الخارجية، فإننا سنواصل الكفاح بجميع الوسائل حتى تحقيق هدفنا . إن جبهة التحرير الوطني ، لكي تحقق هدفها يجب عليها أن تنجز مهمتين أساسيتين في وقت واحد وهما: العمل الداخلي سواء في الميدان السياسي أو في ميدان العمل المحض، و العمل في الخارج لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعة في العالم كله، و ذلك بمساندة كل حلفائنا الطبيعيين . إن هذه مهمة شاقة ثقيلة العبء، و تتطلب كل القوى وتعبئة كل الموارد الوطنية، وحقيقة إن الكفاح سيكون طويلا ولكن النصر محقق.



          وفي الأخير، وتحاشيا للتأويلات الخاطئة و للتدليل على رغبتنا الحقيقة في السلم ، و تحديدا للخسائر البشرية و إراقة الدماء، فقد أعددنا للسلطات الفرنسية وثيقة مشرفة للمناقشة، إذا كانت هذه السلطات تحدوها النية الطيبة، و تعترف نهائيا للشعوب التي تستعمرها بحقها في تقرير مصيرها بنفسها.
          • الاعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية ورسمية، ملغية بذلك كل الأقاويل والقرارات والقوانين التي تجعل من الجزائر أرضا فرنسية رغم التاريخ و الجغرافيا و اللغة و الدين والعادات للشعب الجزائري.
          • فتح مفاوضات مع الممثلين المفوضين من طرف الشعب الجزائري على أسس الاعتراف بالسيادة الجزائرية وحدة لا تتجزأ.
          • خلق جو من الثقة وذلك بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ورفع الإجراءات الخاصة و إيقاف كل مطاردة ضد القوات المكافحة.
          وفي المقابل:
          • فإن المصالح الفرنسية، ثقافية كانت أو اقتصادية والمحصل عليها بنزاهة، ستحترم وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص والعائلات.
          • جميع الفرنسيين الذين يرغبون في البقاء بالجزائر يكون لهم الاختيار بين جنسيتهم الأصلية ويعتبرون بذلك كأجانب تجاه القوانين السارية أو يختارون الجنسية الجزائرية وفي هذه الحالة يعتبرون كجزائريين بما لهم من حقوق و ما عليهم من واجبات.
          • تحدد الروابط بين فرنسا و الجزائر و تكون موضوع اتفاق بين القوتين الاثنتين على أساس المساواة و الاحترام المتبادل.
          أيها الجزائري،


          إننا ندعوك لتبارك هذه الوثيقة، وواجبك هو أن تنضم لإنقاذ بلدنا و العمل على أن نسترجع له حريته، إن جبهة التحرير الوطني هي جبهتك، وانتصارها هو انتصارك.

          أما نحن، العازمون على مواصلة الكفاح، الواثقون من مشاعرك المناهضة للإمبريالية، فإننا نقدم للوطن أنفس ما نملك." فاتح نوفمبر 1954
          الأمانة الوطنية
          ------------------------------
          2

          الدعم المصري لثورة الجزائر

          قامت مصر خلال الخمسينات والستينات بتبني قضية الجزائر وتدعيمها؛ حيث أكد كريستيان بينو (وزير خارجية فرنسا وقتئذ) أن التمرد في الجزائر لا تحركه سوى المساعدات المصرية، فإذا توقفت هذه المساعدات فإن الأمور كلها سوف تهدأ لوجود مليون مستوطن فرنسي في الجزائر، ولأن فرنسا اعتبرت الجزائر جزءًا لا يتجزأ من فرنسا مما ترتب عليه اشتراك فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر.
          ولهذا أصدرت جبهة التحرير الوطني الجزائرية بيانًا قالت فيه:
          لا ينسى أي جزائري أن مصر الشقيقة تعرّضت لعدوان شنيع كانت فيه ضحية تأييدها للشعب الجزائري المناضل. ولا ينسى أي جزائري أن انتصار الشعب المصري في معركة بورسعيد التاريخية ليس إلا انتصار لواجهة من واجهات القتال العديدة التي تجري في الجزائر منذ ثمانية وثلاثين شهرًا، وأن الشعب الجزائري المنهمك في معركته التحريرية الكبرى ليبعث إلى الشعب المصري الشقيق وبطله الخالد جمال عبد الناصر بأصدق عواطف الأخوة والتضامن، وعاشت العروبة حرة خالدة، وعاش العرب تحت راية الاستقلال والعزة والمجد

          وقال العقيد سي الحواس قائد الولاية السادسة أثناء حرب التحرير الجزائرية:
          لو عندنا طائرات لطرنا.. لو عندنا عصافير لطرنا.. لو عندنا بواخر لذهبنا.. إذا انتصرت مصر انتصرت الثورة الجزائرية.. وإذا انهزمت مصر انهزمت الثورة الجزائرية

          دعم عسكري

          • دعمت مصر ثورة الجزائر بالسلاح والخبراء، فكانت مصر الداعم الأول والأهم لها. الأمر الذي دفع بن جوريون (أول رئيس وزراء لإسرائيل) إلى قول:
          على أصدقائنا المخلصين في باريس أن يقدّروا أن «عبد الناصر» الذي يهددنا في النقب، وفي عمق إسرائيل، هو نفسه العدو الذي يواجههم في الجزائر


          • ويؤكد محمد حسنين هيكل أنه تلقت الثورة الجزائرية أكبر شحنة من السلاح المصري أثناء اندلاع القتال على الجبهة المصرية - إبّان العدوان الثلاثي عليها - ضدّ فرنسا وإنجلترا وإسرائيل
          • كانت أول شحنة سلاح وصلت الجزائر مقدمة من مصر وقدرت بحوالي 8000 جنيه
          • أهم التدريبات العسكرية الفعالة لجيش التحرير الوطني خارج الجزائر كانت تتم بمصر
          دعم سياسي


          • كانت القاهرة مقر الحكومة الجزائرية المؤقتة التي تأسست في 19 سبتمبر1958، فكانت أهم مجالات التنسيق الدبلوماسي الجزائري تتم عن طريق مصر، وانطلقت من القاهرة معظم النشاطات السياسية والدبلوماسية لجبهة التحرير الوطني والحكومة الجزائرية المؤقتة.

          كانت القاهرة مقرًا للجنة تحرير المغرب العربي المكونة من ليبيا، وتونس، والمغرب، والجزائر
          قامت مصر بتمثيل الجزائر في مؤتمر باندونج الذي عقد في مايو 1955. كما كان لها دورًا فعال في تمكين الجزائريين من لعب دورًا مؤثرًا في منظمة تضامن الشعوب الأفرو - آسيوية منذ نشأتها بالقاهرة في ديسمبر 1957
          يقول الكاتب الجزائري إسماعيل دبش في كتابه «السياسة العربية والمواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية»:
          تأييد مصر للقضية الجزائرية ولكل مطالب جبهة التحرير الوطني كان مطلقًا، ومتشددًا، وبدون تحفظ، حتى لو تعلق الأمر بعلاقة مع دولة كبرى لها مصالح حيوية وإستراتيجية معها مثل الاتحاد السوفيتي. ذلك ما عبر عنه الرئيس عبد الناصر في تحذيره إلى خروتشوف الرئيس السوفياتي من الانسياق وراء محاولات دي غول بزيارة حاسي مسعود (منطقة آبار بترولية جزائرية كبرى بالصحراء


          دعم مالي

          • كانت أول صفقة سلاح من أوروبا الشرقية بتمويل مصري بلغ حوالي مليون دولار، كما قدمت مصر 75% من الأموال التي كانت تقدمها جامعة الدول العربية للثورة الجزائرية والمقدرة بـ 12 مليون جنيه سنويًا

          خصصت مصر - بقرار من جمال عبد الناصر - الدخول الأولى من تأميم قناة السويس (بلغت 3 مليارات فرنك فرنسي قديم) للكفاح الجزائري
          دعم فني
          وبجانب تقديم الدعم العسكري والسياسي، كان هناك دعم ثقافي وفني؛ فالنشيد الوطني الجزائري من تلحين الموسيقار المصري محمد فوزي، كما قام عبد الحليم حافظ بأداء أغنية بعنوان «الجزائر» تتحدث عن الثورة الجزائرية، وقام المخرج المصري يوسف شاهين بإخراج فيلم جميلة الذي يتحدث عن جميلة بوحيرد وعن الثورة الجزائرية.

          ------------------------------------
          3



          خط زمني لأحداث الثورة الجزائرية


          1954:

          1955:
          1956:
          1957:
          ----------------------------------------
          4
          1958:
          27 – * 30 أغسطس الجنرال ديغول وسياسة الاستعمارية في الجزائر

          تعليق

          • يسري راغب
            أديب وكاتب
            • 22-07-2008
            • 6247

            #6
            صفحة 2
              صفحة 3
              صفحة 4
              صفحة 5

            تعليق

            • يسري راغب
              أديب وكاتب
              • 22-07-2008
              • 6247

              #7
              المولد والنشأة
              ولد هواري بومدين في مدينة قالمة الواقعة في الشرق الجزائري و ابن فلاح بسيط من عائلة كبيرة العدد ومتواضعة ماديا ، ولد سنة 1932 وبالضبط في 23 أب –أوت في دوّار بني عدي مقابل جبل هوارة على بعد بضعة كيلوميترات غرب مدينة قالمة ، وسجّل في سجلات الميلاد ببلدية عين أحساينية – كلوزال سابقا -. دخل الكتّاب – المدرسة القرآنية – في القرية التي ولد فيها ، وكان عمره أنذاك 4 سنوات ، وعندما بلغ سن السادسة دخل مدرسة ألمابير سنة 1938 في مدينة قالمة – وتحمل المدرسة اليوم اسم مدرسة محمد عبده -, يدرس في المدرسة الفرنسية وفي نفس الوقت يلازم الكتّاب.ختم القرآن الكريم وأصبح يدرّس أبناء قريته القرأن الكريم واللغة العربية.وتوجه إلى المدرسة الكتانية في مدينة قسنطينة
              رحلته إلى الأزهر

              تعلم في مدارسها ثمّ التحق بمدارس قسنطينة معقل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بومدين .رفض هواري بومدين خدمة العلم الفرنسي – كانت السلطات الفرنسية تعتبر الجزائريين فرنسيين ولذلك كانت تفرض عليهم الالتحاق بالثكنات الفرنسية لدى بلوغهم السن الثامنة عشر – وفرّ إلى تونس سنة 1949 والتحق في تلك الحقبة بجامع الزيتونة الذي كان يقصده العديد من الطلبة الجزائريين ، ومن تونس انتقل إلى القاهرة سنة 1950 حيث التحق ب جامع الأزهر الشريف حيث درس وتفوق
              اندلاع الثورة الجزائرية


              مع اندلاع الثورة الجزائرية في 01 تشرين الثاني –نوفمبر 1954 انضم إلى جيش التحرير الوطني في المنطقة الغربية وتطورت حياته العسكرية كالتالي:
              • 1956 : أشرف على تدريب وتشكيل خلايا عسكرية. و قد تلقى في مصر التدريب حيت اختيرواهو و عددا من رفاقه لمهمة حمل الاسلحة
              • 1957 : أصبح منذ هذه السنة مشهورا باسمه العسكري "هواري بومدين" تاركا اسمه الأصلي بوخروبة محمد إبراهيم كما تولى مسؤولية الولاية الخامسة.
              • 1958 : أصبح قائد الأركان الغربية.
              • 1960 : أشرف على تنظيم جبهة التحرير الوطني عسكريا ليصبح قائد الأركان.
              • 1962 : وزيرا للدفاع في حكومة الاستقلال.
              • 1963 : نائب رئيس المجلس الثوري
              و كان مسؤولا عسكريّا هذا الرصيد العلمي الذي كان له جعله يحتل موقعا متقدما في جيش التحرير الوطني وتدرجّ في رتب الجيش إلى أن أصبح قائدا للمنطقة الغرب الجزائري ، وتولى قيادة وهران من سنة 1957 والى سنة 1960 ثمّ تولى رئاسة الأركان من 1960 والى تاريخ الاستقلال في 05 تموز –يوليو 1962 ، وعيّن بعد الاستقلال وزيرا للدفاع ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء سنة 1963 دون أن يتخلى عن منصبه كوزير للدفاع .
              و في 19 حزيران –جوان 1965 قام هواري بومدين بانقلاب عسكري أطاح بالرئيس أحمد بن بيلا .
              حكمه

              حكم بومدين من 19جوان(الشهر السادس)1965 إلى غاية ديسمبر 1978 .فتميزت فترة حكمه بالازدهار في جميع المجالات خاصة منه الزراعي كما قام بتأميم المحروقات الجزائرية.و أقام أيضا قواعد صناعية كبرى مازالت تعمل إلى حد الساعة. و كان في أول الأمر رئيسا لمجلس التصحيح التوري تم انتخابه رئيسا للجمهورية الجزائرية عام 1975.
              سياسته الداخلية

              بعد أن تمكن هواري بومدين من ترتيب البيت الداخلي ، شرع في تقوية الدولة على المستوى الداخلي وكانت أمامه ثلاث تحديات وهي الزراعة والصناعة والثقافة ، فعلى مستوى الزراعة قام بومدين بتوزيع ألاف الهكتارات على الفلاحين الذين كان قد وفر لهم المساكن من خلال مشروع ألف قرية سكنية للفلاحين وأجهز على معظم البيوت القصديرية والأكواخ التي كان يقطنها الفلاحون ، وأمدّ الفلاحين بكل الوسائل والامكانات التي كانوا يحتاجون اليها .
              الثورة الزراعية

              وقد ازدهر القطاع الزراعي في عهد هواري بومدين واسترجعت حيويتها التي كانت عليها اياّم الاستعمار الفرنسي عندما كانت الجزائر المحتلة تصدّر ثمانين بالمائة من الحبوب إلى كل أوروبا . وكانت ثورة بومدين الزراعية خاضعة لاستراتيجية دقيقة بدأت بالحفاظ على الأراضي الزراعية المتوفرة وذلك بوقف التصحر واقامة حواجز كثيفة من الأشجار الخضراء السد الأخضر بين المناطق الصحراوية والمناطق الصالحة للزراعة وقد أوكلت هذه المهمة إلى الشباب الجزائريين الذين كانوا يقومون بخدمة الوطنية .
              الثورة الصناعية

              وعلى صعيد الصناعات الثقيلة قام هواري بومدين بانشاء مئات المصانع الثقيلة والتي كان خبراء من دول المحور الاشتراكي و الراسمالي يساهمون في بنائها ، ومن القطاعات التي حظيت باهتمامه قطاع الطاقة ، ومعروف أن فرنسا كانت تحتكر انتاج النفط الجزائري وتسويقه إلى أن قام هواري بومدين بتأميم المحروقات الأمر الذي انتهى بتوتير العلاقات الفرنسية –الجزائرية ، وقد أدى تأميم المحروقات إلى توفير سيولة نادرة للجزائر ساهمت في دعم بقية القطاعات الصناعية والزراعية . وفي سنة 1972 كان هواري بومدين يقول أن الجزائر ستخرج بشكل كامل من دائرة التخلف وستصبح يابان العالم العربي .
              الاصلاح السياسي

              وبالتوازي مع سياسة التنمية قام هواري بومدين بوضع ركائز الدولة الجزائرية وذلك من خلال وضع دستور وميثاق للدولة وساهمت القواعد الجماهيرية في اثراء الدستور والميثاق رغم ما يمكن أن يقال عنهما الا أنهما ساهما في ترتيب البيت لجزائري و وضع ركائز لقيام الدولة الجزائرية الحديثة.
              السياسة الخارجية

              اجمالا كانت علاقة الجزائر بكل الدول وخصوصا دول المحور الاشتراكي حسنة للغاية عدا العلاقة بفرنسا وكون تاميم البترول يعد من جهة مثالا لباقي الدول المنتجة يتحدى به العالم الراسمالي امبريالي جعل من الجزائر ركن للصمود والمواجهة من الدول الصغيرة كما كانت الثورة الجزائرية درسا للشعوب المستضعفة ومن جهة أخرى وخاصة بعد مؤتمر الأفروأسيوي في يوم 3 أيلول – سبتمبر 1973 يستقبل في الجزائر العالم الثالث كزعيم وقائد واثق من نفسه و بمطالبته بنظام دولي جديد أصبح يشكل تهديدا واضحا للدول المتقدمة.
              بومدين والصحراء الغربية

              حضر هواري بومدين عام 1970 إلى جانب الرئيس الموريتاني المختار ولد داده وملك المغرب الحسن الثاني مؤتمر نواذيبو بموريتانيا حيث بارك بومدين تقسيم الصحراء بين المغرب وموريتانيا، وقد وضعت معالم ذلك التقسيم خلال هذا اللقاء. ومع منتصف السبعينيات تحول الموقف الجزائري من مبارك لتقسيم الصحراء بين المغرب وموريتانيا إلى مساند لجبهة البوليساريو لانتزاع استقلال الإقليم. هدد بومدين الرئيس الموريتاني ولد داده في لقائه معه بمدينة بشار الجزائرية في بداية السبعينات وطلب منه الابتعاد عن الصحراء، كما قام بطرد جميع رعايا المغرب من الجزائر ليضغط على الحسن الثاني ويثنيه عن التورط في الصحراء
              سخر بومدين الدبلوماسية الجزائرية لدعم موقف بلاده من قضية النزاع الصحراوي، ونتج عن ذلك أن اعترفت 70 دولة بالجمهورية العربية الصحراوية التي أعلنتها جبهة البوليساريو في تندوف الواقعة جنوب الجزائر، كما أرغم ذلك المغرب على الانسحاب من الوحدة الأفريقية

              وفاته

              أصيب هواري بومدين صاحب شعار " بناء دولة لا تزول بزوال الرجال " بمرض استعصى علاجه وقلّ شبيهه ، وفي بداية الأمر ظن الأطباء أنّه مصاب بسرطان المثانة ، غير أن التحاليل الطبية فندّت هذا الادعّاء وذهب طبيب سويدي إلى القول أن هواري بومدين أصيب بمرض " والدن ستروم " وكان هذا الطبيب هو نفسه مكتشف المرض وجاء إلى الجزائر خصيصا لمعالجة بومدين ، وتأكدّ أنّ بومدين ليس مصابا بهذا الداء وقد مات هواري بومدين في صباح الأربعاء 27 كانون الأول – ديسمبر – 1978 على الساعة الثالثة وثلاثون دقيقة فجرا . وبموت هواري بومدين كانت الجزائر تتهيأ لدخول مرحلة جديدة تختلف جملة وتفصيلا عن الحقبة البومدينية .
              ------------------------------------------------------------------------------

              ويقول المفكر الجزائري يحيى ابوزكريا
              لقد عمل هواري بومدين بعد استلامه الحكم على تكريس هيبة الدولة الجزائرية داخليا وخارجيا , وفي بداية السبعينيات توهجّت صورة الجزائر أقليميا ودوليا وباتت تساند بقوة القضية الفلسيطينية وبقية حركات التحرر في العالم , ولعبت الجزائر في ذلك الوقت أدوارا كبيرة من خلال منظمة الوحدة الافريقية و منظمة دول عدم الانحياز . وعن مشروع بومدين قال مدير جهاز الاستخبارات العسكرية في ذلك الوقت قاصدي مرباح -الذي قتل أثناء الأحداث الدامية التي عرفتها الجزائر في بداية التسعينيات - : انّ هواري بومدين كان يهدف الى بناء دولة عصريّة تسعد فيها الشريحة الواسعة من هذا الشعب . و من الصحافيين الفرنسيين الذين كتبوا عن هواري بومدين بكثير من الموضوعية الصحافي الفرنسي جاك لاكوتور الذي أشتهر خاصة بكتبه عن سيّر عظماء هذا القرن من أمثال الزعيم الفيتنامي هوشي مينه والزعيم الصيني ماوتسي تونغ والجنرال شارل ديغول . وقد كتب لاكوتور في جريدة لوموند الفرنسية مقالا عن هواري بومدين يوم 28 كانون الأول –ديسمبر 1978 جاء فيه مايلي : انّ السلطة لتنحت الأفراد بالتقعير والتحديب , فهناك من تنصب لهم التماثيل وهناك من تنفخهم الريح وهناك من تنثرهم غبارا . ومحمد بوخروبة المدعو هواري بومدين لم يكن من أولئك الذين جعلتهم السلطة يتفسخون وكل من عرفه في ذلك الوقت الذي برز فيه من الجبل – يقصد الجبال التي كان يلوذ بها مفجرو الثورة الجزائرية – فلا شكّ أنّه قد انطبع في ذاكرته بصورة ذئب ضامر ذي نظرة هاربة وهو متدثر معطفه الشبيه بمعاطف المخبرين السريين , نصف مطارد ونصف صائد , منغلقا على صمته العدائ الذي لا تقطعه سوى انفجارات الغضب , شخصية هامشية لاذعة كلها ذؤابات وزوايا حادة ومستويات بين - بين , شخصية نمطية للتمرد والرفض . بعد احدى عشرة سنة من ذلك وفي يوم 3 أيلول – سبتمبر 1973 كان الرئيس بومدين يستقبل في الجزائر العالم الثالث كزعيم وقائد واثق من نفسه وقوته وفصاحته . التقاطيع بقيت حادة , والذؤابات متمردة والصوت أبّح , لكنّ الرجل كان قد تكثف وأستوى عضلا ويقينا , لقد أصبح من القوة بحيث لم يعد في امكانه أن يخاطر بأن يسير في طريق الاعتدال , لقد اكتشف في غضون ذلك البدلات الأنيقة وربطات العنق وتعلمّ اللغة الفرنسية التي صار مذ ذاك يستعملها بفعالية مثيرة للدهشة بالنسبة لأولئك الذين كانوا يجهدون أنفسهم كثيرا لفهم كلام ذلك العقيد المتمرد في الجبال أثناء الحرب . وعندما استقبل فاليري جيسكار ديستان في نيسان –أفريل – 1975 لم يكن هواري بومدين كريفي خشن من وراء البحار وانما كجار فخور باظهار ثمراته للاعجاب , وفي تلك الأثناء كانت الجزائر قد انتقلت من وضعيتها كطلل من الأطلال في أمبراطورية خربانة الى دولة كلها ورشات ثمّ الى أمة نموذجية للتنمية السلطوية تحت هيمنة وسلطة ابن الفلاّح ذاك الذي فضّل المنفى عن الاستعمار ثمّ فضلّ المعركة الشرسة و عندما أهلّ الاستقلال في الجزائر كان هواري بومدين أول قائد مقاومة يوقّع على النصوص الانعتاقية باللغة العربية ..وهذه الشهادة لهذا الصحافي الفرنسي لا تختلف عن غيرها من الشهادات لكتاب عرب وغربيين . في سنة 1964 وجّه صحافي مصري سؤالا الى بن بلة حول ماذا يفكر في بومدين الذي كان حاضرا معهما فأجابه الرئيس بن بلة وهو يقهقه ضاحكا :أنت تعلم أنّه الرجل الذي يقوم باحاكة كل المؤمرات والدسائس ضدّي ! ولم يكن في وسع تلك الدعابة أن تقف في وجه المقدور , فبعد سنة من ذلك اليوم وفي 19 حزيران –جوان – 1965 أختطف أحمد بن بلة ووضع في مكان سري من طرف رجال بومدين نفسه . وفي مجلس الثورة الذي تشكل مباشرة بعد الانقلاب الذي قاده بومدين ضدّ أحمد بن بلة لم يكن أي عضو يملك القدرة على مزاحمة هواري بومدين . بدأ بومدين ينتقل شيئا فشيئا من منطق الثورة الى منطق الدولة وأصبح يحيط بكل تفاصيل الدولة وأجهزتها , وحاول بومدين أن يمزج بين كل الأفكار التي سبق له وأن اطلعّ عليها في محاولة لايجاد ايديولوجيا للدولة التي بات سيدها بدون منازع فمزج بين الاشتراكية والاسلام وبين فرانتز فانون وأبوذر الغفاري وكانت النتيجة بومدين الذي عرفه العالم في السبيعينيات ببرنسه الأسود وسيجاره الكوبي وكأن في ذلك اشارة الى قدرة بومدين على الجمع بين الثنائيات وحتى المتناقضات .وفي ايار –مايو- من عام 1972 استقبل هواري بومدين الرئيس الكوبي فيدل كاسترو وبدا واضحا أنّ الجزائر خلقت لها مكانة في محور الجنوب الذي كان ولا يزال يعيش تراكمات وتداعيات الحقبة الاستعمارية . وفي أيلول –سبتمبر –من سنة 1973 وبمناسبة مؤتمر دول عدم الانحياز , استقبل هواري بومدين أزيد من سبعين من رؤساء الدول وكان جمعا لم يسبق له مثيل في التارييخ من ذلك المستوى . و في سنة 1974 ترأسّ هواري بومدين في مقر الأمم المتحدة الجمعية الاستثنائية التي انعقدت بطلب منه والتي كرست للعلاقات بين الدول المصنعة وتلك التي تعيل نفسها من خلال بيع مواردها الأولية . وهذه الأدوار الدولية التي اضطلع بها ترافقت مع محاولات حثيثة في الداخل لبناء الدولة الجزائرية التي أرادها أن تكون ذات امتداد جماهيري وحيث تنعم الجماهير بما تقدمه الدولة من خدمات في كل المجالات وفي عهد بومدين تمّ العمل بما يعرف في الجزائر بديموقراطية التعليم والصحة , حيث أصبح في متناول كل الجزائريين أن يبعثوا أولادهم الى المدارس وللأبناء أن يكملوا التعليم الى نهايته دون يتحملوا عبء شيئ على الاطلاق , وكل المستشفيات والمستوصفات كانت في خدمة الجزائريين لتطبيب أنفسهم دون أن يدفعوا شيئا . وهذا ما جعل بومدين يحظى بالتفاف شعبي لامتحفظ ويستهوي القلوب , وهذا لا يعني أن بومدين كان ديموقراطيا منفتحا على معارضيه , بل كان متسلطا الى أبعد الحدود ومادامت الأمة معه ومادام هو مع الأمة العاملة والفلاحة فهذه هي الديموقراطية ,ليس بالضرورة أن تكون الديموقراطية على السياق الغربي في نظره. وهواري بومدين الذي تزوج متأخرا سنة 1973 من محامية جزائرية السيدة أنيسة كان منهمكا من قبل ذلك في تأسيس الدولة الجزائرية حتى قال البعض أنه كان متزوجا الدولة. ولا شك على الاطلاق أن الدولة الجزائرية الحديثة فيها الكثير الكثير من لمسات محمد بوخروبة المدعو هواري بومدين . بعد أن تمكن هواري بومدين من ترتيب البيت الداخلي , شرع في تقوية الدولة على المستوى الداخلي وكانت أمامه ثلاث تحديات وهي الزراعة والصناعة والثقافة , فعلى مستوى الزراعة قام بومدين بتوزيع ألاف الهكتارات على الفلاحين الذين كان قد وفر لهم المساكن من خلال مشروع ألف قرية سكنية للفلاحين وأجهز على معظم البيوت القصديرية والأكواخ التي كان يقطنها الفلاحون , وأمدّ الفلاحين بكل الوسائل والامكانات التي كانوا يحتاجون اليها . وقد ازدهر القطاع الزراعي في عهد هواري بومدين واسترجعت حيويتها التي كانت عليها اياّم الاستعمار الفرنسي عندما كانت الجزائر المحتلة تصدّر ثمانين بالمائة من الحبوب الى كل أوروبا . وكانت ثورة بومدين الزراعية خاضعة لاستراتيجية دقيقة بدأت بالحفاظ على الأراضي الزراعية المتوفرة وذلك بوقف التصحر واقامة حواجز كثيفة من الأشجار الخضراء بين المناطق الصحراوية والمناطق الصالحة للزراعة وقد أوكلت هذه المهمة الى الشباب الجزائريين الذين كانوا يقومون بخدمة العلم الجزائري . وعلى صعيد الصناعات الثقيلة قام هواري بومدين بانشاء مئات المصانع الثقيلة والتي كان خبراء من دول المحور الاشتراكي يساهمون في بنائها , ومن القطاعات التي حظيت باهتمامه قطاع الطاقة , ومعروف أن فرنسا كانت تحتكر انتاج النفط الجزائري وتسويقه الى أن قام هواري بومدين بتأميم المحروقات الأمر الذي انتهى بتوتير العلاقات الفرنسية –الجزائرية , وقد أدى تأميم المحوقات الى توفير سيولة نادرة للجزائر ساهمت في دعم بقية القطاعات الصناعية والزراعية . وفي سنة 1972 كان هواري بومدين يقول أن الجزائر ستخرج بشكل كامل من دائرة التخلف وستصبح يابان العالم العربي. أصيب هواري بومدين صاحب شعار " بناء دولة لا تزول بزوال الرجال " بمرض استعصى علاجه وقلّ شبيهه , وفي بداية الأمر ظن الأطباء أنّه مصاب بسرطان المثانة , غير أن التحاليل الطبية فندّت هذا الادعّاء وذهب طبيب سويدي الى القول أن هواري بومدين أصيب بمرض " والدن ستروم " وكان هذا الطبيب هو نفسه مكتشف المرض وجاء الى الجزائر خصيصا لمعالجة بومدين , وتأكدّ أنّ بومدين ليس مصابا بهذا الداء الذي من أعراضه تجلط الدم في المخ . أستمرّ بومدين يهزل ويهزل وتوجه الى الاتحاد السوفياتي سابقا لتلقّي العلاج فعجز الأطباء عن مداوته فعاد الى الجزائر .وقد ذكر مهندس التصنيع في الجزائر في عهد هواري بومدين بلعيد عبد السلام أن هواري بومدين تلقى رسالة من ملك المغرب الحسن الثاني جاء فيها اذا لم نلتق مطلع العام فاننا لن نلتقيّ أبدا , وقد سئل مدير الاستخبارات العسكرية قاصدي مرباح عن هذه الرسالة فأجاب : أنّه يجهل وصولها أساسا باعتباره -كما قال – كنت أنا الذي يضمن الاتصالات مع المغرب باستثناء مرة واحدة ذهب فيها الدكتور أحمد طالب الابراهيمي الى المغرب في اطار قضية الصحراء الغربية وقد يكون هو الذي جاء بهذه الرسالة . وقد انتشرت في الجزائر شائعات كثيرة حول موت هواري بومدين وسط غياب الرواية الحقيقية وصمت الذين عاصروا هواري بومدين وكانوا من أقرب الناس اليه , علما أن هواري بومدين لم يعرف له صديق حميم ومقرب عدا صديقه شابو الذي توفي في وقت سابق وبقي بومدين بدون صديق . ومن الشائعات التي راجت في الجزائر أن هواري بومدين شرب لبنا مسموما , حيث كان يدمن شرب اللبن وهذا السم أستقدم من تل أبيب . وقيل أيضا أنّ العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني كان على علم باختفائه قريبا عن المشهد الدنيوي وقيل أن المخابرات الأمريكية كانت مستاءة منه جملة وتفصيلا وقد ساهمت في اغتياله , وقيل أيضا أنه أصيب برصاصة في رأسه في محاولة اغتيال في ثكنة عسكرية . و كانت مجلة العالم السياسي الجزائرية والتي توقفت عن الصدور قد نشرت ملفا كاملا بعنوان : الرواية الكاملة لاغتيال هواري بومدين , وقد أفادت هذه الرواية أنه تمّت تصفيته من قبل الموساد عن طريق التسميم , لكن الرواية لم تكشف هوية من أوصل السمّ الى مائدة هواري بومدين في مقر سكنه الرئاسي !! ومهما كثرت الروايات حول وفاة هواري بومدين فانّ الجزائر خسرت الكثير الكثير بغياب هذا الرجل المفاجئ الذي كان يحلم أن يجعل الجزائر يابان العالم العربي . وقد مات هواري بومدين في صباح الأربعاء 27 كانون الأول – ديسمبر – 1978 على الساعة الثالثة وثلاثون دقيقة فجرا . وكانت الفاجعة كبيرة على الجزائريين الذين خرجوا في حشود جماهيرية وهم يرددون: انّا لله واناّ اليه راجعون , وبموت هواري بومدين كانت الجزائر تتهيأ لدخول مرحلة جديدة تختلف جملة وتفصيلا عن الحقبة البومدينية , وسوف يفتقد الجزائريون في عهد الشاذلي بن جديد الى الكرامة والعزة التي تمتعوا بها في عهد هواري بومدين . مات الرجل الفلاح ابن الفلاح ولم يترك أي ثروة , فحسابه في البنك كان شاغرا , كما أنّ أقرباءه ظلوا على حالهم يقطنون في نفس بيوتهم في مدينة قالمة . مات هواري بومدين وماتت معه أحلام الجزائر , وبموته بدأت السفينة الجزائرية تنعطف في غير المسار الذي رسمه للجزائر هواري بومدين . لقد كان هواري بومدين يقول : الذي يرغب في الثورة عليه أن يترك الثروة , وفي عهد الشاذلي بن جديد العقيد الخجول القادم من مدينة وهران أنتصر أهل الثروة على أهل الثورة فتاهت الجزائر !! - المصدر / كتاب الجزائر من أحمد بن بلة و إلى عبد العزيز بوتفليقة . للمفكر الجزائري يحيى أبوزكريا . ***** يحيى أبوزكريا – إعلامي و مفكر جزائري . Abouzakaria10@hotmail.com

              تعليق

              • يسري راغب
                أديب وكاتب
                • 22-07-2008
                • 6247

                #8
                فرحات عباس
                --------------
                فرحات عباس ولد بالطاهير من ولاية جيجل في 24 أكتوبر 1899 وتوفي بألمانيا في 23 ديسمبر 1985. زعيم وطني جزائري، ترأس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية فيما بين (19 سبتمبر 1958 وأوت 1961).
                عرف فرحات عباس بانفتاحه السياسي والفكري، حيث تحول خلال حياته السياسية التي تمتد على أكثر من ثلاثين سنة، من فكرة الاندماج إلى الفكرة الاستقلالية، ومن الإصلاحية إلى الثورية، ففي عام 1936 كتب في جريدة الوفاق الفرنسي مقالا شهيرا تحت عنوان 'فرنسا هي أنا'، أكد فيه دعوته إلى الاندماج مع فرنسا، مستنكرا وجود الأمة الجزائرية، حيث قال: "لو كنت قد اكتشفت أمة جزائرية لكنت وطنيا ولم أخجل من جريمتي، فلن أموت من أجل الوطن الجزائري، لأن هذا الوطن غير موجود، لقد بحثت عنه في التاريخ فلم أجده وسألت عنه الأحياء والأموات وزرت المقابر دون جدوى". وكان قبل ذلك قد انضم إلى فيدرالية النواب المسلمين الجزائريين التي أسسها الدكتور بن جلول عام 1930 والتي كانت تهدف إلى جعل الجزائر مقاطعة فرنسية [4]. وخلال الحرب العالمية الثانية دخل الجيش الأمريكي الجزائر ليطرد الحكومة الموالية لحكومة فيشي في 8 نوفمبر 1942،. فاتصل فرحات عباس بروبرت ميرفي، المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت إلى شمال أفريقيا لتقرير مصير المنطقة بعد الحرب. وفي 20 نوفمبر 1942، أرسل فرحات عباس ومجموعة من الجزائريين برسالة إلى قوات الحلفاء يرحبون بهم ويعرضون "باسم شعب الجزائر القيام بتضحيات بشرية ومادية، بشروط، لدعم الحلفاء حتى يتحقق النصر الكامل على دول المحور". وبتاريخ 22 ديسمبر 1942 وجه فرحات عباس رسالة إلى السلطات الفرنسية وإلى الحلفاء طالب فيها بإدخال إصلاحات جذرية على الأوضاع العامة التي يعيشها الشعب الجزائري، وصياغة دستور جديد للجزائر، ضمن الاتحاد الفرنسي، ثم أصدر في فيفري 1943 بيان الشعب الجزائريثم أعلن في مارس 1944 عن تأسيس حزب حركة أحباب البيان والحرية، بهدف الدعاية لفكرة الأمة الجزائرية [4]. وبعد مجازر 8 ماي 1945 حل حزبه وألقي القبض عليه ولم يطلق سراحه إلا في عام 1946 بعد صدور قانون العفو العام على المساجين السياسيين، أسس بعد ذلك حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، وأصدر نداء أدان فيه بشدة ما اقترفته فرنسا من مجازر رهيبة في 8 ماي 1945، وعبّر فيه عن أهداف ومبادئ حزبه التي لخصها في " تكوين دولة جزائرية مستقلة داخل الاتحاد" [4].
                بعد أن اندلعت الثورة الجزائرية في 1 نوفمبر 1954، كتب فرحات عباس في صحيفة الجمهورية العدد 46 بتاريخ 12 نوفمبر 1954: "إن موقفنا واضح ومن دون أي التباس. إننا سنبقي مقتنعين بأن العنف لا يساوي شيئا". ولكنه ما لبث أن غير موقفه تماما، إذ قام في أفريل 1956 بحل حزبه وانضم إلى صفوف حزب جبهة التحرير الوطني وكان قبل ذلك قد توجه إلى القاهرة ليلتقي بقادة الثورة ومن بينهم أحمد بن بلا، وفي صائفة 1956 قد قام بجولة دعائية للثورة الجزائرية في أقطار أمريكا اللاتينية كما زار عدة عواصم عالمية أخرى، من بينها بيكين وموسكو عام 1960. وبعد مؤتمر الصومام عين عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وقاد وفد الجزائر في مؤتمر طنجة المنعقد بين 27 و30 أفريل 1958 الذي حضرته القيادات المغاربية، ثم عين رئيسا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 19 سبتمبر 1958 واستمر على رأسها إلى أوت 1961 ليحل محله بن يوسف بن خدة، بعد أن اشتدت خلافاته مع القيادة العامة لجيش التحرير [5]. وبعد حصول الجزائر على استقلالها في 5 جويلية 1962، انتظمت يوم 26 سبتمبر انتخابات المجلس الوطني، وقد نجح فيها فرحات عباس، وانتخب رئيسا للمجلس [2] غير أنه ما لبث أن قدم استقالته في 13 سبتمبر 1963 نتيجة خلافه مع بن بلا حول السياسة المتبعة، فرفت من جبهة التحرير الوطني وسجن بأدرار بالجنوب الجزائري ولم يطلق سراحه إلى في شهر ماي 1965، فانسحب من الحياة السياسية [2]. لكنه ما لبث أن أمضى في مارس 1976 على "نداء إلى الشعب الجزائري" منددا بالحكم الفردي وبالميثاق الوطني الذي صاغه الهواري بومدين. فوضع تحت الإقامة الجبرية إلى 13 جوان 1978
                -------------------------
                يوسف بن خده
                ---------------
                يوسف بن خدة 23 فبراير 1923 البرواقية 4 فبراير 2003 الجزائر العاصمة كان سياسي ورئيسا للحكومة المؤقتة، ولد في البرواقية بمدينة المدية، بعد أن أتم دراسته الابتدائية ،انتقل إلى البليدة ومنها إلى العاصمة ليكمل دراسته الجامعية، تحصل على درجة الدكتوراة في الصيدلة
                كان بن يوسف بن خدة على اتصال دائم بمناضلي نجم شمال إفريقيا فرع البليدة ومن متتبعي لجريدة الأمة لسان حال نجم شمال إفريقيا، وفي عام 1943 ألقي عليه القبض بتهمة الدعاية ضد التجنيد وبعد 8 أشهر أطلق سراحه، ليجنّد إجباريا في الجيش الفرنسي. في سنة 1946 عمل ضمن لجنة تحرير جريدة الأمة الجزائرية. شارك في مؤتمر حركة انتصار الحريات الديمقراطية‏ ما بين 15 و 16 فيفري 1947، حيث انتخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة الانتصار للحريات الديمقراطية ثم أمينا عاما خلفا للسيد حسين لحول
                عتقل من قبل السلطات الفرنسية على إثر اندلاع الثورة ولم يطلق سراحه إلا في أفريل 1955 لينضم بعدها إلى الثورة ويلتحق بعبان رمضان. بعد مؤتمر الصومام عين عضوا أساسيا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية وفي لجنة التنسيق والتنفيذ، على إثر اعتقال الشهيد العربي بن مهيدي في فبراير 1957 غادر بن يوسف بن خدة الجزائر متوجها إلى تونس رفقة كريم بلقاسم ،و منها إلى القاهرة أبعد بن خدة من عضوية لجنة التنسيق والتنفيذ رفقة سعد دحلب إلاّ أنه احتفظ بعضويته في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، ولم يتوقف نشاطه عند هذا بل كان يقوم بعدة مهام من بينها ترأسه لوفد جبهة التحرير الوطني إلى كل من بلغراد ولندن في إطار التعريف بالقضية الجزائرية في المحافل الدولية، عين وزيرا للشؤون الاجتماعية في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية شهر سبتمبر 1958. وفي 28 أوت 1961 عين رئيسا للحكومة المؤقتة خلفا لفرحات عباس.
                انسحب بن خدة من الحياة السياسية في سبتمبر 1962 ليتفرغ بعدها لمهنته كصيدلي إلى أن توفي يوم 04 فيفري 2003م
                --------------
                احمد بن بللا
                -----------
                ولد في مدينة مغنية الموجودة غرب مدينة وهران بالغربي الجزائري، وواصل تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان، وأدى الخدمة العسكرية سنة 1937. تأثر بعمق بأحداث 8 مايو 1945 فإنضم إلى الحركة الوطنية باشتراكه في حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية حيث انتخب سنة 1947 مستشاراً لبلدية مغنية. أصبح بعدها مسؤولاً على المنظمة الخاصة حيث شارك في عملية مهاجمة مكتب بريد وهران عام 1949 بمشاركة حسين آيت أحمد ورابح بيطاط.
                ألقي عليه القبض سنة 1950 بالجزائر العاصمة وحكم عليه بعد سنتين بسبع سنوات سجن، وهرب من السجن سنة 1952 ليلتحق في القاهرة بحسين آيت أحمد ومحمد خيضر حيث يكون فيما بعد الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني. قبض عليه مرة أخرى سنة 1956 خلال عملية القرصنة الجوية التي نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب إلى تونس والتي كان معه خلالها أربعة قادة آخرين لجبهة التحرير الوطني وهم محمد بوضياف، رابح بيطاط، حسين آيت أحمد، ولشرف. تم اقتياده إلى سجن فرنسي يقع في الأراضي الفرنسية، وبقي معتقلاً فيه إلى موعد الاستقلال في 5 يوليو 1962 فعاد هو ورفاقه إلى الجزائر.
                أطلق سراحه سنة 1962 حيث شارك في مؤتمر طرابلس الذي تمخض عنه خلاف بينه وبين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
                في 15 سبتمبر 1963 انتخب كأول رئيس للجمهورية الجزائرية. في 19 يونيو 1965 عزل من طرف مجلس الثورة وتسلم الرئاسة هواري بومدين. ظل بن بلة معتقلا حتى 1980، وبعد إطلاق سراحه أنشأ بفرنسا الحركة الديمقراطية بالجزائر. عاد نهائياً إلى الجزائر بتاريخ 29 سبتمبر 1990. تولى رئاسة اللجنة الدولية لجائزة القذافي لحقوق الإنسان. توجه بعد حرب الخليج الثانية 1991م إلى العراق وقابل الرئيس صدام حسين.
                كان يؤمن بعروبة الجزائر ولذلك قام باستدعاء آلاف الأساتذة العرب من مصر والعراق وسوريا للمساهمة في قطاع التعليم، وقد اصطدم هؤلاء التربويون العرب بمجموعة كبيرة من العراقيل البيروقراطية التي كان يضعها في طريقهم سماسرة الثقافة الفرانكفونية فاختار العديد من هؤلاء الأساتذة العودة إلى بلادهم . ورغم ايمانه بعروبة الجزائر الاّ أنّ بلة كان مهووسا بالفكر الاشتراكي اليساري وكان متحمساً لبعض التجارب التي كانت سائدة في البلدان الاشتراكية، وتحمسّه للفكر الاشتراكي واليساري جعله يصطدم بالرجل الثاني في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ البشير الإبراهيمي الذي ورث خلافة الجمعية من الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي أدركته المنيّة قبل أندلاع الثورة الجزائرية، وفسرّ البعض ذلك الصدام بأنّه بداية الطلاق بين النظام الجزائري والخط الإسلامي الذي كانت تمثله جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقيادة الشيخ البشير الإبراهيمي. وبدأ الطلاق عندما اتهم البشير الإبراهيمي الرئيس أحمد بن بلّة بتغييب الإسلام عن معادلات القرار الجزائري وذكّر بن بلة بدور الإسلام في تحرير الجزائر والجزائريين من نير الاستعمار الفرنسي.
                ومثلما دخل أحمد بن بلة في صراع مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فقد دخل في صراع أخر مع رفاق دربه بالأمس، حيث شعر العديد من مفجرّي الثورة الجزائرية أن البساط قد سحب من تحتهم وأنهم باتوا بدون أدوار في مرحلة الاستقلال.
                على صعيد علاقات الجزائر مع بقية الدول العربية كمصر والعراق وسوريا فقد كانت ايجابية، كما حرص بن بلة على مدّ جسور التواصل مع الدول الاشتراكية بدءاً بموسكو ومروراً بهافانا ووصولاً إلى بلغراد.
                -------------------------------------------------------------
                الشاذلي بن جديد
                ---------------
                الشاذلي بن جديد (14 ابريل 1929 -)، ولد بقرية بوثلجة بولاية عنابة من أسرة متواضعة.
                التحق بعام 1954 بالتنظيم السياسي العسكري لجبهة التحرير الوطني.
                وبعام 1955 التحق بجيش التحرير الوطني.
                بسنة 1956 عين قائد منطقة.
                وسنة 1957 عين مساعد قائد ناحية.
                رقي إلى رتبة نقيب في مطلع سنة 1958 مع تقليده رتبة قائد منطقة.
                بسنة 1961 قام لفترة قصيرة بالقيادة العملية للمنطقة الشمالية.
                في سنة 1962 بعد الاستقلال عين قائدا للناحية العسكرية الخامسة (القطاع القسنطيني برتبة رائد).
                وفي سنة 1964 عين على رأس الناحية العسكرية الثانية (القطاع الوهراني).
                في شهر يونيو 1965 كان من بين أعضاء مجلس الثورة المؤسس في 19 يونيو.
                ورقي إلى رتبة عقيد سنة 1969.
                تولى تنسيق شؤون الدفاع الوطني في سنة 1978.
                وعند انعقاد المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني في يناير 1979 تم طرح اسمه كي يقوم بمهام أمين عام للحزب ثم رشح لرئاسة الجمهورية. وفي 7 فبراير 1979 إنتخب رئيسا للجمهورية وأعيد انتخابه مرتين في 1984 و1989.
                غداة حوادث أكتوبر 1988 نادى بالإصلاحات السياسية التي أدت إلى المصادقة على دستور فبراير 1989 وإقرار التعددية السياسية.
                ومع الانتخابات التشريعية التعددية الأولى التي جرت يوم 26 ديسمبر 1991 استقال من مهامه، وترك السلطه في 11 يناير 1992.
                ---------------------
                عبد العزيز بوتفليقه
                ------------------
                عبد العزيز بوتفليقة (2 مارس 1937 -)، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. في يناير 2005 عين من قبل المؤتمر الثامن رئيساً لحزب جبهة التحرير الوطني. ولد بمدينة وجدة المغربية وهو من اصول امازيغية ، ودخل مبكراً الخضم النضالي من أجل القضية الوطنية. التحق بعد نهاية دراسته الثانوية بصفوف جيش التحرير الوطني الجزائري وهو في 19 من عمره في 1956.
                أنيط له بمهمتين وذلك بصفته مراقب عام للولاية الخامسة، الأولى سنة 1958 والثانية سنة 1960، وبعدئذ مارس مأمورياته ضابطاً في المنطقتين الرابعة والسابعة بالولاية الخامسة، وألحق على التوالي بهيئة قيادة العمليات العسكرية بالغرب، وبعدها بهيئة قيادة الأركان بالغرب ثم لدى هيئة قيادة الأركان العامة، وذلك قبل أن يوفد عام 1960 إلى حدود البلاد الجنوبية لقيادة (جبهة المالي).
                وفي عام 1961 انتقل بالسر إلى فرنسا وذلك في إطار مهمة الاتصال بالزعماء التاريخيين المعتقلين بمدينة أولنوا.
                بعد الاستقلال في عام 1962 تقلد العضوية في أول مجلس تأسيسي وطني، ثم تولى وهو في سن الخامسة والعشرين وزارة الشباب والسياحة. وفي سنة 1963 عين وزيراً للخارجية.
                في عام 1964 اِنتخب من طرف مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني لعضوا الجنة المركزية والمكتب السياسي، وشارك بصفة فعالة في التصحيح الثوري حيث كان عضواً لمجلس الثورة تحت رئاسة الرئيس هواري بومدين. وقد جعل منصب وزير الخارجية منبراً للدفاع عن المصالح المشروعة للجزائر ومناصرة القضايا العادلة بإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وجزر القمر والموزمبيق وأفغانستان وجمايكا وقارة انتراكتيكا والقطب الشمالي.
                وقد عمل طوال فترة توليه المنصب على عده أمور، ومنها
                • عمل على الاعتراف الدولي للحدود الجزائرية وتنمية علاقة حسن الجوار مع البلدان المجاورة.
                • عمل على النداء للوحدة العربية بمناسبة قمة الخرطوم سنة 1967 ثم تزامنا مع حرب أكتوبر 1973.
                • عمل على إفشال الحصار ضد الجزائر بمناسبة تأميم المحروقات.
                • نادى على تقوية تأثير منظمات العالم الثالث والعمل لتوحيد عملهم خاصة بمناسبة انعقاد قمتي منظمة الـ 77 منظمة الوحدة الإفريقية المنعقدتين بالجزائر، وكذالك بمناسبة الأعمال التحضيرية لقمة دول عدم الانحياز.
                • نادى لمساعدة الحركات التحررية في إفريقيا بصفة خاصة والعالم بصفة عامة.
                • نادى للاعتراف بالجزائر كناطق باسم بلدان العالم في مناداته بنظام دولي جديد.
                كما إنتخب بالإجماع رئيساً للدورة التاسعة والعشرون لجمعية الأمم المتحدة، وكذلك بالنسبة للدورة الاستثنائية السادسة المخصصة للطاقة والمواد الأولية التي كانت الجزائر أحد البلدان المنادين لانعقادها.
                وطوال الفترة التي قضاها في الحكومة شارك في تحديد الإتجاهات الكبرى للسياسة الجزائرية في جميع المجالات منادياً داخل الهيئات السياسية لنظام أكثر مرونة.
                وبعد وفاة الرئيس هواري بومدين، وبحكم العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه به ألقى كلمه الوداع. وبعد وفاة بومدين كان هو الهدف الرئيسي لسياسة محو آثار الرئيس هواري بومدين، حيث أرغم على الابتعاد عن الجزائر لمدة ستة سنوات. [بحاجة لمصدر]
                وعاد إلى الجزائر سنة 1987. كان من موقعي وثيقة الـ 18 التي تلت أحداث 5 أكتوبر 1988، وشارك في مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني في عام 1989 وانتخب عضواً للجنة المركزية.
                وإقترح اسمه لشغل وزير - مستشار لدى المجلس الأعلى للدولة وممثل دائم للجزائر بالأمم المتحدة، لكن قوبل الاقتراحين بالرفض. وقد رفض منصب رئيس الدولة نظراً لخلافه حول ميكانزمات تسيير المرحلة الانتقالية
                تواجده خارج الجزائر لم يكن واضحا، إلا أنه أخذ الإمارات كمستقر مؤقت. عاد بعدها بطلب من دوائر السلطة للانتخابات الرئاسية. معلناً نيته دخول المنافسة الرئاسية في ديسمبر 1998 كمرشح حر. وقبل يوم من إجراء هذه الانتخابات إنسحب جميع المرشحين المنافسين الآخرين (حسين آيت أحمد، مولود حمروش، مقداد سيفي، أحمد طالب الإبراهيمي، عبد الله جاب الله، يوسف الخطيب] بحجة دعم الجيش له ونيه التزوير الواضحة، ليبقى هو المرشح الوحيد للانتخابات. ونجاحه بالانتخابات لم يكن بارز، كما وصفته الأوساط السياسية بالرئيس المستورد مثله مثل الرئيس بوضياف) كاشفاً الخلل العميق في السلطة. ورغم فوزه في أبريل 1999 بالرئاسة إلا أن شعبيته لم تكن عالية وسط جيل الشباب الذي لم يعرفه من قبل.

                تعليق

                • يسري راغب
                  أديب وكاتب
                  • 22-07-2008
                  • 6247

                  #9
                  اتحاد المغرب العربي
                  -------------------
                  بيان : "جميعا من أجل خيمة الشعوب المغاربية حتى إزالة الحدود"

                  أضيف في 30 ماي 2011

                  بعد تمادي البعض من حكام البلدان المغاربية في تعطيل حركة القطار المغاربي، وبعد النداءات العديدة التي وجّهتها عبر مقالاتي من أجل فتح الحدود بين بلدان المغرب العربي، هذه الحدود التي رسمها لنا الإستعمار، لتقويض طاقاتنا، ومنعنا من الخروج من دائرة التخلف والصراعات الهامشية، التي تُديم عمر الأزمات المفتعلة، وتُبقي شعوبا وحّدها التاريخ، والدين واللغة، وجمعت بينها أواصر الدّم والمُصاهرة، بعيدة عن بعضها البعض، بل وترهن طاقاتها، وتحرمها من الإتحاد، الذي يُؤهل كل البلدان المغاربية للإنطلاق بالسرعة الحقيقية، التي تمتلك مقوماتها وقواها الشعوب المغاربية، وجرّاء تصريحات من صنّفوا أنفسهم سياسيين، وأوصياء على بلد أعظم ثورة شهدها التاريخ، والقائلة بأن فتح الحدود بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي، ليس من الأولويات، وليس مُدرجا على جدول الأعمال، قرّرت من منطلق أنني جزائري أصيل، واحتضنه المغرب كما احتضن الآلاف من الجزائريين، وقادة الثورة الجزائرية، بمن فيهم الرئيس الراحل هواري بومدين، والرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، والرئيس المُغتال محمد بوضياف، والقادة: قايد أحمد المدعو "سليمان"، وحبيبي ميلود، وبن حدّو بوحجر "المدعو عثمان"، ولطفي، وفرّاج، وبوصوف، والزّبير، ودحو ولد قابلية، ومحمد بن أحمد المدعو "موسى"، وعلالي يوب، وبشير نور، والمستغانمي محمد المدعو "رشيد"، والشريف بلقاسم، وأحمد مدغري، وبوعلام بسايح، وباقي بوعلام، والطّيبي العربي، والبكاي، والشيخ خير الدين، وحتى عبد القادر بن صالح الذي عاش هناك، وغيرهم ممّن لا يسع المقام لذكرهم جميعا، قرّرت أن أطلق مبادرة لكل أقطاب المقاومة في المغرب العربي، ولكل المثقفين، والوطنيين المخلصين، والسياسيين النزهاء، لأجل نصب خيمة على الحدود الجزائرية المغربية، نسمّيها على بركة الله "خيمة المغرب العربي"، تكون نواة حقيقية لتجسيد أمل ورغبة الشعوب المغاربية في التوحّد والإتحاد، وأقترح أن تتحول هذه الخيمة إلى منبر شعبي مغاربي، يحتضن كلّ الإرادات من أشخاص وجمعيات وأحزاب وشخصيات تاريخية، لإسماع صوت الشعوب المغاربية لحُكامها، وأملي أن تنخرط في هذه المبادرة كل وسائل الإعلام المغاربية، المؤمنة بحتمية اتحاد الشعوب المغاربية، ومن موقعي كمُبادر بهذه الفكرة، أتمنى من كل شبابنا المغاربي، أن يفتح صفحاته على شبكات التواصل الإجتماعي على الأنترنيت، للترويج لمبادرة "الخيمة المغاربية"، التي ستُؤسّس لفضاء مغاربي جديد، تنمحي فيه كل الخلافات، وتتعزّز فيه مبادئ الوحدة بين شعوبنا، لأننا سئمنا وكرهنا بل و "هرمنا"، من تصريحات من وضعوا أنفسهم أوصياء علينا، وهمّهم الأول والأخير، توسيع هوة الفُرقة بين شُعوبنا، خدمة لجهات لا ربح لها إلا في فُرقتنا وتشتُّتنا، فلنهُبّ جميعا لنصب "خيمة المغرب العربي"، ولنُحقق الوحدة ولو تحت سقف خيمة، وذلك أضعف الإيمان.
                  ------------------------

                  أزمة الربع قرن بين المغرب والجزائر أما آن لها أن تنتهي !



                  تعتبر أزمة الصحراء الغربيّة من أعقد المشاكل العربيّة التي ظلّت تراوح مكانها , حيث جاوز عمر هذه الأزمة أزيد من ربع قرن والذي زاد في مفاقمتها هو توزّع هذه الأزمة على الجزائر والمغرب أصحاب العلاقة المباشرة بهذه الأزمة . فالجزائر التي ساهمت في تأسيس جبهة البوليساريو تعتبر أنّ هذه الجبهة من حقّها إنشاء دولة مستقلة في الساقيّة الحمراء ووادي الذهب , فيما تعتبر المغرب أنّ الصحراء الغربيّة هي أرض مغربيّة ولا وجود في التاريخ المغاربي لشيئ اسمه الدولة الصحراويّة .
                  والواقع أنّ الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين أوعز إلى مدير المخابرات العسكرية في عهده قاصدي مرباح باحتضان مجموعة من الطلبة الصحراويين الذين كانوا يدرسون في الجامعات الجزائرية ومنهم الأمين العام لجبهة البوليساريو ومدهّم بالمال والسلاح ومساعدتهم في تأسيس جبهة تنادي بإقامة دولة في الصحراء الغربيّة , وكان هدف بومدين من هذه الاستراتيجية هو إشغال المغرب بقضيّة الصحراء الغربية حتى لا ينشغل بصحراء تندوف الجزائرية التي كان يعتبرها العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني مغربيّة أيضا , كما كان بومدين يحرص على أن يكون للجزائر مطلاّ على المحيط الأطلسي ولن يتأتى ذلك للجزائر إلاّ إذا تولّت جبهة البوليساريو إقامة دولتها في الصحراء الغربيّة , ورغم أنّ الحسن الثاني عرض على بومدين عبر وسطاء معينين منح الجزائر منفذا إلى الأطلسي مقابل التخلي عن تبنيّ مشروع البوليساريو إلاّ أنّ بومدين رفض العرض . و تجدر الإشارة إلى أنّ الخلافات الجزائريّة – المغربية أدّت إلى نشوب حرب بين البلدين مباشرة في سنة 1963 , كما أندلعت عشرات الحروب غير المباشرة بين المغرب والجزائر حيث كان الجيش الجزائري يحارب القوات المغربية من خلال جبهة البوليساريو وقد أسرت القوات المغربية عشرات الجنود الجزائريين . وبسبب جبهة البوليساريو كانت الجزائر تستقبل معارضي النظام المغربي وتمنحهم جوازات سفر ديبلوماسيّة , والمغرب كان يلجأ إلى الشيئ نفسه , وعندما اندلعت الفتنة الجزائريّة كانت الرباط تغضّ الطرف عن دخول السلاح إلى الجماعات المسلحة في الجزائر عبر الأراضي المغربية . و كانت بعض عناصر الجماعات الإسلاميّة الجزائرية تفّر إلى المغرب بعد قيامها بأعمالها العسكرية في مناطق الغرب الجزائري . و على امتداد ثلاثين سنة كانت العلاقات الجزائريّة – المغربية محكومة بوضع الصحراء الغربيّة . وكان هناك خياران لا ثالث لهما في حلّ الأزمة الصحراوية الخيّار الجزائري والمتمثل في إقامة دولة مستقلة لجبهة البوليساريو في الصحراء الغربيّة , والخيار المغربي المتمثل في بسط السيّادة على الأراضي الصحراوية بناءا على أصالة مغربية الصحراء الغربيّة . وبسبب تصلّب موقفيّ المغرب والجزائر على السواء فانّ الجهود الأمميّة باءت بالفشل الذريع , و عندما استعصى على جمعية الأمم المتحدة حلحلة هذه المعضلة كلفّت وزير الخارجيّة الأمريكي الأسبق جميس بيكر بتولّي هذا الملف حيث ترددّ أكثر من مرة إلى الجزائر والمغرب ومناطق جبهة البوليساريو وحاول ترتيب استفتاء حول مستقبل الصحراء الغربية , لكن اختلاف الجزائر مع المغرب حول من يحق له المشاركة في الاستفتاء حال دون ترتيبه , وفي هذه الأثناء وفي الوقت الذي كانت فيه الجزائر منشغلة بفتنتها الداخليّة قام العاهل المغربي الشاب محمّد السادس بزيارة إلى واشنطن وباريس وحاول إقناع الرسميين هناك برجاحة الخيّار المغربي ووعد واشنطن بتسهيلات عسكرية في المغرب فيما لو عمدت واشنطن إلى دعم الخيّار المغربي . وبعد طول صمت أعلنت واشنطن عن خيارها الثالث المتمثل في منح جبهة البوليساريو حكما ذاتيّا محدودا فيما يمنح المغرب حقّ الإشراف على وزارة الدفاع والخارجيّة ووزارات السيّادة الأخرى , و قد رفضت الجزائر هذا المشروع جملة وتفصيلا , كما أنّ جبهة البوليساريو رفضت المشروع الأمريكي و أعتبرته تعديّا صريحا على مبدأ حقّ تقرير المصير وتجاوزا على نضالات الشعب الصحراويى . وينسجم الخيّار الأمريكي مع أطروحة أمريكية تنصّ على إحقاق شراكة مغربيّة
                  أمريكية ولهذا الغرض انعقدت العديد من الندوات في واشنطن وتستهدف هذه الشراكة إلى سحب البساط بشكل كامل من فرنسا في المناطق المغاربيّة , وباريس التي تنظر إلى هذه التطورات باستيّاء تعي أّن هوى النظم السياسية المغاربية بات أمريكيّا ولذلك راحت تخلط الأوراق الداخلية في الجزائر وتفتح ملف حقوق الإنسان في تونس وملف بن بركة في المغرب وتعتقل رسميين موريتانيين في فرنسا بحجة انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في نواكشوط . وإذا تسنىّ للخيار الأمريكي أن يأخذ مجراه في حلحلة الأزمة الصحراوية فمعنى ذلك أنّ واشنطن قد وضعت مسمار جحا في منطقة المغرب العربي وهو ما يشكّل النهاية الفعليّة للمجد الفرانكفوني في المغرب العربي !!


                  أزمة الصحراء الغربيّة العقبة الكأداء في طريق بناء الإتحّاد المغاربي !

                  تعيش منطقة المغرب العربي حالة من الإستقرار اللامستقرّ , ووضعا مرتبكا قد يتضعضع في أيّ لحظة , وقد بات المغرب العربي على هذه الحالة منذ أزيد من ربع قرن وتحديدا لدى بداية ما عرف في هذه المنطقة بأزمة الصحراء الغربيّة .
                  وقد أصبحت قضية الصحراء الغربية مؤثرّة إلى أبعد الحدود في العلاقات الجزائرية – المغربية , بل في العلاقات المغاربيّة – المغاربيّة أيضا والتي عرفت تداعيّات كبيرة بسبب أزمة الصحراء الغربية .
                  ورغم أنّ التصريحات الرسميّة التي تصدر في كل من الرباط والجزائر إيجابيّة وتوحي بقرب إنفراج تام في العلاقات بين الجزائر والمغرب إلاّ أنّ تصريحات الكواليس وما يجري تحت السطح يؤشّر إلى أنّ الأزمة بين البلدين ستتواصل إلى أجل غير مسمى .
                  ومثلما تتهمّ الرباط الجزائر بأنّها أعادت ضخّ الحيوية في جبهة البوليساريو ودعتها إلى تصعيد عملياتها في القريب العاجل ضد القوّات المغربية , فإنّ الرسميين الجزائريين يتهمون المغرب بتقديم الدعم للجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر وتسهيل عبور أفراد هذه الجماعات عبر الحدود المغربية , وقد شكلّت هذه الملفات الأمنيّة العالقة بين البلدين حاجزا حال دون تفعيل العلاقات الثنائيّة بين البلدين .
                  وحسب الجزائريين فإنّ الرباط مازالت تعمل على وأد الحق الصحراوي وحرمان جبهة البوليساريو من إقامة دولتها في الساقيّة الحمراء و وادي الذهب , وهي – أي الرباط – تعمل ما في وسعها لعرقلة الإستفتاء حول مصير الصحراء الغربية وفق خطة الأمم المتحدة , لكنّ الرباط من جهتها فترى أنّ الجزائر و أجهزتها الأمنية هي وراء خلق جبهة البوليساريو وذلك عندما كان طلبة صحراويون يدرسون في الجامعات الجزائرية , وأصدر هواري بومدين الرئيس الجزائري الأسبق أوامره إلى مدير الاستخبارات العسكرية في ذلك الوقت قاصدي مرباح بإستقطاب هؤلاء الطلبة ومنهم الرئيس الصحراوي الحالي ودعمهم ماديا وسياسيا وعسكريا لإنشاء جبهة تحرير الساقيّة الحمراء ووادي الذهب وتعتبر الرباط أنّ تاريخ المغرب العربي لم يعرف لا قديما ولا حديثا شيئا اسمه دولة الصحراء الغربية وأنّ هذه الصحراء كانت على الدوام أرضا مغربيّة كما تؤكدّ كل الوثائق .
                  وأنّ ما عرف بأزمة الصحراء الغربية هو من مخلفّات الإستعمار الإسباني ثمّ الفرنسي . ومعروف أنّ المغرب لم تكن تعترف على الإطلاق باستقلال موريتانيا لأنهّا كانت تعتبر موريتانيا أرضا مغربيّة أيضا , وكان العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني يطالب بالأرض الموريتانية الأمر الذي جعل الموريتانيين يرتمون في أحضان الجزائر في عهد هواري بومدين كنوع من الحماية لهم ضد العاهل المغربي الراحل , وحتى الراحل جمال عبد الناصر كان يرى أنّ موريتانيا أرض مغربية وهو ما جعل القيادة الموريتانية في ذلك الوقت تستاء من عبد الناصر ومن الخط القومي العربي عموما .
                  وقد أصبحت أزمة الصحراء الغربية ترسم منحنيات العلاقات المغاربية – المغاربية ونشأت في المغرب العربي معادلة سياسية وديبلوماسيّة مفادها أنّ الدول المغاربية الأخرى كتونس وليبيا وموريتانيا إن هي دعمت جبهة البوليساريو فإنّها بذلك ترضي الجزائر وتغضب المغرب وإن هي سحبت إعترافها بجبهة البوليساريو فسوف تغضب الجزائر وترضي المغرب, ولأنّ الجزائر والمغرب من أكبر الدول المغاربية من حيث الديموغرافيا والجغرافيا على السواء فقد بات يؤثران بقوة في رسم منحنيات العلاقات المغاربية – المغاربية .
                  ولأنّ المعادلة السياسية التي جئنا على ذكرها قد أرقّت الدول المغاربية كثيرا فقد أصبحت الدول المغاربية الأخرى غير مباليّة بأزمة الصحراء الغربية وتداعياتها , فراحت كل دولة تبحث عن محور إقليمي أو دولي آخر تتعامل معه .
                  فالجمهوريّة الموريتانيّة وجدت عزاءها في الدولة العبريّة , والجماهيرية الليبية العظمى راحت تبحث عن عزائها في القارة الإفريقية
                  و أصبح العقيد معمّر القذافي الزعيم الليبي في نظر الصحافة الليبية زعيم إفريقيا وباعث نهضتها المعاصرة , فيما تونس وجدت عزاءها في واشنطن بعد أن أدارت ظهرها لفرنسا التي انتهى عزّها في تونس مع النهاية المأساويّة للرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة .
                  ويبقى القول أنّ أيّ انفراج في العلاقات الجزائرية – المغربية , والعلاقات المغاربية – المغاربيّة مرهون بحل قضية الصحراء الغربية , لكن المؤشرات كلها لا تشير إلى قرب حلحلة هذه الأزمة التي جاوزت الربع قرن بدون حلّ .
                  ولم تفلح كافة مبادرات جمعيّة الأمم المتحدة في إيجاد حلّ للمعضلة الصحراويّة بسبب تمسّك المغرب بحقّها في ضمّ الأرض الصحراويّة إليها لأنّها بالأساس أرض مغربيّة في نظر الرباط , وبسبب إصرار الجزائر على حقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتبنّيها لمشروع جبهة البوليساريو القاضي بإقامة دولة مستقلّة في الساقيّة الحمراء ووادي الذهب – الحيّز الجغرافي للصحراء الغربيّة - .
                  و من جهتها جبهة البوليساريو التي تملك قواعد عسكريّة في العمق الجزائري مازالت ترفض كافة المبادرات السياسيّة والتي لا تنسجم مع مشروعها السياسي المحصور فقط في ضرورة إقامة الدولة الصحراويّة المستقلّة في الصحراء الغربيّة .
                  وتعتبر معضلة الصحراء الغربيّة ثاني أعقد أزمة حدوديّة بعد أزمة كشمير بين الهند وباكستان , ويجدر تسميتها بكشمير المغرب العربي والتي تسببّت في حرب حدوديّة بين الجزائر والمغرب في سنة 1963 .
                  وقد طرحت جمعية الأمم المتحدة العديد من المشاريع السياسيّة لحلحلة الأزمة الصحراويّة لكن أيّا منها لم ينفذّ , و قبل تنوّع الحلول السياسيّة ودخول واشنطن على خطّ الأزمة الصحراويّة كانت جمعيّة الأمم المتحدّة تتبنّى خيار الاستفتاء في الصحراء الغربيّة وخلاصة المشروع الأممي الذي طرح على المغرب وجبهة البوليساريو عندما كان خافيير دي كويلار أمينا عاما للأمم المتحدة ,هو أن يشارك الصحراويون في استفتاء عام حول مصير الصحراء الغربيّة , وهنا وقع خلاف حاد بين المغرب وجبهة البوليساريو حول هويّة الصحراوي الذي يحقّ له المشاركة في الاستفتاء , وفي هذا الصدد كانت جبهة البوليساريو ترى أنّ سكاّن الإقليم الصحراوي وسكان شمال الصحراء الذين غادروا الصحراء الغربيّة بحثا عن لقمة العيش إلى أماكن أخرى كلهم يحقّ لهم المشاركة في الإستفتاء , فيما كانت المغرب ترى أنّ سكان منطقة الصحراء الغربيّة والمسجلّين في السجلّات قبل سنة 1975 هم وحدهم الذين يحقّ لهم المشاركة في الاستفتاء , ونظرا لهذا الخلاف تأجلّ مشروع الاستفتاء إلى أن تبددّ بشكل نهائي , ولما عجزت جمعيّة الأمم المتحدة في إيجاد حلّ للمعضلة الصحراويّة أسند الملف إلى وزير خارجيّة أمريكا الأسبق جميس بيكر والذي قام بزيارات ميدانيّة إلى المنطقة المغاربيّة و إلتقى المسؤولين الجزائريين والمغاربة وكذا المسؤولين على جبهة البوليساريو . وبعد دراسات مكثفة و لقاءات الأطراف المعنيّة بهذا الملف في هيوستن في أمريكا , طرح جميس بيكر مشروع الحلّ الثالث والمتمثّل في منح الصحراء الغربيّة حكما ذاتيّا لكن في إطار السيّادة المغربيّة و هو المشروع الذي رحبت به المغرب ورفضته الجزائر وجبهة البوليساريو جملة وتفصيلا .
                  والجزائر التي تبنّت مشروع جبهة البوليساريو سنة 1975 وأيدتهّا إعلاميّا وسياسيّا وماليّا ولوجستيّا لا تريد أن ينتهي الصراع المرير حول الصحراء الغربيّة دون أن تجنيّ ثمارا سياسيّة وإستراتيجيّة وعلى رأسها أن يكون لديها منفذ على المحيط الأطلسي , وأن تضع حدّا للأطماع المغربيّة القديمة في صحراء تندوف الجزائريّة وذلك عبر إقامة دولة صحراويّة بينها وبين المغرب. ومثل المشروع السابق فانّ مشروع الخيّار الثالث تبددّ ولم ير النور الأمر الذي جعل الأمين العام للأمم المتحدة الحالي كوفي أنان يقدّم مبادرة يرى المراقبون أنّها قد تكون الأخيرة , و تتمثّل المبادرة في أربع نقاط هي : استمرار جهود الأمم المتحدة من أجل إيجاد حلحلة للملف الصحراوي , العمل بالخيار الثالث الذي طرحه جميس بيكر , إنهاء وجود قوات الأمم المتحدة في الصحراء الغربيّة الأمر الذي يعني تأجيج الموقف بين الجزائر والمغرب , والنقطة الرابعة تتمثّل في تقسيم الصحراء الغربيّة بين الجزائر والمغرب .
                  وفي الوقت الذي رفضت فيه المغرب مشروع تقسيم الصحراء الغربيّة فإنّ الجزائر أبدت إستعدادها للتعاطي مع مشروع التقسيم , بل إنّ المندوب الجزائري الدائم في الأمم المتحدّة عبد الله بعلي وفي رسالة له إلى الأمين العام للأمم المتحدة أبدت استعدادها لمناقشة مشروع تقسيم الصحراء الغربية بما يحفظ الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي .
                  و قد انفعلت المغرب أيّما انفعال من المبادرة الجزائريّة وأعتبرت وسائل الإعلام المغربيّة أنّ الجزائر تهددّ أمن المنطقة المغاربيّة فيما رأت صحف مغربيّة أخرى أنّ الجزائر وبتبنّيها لمشروع التقسيم كشفت عن نيتها الحقيقيّة من وراء تبنّي مشروع الصحراء الغربيّة , فهي لا تهدف إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي بقدر ما تصبو إلى أن تثبتّ قدميها في الأرض الصحراويّة الغنيّة بالثروات الطبيعيّة وعلى رأسها الفوسفات .
                  وقبل ذروة الانسداد الذي عرفته القضيّة الصحراوية شهدت المناطق الحدوديّة على طرفي المغرب والجزائر مناورات عسكريّة , الغرض منها إبراز العضلات والتلويح بورقة القوة , ولم يسبق أن وصلت قضيّة الصحراء الغربيّة إلى ذروة التعقيد مثلما هي عليه الآن , فلا الجزائر مستعدة لتسليم الصحراء الغربيّة وبالتالي التضحيّة بكل ما قدمته لجبهة البوليساريو , ولا المغرب مستعدّة للتخلي عن الأرض الصحراويّة التي تعتبرها المغرب أرضا مغربيّة قلبا وقالبا , ولا جبهة البوليساريو الرافضة لأيّ مشروع لا يحققّ حلمها بإقامة الدولة المستقلّة في الصحراء الغربيّة مستعدة للتخلي عن الأرض الصحراويّة , ولهذا من المستبعد أن ينجح مشروع التقسيم , وقد يؤدي هذا المشروع إلى إنتاج حرب ضروس في منطقة المغرب العربي , كما أنّ سحب الأمم المتحدّة لقواتها من المنطقة قد يؤدّي إلى انهيار الوضع العسكري في المنطقة المغاربيّة .
                  وبقيّ القول أنّ تعقيد الحل في المنطقة من قبل واشنطن و الأمم المتحدة ربما يهدف إلى إنتاج حرب عربيّة – عربيّة جديدة تهدف واشنطن من خلالها إلى إخراج فرنسا بشكل كامل من المغرب العربي , ووضع يدها على منطقة تعّد من أغنى المناطق في العالم !!



                  الرعاية الأمريكية للاتحاد المغاربي .

                  تبدي الإدارة الأمريكية إهتماما مبالغا فيه بمنطقة المغرب العربي التي تعتبرها منطقة جيوسياسية وحساسة للغاية , وهي بمثابة خليج القارة الأفريقية لما فيها من ثروات باطنية لم يسثتمر الكثير منها , وهذا الاهتمام الأمريكي بالشمال الإفريقي ليس وليد الساعة , بل يعود إلى ما بعد الحرب الكونية الثانية عندما بدأت أمريكا تتطلّع إلى العالم الخارجي , وتقطع الطريق عن الإيديولوجيا الحمراء التي كانت تنشرها موسكو هنا وهناك , و عندما أستقلّت تونس قام الرئيس التونسي تاريخئذ الحبيب بورقيبة بزيارة واشنطن وألتقى بالرئيس الأمريكي ايزنهاور الذي طلب منه أن يعمل بورقيبة على إقامة تحالف بين الدول المغاربية وأمريكا من جهة أخرى , وبعد مضيّ أربعة عقود على هذه الفكرة عاودت واشنطن طرح الفكرة على أكثر من رئيس مغاربي ولكن هذه المرة على شكل شراكة أمريكية – مغاربية لقطع الطريق على مشروع الشراكة الأوروبية – المغاربية . وتجدر الإشارة إلى أنّ واشنطن تبدي حماسها الشديد لفكرة الاتحاد المغاربي , ومن أجل إحقاق المصالحة بين الدول المغاربية و ردم الهوّة فيما بينها تمّ تنظّيم ندوة دوليّة في واشنطن في الخامس من شهر نوفمبر – تشرين الثاني – في السنة الماضيّة حول الاستثمار في المغرب العربي وشارك في هذه الندوة كل من الجزائر والمغرب وتونس , وحسب الرسميين الأمريكيين فانّ هذه الندوة التي رعتها الإدارة الأمريكية تناولت العراقيل التي تحول دون تفعيل الاستثمار في منطقة المغرب العربي كما تناولت الندوة موضوع الخلافات السياسية بين دول الاتحاد المغاربي وسبل معالجتها , و قد أعقب هذا الاجتماع اجتماع أخر في شهر أبريل –نيسان – الماضي وكان الاجتماع الثاني بحضور ستيوارت ايزنستات مساعد كاتبة الدولة الأمريكية للخزينة و تناول اللقاء الثاني كيفية استثمار مليارين و نصف المليار من الدولارات في منطقة المغرب العربي , وقد وجّهت الدعوة لموريتانيا لحضور الندوة الثانية كملاحظ , وطالب هذا المسؤول الأمريكي أن تكون هناك وحدة بين الأقطار المغاربية معتبرا أن مثل هذه الوحدة ستخدم الاستثمار الأمريكي , ويرى مراقبون في المغرب العربي في هذا التوجه الأمريكي بأنّه لا يدخل في باب الحرص على الاتحاد المغاربي بقدر ما إنّ واشنطن تريد الكعكة المغاربية برمتها , فهي لا تريد أن تكون لها حصّة في الجزائر , ولفرنسا مثلا حصة في تونس وموريتانيا , فهي تريد الأخضر واليابس في منطقة المغرب العربي , وهذا ما يفسرّ هجوم الشركات الأمريكية على تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ونفس هذه الشركات الأمريكية المتعددة الجنسيات بدأت تعود إلى ليبيا و لابدّ أن نشير أنّه ورغم الحصار الأمريكي المفروض سابقا على ليبيا بسبب أزمة لوكربي كانت الشركات النفطية الأمريكية تشتري حصة الأسد من النفط الليبي .
                  وهناك العديد من الدراسات الأمريكية التي تركّز على حجم الثروات الهائلة الموجودة في المغرب العربي من نفط وغاز وحديد وفوسفات ويورانيوم و ما إلى ذلك من الثروات الباطنية . وبالإضافة إلى عامل الثراء هناك عامل الموقع الجيوسياسي , ولا يمر شهر إلاّ وتشهد مياه البحر الأبيض المتوسط مناورات عسكرية بحرية بين القوات الجزائرية والأمريكية , أو بين القوات المغربية والقوات الأمريكية . فهذا المنفذ البحري الهام يجعل الآلة العسكرية الأمريكية البحرية على تماس جغرافي بأوروبا , وعلى تماس جغرافي بإفريقيا, وعلى تماس جغرافي بالشرق الأوسط وهي كلها مناطق تعني الكثير للاستراتيجية الأمريكية
                  التي كثيرا ما تركّز على ضرورات المنافذ المائية لتكريس الوجود الأمريكي في مختلف نقاط العالم .
                  وتبدو الدول المغاربية متحمسّة للعروض الأمريكية , وهي في مجموعها بات الرضا الأمريكي يعني لها أكثر مما يعنيها الرضا الفرنسي الذي لم يعد مجديّا في ظلّ عولمة أمريكية الشكل والمضمون , وترى الدول المغاربية أنّ هذا التوجه الأمريكي لتوحيد المغرب العربي والاستثمار فيه من شأنه أن يساهم في حلحلة العديد من المشاكل التي تتخبّط فيها هذه الدول , وتتصوّر هذه الدول أنّ واشنطن ستعطيهم بدون مقابل متناسين أنّ المقابل سيكون كبيرا للغاية في ظلّ هشاشة الوضع السياسي المغاربي .
                  والعجيب كما يقول سياسي مغاربي أنّ الدول المغاربية لا تجتمع فيما بينها لحل مشكلة إنهيار الإتحاد المغاربي , وتنتظر من واشنطن أن تعمد إلى مساعدتها على تفعيل الاتحاد المغاربي , وهي خطوة إن تمت ستصبح منطقة المغرب العربي بموجبه قاعدة أمريكية تماما كتركيا , و الغريب أنّ معظم الدول المغاربية معجبة بالنموذج التركي و خصوصا الارتماء التركي في الحضن الأمريكي و الأوروبي في نفس الوقت !!!!!!!!!

                  تعليق

                  يعمل...
                  X