ندوة حول الإبداع الادبي / هيثم الريماوي
تعاريف
في اللغة: هوالإختراع ، أبدعت الشيء: اخترعته على غير مثال سبق
والمبدع هو: المنشئ أو المحدث لشيء لم يسبقه أحد إليه ، ومن هنا نجد اختلاف المبدع عن المجدد أن المجدد يقوم بإعادة بناء القديم أما المبدع فيحدث أمراً غير مسبوق
مفهوم الأبداع
((أن ترى ما لا يراه الآخرون ، أن ترى المألوف بطريقة غير مألوفة ، هو تنظيم الأفكار وإظهارها في بناء جديد انطلاقاً من عناصر موجودة ، انه الطاقة المدهشة لفهم واقعين منفصلين والعمل على انتزاع ومضة من وضعهما جنباً إلى جنب ، الابداع طاقة عقلية هائلة، فطرية في أساسها، اجتماعية في نمائها، مجتمعية إنسانية في انتمائها ، فهو القدرة على حل المشكلات بأساليب جديدة تعجب السامع والمشاهد
،الإبداع حالةبشرية عقلية بحيث تنحو هذه الأساليب لإيجاد أفكار أو طرق ووسائل غاية في الجدة والتفرد بحيث تشكل إضافة حقيقية لمجموع النتاج الإنساني كما تكون ذات فائدة حقيقية على أرض الواقع إذا كان الموضوع يرتبط بموضوع تطبيقي أو أن يشكل تعبيرا جديدا وأسلوبا جديدا عن حالة
اجتماعية أو ادبية إذا كان الموضوع ثقافيا فلسفيا أو نقديا أو ان يشكل تعبير ضمن شكل جديد وأسلوب جديد عن
العواطف والمشاعر الإنسانية إذا كان الموضوع يتعلق بالنتاج الأدبي وأشكاله. ويمكن تعريفه اجرائيا أو شرطيا بانه إنتاج عقلي جديد ومفيد واصيل ومقبول اجتماعيا ويحل مشكلة ما منطقيا أو ربما قبل الشعور)) الموسوعة الرقمية
بهذا نجد أن الإبداع هو ملكة فطرية بدايةً، مايمكن أن نسميه بالموهبة ، يمكن صاحبة من فهم الأشياء و التعبير عنها بشكل عميق غير مسبوق ، ويمكن أن يشمل ذلك كل نواحي الحياة ، ولا يُشترط الشمول في الإبداع ، فغالياً ما يتجلى الإبداع عبر نتاج المبدع في مجال معين من مجالات الحياة ، أو عدد قليل منها على الأكثر ، بما يمكن أن نطلق عليه (العارف الموسوعي ) ، ولكن حتى هذا العارف الموسوعي هو مبدع – بالضرورة- بالقليل مقارنة مع الإتساع الهائل لأشياء والكون والطبيعة وما بعد الطبيعة ولعلاقاتها التفاعلية ونتائج هذه العلاقات .
مراحل الإبداع ومكوناته
1
يستند الإبداع كما علمنا على قدرات فطرية ، مركزها العقل فمعدل الذكاء ومدى القدرة على التفكير والتحليل واستكشاف النتائج هو الذي يضع الفرد بدايةً على طريق النتاج الإبداعي بهذا تكون المرحلة الأولى من مراحل الإبداع هي ما يسمى بالإعداد وهو التحضير ذهنياً عبر التفكير العقلي الأولي أو ما يسمى (بعصف الأفكار) ، وهو التناول الأولي لكل ما يتعلق بالأشياء الدخالة ضمن نطاق الإشتغال الإبداعي
2
ويدخل المبدع بعد ذلك في مرحلة تسمى الكمون ، أو يمكن أن نطلق عليها مجازاً الفلترة ، وهي تمثل حالة متداخلة بين الشعور واللاشعور ، أو التفكير المنطقي والتفكير الحدسي ، وهنا تتجلى القدرات الحسية والمعرفية عند المبدع أي يستثمر الخيال والواقع معاً ، وايضاً المعرفة النظرية بجمودها ، ومرونة انفعالاته وتفاعلاته مع الخبرة العملية ، هنا يستثمر المبدع كل طاقاته الحسية والمعرفية لاستكشاف علاقات جديدة لأشياء الواقع ، وهذه المرحلة هي من أهم مراحل الإبداع ، حيث ضمن هذه المرحلة يتأسس شكل الإبداع النهائي فإذا كان التفكير المنطقي غالباً ، جاء النتاج نظرية او قانون علمي ، وإذا كان الحدس غالباً جاءت جاء النتاج ادبياً أو فنياً وإذا كان مختلطاً جاء النتاج كذلك ، وعلى الأغلب تكون غلبة الحدس أو المنطق محسومة مسبقاً وذلك استنادً لطبيعة التصنيف المعرفي عند المبدع ، وطبيعة المجال الذي تتجلى فيه إبداعاته هل هو حقل علمي أم أدبي أم فني ،ام أكثر من حقل ...الخ
3
الظهور أو شرارة الإبداع ، وهي المرحلة التي تظهر في ملامح التناج الإبداعي ، أو مايمكن أن نسميه ولادة الإبداع ، في هذه المرحلة يكون النتاج الإبداعي بشكله الصرف أو الخام أي النتاج الذي تفتق عبر الذهن من خلال استثمار المعرفة والحدس ، وهذه اللحظة بالذات معروفة في التاريخ الإنساني ، يسميها المتصوفة –مثلاً- لحظة الإشراق أو الكشف ، ويسميها الشعراء لحظة الإلهام أو الوحي أو اشيطان الشعري ، وتسمى عموماً بلحظات التجلي ، ولاستحضار هذه اللحظة طقوس خاصّة متفردة ربما لكل مبدع ربما تكون غريبة بالنسبة للآخر، ولكنها بالنسبة للمبدع تمثل هذه الطقوس حالة من الأستعداد المنسجم مع طبيعة النفسية للمبدع من أجل إستدعاء هذه اللحظة ، وهنالك أمثلة كثيرة جداً على ذلك ، أذكر منها مثال واحد فقط , كان الكاتب الروائي ارنست هيمنغواي عنجما يبدأ بالكتابة ، يغلق غرفته ويضع مسدساً على مكتبه ، وعندما سُئل لماذا تضع مسدساً على مكتبك عند الكتابة ، أجاب : لأني لن أتردد في قتل من يدخل عليّ لحظة الكتابة .
4
مرحلة الصياغة ، في هذه المرحلة ، يقوم المبدع بتهذيب الحالة الإشراقية أو حالة التجلي التي مرّ بها ، بصياغة ما تنقلها للمتلقي ، مع ضرورة أن تنسجم هذه الصياغة مع طبيعة نتائجج هذه اللحظة الإشراقية,,,فيمكن أن تكون نظرية أوقانون، أو قطعة أدبية ، أو لوحة فنية ، أو رقصة أو مقطوعة موسيقية ....الخ
والجدير ذكره هنا ، أنه في أغلب الأحيان تكون هذه المراحل متداخلة يصعب التفريق بينها وما كان هذا الفصل بين هذه المراحل سوى فصلاً تعسفيّاً لأغرض التوضيح فقط.
نجد هنا أن مقومات الأبداع بحسب ما تقدم ، هي القدرة الفطرية الذهنية /العقلية ، كالذكاء والقدرة على التحليل والاستنتاج ، المعرفة وهي فهم طبيعة الأشياء موضوع الإشتغال الإبداعي وسلوكاتها وتفاعلاتها والفهم لطرق التعبير الملائمة لهذا النتاج الإبداعي ، الاستعداد النفسي المنسجم مع القدرة على الإنتاج الإبداعي ، الظروف البيئية المناسبة لتنمية القدرة الأبداعية ، وأي خلل في أحد هذه المقومات يؤدي إلى خلل في الحالة الإبداعية عند الفرد ربما طفيفاً وربما عميقاً
سيكولجية الإبداع
يرى سيغموند فرويد ، أن أساس نشأت الإبداع هو نفسي ، يأتي عبر صرعات العقل الباطن والتفريغ الإنفعالي ، والكثير من الإنفعالات النفسية ، كالخيال واحلام اليقظة ، وانسجام والأنا والأنا الأعلى ، ويرى رودا مدرسة التحليلي النفسي ، الحدس يلعب دوراً مهماً في الإبداع ، فالمبدع هو الذي يستشرف المستقبل ، بوسائل الحاضر ،أو يقدم وصفاً للحاضر بطريقة غير مسبوقة ، هو بعيد عن التقليد ، وينسجم مع الآخر بحدود ما يفيد ابتكاراته ، يتجاوز المطروح لما بعده ، لذى هو شاذ في طروحاته لجديتها وفرادتها غير المسبوقة ، معتز بذاته ومتعصب لرأيه بوصفه أكثر عمقاً من العادي المتداول ، وعلينا هنا أن نكون على مستوى من الوعي يمكننا من استكشاف المبدع من المدعي ، وذلك أن نتاج المبدع عادةً هو يصعب فهمة سريعاً ، وذلك لعمقه وطبيعة طرحه غير المسبوقة ، ولا يعني ذلك أن كل طرحٍ متطرف أو غريب غير مسبوق هو إبداع بالضرورة ، فإذا كان هذا النتاج خاوياً من استشرافٍ للمستقبل أو كشفاً لعلاقات عميقة معتمة في الحاضر يبرزها تفهيمياً أو جمالياً ، فيكون هذا النتاج مجرد عبث كأضغاث احلام ، وأيضاً علينا أن نعترف بأن النتاج الذي ليس فيه ابتكاراً على أي صعيد هو تقليد ، نسخة عن القديم في مجاله حتى وإن كانت نسخة جميلة وحتى –أيضا- إذا كانت في رأي البعض أجمل من الأصل تبقى في كل الأحوال تقليداً لا إبداعاً وهذا ليس تقليلاً من قيمة هذه النسخ ، وإنما تصنيفاً لها بشكلٍ صحيح .
الأبداع الأدبي
بحسب ما تقدم يمكن تقسيم الإبداع ، إلى الإبداع المرتكز على التفكير المنطقي والذي نتاجه العلوم التطبيقية غالباً ، والإبداع المرتكز على التفكير الحدسي الإستشرافي ،والذي نتاجه غالباً العلوم الأنسانية وأدباها وفنونها ، والإبداع المرتكز على خليط من الإبداع المرتكز على الحدس والمنطق ، ونتاحه غالباً العلوم الفلسفية أو نقاط التقاء أكثر من حقل في النتاج ذاته ، وإذا علمنا أن الإبداع في العلوم التطبيقية يساعدنا على فهم المادة وسلوكها وبالتالي استثمار هذا الإبداع يساعد على راحة الأنسان عبر التقدم الحضاري ، والتكنولوجي منه خصوصا ، يبرز لنا سؤال مهم جداً وهو ما أهمية الإبداع الأدبي ؟لماذا نكتب القصيدة والقصيدة والرواية والمسرح ..الخ ؟ ونتبارى لللإبداع عبر هذه الأشكال الكتابية ؟ بمعنى آخر ما الفائدة التي تتحقق للإنسان من الإبداع الأدبي ؟
أعتقد أن هذا سؤال كبير جداً ، ومهم جداً ، وإشكالي جداً ، ولكن ولمحاولة الاقتراب من أجابة مرضية ، نستند أولاً إلى الدليل الإستقرائي لنلاحظ بما لا يدع مجالاً للشك أن الإبداع الأدبي بصنوفه المختلفة لم يفارق التطور الحضاري للإنسان منذ عصوره الأولى وحتى هذه اللحظة ، وهذا يدلل بشكل يقيني أن هذا الإبداع هو مهم جداً في حياة الأنسان لأنه لم يتخلى مطلقاً حتى هذه اللحظة ، إذن هو مهم بالإجماع الإنساني ، وأعتقد أن الإشكالية تكمن في سؤال لماذا هو مهم ،،،؟
أعتقد أن الأدب يبحث في العلاقة الإنسانية /النفسية ، بين الأنسان والإنسان وبين الإنسان المادة أو بين المادة والمادة في الإطار الجمالي على الإنسان ، بهذا أعتقد أن الإبداع الأدبي يحقق كشف لجماليات العلاقات بين الإنسان وما حوله ومدى انسجامه معها وأيضاً استشراف مستقبلي لهذه العلاقات بإطارها الجمالي ، مما يحقق أريحية وانسجام عبر استدعاء تجليات تناغم الإنسان مع ماحوله واستحضار الجمال عبر هذه التجليات
النقد والأبداع الأدبي
أذا كان الإبداع الأدبي رؤيا المبدع ،وكشفه للعلاقات غائرة العمق في الواقع ، وحدسه لمستقبل هذه العلاقات عبر النتاج الأدبي ضمن الإطار اجمالي ، وإذا كان هذا المبدع يتطرق إلى زوايا معتمة وبكر ، فإنه من الضروري أن يكون هذا النتاج إشكالاً بطريقة أو بأخرى على المتلقي العادي بسبب حداثته وعدم أسبقية هكذا نتاج بمثال للقياس عليه ، بهذا نجد أن دور الناقد هنا هو دور إبداعي أيضاً لتقصير المسافة بين رؤيا المبدع وعموم المتلقين ، إذ عليه أن يستكشف مدى عمق الرؤيا داخل النتاج الأدبي ، وأن بستكشف مكامن الجمال فيها ، وبالتالي مدى إبداعية النص ، وهذا يحتاج بالضرورة إلى إبداع استكشافي تماماً بمعنى الإبداع الذي تم الحديث عنه ، بمعنى على الناقد أن يكون مبدعاً في نقده إضافة لامتلاكه أدوات النقد ، حتى يستطيع الاشتغال على النتاج الإبداعي الأدبي ، إن تناول النصوص من حيث الشرح والتفسير أو مدى الخروج عن شكلية الجنس الأدبي أو توضيح الأخطاء الإملائية والنجوية هو مهم إلى حدٍ ما ، ولكنه لا يمثل نقداً إبداعيا حقيقياً ، لأنه لا يتطرق إلى تقصير المسافة بين النتاج الإبداعي وعموم المتلقين ، بهذا المعنى يكون النقد هو اشتغال إبداعي على الإبداع ، بهذا المعنى أيضاً لا اجد أن النقد هدفه او أحد أهدافه تصحيح النتاج الإبداعي أو تقديم نظرة تصحيحة لصيغة النص ، كأن نرى عبارات كثيرة مثل ( لوكانت العبارة بشكل كذا لكان أفضل ....او لو تم حذف كذا لكان أفضل أو لو تم إضافة كذا لكان افضل) لأن إقحام أي صيغة من قبل الناقد أو المتلقي ، هي تبرير لوجهة نظر جمالية خاصة به والتي هي تذوقية عموماً ، فما أجده جميلاً قد يراه الآخر قبيحاً وهكذا ، وليس دور النقد -في رأيي- التباين التذوقي للنتاج الإبداعي ، وإنما دوره إبراز مكامن الإبداع ومدى إيجابيات تحققها أو سلبيات عدم تحققها
الإبداع الأدبي وإشكالية التجنيس
إن التجيس الأدبي يمثل المرحلة النهائية من مراحل عملية الإبداع وهو الصياغة ، وأعتقد هنا أن العلاقة تضادية بين الإبداع بشكله الخام والجنس الأدبي ، وذلك أن الإبداع بطبيعة تكوينه يسعى نحو الإنفلات من أي قيد يحكمه ، ويحدد مسار استكشافه ، والجنس الأدبي يضع دائما أطر محددة أو فضفاضة لتوازن العلاقة بين الرؤى الإبداعية المنفلتة ، وبين عموم المتلقين ، ولهذه الجدلية تحديداً أعتقد أن الصياغات الإبداعية أو الأجناس الأدبية كانت وما زالت تتطور ، وتتنقل من شكل لآخر بسبب دوام انفلات الإبداعي من جهة ودوام التحديدات من قبل عموم المتلقين والنقاد والآخر بشكل عام ، لقد بدأت الأجناس الأدبية والفنية عموماً بالمسرح ، وبعد ذلك بدأت تتمايز وتتطور صيغ كثيرة عبر الحراك الإنساني ،،،فظهر الشعر بأشكاله وتطوراته العامودي والتفعيلي ,الشعر المنثور، وقصيدة النثر ,غيره ، وظهرت القصة القصيرة الكلاسيكية , والقصة الرمزية ، والقصة القصيرة جدا ,,وغيره ،،والرواية ، المسرح والواقعي ,,والمسرح الطبيعي ,, ومسرح اللامعقول أو العبثي ,,,الخ ,,والكثير ، كل ذلك في إطار هذه العلاقة بين المبدع والآخر ، وأعتقد أن بدأت مؤخراً توجهات لدمج أكثر من جنس أدبي ضمن النتاج الواحد عبر تناغمات وتوافقات مختلفة ،،،،وأنا أعتقد ، -وهذا رأيي خاص - أن الأشكال الإبداعية بدأت بالمسرح ,,وتمايزت واختلف تآلفت وستعود في النهاية إلى التناغم والتآلف اكثر فأكثر ،، لتكمل دورتها في النهاية إلى شكل مسرحي جديد متطور ،، يضم كل أو معظم الأجناس لتبدأ الجناس الأدبية دورتها مرةً أخرى ,,,
بهذا نرى أن الأجناس الأدبية هي مجرد وعاء يحمل الإبداع ، وهذا الوعاء يتغير ويتبدل لظروف كثيرة ولأسباب كثيرة، وليس بالضرورة وليس بالضرورة العلم بتكوينات هذه الأجناس كيفية الكتابة عليها يعني إبداعاً ، فهنالك الكثير الكثير ممن يكتبون الشعر والقصة والمسرح وغيره ، دون الخروج عن أصول وقواعد هذه الأجناس ، وإنما أيضاً دون إبداع على الإطلاق ،،،، وأعتقد أيضاً هنالك الكثير ممن يخرجون عن أصول وقواعد هذه الأجناس مع تقديم إبداعات حقيقية ,,, لكن ضمن صيغ متوافقة مع إبداعاتهم لا مع المثال المسبق
الإبداع استنتاجياً – استطراد فلسفي
إن التخيل بأرقى صوره هو الاستطراد الذهني لصورة ما والذي يتبعه انسجام شعوري وعضوي.... إذاً إذا استطعت تخيل الواقع , لن تكون لك حاجة لأن تعيش هذا الواقع...إن التخييل هو تبرير حاجتنا للعيش خلف الواقع,,,إذاً لا يأتي التخييل إلا عبر تهديم الواقع
الفرصة تأتي من انكسار رتابة الأحداث اليومية بحدث ما يمكن له أن يعيد ترتيب الأحداث بطريقة أخرى... إذاً عند منحنى الأحداث لن تضيع الفرصة , لأن الفرص تتخلّق هناك بصرف النظر عن السلبيات أو الإيجابيات,,,الإبداع هو استكشاف هذه المنحنيات...إذاً ما يصف الرتيب ليس إبداعاً وما يصف المنحنيات هو إبداع بالضرورة لأنه لا يفوّت الفرصة بالضرورة
يبقى النتاج الإبداعي ماثلاً طالما لم يُستنفد فهماً وشعوراً ,,,الوضوح هو استنفاد النتاج فهماً وشعوراً ..إذاً بين الوضوح والإبداع علاقة تناقضيّة ...النقد يساعد على استنفاذ النتاج الإبداعي بأدواته التشريحية ,,,النتاج الإبداعي يحاول أن يتفادى أدوات النقد بانفتاحه التأويلي...إذاً بين الإبداع والنقد علاقة تهديميّة
تجريبياً ليس هنالك حقائق علمية دون شواذ..إذاً ليس هنالك حقائق علمية مطلقة..الإبداع هو الشذوذ من الوجهة العلمية ..إذا الإبداع هو كسر المطلق
السفسطائية هي منهج العبثية لتهديم الواقع,,,المنطق هو منهج الرتابة لبناء الواقع.....الإبداع هو التهديم و إعادة بناء الواقع...إذا الإبداع ينتهج ثنائية (السفسطة/المنطق) دائماً
إن الإبداع يحقق حالة شزوفرينية خاصة للحوار مع الذات عن الذات وما حولها,,,إن الإبداع يحقق حالة خاصة من الانفصال التحاوري مع المجتمع لما هو خلف المجتمع ..إذاً الإبداع يحقق حالة خاصة من زحام الوحدة
ليس بالضرورة أن يكون الإبداع جميلاً ,,,ليس بالضرورة أن يكون الجمال إبداعياً,,,الإبداع هدم وبناء,,,الجمال براعة في التنسيق,,لذا فإن الإبداع الجميل هو حالة راقية من الإبداع وليس أقل من ذلك أما الجميل المبتدع فهو حالة خاصّة من الجمال وليس أكثر من ذلك
الجديد هو المتأخر زمانياً عن صورة القديم ,,التجديد هو إعادة بناء القديم ,,,الحديث هو المتأخر زمانياً والمنفصل عن القديم ,,,التحديث هو البناء على أنقاض القديم ,,,الاستحداث هو البناء المنفصل عن القديم ,,,الإبداع هو الهدم لإعادة البناء..إذاً الإبداع لابدّ أن يحتوي على التجديد ,الاستحداث , والتحديث
الإبداع المطلق مفهوم مثالي وهو الإبداع غير المنتهي ,,,,الإبداعات التي لم تُستنفد لا تُعلم متى نهايتها ,,,,ما استُنفد من الإبداع لن يكون إبداعاً بعد ذلك ..إذاً كل إبداع هو إبداع مثالي مطلق في ذاته طالما هو إبداع
هيثم الريماوي