ثورة جسد
إلهام إبراهيم أبوخضير
اخترت الوقوف في المكان الخطأ، وفي وقت خطأ، لأدرك ما بي من ألم يسري في أنحائي دون الإحساس به.
ينتشر بي ويحتلني ويبني في خلايا جسدي مستعمراته، ويعلن العصيان على نبضات قلبي، ويضع الأسيجة على أفكاري.
يمنع وصول سيالات العواطف إلى أعماقي، ويمنع تكون الدمع في المآقي، أو شهقة ألمٍ تعبّر عمّا يختلج في كياني من مؤامرات تحيكها خيوط العناكب التي سجنت توسلاتي وأصدرت قوانين المنع على نظراتي.
ممنوع على نسمات الهواء أن تدخل صدري دون المرور على نقاط العبور والتفتيش المنتشرة في ثناياي منعاً لتهريب الانعاش إلى القلب المكبل خلف القضبان.
إصدار التنهدات العابرة فوق جسور الارتعاشات ممنوعة من القيادة دون الحصول على رخصة المرور من القلب إلى الصدر.
ونافذة الأمل المعلقة في أعلى الزنزانة مغلقة بالقوى خوفاً من خضوع النجوم في الليالي لإنارة العتمة التي تملؤ الطرقات ما بين الشراييين والأوردة .
وأسلحة الإنهاك تسلط اشعاعاتها الفتاكة على حركات أطرافي لمنع التسلل وتلمس مواضع قوانين التحرر المبثوثة خلف أسوار القضبان.
تفاقمت حالة العصيان وتقاربت مواضع النضال، وأعلن جسدي الإضراب عن الحياة الذليلة ،وأرسل شيفرة سيالاته تحمل وثيقة الاعتراض، والمطالبة بتنفيذ المواثيق المتفق عليها في غرف الانعاش ،وعلى موائد العمليات مخطوطة بمبضع الجراح.
جاء القرار: من أجل القضاء على موطن الفساد لا بد من المخاطرة .
استعدت جسدي مبتورا..............
تعليق