من كان ثالثنا؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    من كان ثالثنا؟؟؟

    قالت له خائفةً تتلفت : أخاف هذه الخلوة معك،، الشيطان قد يكون ثالثنا!!!
    قال لها وهو يرنو إليها بطرْف يربت على خوفها : فما بالك بإثنين يكون طُهْر الحب ثالثهما؟ لا تخافي فإن الملائكة تحفُّنا من كل جانب.
    فاطمأنت لحديثه، وركنتْ إلى حبها له الذي يحدثها بأنه محل ثقة وموطن أمان..
    تحادثا طويلا...
    وتناجيا مليّاً ...
    وحلّقا في سماواتِ العشق ...
    وسبحا بين أمواجٍ متلاطمة من الغزل البريء.
    ثم...
    مَدَّ يداً مرتجفة،، ولامس حرير أناملها
    فأجفلتْ،، وانتفضتْ ... وعَلَت نظرتها أسارير الدهشة
    ثم قالت بصوت مُتهَدج :
    هذا ليس من طهر الحب،، أليس كذلك؟
    قال وهو يزدرد ريقه وينظر إليها نظرة محمومة : لمْستي بريئة،، فحرير يديك يبقى كعطر نافذ على راحتي، لأنك إن ذهبتِ عني وفارقتك،، فإن سحر اللمسة سيلازمني ليهدهد روحي ويجعلني أحس وكأنك لا زلت معي، حينها سأصبرُ حتى لقاء آخر ....
    قالت مقتنعةً بتبريره : إذن، خذ يدي بين يديك،، ودعني أحس بوجودك أيضا وأتجرعك عبر مسامي حتى لا أظمأ في غيابك ...
    فأخذته العزةُ بالدعوة،، فتناول كلتا يديها المرتعشة بين يديه،،
    فاستكانت بعد برهةٍ، وهجد قلبها الوَجِل ..
    ثم قبَلَ يديها ظاهراً وباطناً، قُبْلة سكري طويلة، ودفن وجهه في راحة كفها يمنة ويسرة،، مُمَرِّغَاً خديه فيهما ..
    فقالت وهي تهيم في خَدَر اللحظة : أما زال طُهْر الحب ثالثنا؟؟
    قال دون وعى وهو يواصل نهمه المفاجئ : الحب ثالثنا يا سَنا الروح.
    قالت بعناد يشوبه الحذر والقلق : أنا أسألك، هل ما زال طهر الحب ثالثنا؟
    فسكت،، يشْخَص ببصره إلى لا شيء متحاشياً نظراتها التي كانت تبحث عن الطُهر في محياه ...
    فسحبتْ يديها من بين يديه وتحسست جبينه المتفصّد عرقاً،، فألْفتْه كالمحموم ...
    فقالت: ما بك؟
    قال: دفء اللقيا أذاب متاريس مقاومتي ودكَّ قلاع صمودي فانهارت حصون صبري، فأعذريني ياتوأم الروح..
    قالت: فلنذهب قبل أن يتحول الدفء إلى حِمَم تلفظ شواظاً ...
    وقبل أن تكمل جملتها،، كان قد أودع قبلة أخرى طويلة على جبينها.. قبلةً أوْدَعها كل تلهفه.
    فأحس بأن روحه تسللتْ إلى جسدها،،
    وأحستْ بأنه قد إندلق داخلها كقطرات الندى الصباحي تتهاوى برفق وأناة على أوراق زهرة.
    فقالت وهي تعرف سلفاً الإجابة : ولِمَ هذه... ؟
    قال وهو مغمض العينين : أودّعك ...
    فقالت بعد تنهيدة أخرجتْ أنفاسها كريح السموم تلسع وجهه: أخاف أن تكون الملائكة قد تخلتْ عن الاحتفاء بلقائنا هذا.
    فسكت ...
    نادته،، فلم يجب،
    ناداها أيضا في ذات اللحظة،، فهو لم يسمع مناداتها له،
    فلم تجب،، فهي في خضم مناداتها له،، لم تسمع مناداته لها.
    تبادلا النداء،، هتافاً ونداءاً،،
    فيرتد النداء والهتاف كالصدى المكتوم ....
    ضاع معظم النداء بين طيات سحب اللحظة
    ثم قالت له : كنا أنا وأنت وثالثنا طُهر الحب،، فمن كان رابعنا؟؟
    قال وهو يطأطئ رأسه : لا أدري ..




    ***



    جلالداود
  • أمريل حسن
    عضو أساسي
    • 19-04-2011
    • 605

    #2
    أهلا أستاذ جلال....صارت الناس تبرر بعض التصرفات الخطأ باسم الحب...

    خاطرة عميقة المعنى..وذات مغزى نبيل...هذاردي ولي عودة مرة أخرى...لك شكري وتقديري
    التعديل الأخير تم بواسطة أمريل حسن; الساعة 21-07-2011, 09:28.
    [IMG]http://www.uparab.com/files/xT4T365ofiH2sNbq.jpg[/IMG]

    تعليق

    • جلال داود
      نائب ملتقى فنون النثر
      • 06-02-2011
      • 3893

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أمريل حسن مشاهدة المشاركة
      أهلا أستاذ جلال....صارت الناس تبرر بعض التصرفات الخطأ باسم الحب...

      خاطرة عميقة المعنى..وذات مغزى نبيل...هذاردي ولي عودة مرة أخرى...لك شكري وتقديري
      الأخت الأستاذة أمريل
      تحياتي

      الجملة التي باللون الأحمر ، تقودنا إلى عدة مواضيع ، أهمها الخلوة بين رجل و إمرأة بدافع الحب. فإن حدثت هذه الخلوة فهناك بالطبع خطوط حمراء يعرفها الرجل و المرأة و لكن يبقى التساؤل : هل هناك ضمان بعدم تجاوز هذه الخطوط ؟ إن تم تجاوز هذه الخطوط ، من هو الملام ؟
      يبقى شيء مهم جدا : و هو أن الرجل يميل للتي تجعل بينها و بين مثل هذه التصرفات حائطا كبيرا ، و الرجل نفسه ينسحب بهدوء من المتساهلة حتى إن كان هو من قام بالتشجيع أو الإصرار على تجاوز الخطوط الحمراء.
      نواصل

      تعليق

      • أمريل حسن
        عضو أساسي
        • 19-04-2011
        • 605

        #4
        أهلا أستاذ جلال...الملام في نظري الأثنان معا...لأن الحق لايتجزأ...الرجل الذي يحاول استدراج الأنثى ..هو بالأصل ليس جيد ...لأنه اتبع الطريق الغير صحيح...

        فيجب من البداية وضع حد..لهذه الأشخاص...يهرب الرجل من المرأة المتساهلة طبعا...ولكن عليه أيضا هو الحفاظ عليها...ولم تكن له صلة بها...تبقى هذه أخلاق...تتعلق بكل شخص...

        أستاذ جلال..تحيتي لك...
        [IMG]http://www.uparab.com/files/xT4T365ofiH2sNbq.jpg[/IMG]

        تعليق

        • جلال داود
          نائب ملتقى فنون النثر
          • 06-02-2011
          • 3893

          #5
          تحياتي أمريل
          الملام في نظري الأثنان معا...لأن الحق لايتجزأ...

          هذا صحيح، الإثنان ملامان. ولكن المرأة حتى و إن كان في خاطرها أي رغبة فإنها لا تبادر بها، دائما المبادرة تنطلق من الرجل.

          الرجل الذي يحاول استدراج الأنثى ..هو بالأصل ليس جيد ...لأنه اتبع الطريق الغير صحيح...

          النية السيئة التي تسبق اللقاء يكمن الخطر فيها تماما

          فيجب من البداية وضع حد..لهذه الأشخاص...يهرب الرجل من المرأة المتساهلة طبعا...ولكن عليه أيضا هو الحفاظ عليها...ولم تكن له صلة بها...تبقى هذه أخلاق...تتعلق بكل شخص...

          الذي يحافظ على إمرأة متساهلة يكون بالفعل يحبها حبا أصيلا لا غبار عليه ، ولكن هيهات أن يبتعد إبليس عن إثنين يكون أحدهما متساهلا والآخر لديه القابلية للإنزلاق وراء هذا التساهل وفي نيته الإبتعاد بعد حين.

          شكرا أمريل
          واصلي
          التعديل الأخير تم بواسطة جلال داود; الساعة 28-07-2011, 08:23.

          تعليق

          • أمريل حسن
            عضو أساسي
            • 19-04-2011
            • 605

            #6
            هلا أستاذ جلال...إذا كانت البداية خطأ سوف تتوالى الأخطاء....تباعا...لذلك سد هذا الباب من البداية....

            أخي تقع المسؤولية على الرجل ..وهي مسؤولية كبيرة..ولو المجتمع يبرر له ذلك...فهو بالأصل الراعي والمسؤول....

            وإلا صفة الرجولة قلت !!!..إلا طبعا قلة قليلة... فهو لايرضى لأخته ذلك ولا لأي أنثى تقربه...عليه صيانة أعراض الناس...
            التعديل الأخير تم بواسطة أمريل حسن; الساعة 28-07-2011, 12:03.
            [IMG]http://www.uparab.com/files/xT4T365ofiH2sNbq.jpg[/IMG]

            تعليق

            • جلال داود
              نائب ملتقى فنون النثر
              • 06-02-2011
              • 3893

              #7
              أمريل
              تحايا مقيمة و سلام كبير

              أشكرك على رفد هذا الموضوع بمداخلاتك القيمة

              إذا كانت البداية خطأ سوف تتوالى الأخطاء....تباعا...لذلك سد هذا الباب من البداية....

              بالطبع البدايات الخاطئة تجلب توابع و إستمرارية خاطئة. و لكن الباب لا بد أن يتم سدُّه من الجانبين ، لأن السد من جهة واحدة يجعل الخطر قائما و متربصا. بينما أرى أن الباب المدسدود من جهة الأنثى دائما ما نجد أن الرجل يتحايل على الدخول و لو من الشباك، و لو إستطاع لقام بإستحداث فتحة في السقف و أنزلق منها.

              أخي تقع المسؤولية على الرجل ..وهي مسؤولية كبيرة..ولو المجتمع يبرر له ذلك...فهو بالأصل الراعي والمسؤول....

              هنا مربط الفرس و حجر الزاوية : المجتمع يغفر للرجل زلاته و شطحاته و نزواته و جرأته ، و لكن نفس المجتمع يقف بالمرصاد للمرأة في حركاتها و سكناتها، يعني نظام خيار و فقوس. الإلتزام بالوازع الأخلاقي جدير بالرجل قبل المرأة. و المجتمع الشرقي للأسف نصف أعمى بإرادته حيث يرى بعين واحدة ، يرى بها المرأة فقط و عينه الأخرى التي يتظاهر بأنها عمياء موجّهة نحو الرجل ..
              وإلا صفة الرجولة قلت !!!..إلا طبعا قلة قليلة... فهو لايرضى لأخته ذلك ولا لأي أنثى تقربه...عليه صيانة أعراض الناس..

              كلام تمام مائة بالمائة.
              لو عمل كل رجل بمبدأ : هل ترضى هذا لأختك أو لأدى أفراد أسرتك؟ بالطبع ستكون إجابته نفيا و رفضا.
              لو عمل بها كل رجل لأستقامت الحياة و فقد إبليس مهنته و حرفته.

              أكرر الشكر أمريل

              تعليق

              • أمريل حسن
                عضو أساسي
                • 19-04-2011
                • 605

                #8
                شكرا أستاذ جلال...على هذه المصالحة مع الذات...نبيل جدا أسمع هذا الكلام من الرجل...والله لوكان كل واحد يفكر بهذه الطريقة ..لأصبحت الحياة..أكثر عدلا...

                ولكن أخي التربية والمنشأ..يكرسون هذه النظرة عند الرجل...الأم...أليست أنثى ولكن هي التي أحيانا..تزرع في ابنها هذه النظرة...
                [IMG]http://www.uparab.com/files/xT4T365ofiH2sNbq.jpg[/IMG]

                تعليق

                • سحر الخطيب
                  أديب وكاتب
                  • 09-03-2010
                  • 3645

                  #9
                  استاذ جلال
                  كأني ارى فلما من الافلام العربيه
                  عندما يُكسر الأناء او يُفتح الشباك او يُداس على وردة
                  لم يكن هناك حبا في الأصل
                  كان فقط امتلاك شهوة سمها ما شئت
                  الحب نخوة وشهامه ورجوله
                  وإذا سموه حبا فقد إنتهى بمكانه وأصبحت الطريدة تركض ورآء الصياد
                  النص كان حساسا جدا دخلت في عمق الطرفين واستطعت ان تخط مشهدا متحركا بحروفك
                  شكرا لحضرتك
                  الجرح عميق لا يستكين
                  والماضى شرود لا يعود
                  والعمر يسرى للثرى والقبور

                  تعليق

                  • جلال داود
                    نائب ملتقى فنون النثر
                    • 06-02-2011
                    • 3893

                    #10
                    تحياتي أمريل
                    شكرا أستاذ جلال...على هذه المصالحة مع الذات...نبيل جدا أسمع هذا الكلام من الرجل...

                    وقوفي نصيرا للمرأة جلب لي الكثير و الكثير. و لكن أنطلق من مفهوم : المرأة هي الأم .. في المقام الأول

                    والله لوكان كل واحد يفكر بهذه الطريقة ..لأصبحت الحياة..أكثر عدلا...

                    لا فض فوك

                    ولكن أخي التربية والمنشأ..يكرسون هذه النظرة عند الرجل...الأم...أليست أنثى ولكن هي التي أحيانا..تزرع في ابنها هذه النظرة...

                    إنها النزعة المترسبة عند أهل الشرق عموما...
                    المحاولة خير من الوقوف مكتوفي الأيدي .. و ها نحن نحاول
                    دمتم أبدا

                    تعليق

                    • جلال داود
                      نائب ملتقى فنون النثر
                      • 06-02-2011
                      • 3893

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة سحر الخطيب مشاهدة المشاركة
                      استاذ جلال
                      كأني ارى فلما من الافلام العربيه
                      عندما يُكسر الأناء او يُفتح الشباك او يُداس على وردة
                      لم يكن هناك حبا في الأصل
                      كان فقط امتلاك شهوة سمها ما شئت
                      الحب نخوة وشهامه ورجوله
                      وإذا سموه حبا فقد إنتهى بمكانه وأصبحت الطريدة تركض ورآء الصياد
                      النص كان حساسا جدا دخلت في عمق الطرفين واستطعت ان تخط مشهدا متحركا بحروفك
                      شكرا لحضرتك
                      تحياتي أستاذة الخطيب
                      وشكرا على مرورك البهي الباذخ
                      وعفوا لتأخير الرد. فقد أخذتنا الخاطرة في تيار جارف
                      دمتم

                      تعليق

                      • أميمة محمد
                        مشرف
                        • 27-05-2015
                        • 4960

                        #12
                        الأديب جلال داوود، عبرت عن ذلك الصراع في النفس بين العقل وما يهواه القلب
                        طبعا حدثنا الني صلى الله عليه وسلم عمن يكون ثالثهما
                        النفس ضعيفة والشيطان يجد في خلوتهما منفذا إلا من رحم ربي
                        لاحظواالأخطاء الآثمة لا بد تحدث في خلوة
                        هذا من الفطرة
                        كل ما هو غير مباح يُفعل في الخفاء وليس جهارا
                        إلا ممن ضيع الحياء بالتمام والكمال وتبجح بهذا

                        يبقى أن أكتب في ومضة قصيرة بعنوان ثلاثة، أو اختلاء:
                        أقفلا الباب، دخل الشيطان من النافذة..

                        شكرا لحواراتكم الموضوعية الأستاذ جلال.

                        تعليق

                        • جلال داود
                          نائب ملتقى فنون النثر
                          • 06-02-2011
                          • 3893

                          #13
                          الأستاذة أميمة محمد
                          تحياتي وتقديري
                          ولك الشكر على المرور البهي الثر

                          ***
                          كل ما هو غير مباح يُفعل في الخفاء وليس جهارا
                          إلا ممن ضيع الحياء بالتمام والكمال وتبجح بهذا
                          ***

                          لا فض فوك

                          دمتم

                          تعليق

                          يعمل...
                          X