[frame="13 98"]
قـُدّاسُ النَّرجـِـــس[/frame][frame="13 98"]
بقلم : د. محمد أحمد الأسطل
http://www.youtube.com/watch?v=l1BrnCxHBmU&feature=player_embedded#!
أرِيدُ أن أُقْفِلَ قَوسَ قُزَحٍ لأُقَدِمَهُ لَكِ طَوقاً نَرجِسِيًا...
يُضِيءُ أَيّامَنا مِن جَديد
سَأُرَافِقُكِ لأُزِيلَ الصَّدى مِن صَوتِكِ المُتعَبْ ..
ولِأَكْنُسَ الغُبـارَ والأَيّامَ المُتَرَهِلَةِ من تَحت نَوافِذِي !
أُرِيدُ لأَمطارِي أَن تَهطُلَ ..
فَوقَ بُذُورِ البَنَفسَجِ وعُرُوقِ الياسَمِين ..
لِيَنبُتَ الحَنِينُ عَلى شُرُفَاتِك .... دافِئـًا !
آنَ لهذا القَلبِ أَنْ يَعتَرِف :
أَنَّ الشَّمسَ كانَت تُشرِقُ فِي مَساءاتِك ، ..
يَومَ كانَ العِطرُ يَخلَعُ أَنفاسَهُ ؛
مُستَسلِمًا لِأُغنِياتِ الرِّيف !
أُحِبُكِ .. ولا أَعرِف كَم حُبًا يَلزَّمُنِي كَي أَنساكِ !
أُحِبُكِ .. وما زِلتُ أُضِيءُ الشُّرفَةَ , وأنتَظِرُ صُدفَةً حُلوَةً تَحمِلُها قِطاراتُ المَساءِ ........ لِي !
أتَذَّكَرُ كَيفَ اختَبَأتْ أشياؤكِ الأَنِيقَة في زوايا المِرآة ؟!
يا أَنتِ ..
يا كُلَ الفَّراشِ يزدانُ لِي :
أتَذكُريِن كَيفَ طارَ عِقدُ الفُلِ من صَدرِك بَاكِرًا ؟!
أَما زِلتِ تَذكُرِين كَيفَ اختَفى خَطُّ الإِستِواءِ بَينَنا فجأةً , ..
وأصبَحَ العالَمُ قَريَةً واحِدَة ؟!
يا أنتِ :
وَقتها بَدَأت الأَرضُ بالدَّورانِ ..
وأَصبَحَ كُلُ الكَونِ مَشرُعَ عِيـد !
كَم أُرِيدُ الآنَ أَن أُهدِي لرِئَتَيكِ تَنَهُداتَ هَذا السَّحَر !
لِنَرجِعَ قَلِيلاً خَلفَ تِلكَ الأَيام , ..
هُنَالِكَ وَراءَ الجَبَل مِيناءٌ قَدِيم ، اصطَفَت عَلَيهِ المَقاهِي..
والقَوارِبُ الخَشَبِيَة الَتِي ما زالَت تَتَأرجَحُ فِي مَراسِيها ؛ ..
تَنتَظِرُ مَن يَفُكُ وِثاقَها مَرَّةً أُخرى ؛
لِتَطِوي الطَّرِيقَ إلى غَاباتِك الحالِمَة عَلى الشّاطِىء البَعِيدِ للبُحَيرَة !
الكُوخُ كانَ مُغَطَي بِالثُّلُوج , وَالدُّخانُ داعَبَ المِدخَنَة , وَتَصاعَدَ تَحتَ غُيومِك البَيضاء !
أما زِلتِ تَذكُرين تِلكَ النافِذَة ؟ :
خَلفَها كانَت تَرتَفِعُ شَمسُ شِتائِك الخَجُولَة !
أَعرِفُ أَنّ الأُرجُوانَ يَملأُ صَدرَكِ الآن , ..
وأَنّ نَظَرَاتَكِ تَستَلقِي فِي أَحضانِ ذَاكِرَتِي الزَّرقاء !
وأنَنِي أَركُضُ كَالعاشِقِ , أَوكأمِيرٍ غَجَرِيٍ يُراهِق ..
لأخُطَّ الحَدَّ الفاصِلِ بَينَ النَّرجِسِ و عطرِ أَنفاسِك !
كُوخٌ صَغِير مِن غُرفَةٍ واحِدَة , لَكِنَهُ ..
كانَ يَتَّسِعُ لِقِطارٍ مُحَمَّلٍ بِالحَلوى ..
ولِمِئَةِ يَومٍ مِنْ أيامِ الزَّنابِقِ والفَراش !
لِنَعُودَ إلى الأَمامِ قَلِيلاً ؛ كَي لا نَتَعثر فِي ظِلالِ صَفصافِك ..
وفِي أسرابِ الحَمامِ الزّاجِلِ إلى أَعشاشِه ..
فِي تِلكَ القِمَمِ الحَجَرِيَّةِ المُتَناثِرَة..
فَوقَ جِبالِ مَملَكَتِك الوادِعَة !
أُرِيدُ أَن أَتَصَفَّحَ وَجهَكِ وأَوراقِي ؛ لِلتَأكُدِ أَنِّي قَد دَوَّنتُ كُلَ ابتِساماتِك , وَنَظَرَاتِك جَيِّدًا..
لِتَمنَحِينِي نَجمَةً بِحَجمِ دَمعَةٍ فِي سَمائِك!
يا سَيِّدَةَ البَنَفسَجِ والزَّمَنِ الرَّفِيف :
لَيسَ بِمَقدُرِي أن أنساكِ ؛ فالنِّسيان قّد هَجَرَنِي ؛ ..
يَومَ ابتَسَمَت شَفَتاكِ لِي !
لا تَأخُذِي سماءَ ذِكرَياتِي..
وتَترُكِي قَلبِي وَحِيدًا كَالقَمَر !
فأنا ..
لا أُرِيد الخُرُوجَ مِن جُدرانِيَّتِك المُتَجَدِّدَة ؛ لِأبقَى مُلتَصِقًا بِألوانِك الزّاهِـيَّة ..
وبِنُتُوءاتِكِ الزَيتِيَةْ الأَنِيقَـةِ والنّاعِـمَةْ !
إنِّي أَتَناسَقُ مَع عالَمِكِ , وفَتحَةِ عَينَيكِ
الآنَ ... أُريدُ أن أنسَكِبَ فِي حَدائِقِك ..
كَالمَطَـر..
و أنثُرَ فِي رَبِيعِك وفِي فَضائِك ..
بَرِيـقًا مِن زَمَنِ الجداوِلِ والوُرُود ؛ ..
لِتَبتَلَ أحلاَمِي بِقَطرِّ الهَـوى ؛ ..
فَأَنا أُحبُ لِجَسَدِي أن يُورِقَ حَتى الصَّبـاحِ ؛ ..
لأَنامَ فِي ظِلالِـهِ ..
كَنَورَسٍ أرهَقَـهُ طُول السَّـفَر !
& & &
[/frame]
20 يوليو 2011
قـُدّاسُ النَّرجـِـــس[/frame][frame="13 98"]
بقلم : د. محمد أحمد الأسطل
http://www.youtube.com/watch?v=l1BrnCxHBmU&feature=player_embedded#!
أرِيدُ أن أُقْفِلَ قَوسَ قُزَحٍ لأُقَدِمَهُ لَكِ طَوقاً نَرجِسِيًا...
يُضِيءُ أَيّامَنا مِن جَديد
سَأُرَافِقُكِ لأُزِيلَ الصَّدى مِن صَوتِكِ المُتعَبْ ..
ولِأَكْنُسَ الغُبـارَ والأَيّامَ المُتَرَهِلَةِ من تَحت نَوافِذِي !
أُرِيدُ لأَمطارِي أَن تَهطُلَ ..
فَوقَ بُذُورِ البَنَفسَجِ وعُرُوقِ الياسَمِين ..
لِيَنبُتَ الحَنِينُ عَلى شُرُفَاتِك .... دافِئـًا !
آنَ لهذا القَلبِ أَنْ يَعتَرِف :
أَنَّ الشَّمسَ كانَت تُشرِقُ فِي مَساءاتِك ، ..
يَومَ كانَ العِطرُ يَخلَعُ أَنفاسَهُ ؛
مُستَسلِمًا لِأُغنِياتِ الرِّيف !
أُحِبُكِ .. ولا أَعرِف كَم حُبًا يَلزَّمُنِي كَي أَنساكِ !
أُحِبُكِ .. وما زِلتُ أُضِيءُ الشُّرفَةَ , وأنتَظِرُ صُدفَةً حُلوَةً تَحمِلُها قِطاراتُ المَساءِ ........ لِي !
أتَذَّكَرُ كَيفَ اختَبَأتْ أشياؤكِ الأَنِيقَة في زوايا المِرآة ؟!
يا أَنتِ ..
يا كُلَ الفَّراشِ يزدانُ لِي :
أتَذكُريِن كَيفَ طارَ عِقدُ الفُلِ من صَدرِك بَاكِرًا ؟!
أَما زِلتِ تَذكُرِين كَيفَ اختَفى خَطُّ الإِستِواءِ بَينَنا فجأةً , ..
وأصبَحَ العالَمُ قَريَةً واحِدَة ؟!
يا أنتِ :
وَقتها بَدَأت الأَرضُ بالدَّورانِ ..
وأَصبَحَ كُلُ الكَونِ مَشرُعَ عِيـد !
كَم أُرِيدُ الآنَ أَن أُهدِي لرِئَتَيكِ تَنَهُداتَ هَذا السَّحَر !
لِنَرجِعَ قَلِيلاً خَلفَ تِلكَ الأَيام , ..
هُنَالِكَ وَراءَ الجَبَل مِيناءٌ قَدِيم ، اصطَفَت عَلَيهِ المَقاهِي..
والقَوارِبُ الخَشَبِيَة الَتِي ما زالَت تَتَأرجَحُ فِي مَراسِيها ؛ ..
تَنتَظِرُ مَن يَفُكُ وِثاقَها مَرَّةً أُخرى ؛
لِتَطِوي الطَّرِيقَ إلى غَاباتِك الحالِمَة عَلى الشّاطِىء البَعِيدِ للبُحَيرَة !
الكُوخُ كانَ مُغَطَي بِالثُّلُوج , وَالدُّخانُ داعَبَ المِدخَنَة , وَتَصاعَدَ تَحتَ غُيومِك البَيضاء !
أما زِلتِ تَذكُرين تِلكَ النافِذَة ؟ :
خَلفَها كانَت تَرتَفِعُ شَمسُ شِتائِك الخَجُولَة !
أَعرِفُ أَنّ الأُرجُوانَ يَملأُ صَدرَكِ الآن , ..
وأَنّ نَظَرَاتَكِ تَستَلقِي فِي أَحضانِ ذَاكِرَتِي الزَّرقاء !
وأنَنِي أَركُضُ كَالعاشِقِ , أَوكأمِيرٍ غَجَرِيٍ يُراهِق ..
لأخُطَّ الحَدَّ الفاصِلِ بَينَ النَّرجِسِ و عطرِ أَنفاسِك !
كُوخٌ صَغِير مِن غُرفَةٍ واحِدَة , لَكِنَهُ ..
كانَ يَتَّسِعُ لِقِطارٍ مُحَمَّلٍ بِالحَلوى ..
ولِمِئَةِ يَومٍ مِنْ أيامِ الزَّنابِقِ والفَراش !
لِنَعُودَ إلى الأَمامِ قَلِيلاً ؛ كَي لا نَتَعثر فِي ظِلالِ صَفصافِك ..
وفِي أسرابِ الحَمامِ الزّاجِلِ إلى أَعشاشِه ..
فِي تِلكَ القِمَمِ الحَجَرِيَّةِ المُتَناثِرَة..
فَوقَ جِبالِ مَملَكَتِك الوادِعَة !
أُرِيدُ أَن أَتَصَفَّحَ وَجهَكِ وأَوراقِي ؛ لِلتَأكُدِ أَنِّي قَد دَوَّنتُ كُلَ ابتِساماتِك , وَنَظَرَاتِك جَيِّدًا..
لِتَمنَحِينِي نَجمَةً بِحَجمِ دَمعَةٍ فِي سَمائِك!
يا سَيِّدَةَ البَنَفسَجِ والزَّمَنِ الرَّفِيف :
لَيسَ بِمَقدُرِي أن أنساكِ ؛ فالنِّسيان قّد هَجَرَنِي ؛ ..
يَومَ ابتَسَمَت شَفَتاكِ لِي !
لا تَأخُذِي سماءَ ذِكرَياتِي..
وتَترُكِي قَلبِي وَحِيدًا كَالقَمَر !
فأنا ..
لا أُرِيد الخُرُوجَ مِن جُدرانِيَّتِك المُتَجَدِّدَة ؛ لِأبقَى مُلتَصِقًا بِألوانِك الزّاهِـيَّة ..
وبِنُتُوءاتِكِ الزَيتِيَةْ الأَنِيقَـةِ والنّاعِـمَةْ !
إنِّي أَتَناسَقُ مَع عالَمِكِ , وفَتحَةِ عَينَيكِ
الآنَ ... أُريدُ أن أنسَكِبَ فِي حَدائِقِك ..
كَالمَطَـر..
و أنثُرَ فِي رَبِيعِك وفِي فَضائِك ..
بَرِيـقًا مِن زَمَنِ الجداوِلِ والوُرُود ؛ ..
لِتَبتَلَ أحلاَمِي بِقَطرِّ الهَـوى ؛ ..
فَأَنا أُحبُ لِجَسَدِي أن يُورِقَ حَتى الصَّبـاحِ ؛ ..
لأَنامَ فِي ظِلالِـهِ ..
كَنَورَسٍ أرهَقَـهُ طُول السَّـفَر !
& & &
[/frame]
20 يوليو 2011
تعليق