قـداس النرجـس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. محمد أحمد الأسطل
    عضو الملتقى
    • 20-09-2010
    • 3741

    قـداس النرجـس

    [frame="13 98"]
    قـُدّاسُ النَّرجـِـــس
    [/frame][frame="13 98"]
    بقلم : د. محمد أحمد الأسطل

    http://www.youtube.com/watch?v=l1BrnCxHBmU&feature=player_embedded#!

    أرِيدُ أن أُقْفِلَ قَوسَ قُزَحٍ لأُقَدِمَهُ لَكِ طَوقاً نَرجِسِيًا...
    يُضِيءُ أَيّامَنا مِن جَديد
    سَأُرَافِقُكِ لأُزِيلَ الصَّدى مِن صَوتِكِ المُتعَبْ ..
    ولِأَكْنُسَ الغُبـارَ والأَيّامَ المُتَرَهِلَةِ من تَحت نَوافِذِي !

    أُرِيدُ لأَمطارِي أَن تَهطُلَ ..
    فَوقَ بُذُورِ البَنَفسَجِ وعُرُوقِ الياسَمِين ..

    لِيَنبُتَ الحَنِينُ عَلى شُرُفَاتِك .... دافِئـًا !

    آنَ لهذا القَلبِ أَنْ يَعتَرِف :
    أَنَّ الشَّمسَ كانَت تُشرِقُ فِي مَساءاتِك ، ..
    يَومَ كانَ العِطرُ يَخلَعُ أَنفاسَهُ ؛
    مُستَسلِمًا
    لِأُغنِياتِ الرِّيف !

    أُحِبُكِ .. ولا أَعرِف كَم حُبًا يَلزَّمُنِي كَي أَنساكِ !
    أُحِبُكِ .. وما زِلتُ أُضِيءُ الشُّرفَةَ , وأنتَظِرُ صُدفَةً حُلوَةً تَحمِلُها قِطاراتُ المَساءِ ........ لِي !
    أتَذَّكَرُ كَيفَ اختَبَأتْ أشياؤكِ الأَنِيقَة في زوايا المِرآة ؟!

    يا أَنتِ ..
    يا كُلَ الفَّراشِ يزدانُ لِي :

    أتَذكُريِن كَيفَ طارَ عِقدُ الفُلِ من صَدرِك بَاكِرًا ؟!
    أَما زِلتِ تَذكُرِين كَيفَ اختَفى خَطُّ الإِستِواءِ بَينَنا فجأةً , ..
    وأصبَحَ العالَمُ قَريَةً واحِدَة ؟!

    يا أنتِ :
    وَقتها بَدَأت الأَرضُ بالدَّورانِ ..
    وأَصبَحَ كُلُ الكَونِ مَشرُعَ عِيـد !

    كَم أُرِيدُ الآنَ أَن أُهدِي لرِئَتَيكِ تَنَهُداتَ هَذا السَّحَر !

    لِنَرجِعَ قَلِيلاً خَلفَ تِلكَ الأَيام , ..
    هُنَالِكَ وَراءَ الجَبَل مِيناءٌ قَدِيم ، اصطَفَت عَلَيهِ المَقاهِي..
    والقَوارِبُ الخَشَبِيَة الَتِي ما زالَت تَتَأرجَحُ فِي مَراسِيها ؛ ..
    تَنتَظِرُ مَن يَفُكُ وِثاقَها مَرَّةً أُخرى ؛
    لِتَطِوي الطَّرِيقَ
    إلى غَاباتِك الحالِمَة عَلى الشّاطِىء البَعِيدِ للبُحَيرَة !

    الكُوخُ كانَ مُغَطَي بِالثُّلُوج , وَالدُّخانُ داعَبَ المِدخَنَة , وَتَصاعَدَ تَحتَ غُيومِك البَيضاء !

    أما زِلتِ تَذكُرين تِلكَ النافِذَة ؟ :
    خَلفَها كانَت تَرتَفِعُ شَمسُ شِتائِك الخَجُولَة !
    أَعرِفُ أَنّ الأُرجُوانَ يَملأُ صَدرَكِ الآن , ..
    وأَنّ نَظَرَاتَكِ تَستَلقِي فِي أَحضانِ ذَاكِرَتِي الزَّرقاء !
    وأنَنِي أَركُضُ كَالعاشِقِ , أَوكأمِيرٍ غَجَرِيٍ يُراهِق ..
    لأخُطَّ الحَدَّ الفاصِلِ بَينَ النَّرجِسِ و عطرِ أَنفاسِك !

    كُوخٌ صَغِير مِن غُرفَةٍ واحِدَة , لَكِنَهُ ..

    كانَ يَتَّسِعُ لِقِطارٍ مُحَمَّلٍ بِالحَلوى ..
    ولِمِئَةِ يَومٍ مِنْ أيامِ الزَّنابِقِ والفَراش !

    لِنَعُودَ إلى الأَمامِ قَلِيلاً ؛ كَي لا نَتَعثر فِي ظِلالِ صَفصافِك ..
    وفِي أسرابِ الحَمامِ الزّاجِلِ إلى أَعشاشِه ..
    فِي تِلكَ القِمَمِ الحَجَرِيَّةِ المُتَناثِرَة..
    فَوقَ جِبالِ مَملَكَتِك الوادِعَة !

    أُرِيدُ أَن أَتَصَفَّحَ وَجهَكِ وأَوراقِي ؛ لِلتَأكُدِ أَنِّي قَد دَوَّنتُ كُلَ ابتِساماتِك , وَنَظَرَاتِك جَيِّدًا..
    لِتَمنَحِينِي نَجمَةً بِحَجمِ دَمعَةٍ فِي سَمائِك!

    يا سَيِّدَةَ البَنَفسَجِ والزَّمَنِ الرَّفِيف :
    لَيسَ بِمَقدُرِي أن أنساكِ ؛ فالنِّسيان قّد هَجَرَنِي ؛ ..
    يَومَ ابتَسَمَت شَفَتاكِ لِي !
    لا تَأخُذِي سماءَ ذِكرَياتِي..
    وتَترُكِي قَلبِي وَحِيدًا كَالقَمَر !
    فأنا ..
    لا أُرِيد الخُرُوجَ مِن جُدرانِيَّتِك المُتَجَدِّدَة ؛ لِأبقَى مُلتَصِقًا بِألوانِك الزّاهِـيَّة ..
    وبِنُتُوءاتِكِ الزَيتِيَةْ الأَنِيقَـةِ والنّاعِـمَةْ !
    إنِّي أَتَناسَقُ مَع عالَمِكِ , وفَتحَةِ عَينَيكِ
    الآنَ ... أُريدُ أن أنسَكِبَ فِي حَدائِقِك ..
    كَالمَطَـر..
    و أنثُرَ فِي رَبِيعِك وفِي فَضائِك ..
    بَرِيـقًا مِن زَمَنِ الجداوِلِ والوُرُود ؛ ..
    لِتَبتَلَ أحلاَمِي بِقَطرِّ الهَـوى ؛ ..
    فَأَنا أُحبُ لِجَسَدِي أن يُورِقَ حَتى الصَّبـاحِ ؛ ..
    لأَنامَ فِي ظِلالِـهِ ..

    كَنَورَسٍ أرهَقَـهُ طُول السَّـفَر !

    & & &
    [/frame]
    20 يوليو 2011
    التعديل الأخير تم بواسطة د. محمد أحمد الأسطل; الساعة 20-07-2011, 22:06.
    قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
    موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
    موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
    Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline
  • شيماءعبدالله
    أديب وكاتب
    • 06-08-2010
    • 7583

    #2
    الأستاذ القدير حمد الأسطل
    خاطرة مخملية
    جميلة بحجم مخزون المشاعر

    مشرقة بقدر زهو وثراء الحرف
    تنفض عن غبار التعب
    معتقة بلون البنفسج وعبير النرجس
    ترف نبضا ورقيا
    سلم هذا الإبداع وروعة العطاء
    تحية تليق
    مع فائق التقدير

    تعليق

    • عبد الله راتب نفاخ
      أديب
      • 23-07-2010
      • 1173

      #3
      أي نصوص تأتينا بها أستاذي ..
      نحار في معانيها و فكرها و تصويرها ..
      لأنكم تخترقون بها حجب المعتاد ..
      حياكم الله ..
      و دمتم بهذا الإبداع
      الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ

      [align=left]إمام الأدب العربي
      مصطفى صادق الرافعي[/align]

      تعليق

      • د.نجلاء نصير
        رئيس تحرير صحيفة مواجهات
        • 16-07-2010
        • 4931

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة د. محمد أحمد الأسطل مشاهدة المشاركة
        [frame="13 98"]
        قـُدّاسُ النَّرجـِـــس
        بقلم : د. محمد أحمد الأسطل[/frame]
        [frame="13 98"]

        أرِيدُ أنْ أُقْفِلَ قَوسَ قُزَحٍ ..لأُقَدِمَهُ لَكِ ..طَوقاً نَرجِسِياً..يُضِيءُ أَيَامَنا مِن جَديدْ
        سَأُرَافِقُكِ لأُزِيلَ الصَّدى مِن صَوتِكِ المُتعَبْ ..
        ولِأَكْنُسَ الغُبـارَ..والأَيامَ المُتَرَهِلَةِ .. من تَحتَ نَوَافِذِي !


        أُرِيدُ لأَمطارِي أَنْ تَهطُلَ .. فَوقَ بُذُورِ البَنَفسَجِ .. وعُرُوقِ الياسَمِينْ ..
        لِيَنبُتَ الحَنِينُ .. عَلى شُرُفَاتِكِ الدَافِئَـةْ !

        آنَ لهذا القَلبُ أَنْ يَعتَرِفْ :
        أَنَ الشَّمسَ كانَتْ تُشرِقُ فِي المَساءْ ، يَومَ كانَ عِطرُكِ .. يَخلَعُ أَنفاسَهُ ؛ ..
        مُستَسلِماً لِأُغنِياتِ الرِّيفْ !

        أُحِبُك .. ولا أَعرِف كَمْ حُباً يَلزَّمُنِي .. كَي أَنساكِ !
        أُحِبُكِ .. وما زِلتُ أُضِيءُ الشُّرفَةَ , .. وأنتَظِرُ صُدفَةً حُلوَةً .. تَحمِلُها قَطاراتُ المَساءِ .. لِي !
        أتَذكَرُ كَيفَ اختَبَأتْ أشياؤكِ الأَنِيقَةُ في زاوَيا المِرآةْ ؟!
        يا أَنتِ يا كُلَ الفَراشِ .. لِي :
        أتَذكُريِن كَيفَ طارَ عِقدُ الفُّلِ .. من صَدرِكِ .. بَاكِراً ؟!
        أَما زِلتِ تَذكُرِين كَيفَ اختَفى خَطُّ الإِستِواءِ .. بَينَنا , وأصبَحَ العالَمُ .. قَريَةً واحِدَةْ ؟!
        يا أنتِ : وَقتُها ؛ بَدَأت الأَرضُ بالدَّورانِ .. وأَصبَحَ كُلُ الكَونِ .. مَشرُعَ عِيـدْ !
        كَمْ أُرِيدُ أَنْ أُهدِي رِئَتَيكِ تَنَهُداتَ هَذا السَّحَرْ !
        لِنَرجِعَ قَلِيلاً خَلفَ تِلكَ الأَيامْ :
        هُنَالِكَ وَراءَ الجَبَلْ , .. وَعَلى أَطرافِ المِيناءِ القَدِيمْ ، .. اصطَفَت المَقاهِي..
        والقَوارِبُ الخَشَبِيَةْ , الَتِي ما زَاَلَت تَتَأَرجَحُ فِي مَرَاسِيها , ..
        وتَنتَظِرُ مَنْ يَفُكُ وِثاقَها .. مَرَّةً أُخرى ؛ لِتَطِوي الطَّرِيقَ إلى غَاباتِكِ الحالِمَةْ .. عَلى الشّاطِىء البَعِيدِ للبُحَيرَةْ !
        الكُوخُ كانَ مُغَطَي بِالثُّلُوجِ .. وَالدُّخانُ داعَبَ المِدخَنَةْ .. وَتَصاعَدَ تَحتَ غُيُّومِك البَيضاءْ !
        أَتَذكُرينَ تِلكَ النافِذَةْ ؟ :
        خَلفَها كانَت تَرتَفِعُ شَمسُ شِتائِكِ الخَجُولَةْ !
        أَعرِفُ أَنَ الأُرجُوَانَ يَملأُ صَدرَكِ .. الآنْ.. وأَنَ نَظَرَاتَكِ .. تَستَلقِي فِي أَحضانِ ذَاكِرَتِي الزَرقاءْ !
        وَأَنَنِي أَركُضُ كَالعاشِقِ أَوكَأَمِيرٍغَجَرِيٍ مُراهِقْ .. لأَخُطَّ الحَدَّ الفاصِلِ بَينَ النَّرجِسِ ..
        و عِطرِ أَنفاسِكْ !
        كُوخٌ صَغِيرْ .. مِن غُرفَةٍ واحِدَةْ .. لَكِنَهُ كانَ يَتَّسِعُ لِقِطارٍ مُحَمَلٍ بِالحَلوى ..
        ولِمِئَةِ يَومٍ مِنْ أَيامِ الزَنابِقِ والفَراشْ !
        لِنَعُودَ إلى الأَمامِ قَلِيلاً ..كَي لانَتَعَثَر فِي ظِلالِ صَفصافِك ..
        وفِي أَسرابِ الحَمامِ .. الزّاجِلِ إلى أَعشاشِهِ ..فِي تِلكَ القِمَمِ الحَجَّرِيَّةِ المُتَناثِّرَةْ.. فَوقَ جِبالِ مَملَكَتِكِ الوادِعَةْ !
        أُرِيدُ أَنْ أَتَصَفَّحَ وَجهَكِ وأَوراقِي .. لِلتَأَكُدِ أَنَّنِي قَد دَوَّنتُ كُلَ ابتِساماتِك وَنَظَرَاتِك جَيِّداً..
        لِتَمنَحِينِي نَجمَةً ... بِحَجمِ دَمعَةٍ فِي سَمائِك!
        يا سَيِّدَةَ البَنَفسَجِ والزَّمَنِ الرَّفِيفْ :
        لَيسَ بِمَقدُرِي أنْ أنساكِ .. فالنِّسيانُ هَجَرَنِي ؛ ..
        يَومَ ابتَسَمَت شَفَتاكِ لِي !
        لا تَأخُذِي لَوحاتَ ذِكرَياتِي..
        وتَترُكِي قَلبِي ... وَحِيداً كَالقَمَرْ !

        لا أُرِيدُ الخُرُوجَ مِن جُدرَانِيَّتِكِ المُتَجَدِّدَةْ .. ؛ لِأبقَى مُلتَصِقاً بِأَلوّانِكِ الزَاهِـيَّةْ ..
        ونُتُوءاتِكِ الزَيّْتِيَةِ الأَنِيقَـةِ والنّاعِـمَةْ !

        إِنِي أَتَناسَقُ مَع عالَمِكِ وفَتحَةِ عَينَيكِ
        الآنَ ... أُرِّيدُ أنْ أَنسَكِبَ فِي حَدائِقِك ..
        كَالمَّطَـرْ..
        وأن أنثُرَ فِي رَبِيعِك .. وفِي فَضَائِك ..
        بَرِيـقاً مِنْ زَمَنِ الجَّداوِلِ وَالوُرُودْ ؛ ..
        لِتَبتَلَ أَحلاَمِي بِقَطرِّ الهَـوى ؛ ..
        فَأَنا أُحِّبُ لِجَسَدِي..
        أَنْ يُورِقَ حَتى الصَّبـاحِ..؛ لأَنامَ فِي ظِلالِـه ..

        كَنَورَسٍ .. أَرهَقَـهُ .. طُول السَّـفَرْ !
        & & &
        [/frame]

        20 يوليو 2011
        ما أعذب كلماتك أستاذي الراقي
        هنا حرف مضمخ بالألق
        وهنيئا لصاحبة القداس
        تحية تليق بك
        sigpic

        تعليق

        • مالكة حبرشيد
          رئيس ملتقى فرعي
          • 28-03-2011
          • 4544

          #5
          [quote=د. محمد أحمد الأسطل;695595][frame="13 98"]
          قـُدّاسُ النَّرجـِـــس
          بقلم : د. محمد أحمد الأسطل

          أرِيدُ أنْ أُقْفِلَ قَوسَ قُزَحٍ ..لأُقَدِمَهُ لَكِ ..طَوقاً نَرجِسِياً..يُضِيءُ أَيّامَنا مِن جَديدْ
          سَأُرَافِقُكِ لأُزِيلَ الصَّدى مِن صَوتِكِ المُتعَبْ ..
          ولِأَكْنُسَ الغُبـارَ..والأَيامَ المُتَرَهِلَةِ .. من تَحتَ نَوَافِذِي !


          أُرِيدُ لأَمطارِي أَنْ تَهطُلَ .. فَوقَ بُذُورِ البَنَفسَجِ .. وعُرُوقِ الياسَمِينْ ..
          لِيَنبُتَ الحَنِينُ .. عَلى شُرُفَاتِكِ الدَافِئَـةْ !


          آنَ لهذا القَلبُ أَنْ يَعتَرِفْ :
          أَنَ الشَّمسَ كانَتْ تُشرِقُ فِي المَساءْ ، يَومَ كانَ عِطرُكِ .. يَخلَعُ أَنفاسَهُ ؛ ..
          مُستَسلِماً لِأُغنِياتِ الرِّيفْ !
          أُحِبُك .. ولا أَعرِف كَمْ حُباً يَلزَّمُنِي .. كَي أَنساكِ !
          أُحِبُكِ .. وما زِلتُ أُضِيءُ الشُّرفَةَ , .. وأنتَظِرُ صُدفَةً حُلوَةً .. تَحمِلُها قَطاراتُ المَساءِ .. لِي !
          أتَذكَرُ كَيفَ اختَبَأتْ أشياؤكِ الأَنِيقَةُ في زاوَيا المِرآةْ ؟!
          يا أَنتِ يا كُلَ الفَراشِ .. لِي :
          أتَذكُريِن كَيفَ طارَ عِقدُ الفُّلِ .. من صَدرِكِ .. بَاكِراً ؟!
          أَما زِلتِ تَذكُرِين كَيفَ اختَفى خَطُّ الإِستِواءِ .. بَينَنا , وأصبَحَ العالَمُ .. قَريَةً واحِدَةْ ؟!
          يا أنتِ : وَقتُها ؛ بَدَأت الأَرضُ بالدَّورانِ .. وأَصبَحَ كُلُ الكَونِ .. مَشرُعَ عِيـدْ !
          كَمْ أُرِيدُ أَنْ أُهدِي رِئَتَيكِ تَنَهُداتَ هَذا السَّحَرْ !
          لِنَرجِعَ قَلِيلاً خَلفَ تِلكَ الأَيامْ :
          هُنَالِكَ وَراءَ الجَبَلْ , .. وَعَلى أَطرافِ المِيناءِ القَدِيمْ ، .. اصطَفَت المَقاهِي..
          والقَوارِبُ الخَشَبِيَةْ , الَتِي ما زَاَلَت تَتَأَرجَحُ فِي مَرَاسِيها , ..
          وتَنتَظِرُ مَنْ يَفُكُ وِثاقَها .. مَرَّةً أُخرى ؛ لِتَطِوي الطَّرِيقَ إلى غَاباتِكِ الحالِمَةْ .. عَلى الشّاطِىء البَعِيدِ للبُحَيرَةْ !
          الكُوخُ كانَ مُغَطَي بِالثُّلُوجِ .. وَالدُّخانُ داعَبَ المِدخَنَةْ .. وَتَصاعَدَ تَحتَ غُيُّومِك البَيضاءْ !
          أَتَذكُرينَ تِلكَ النافِذَةْ ؟ :
          خَلفَها كانَت تَرتَفِعُ شَمسُ شِتائِكِ الخَجُولَةْ !
          أَعرِفُ أَنَ الأُرجُوَانَ يَملأُ صَدرَكِ .. الآنْ.. وأَنَ نَظَرَاتَكِ .. تَستَلقِي فِي أَحضانِ ذَاكِرَتِي الزَرقاءْ !
          وَأَنَنِي أَركُضُ كَالعاشِقِ أَوكَأَمِيرٍغَجَرِيٍ مُراهِقْ .. لأَخُطَّ الحَدَّ الفاصِلِ بَينَ النَّرجِسِ ..
          و عِطرِ أَنفاسِكْ !
          كُوخٌ صَغِيرْ .. مِن غُرفَةٍ واحِدَةْ .. لَكِنَهُ كانَ يَتَّسِعُ لِقِطارٍ مُحَمَلٍ بِالحَلوى ..
          ولِمِئَةِ يَومٍ مِنْ أَيامِ الزَنابِقِ والفَراشْ !
          لِنَعُودَ إلى الأَمامِ قَلِيلاً ..كَي لانَتَعَثَر فِي ظِلالِ صَفصافِك ..
          وفِي أَسرابِ الحَمامِ .. الزّاجِلِ إلى أَعشاشِهِ ..فِي تِلكَ القِمَمِ الحَجَّرِيَّةِ المُتَناثِّرَةْ.. فَوقَ جِبالِ مَملَكَتِكِ الوادِعَةْ !
          أُرِيدُ أَنْ أَتَصَفَّحَ وَجهَكِ وأَوراقِي .. لِلتَأَكُدِ أَنَّنِي قَد دَوَّنتُ كُلَ ابتِساماتِك وَنَظَرَاتِك جَيِّداً..
          لِتَمنَحِينِي نَجمَةً ... بِحَجمِ دَمعَةٍ فِي سَمائِك!
          يا سَيِّدَةَ البَنَفسَجِ والزَّمَنِ الرَّفِيفْ :
          لَيسَ بِمَقدُرِي أنْ أنساكِ .. فالنِّسيانُ هَجَرَنِي ؛ ..
          يَومَ ابتَسَمَت شَفَتاكِ لِي !
          لا تَأخُذِي لَوحاتَ ذِكرَياتِي..
          وتَترُكِي قَلبِي ... وَحِيداً كَالقَمَرْ !


          لا أُرِيدُ الخُرُوجَ مِن جُدرَانِيَّتِكِ المُتَجَدِّدَةْ .. ؛ لِأبقَى مُلتَصِقاً بِأَلوّانِكِ الزَاهِـيَّةْ ..
          ونُتُوءاتِكِ الزَيّْتِيَةِ الأَنِيقَـةِ والنّاعِـمَةْ !


          إِنِي أَتَناسَقُ مَع عالَمِكِ وفَتحَةِ عَينَيكِ
          الآنَ ... أُرِّيدُ أنْ أَنسَكِبَ فِي حَدائِقِك ..
          كَالمَّطَـرْ..
          وأن أنثُرَ فِي رَبِيعِك .. وفِي فَضَائِك ..
          بَرِيـقاً مِنْ زَمَنِ الجَّداوِلِ وَالوُرُودْ ؛ ..
          لِتَبتَلَ أَحلاَمِي بِقَطرِّ الهَـوى ؛ ..
          فَأَنا أُحِّبُ لِجَسَدِي..
          أَنْ يُورِقَ حَتى الصَّبـاحِ..؛ لأَنامَ فِي ظِلالِـه ..
          كَنَورَسٍ .. أَرهَقَـهُ .. طُول السَّـفَرْ !
          & & &
          [/frame]
          20 يوليو 2011
          [/quote
          كل الابجديات تتكسر في حضرة الجمال
          وهذا جمال يشل الكلام
          يجعل الدهشة تلتزم الصمت على قارعة الصفحة
          شكرا استاذ محمد الاسطل
          امتعتنا جدا بهذه المعزوفة النادرة الالوان والالحان
          مودتي وتقديري

          تعليق

          • د. محمد أحمد الأسطل
            عضو الملتقى
            • 20-09-2010
            • 3741

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
            الأستاذ القدير حمد الأسطل

            خاطرة مخملية
            جميلة بحجم مخزون المشاعر
            مشرقة بقدر زهو وثراء الحرف
            تنفض عن غبار التعب
            معتقة بلون البنفسج وعبير النرجس
            ترف نبضا ورقيا
            سلم هذا الإبداع وروعة العطاء
            تحية تليق
            مع فائق التقدير
            سأخرج من حبة القمح لأربي الأمل في حفنة هواء أكبر
            سأكدس الوقت في جرة الخزف لتسير الأغنيات على خيط الصدى
            وهذا المدى المفتوح يخرج من بين أصابعنا مرايا ونمشي ونمشي
            تنبت الكلمات من وردة بيضاء تحمل الأرض في حضرة الزمن الأنيق

            لك شكري وتحيتي وقصفة زعتر
            أهلا وباقة بنفسج وأجمل
            قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
            موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
            موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
            Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

            تعليق

            • أمريل حسن
              عضو أساسي
              • 19-04-2011
              • 605

              #7
              ما هذاالتماهي والعشق السامي ..المشبع بالقداسة..والطهر الذي يجعلنا ...كيانا واحدا نحن والمعشوق ...تلك أيات العذوبة والانجراف المتناهي نحو الخلود الغير متناهي....

              شكرا د.محمد...وقصفة زيتونة كما تقول....
              [IMG]http://www.uparab.com/files/xT4T365ofiH2sNbq.jpg[/IMG]

              تعليق

              • فايزشناني
                عضو الملتقى
                • 29-09-2010
                • 4795

                #8

                ومن قال أن النوارس تتقاعد
                أو قوس قزح قد يهاجر
                يحق لك ياسيدي أن تقيم قدادسيك في الهواء الطلق
                وتهطل أمطارك فوق البنفسج والياسمين لتشع الشرفات بالحلا

                د. محمد الأسطل لم ترحمنا في هذا البوح الجميل
                ما تركت سطراً يحررنا بل قدتنا إلى عالم اللازوردي بثقة
                تحية تليق بك وبهذا الألق والجمال
                هيهات منا الهزيمة
                قررنا ألا نخاف
                تعيش وتسلم يا وطني​

                تعليق

                • بلال عبد الناصر
                  أديب وكاتب
                  • 22-10-2008
                  • 2076

                  #9
                  د.محمد

                  أسمح لــي بأن أغفو هنا ,
                  و لــي عَودة إن شاء الله ...

                  رائعٌ و أكثر

                  تعليق

                  • د. محمد أحمد الأسطل
                    عضو الملتقى
                    • 20-09-2010
                    • 3741

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبد الله راتب نفاخ مشاهدة المشاركة
                    أي نصوص تأتينا بها أستاذي ..


                    نحار في معانيها و فكرها و تصويرها ..
                    لأنكم تخترقون بها حجب المعتاد ..
                    حياكم الله ..
                    و دمتم بهذا الإبداع
                    الأستاذ والعزيز عبد الله راتب نفاخ
                    أهلا بك تصدح من كل الجهات
                    تواجدك جميل كتموج العشب في أول نيسان
                    شكرا لك مع التقدير
                    ودي وأكثر
                    التعديل الأخير تم بواسطة د. محمد أحمد الأسطل; الساعة 25-07-2011, 06:50.
                    قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
                    موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
                    موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
                    Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

                    تعليق

                    • د. محمد أحمد الأسطل
                      عضو الملتقى
                      • 20-09-2010
                      • 3741

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء نصير مشاهدة المشاركة
                      ما أعذب كلماتك أستاذي الراقي
                      هنا حرف مضمخ بالألق
                      وهنيئا لصاحبة القداس
                      تحية تليق بك
                      الأستاذة نجلاء نصير
                      أهلا بك وبتواجدك
                      شكرا لأن النص كان على ذائقتك الجميلة
                      صاحبة القداس أنهت تراتيلها وتوارت في خاصرت الوقت
                      أما أنا فجلست هنا لأكتب وصايا المساءات الأنيقة
                      بحبر ما زل أزرق

                      تقديري وقصفة ليمون لروحك الأديبة
                      قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
                      موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
                      موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
                      Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

                      تعليق

                      • د. محمد أحمد الأسطل
                        عضو الملتقى
                        • 20-09-2010
                        • 3741

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة
                        [
                        [/quote
                        كل الابجديات تتكسر في حضرة الجمال
                        وهذا جمال يشل الكلام
                        يجعل الدهشة تلتزم الصمت على قارعة الصفحة
                        شكرا استاذ محمد الاسطل
                        امتعتنا جدا بهذه المعزوفة النادرة الالوان والالحان
                        مودتي وتقديري
                        الرائعة مالكة حبرشيد
                        أهلا بك وبتواجدك الأديب
                        شكرا لأنك أنت
                        تقديري ووردي
                        قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
                        موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
                        موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
                        Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

                        تعليق

                        • د. محمد أحمد الأسطل
                          عضو الملتقى
                          • 20-09-2010
                          • 3741

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة سهير الشريم
                          آن الآوان أن تسيل العهود حول حواف المجون في معبد النرجس حيث قداس الخيال
                          بضعة شموع وورقة ليمون جافة ترقد بخشوع على موائد المتعبدين
                          حورية المساء تستلقي بالعهد بالقديم ...

                          الدكتور القدير محمد الأسطل

                          ربما رأيت نفسي في لوحة عشق أفلاطوني فاحتوى قلمي طيات الهوى وأخذته صحوة النرجس عن بعيد ، فأيقن أن القداس لا يغادرون معابد الذكر الحميد
                          رقيقة تلك الألوان المنسكبة من يراع ينزف أصالة

                          تقبل مودتي
                          زهرة تشرين
                          القديرة والأديبة الأنيقة أ. سهير
                          تحية برائحة تواجدك الرائع والعطر
                          كم هو رقيق هذا القلم بين يديك
                          تقديري وشكري وأبعد
                          حناء فواحة لروحك
                          قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
                          موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
                          موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
                          Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

                          تعليق

                          • د. محمد أحمد الأسطل
                            عضو الملتقى
                            • 20-09-2010
                            • 3741

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة أمريل حسن مشاهدة المشاركة
                            ما هذاالتماهي والعشق السامي ..المشبع بالقداسة..والطهر الذي يجعلنا ...كيانا واحدا نحن والمعشوق ...تلك أيات العذوبة والانجراف المتناهي نحو الخلود الغير متناهي....

                            شكرا د.محمد...وقصفة زيتونة كما تقول....
                            أمريل الجميلة والرائعة
                            أهلا بك سأخطها بلون البحر
                            تواجد برائحة ليمون نام على عوده
                            شكرا لك وزنبق
                            قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
                            موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
                            موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
                            Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

                            تعليق

                            • د. محمد أحمد الأسطل
                              عضو الملتقى
                              • 20-09-2010
                              • 3741

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
                              ومن قال أن النوارس تتقاعد
                              أو قوس قزح قد يهاجر
                              يحق لك ياسيدي أن تقيم قدادسيك في الهواء الطلق
                              وتهطل أمطارك فوق البنفسج والياسمين لتشع الشرفات بالحلا

                              د. محمد الأسطل لم ترحمنا في هذا البوح الجميل
                              ما تركت سطراً يحررنا بل قدتنا إلى عالم اللازوردي بثقة
                              تحية تليق بك وبهذا الألق والجمال
                              أهلا أهلا يا صديقي
                              تحية برائحة ساحل الليمون
                              تواجدك جميل وقلبك أجمل
                              شكرا لك وتقدير يليق
                              رائحة البن وأجمل
                              قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
                              موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
                              موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
                              Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

                              تعليق

                              يعمل...
                              X