حلم راوده كثيرا .. ان يزف الى الحور العين .... ولطالما رواه لاصدقائه واخفاه عن امه ... خشيةان يتجدد حزنها .. كيف لا واخوه قد سبقه الى الحور شهيدا... فحين خرج فجرا للجهاد .. ترك وصيته فوق وسادة امه .. ومضى الى حيث حلمه والعروس ...
الوصية :
يا أمي
أتحايل على جرحي
ومساحة الالم القاسي
واضمد جروحي
استلقي على وجعي
علها لحظات فيها اودعكـ
واتخذ من دموعك وسادتي في نومي
وتعطرين بها ثرى قبري
أتأمل نزف دمائي حيث تُزف روحي
وابتسم اليكـ
أمي ..
قلبي المصاب يؤلمني
لكن روحي سعيدة ...
أراها تطير فوق جسدي
ترفرف باجنحة بيضاء فوق رأسي ....
أيسعدك ان اكون شهيدا بين يديك ..
أنينك الخافت يتناهى الى مسمعي ...
وزغاريد عرسي تبهجني ...
أمي ....
أعلمـ ان جموع المهنئين يتوافدون لوداعي
اخبريهم اني مشتاق ان امكث قليلا بين كفيك
الطاهرتين وفي احضان جفنيك الدامعتين صبرا واحتسابا ..
لا تهتمي كثيرا ...
لعبث انيني الداخلي
وحشرجات آهات صدري ...
أمي ... يؤلمني ويشق عليّ في طريقي
بقاؤك وحيدة دون روحي .. وجسدي ..
********
يا أمي
عانقيني طويلا ...
واسمعي مني حكاية الفجر الأخير ...
حين انهمرت علينا صواريخ الحقد المسعور
قصف حد الجنون ....
الشباب ما وهنوا يا امي ...
اقسم انهم ما وهنوا ....
حسموا قرارهم حين توحدوا ...
وتعاهدوا ان يواجهوا مصير الموت ...
مازحنا احدهم ...
حوريات الجنة تشتاق .. فمن سيزف اليوم عريسا احبتي ...
ابتسمت لهم ....
وحملت الار بي جي فوق كتفي ...
وصرخت ضاحكا ....
عريسا انا اليوم يا امي ...
حلمـ الشهادة كان دوما يراودني ....
حلم وردي جميل يا امي ...
أُكمل لك يا قرة عيني ...
كان الوقت يضيق ...
ووابل القصف يمطرنا بالمزيد ...
فجر حمل نذر القتال والدمار الجديد ..
*********
سأخبرك سراً ...
اخفيته عنك طويلا يا امي ...
حين ارتديتِ السواد حداد على اخي الشهيد ...
حزنت كثيرا عليه وعليكِ ...
وبكيت برغم ابتسامتي وفرحي ....
لكنكِ كنت شجاعة ....
تحملت مسؤولية دمعي وحزنك وفراق اخي ...
والان انا هنا ....
في ميدان الشرف ..
اواجه غارات الموت الاسود ...
واشتاق ان اعانقك طويلا يا امي ...
واطمئنك على عهدي ...
وصيتي يا امي ....
كوني صبورة فخورة بي وزغردي ....
ساعود اليك في طهر دمائي ...
عريسا شهيدا ...
ارجوكِ ...
لا تبكي ..
لا تبكي ..
لا تبكي ..
بقلمـ : د. مازن ابويزن
25-3-2008
تعليق