الصيد في غابة السيقان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاطمة يوسف عبد الرحيم
    أديب وكاتب
    • 03-02-2011
    • 413

    الصيد في غابة السيقان

    اعتلى شجرة الجميز الباسقة ليراقب الفتيات وهن يملأن الجرار من النبعة، فسمع صوت أبيه آمرا: انزيل يا هبيل ،شوبتساوي عاالشجرة؟ قاعد بتبحلق عالنسوان يا عديم الأدب والناموس.
    تأتأ عبدول بسذاجته المعهودة: التوبة يا بيي ما رح عيدا بس أنا صرت شب وبدي مره( امرأة)!! شو بعمل يا بيي كل ما شفت مره الشيطان بيرقص قدامي .
    : نزيل يا عبدول وأنا رح جوزك ، قولي مين البنت اللي بتستحليها من بنات عمك أو من بنات الضيعة .
    : قلتلك يا بيي أي مره!!
    قال متعجبا من جواب عبدول:يا هبيلة ،لواخترتلك جحشة "بوصطوف" ما قلتش لأ.
    نزل عبدول عن الجميزة واقترب من والده معتذرا وقبّل يده وطأطأ رأسه احتراما
    قال بحزم:يا عبدول مهر بنت عمّك غالي، لأنو عمّك بها المهرلازم يشتري دونمين أرض في الضيعة ،هيدي عاداتنا، سافرعالمدينة واشتغل حمّال لتجهز المهر.
    هذا هو عبدول،فلاح ساذج له عزيمة الشباب المتدفق وعشق للنساء لا يهدأ ،يذهل عقله كلّما لاحت له تنورة أو رأى قواما يتمايل مع رقصة الجرارعلى الأكتاف، استعد للسفر، بدّل بنطاله التراثي (البنطال ذو السرج المنخفض إلى ركبتيه"الشروال") وتفرنج ليرتدي البنطال الضيق، بدأ بتوفيرالمهر من خلال عمل تنهدّ له الجبال، لكنّ عبارة والده قيّدته "إياك والبحلقة في النسوان ولازم غضّ البصر، وإلا لا أنت ابني ولا بعرفك " تاهت منه الكلمات حين وعد والده أن يغضّ البصر فالمهر يحتاج إلى سنتين من الكفاح، سباق مريرمع الزمن والجائزة "امرأة".
    وضع أشياءه في كيس من الكتان وسحب من تحت فرشته مجموعة من صور النساء التي اقتنصها من مجلة أعطاها له ابن المختار، فلمّا دخل والده فجأة خبأها في الجيب الخلفي لبنطاله وحمل الكيس على ظهرهوغادر إلى المدينة المتألقة بحضارة الشرق والغرب والتي تعج بخليط من ثقافات تعجز العقول عن إدراكها، وحفظ تحذيره من مدينة تتباهى بعُري نسائها باسم الرقيّ، وصل إلى الموقف العام للمدينة، ازدحام بشريّ، خليط من الرجال والنساء من مختلف الأعمار، وقف للحظات مذهولا فاغرا فاه ، ما هذه المدينة ؟إنّها غابة من السيقان والصدور المتقافزة والأذرع العارية والشعور المتطايرة، ماذا سيفعل بالوعد الذي قطعه لوالده .
    بدأ العمل حين سمع صوتا: تعال يا حمّال وانطلق للعمل، أخذت القروش تنصبّ في جيوبه والفرح يدغدغ أحلامه، نودي لحمولة إلى أحد الفنادق الفخمة عند الشاطيء، كان يظنّ أنّ الشاطئ مياه مالحة وأسماك وصخور وبواخر لكن لم يخطر بباله أن شاطئ الفندق يعجّ بالحوريات في ملابس البحر شبه العارية، أيفقأ عينيه ليغضّ البصر، سار بحمولته مطأطئ الرأس والعين تسرق الرؤى الشهية، لوأغمض عينيه في المطلق لاصطدم بألف جدار وأصبح فريسة للعثرات والدحرجات.
    مزّق صور الفتيات، فالبث هنا حيّ ومباشر، بُنية قوية غذتها خيرات القرية ليحمل ثقيل الأحمال بلا معاناة، يأكل الرخيص من الأطعمة وينام في غرفة بائسة.
    أراد أن يستثمر زمنه فقررالبحث عن مكان يتضاعف العمل فيه، توسّط أحدهم له للعمل في المطار الدولي لتلك المدينة نظرا لنشاطه، ففي المطار سيتدفق عليه أنواع النقد و"البقشيش" لكنّ النساء في هذا المكان فاتنات، أجنبيات وعربيات ومن كل الأجناس، وحرصه على غض البصر وقهر الغريزة يتسبب له بمعاناة شديدة.
    إنها قادمة من هناك، تتأبط ذراع زوجها أو حبيبها، قامتها طويلة كنخلة سامقة، لم تكن مثل "عيوش" ممتلئة تتدحرج في مشيتها وليست قصيرة مثل "خدوج" بالكاد تتحقق من تفاصيل قوامها، لكنّ تنورتها قصيرة جدا تستر جزءايسيرا من الفخذين، بدت وكأنها تقف على أعمدة من المرمر، تحتضن رجلها وتبكي لفراقه، دمعها يزيدها جمالا، حاصرتها النظرات وانحسرت فيها وكأنها نار تذيب من حولها، سمع رجليغازلها( أوه.. إنها توب مودلز ) فهم أنها كلمات إعجاب، لم يكن وحده التي لفتت نظره لقد أذهلت الجميع بجمالها،هذا يغمز وذاك يصفر وآخر يبتسم، وكلمات غزل من هنا وهناك، فكان يحدّق بها مرارا ويمسح اللعاب بكمه،عند بوابة المسافرين قبّلت رجلها وتركها ليدخل قاعة المسافرين وهي تلوح له من بعيد، ثم ّدلفت اإلى الشرفة التي تمكّنها من رؤيته متوجها إلى الطائرة، وقفت هناك وشعرها الفاحم يتطاير،تلوح بيديها العاريتين إلى الحبيب المغادر، ويا لهول ما تبرزه فتحة الصدر، انحنت أكثر، تاه عبدول بنظراته من بعيد إلى التنورة التي تنحسر أكثر إلى الأعلى، غضّ البصر ،لكنّ المشهد يزيده إثارة، البراكين تتفجر داخله، حمل حمولة كبيرة عسى البركان يخمد،ثمّ عاد،عساها تترك الشرفة لكنّها واقفة بانحناء والتنورة تنحسر للأعلى، غضّ البصر اصطدم بالعامود ونزف جبينه، احترقت كل مساماته شيء ما يصرخ بداخله لم يعد يملك السيطرة على كيانه يحدّق في أعمدة المرمر، مرّ بقربها شعر أن نيران جهنم تلفحه ففرّ بعيدا، وغضبات العيب آتية من داخله تصفعه، اختبأ خلف الأعمدة يناور نفسا انهارت كل ّقيمها أمام غريزة الجسد، وللحظات هربت من الزمن، غفلت عنه آدميته، فانطلق إليها كسهم مسموم، التصق فيها، صرخت، قيدها بيديه الحديديتين ، وربطها بالحبل كأيّ متاع واغتصبها أمام الملأ، صراخها ملأ المكان، الشرطي يضربه بكعب بندقيته، الناس ملأته بالبصاق، الأحذية هوت عليه من جميع الاتجاهات، لم يعد عبدول" هبيلة" فالوحش انطلق من داخله لم يعد هناك مجال للابتعاد عنها، والسياط تلسعه وهو غائب في عالم النشوة الحارقة، لو قطّعوه إربا لما انزاح عنها إلى أن ينال مبتغاه، وتركها حطام امرأة وحملتها سيارة الإسعاف ودمع النساء يبكيها ،عار ما فعله، والألسن تنعته بأقسى الصفات، قيدته الشرطة وجرّته في أرض المطار ككلب مصعوق ودماؤه تنزف وكاميرات التصوير تلتهم اللقطات، إنّها فضيحة الساعة، والده تبرأ منه، ورفض عمّه مصاهرته،وفي لحظات الصحوة وعودة الرشد إلى إنسانيته، عنّف نفسه وبكى ، ماذا فعل؟ وخال حبل المشنقة يلتفّ حول عنقه، إنّه ينتظر حكم المحكمة بتهمة اغتصاب سيدة فاضلة علنا في مكان عام .
    السؤال الكبير الذي أعلنه القاضي:هل هو مذنب يستحق أقسى عقوبة أم غير مذنب، ومن الذي أشهر السيف في تلك الحادثة؟ وما الحكم الذي يستحقه ؟
    (هذه الحادثة وقعت في أحد المطارات العربية منذ زمن)
  • محمد زعل السلوم
    عضو الملتقى
    • 10-10-2009
    • 2967

    #2
    تحياتي فاطمة
    العنوان غريب عجيب ومثير للشهية ولقراءة النص القصصي هنا
    جميل ما كتبتي وما عبرت عنه من رسالة أخلاقية
    ولكن القصة ممتعة بالفعل
    وقد تخيلت لقطة من مسلسل بقعة ضوء للفنانان البديعان باسم ياخور وأيمن رضا عندما قاما بدور بدويان يتشهيان النساء ويراقبان عند نبعة الماء
    وعبارة ايمن رضا الشهيرة ( خانة مابو خانة) وعندما اعلمه ابنه بوفاة احدى زوجاته سحب المسدس واطلق النار بالهواء فرحا كونه ارتاح من خانة ليزوج بامرأة جديدة
    انتي بقصة الجميلة هذه تريدين القول الحق على مين
    على اعمدة المرمر والتنورة القصيرة ام على المسكين المتوحش الذي افترسها
    تحياتي
    محمد زعل السلوم

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      أعجبتني كثيرا أستاذة فاطمة
      منذ كان هناك على مقربة من الوالد
      و كان هو على مشارف التنانير
      و الجرار المتمايلة صوب النهر تعلن عن غوايتها
      و كنت خلف تلك الشجرة أشهد الأب ، و أسلوب الزجر و القمع
      و الزواج المشروط ، الذى أوقعه فيه هو و الحكومات التى قتلت
      فيهم الإنسان ، و أعطتهم قبض الريح ، ليعيشوا أدني من الحيوانات
      التى تتململ فى زرائبها !
      و هناك سيدتي الرائعة كنت بكاميرتك تصورين كل شىء ، حتى الخلجة فى النفس
      رأيتها ، و رأيته يتوهج .. و ينهق ، و ينعر مثل فحل جاموس !
      و لكن موقف القاضي لم يعجبني بالمرة حتى لو قضيت بواقعية القصة
      فنحن لا ننقل واقعا ، بقدر ما نعيد تشكيله من جديد حسب رؤانا و ثقافتنا !

      من المسئول : هو .. أم أبوه .. أم الحكومات .. أما هى فخارج الحسبة إطلاقا
      و إلا فلنعش مثل الجواميس ، إذا صادفنا سيدة ، ننتهكها !!
      هذا الأخلاقي المرعب حد القهر ، لا أحبه
      حين ينسي على من نطلق الرصاص !

      اللغة كانت رائعة برغم محليتها فى كثير من الحوار
      و البناء رائعا ، يحمل سر الخلطة كلها !!

      تحياتي و ألف مبروك على وليدك دون حسابات القاضي الغشيم ربيب الحكومات !
      sigpic

      تعليق

      • فايزشناني
        عضو الملتقى
        • 29-09-2010
        • 4795

        #4

        ليحاكمو الوحش إذاً

        مازال الوحش طليقاً
        ولكن بسبب التكنولوجيا الحديثة التي أزالت الكبت وما كانت تثيره التنانير القصيرة
        استطاع الوحش أن يرتدي أقنعة متطورة ويتحول إلى أشكال أخرى أكثر إلفة ووداعة
        عبدول اكتفى بإمراة واحدة ولكن وحوش اليوم لا يكتفون
        تحية لك أختي فاطمة على هذه اللغة البسيطة المحببة
        هيهات منا الهزيمة
        قررنا ألا نخاف
        تعيش وتسلم يا وطني​

        تعليق

        • فاطمة يوسف عبد الرحيم
          أديب وكاتب
          • 03-02-2011
          • 413

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد زعل السلوم مشاهدة المشاركة
          تحياتي فاطمة
          العنوان غريب عجيب ومثير للشهية ولقراءة النص القصصي هنا
          جميل ما كتبتي وما عبرت عنه من رسالة أخلاقية
          ولكن القصة ممتعة بالفعل
          وقد تخيلت لقطة من مسلسل بقعة ضوء للفنانان البديعان باسم ياخور وأيمن رضا عندما قاما بدور بدويان يتشهيان النساء ويراقبان عند نبعة الماء
          وعبارة ايمن رضا الشهيرة ( خانة مابو خانة) وعندما اعلمه ابنه بوفاة احدى زوجاته سحب المسدس واطلق النار بالهواء فرحا كونه ارتاح من خانة ليزوج بامرأة جديدة
          انتي بقصة الجميلة هذه تريدين القول الحق على مين
          على اعمدة المرمر والتنورة القصيرة ام على المسكين المتوحش الذي افترسها
          تحياتي
          محمد زعل السلوم
          لأخ محمد زعل السلوم
          تحية وبعد أشكر لك دقة الملاحظة وفعلا هي لهجة بلاد الشام ، وسرني أن القصة والعنوان قد لفت انتباهك وأعجبتك وطبعا الحق على أعمد المرمر لأن عبدول الأهبل رجل ويجب على المرأة أن تحافظ على ذاتها وتكون حريصة على الستر الذي أمرنا الله به حتى لا تشيع الفاحشة
          وأهلا بك أخي

          تعليق

          • فاطمة يوسف عبد الرحيم
            أديب وكاتب
            • 03-02-2011
            • 413

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            أعجبتني كثيرا أستاذة فاطمة

            منذ كان هناك على مقربة من الوالد
            و كان هو على مشارف التنانير
            و الجرار المتمايلة صوب النهر تعلن عن غوايتها
            و كنت خلف تلك الشجرة أشهد الأب ، و أسلوب الزجر و القمع
            و الزواج المشروط ، الذى أوقعه فيه هو و الحكومات التى قتلت
            فيهم الإنسان ، و أعطتهم قبض الريح ، ليعيشوا أدني من الحيوانات
            التى تتململ فى زرائبها !
            و هناك سيدتي الرائعة كنت بكاميرتك تصورين كل شىء ، حتى الخلجة فى النفس
            رأيتها ، و رأيته يتوهج .. و ينهق ، و ينعر مثل فحل جاموس !
            و لكن موقف القاضي لم يعجبني بالمرة حتى لو قضيت بواقعية القصة
            فنحن لا ننقل واقعا ، بقدر ما نعيد تشكيله من جديد حسب رؤانا و ثقافتنا !

            من المسئول : هو .. أم أبوه .. أم الحكومات .. أما هى فخارج الحسبة إطلاقا
            و إلا فلنعش مثل الجواميس ، إذا صادفنا سيدة ، ننتهكها !!
            هذا الأخلاقي المرعب حد القهر ، لا أحبه
            حين ينسي على من نطلق الرصاص !

            اللغة كانت رائعة برغم محليتها فى كثير من الحوار
            و البناء رائعا ، يحمل سر الخلطة كلها !!

            تحياتي و ألف مبروك على وليدك دون حسابات القاضي الغشيم ربيب الحكومات !
            الحمد لله أنها أعجبتك ، وأشكرك إذ راقبت عبدول الأهبل من لحظة وجوده فوق الشجرة ، وحقيقة !!الزواج عبء بثقل متطلباته وهذا ما أردت أن أنوه له فهو ستر ويجب أنلا يكون بهذه الصعوبة وفي مجتمعاتنا أصبحنا نطبق عادات وتقاليد وليس شرع الله ، وأنا لست مع عبدول فنحن بشر والله هيّأ لكل فرد جهاز تحكم في عقله وإلا اختلط الحابل بالنابل ، لكن هي دعوة للاحتشام فبلد عبدول العريُ فيها على المطلق ونحن ندعو للستر الذي أمرنا الله به ، لكني أبلغك قرار المحكمة إذ حكمت له بالبراءة لكونها هي المسؤولة عما حدث ، ولك مني كل تقدير وجزيل الشكر على هذا التعقيب الذي أعطى النص تثمينا قيّما
            فاطمة

            تعليق

            • فاطمة يوسف عبد الرحيم
              أديب وكاتب
              • 03-02-2011
              • 413

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة فايزشناني مشاهدة المشاركة
              ليحاكمو الوحش إذاً

              مازال الوحش طليقاً
              ولكن بسبب التكنولوجيا الحديثة التي أزالت الكبت وما كانت تثيره التنانير القصيرة
              استطاع الوحش أن يرتدي أقنعة متطورة ويتحول إلى أشكال أخرى أكثر إلفة ووداعة
              عبدول اكتفى بإمراة واحدة ولكن وحوش اليوم لا يكتفون
              تحية لك أختي فاطمة على هذه اللغة البسيطة المحببة
              تحية لك أخي فايز
              لقد صورت واقعا مؤلما بكلمات قليلة لكنها فعلا عبرت عما نحن فيه من سقوط بسبب التكنولوجيا وهي حقيقة أن عبدول ندم على فعلته لكن الكثير يخدعون الفتيات ويستبيحون الأعراض سرا ، الله يستر

              تعليق

              • عبد الرحيم محمود
                عضو الملتقى
                • 19-06-2007
                • 7086

                #8
                للكبت حدود ثم ينفجر مرجل البخار المضغوط
                لا يكفي أن نملأ رؤوس أبنائنا بلا تفعل ، لكن
                علينا أن نفهم احتياجاتهم ، وأن نحاول إصلاح
                المجتمع الذي جعل التقليد والعادة فوق الشرع
                وسنة النبي ، وجعل من عناصر الدافع والاستجابة
                متعاندان متضادان يشتعل الفتيل في غفلة من رقابة
                الآخرين ، ربما علينا الحل قبل وقوع المشكلة
                لكننا دائما نأتي لإطفاء الحريق ولا نتخذ الخطوات
                لمنعه / تحيتي أختي فاطمة .
                نثرت حروفي بياض الورق
                فذاب فؤادي وفيك احترق
                فأنت الحنان وأنت الأمان
                وأنت السعادة فوق الشفق​

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة يوسف عبد الرحيم مشاهدة المشاركة
                  الحمد لله أنها أعجبتك ، وأشكرك إذ راقبت عبدول الأهبل من لحظة وجوده فوق الشجرة ، وحقيقة !!الزواج عبء بثقل متطلباته وهذا ما أردت أن أنوه له فهو ستر ويجب أنلا يكون بهذه الصعوبة وفي مجتمعاتنا أصبحنا نطبق عادات وتقاليد وليس شرع الله ، وأنا لست مع عبدول فنحن بشر والله هيّأ لكل فرد جهاز تحكم في عقله وإلا اختلط الحابل بالنابل ، لكن هي دعوة للاحتشام فبلد عبدول العريُ فيها على المطلق ونحن ندعو للستر الذي أمرنا الله به ، لكني أبلغك قرار المحكمة إذ حكمت له بالبراءة لكونها هي المسؤولة عما حدث ، ولك مني كل تقدير وجزيل الشكر على هذا التعقيب الذي أعطى النص تثمينا قيّما
                  فاطمة
                  من المسئولة : المحكمة تقصدي أم السيدة ؟
                  لو كانت المحكمة فقد عدلت لأنها بذلك تدين نظاما قائما على القهر و الزجر
                  و الحكم باسم الدين و الدين منهم براء .. !
                  أما ان كنت تقصدين السيدة ، فهى محكمة متخلفة و يحق عليها ما حق على أمم غابرة
                  أنت تقدمين سيدتي دراما هنا ، فمن هنا ، قد يقع كاتب سيناريو على النص ، أو من خلال مطبوع ، و يتحول إلى تمثيلية ، تعرض على جمهور متفاوت الثقافة ، و ربما يكون معدوم الثقافة ، و عندما نعرض عليه كيف أن القاضى حكم على السيدة ، فهذه نكتة بذيئة بلا شك ، أو لنعتبر الأمر من قبيل الفكاهات الصارخة !!

                  آسف على إزعاج المتصفح مرة أخرى !
                  sigpic

                  تعليق

                  • إيمان الدرع
                    نائب ملتقى القصة
                    • 09-02-2010
                    • 3576

                    #10
                    اعتلى شجرة الجميز الباسقة ليراقب الفتيات وهن يملأن الجرار من النبعة، فسمع صوت أبيه آمرا: انزيل يا هبيل ،شوبتساوي عاالشجرة؟ قاعد بتبحلق عالنسوان يا عديم الأدب والناموس.
                    تأتأ عبدول بسذاجته المعهودة: التوبة يا بيي ما رح عيدا بس أنا صرت شب وبدي مره( امرأة)!! شو بعمل يا بيي كل ما شفت مره الشيطان بيرقص قدامي .
                    : نزيل يا عبدول وأنا رح جوزك ، قولي مين البنت اللي بتستحليها من بنات عمك أو من بنات الضيعة .
                    : قلتلك يا بيي أي مره!!
                    قال متعجبا من جواب عبدول:يا هبيلة ،لواخترتلك جحشة "بوصطوف" ما قلتش لأ.
                    نزل عبدول عن الجميزة واقترب من والده معتذرا وقبّل يده وطأطأ رأسه احتراما



                    زميلتي الغالية فاطمة :
                    من هذا الحوار ، يتّضح هوس عبدول بمراقبة النساء
                    والغليان الذي يجيش بصدره تجاههنّ ..
                    وسلوكه مع المرأة كان غريزيّاً بحتاً ..
                    عندما يصل تصرّفه المستهجن على الملأ ، دون تحكّمٍ بإرادته إلى هذا الحد
                    فذلك يعطي فكرة عن حالته الغريزيّة الشّهوانيّة التي لم يستطع كبحها ..
                    أولادنا اليوم يرون ما هو أدهى ، وأمرّ
                    ربما على القنوات الفضائيّة خلسةً ، أو النت ، أو المجلاّت ، أو في الشارع ، أوعن طريق أصدقائهم ..
                    لانستطيع مهما حاولنا تعقيم دروبهم ، وفلترتها
                    ومن باب الفضول ، لا بدّ أنهم سيطّلعون بشكلٍ أو بآخر على ما نمنعهم عنه
                    وهنا المقياس الوحيد ، تربيتنا الصحيحة لهم ، تبصيرهم ، تعزيز حرمة الناس وشرفها ، وزرع الوازع الديني بشكله الصحيح دون تطرّف ..
                    أنت مربيّة فاضلة غاليتي ، وهذه بعض معلوماتك ، وإلاّ أين امتحان إيمانهم ، وغضّ أبصارهم ..؟؟ولو أني أعرف أنهم يقبضون على الجمر المتّقد
                    أنا معك حبيبتي الاحتشام مطلوب للفتاة وهي تزيد النار اضطراماً ، وصراعاً لدى الشاب ، وتحمل الجانب الآخر من المسؤوليّة ، باستهتارها وعرض مفاتنها ..
                    ولكن كان على الأهل تحصينه بالزواج ، وتيسير الأمر عليه من قبل عمّه ،وأبيه .
                    لو تمّ ذلك ماجرى الذي جرى ..ولكن بالمطلق لا نبرّر اغتصابه العلنيّ ..
                    لن نعطي لعبدول تبريراً لما قام به ، وإلاّ لأفسحنا المجال أمام بقيّة الشبّان لفعل فعلته دون مساءلة لهم ..ولوكان في عرض الشارع..
                    أطلتُ عليك أستاذة ، ولكن الموضوع هامٌ ، وجديرٌ بالمناقشة
                    سلمتْ يداك حبيبتي ...لأنّك لا تكتبين إلاّ من الواقع ، بكلّ شجونه ..
                    أهديك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي فاطمة

                    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                    تعليق

                    • فاطمة يوسف عبد الرحيم
                      أديب وكاتب
                      • 03-02-2011
                      • 413

                      #11
                      الأستاذ عبد الرحيم محمود
                      تحية وبعد
                      أشكر لك القراءة المتأنية للنص والحكمة ما ذكرت ، يجب أن نتفهم حاجات أبنائنا ونبتعد عن التقاليد،
                      لو أدرك حاجته التي كانت صريحة من خلال طلبه للزواج لما وقعت تلك الكارثة الأخلاقية وأهلا بك ................

                      تعليق

                      • فاطمة يوسف عبد الرحيم
                        أديب وكاتب
                        • 03-02-2011
                        • 413

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                        من المسئولة : المحكمة تقصدي أم السيدة ؟
                        لو كانت المحكمة فقد عدلت لأنها بذلك تدين نظاما قائما على القهر و الزجر
                        و الحكم باسم الدين و الدين منهم براء .. !
                        أما ان كنت تقصدين السيدة ، فهى محكمة متخلفة و يحق عليها ما حق على أمم غابرة
                        أنت تقدمين سيدتي دراما هنا ، فمن هنا ، قد يقع كاتب سيناريو على النص ، أو من خلال مطبوع ، و يتحول إلى تمثيلية ، تعرض على جمهور متفاوت الثقافة ، و ربما يكون معدوم الثقافة ، و عندما نعرض عليه كيف أن القاضى حكم على السيدة ، فهذه نكتة بذيئة بلا شك ، أو لنعتبر الأمر من قبيل الفكاهات الصارخة !!

                        آسف على إزعاج المتصفح مرة أخرى !
                        وهل هناك محكمة تدين نفسها أو حكومتها التي تمثلها، لقد نقلت لكم موضوعا من الواقع ، وتحدثت الصحافة عنه لزمن ،وعدّت المحكمة أن فعل عبدول نزوة ولأنه لم يستطع السيطرة عليه وأن ّ المرأة هي التي أثارته ،والمحكمة هي في بلد عربي ولكن القضاء فيه مدني لا يحتكم لشرائع الدين، أنا رفضت مبدأ البراءة كان يجب أن يعاقب، حتى لا تتردى قيم الأمة، وتصبح انتهاكات العرض مستباحة، لكني أخالفك الرأي من حيث قلت علينا ككتّاب تشكيل الواقع حسب رؤانا أو حسب ما نطمح إليه ، إلى متى سنظل نختبئ خلف الرمال ونوهم أنفسنا أننا بألف خير، ونحن والحق يقال كما ذكر الرسول عليه السلام قد تداعت علينا الأمم ونحن مثل زبد البحر، هل تراقب بناتنا على الفضائيات "كسلع إعلان"، وإذا أردنا الخوض في هذا المجال "فالحكي يطول" أشكر مداخلتك الثانية واعتزّ برأيك وغيرتك على المبادئ والأخلاق

                        تعليق

                        • فاطمة يوسف عبد الرحيم
                          أديب وكاتب
                          • 03-02-2011
                          • 413

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                          اعتلى شجرة الجميز الباسقة ليراقب الفتيات وهن يملأن الجرار من النبعة، فسمع صوت أبيه آمرا: انزيل يا هبيل ،شوبتساوي عاالشجرة؟ قاعد بتبحلق عالنسوان يا عديم الأدب والناموس.

                          تأتأ عبدول بسذاجته المعهودة: التوبة يا بيي ما رح عيدا بس أنا صرت شب وبدي مره( امرأة)!! شو بعمل يا بيي كل ما شفت مره الشيطان بيرقص قدامي .
                          : نزيل يا عبدول وأنا رح جوزك ، قولي مين البنت اللي بتستحليها من بنات عمك أو من بنات الضيعة .
                          : قلتلك يا بيي أي مره!!
                          قال متعجبا من جواب عبدول:يا هبيلة ،لواخترتلك جحشة "بوصطوف" ما قلتش لأ.
                          نزل عبدول عن الجميزة واقترب من والده معتذرا وقبّل يده وطأطأ رأسه احتراما



                          زميلتي الغالية فاطمة :
                          من هذا الحوار ، يتّضح هوس عبدول بمراقبة النساء
                          والغليان الذي يجيش بصدره تجاههنّ ..
                          وسلوكه مع المرأة كان غريزيّاً بحتاً ..
                          عندما يصل تصرّفه المستهجن على الملأ ، دون تحكّمٍ بإرادته إلى هذا الحد
                          فذلك يعطي فكرة عن حالته الغريزيّة الشّهوانيّة التي لم يستطع كبحها ..
                          أولادنا اليوم يرون ما هو أدهى ، وأمرّ
                          ربما على القنوات الفضائيّة خلسةً ، أو النت ، أو المجلاّت ، أو في الشارع ، أوعن طريق أصدقائهم ..
                          لانستطيع مهما حاولنا تعقيم دروبهم ، وفلترتها
                          ومن باب الفضول ، لا بدّ أنهم سيطّلعون بشكلٍ أو بآخر على ما نمنعهم عنه
                          وهنا المقياس الوحيد ، تربيتنا الصحيحة لهم ، تبصيرهم ، تعزيز حرمة الناس وشرفها ، وزرع الوازع الديني بشكله الصحيح دون تطرّف ..
                          أنت مربيّة فاضلة غاليتي ، وهذه بعض معلوماتك ، وإلاّ أين امتحان إيمانهم ، وغضّ أبصارهم ..؟؟ولو أني أعرف أنهم يقبضون على الجمر المتّقد
                          أنا معك حبيبتي الاحتشام مطلوب للفتاة وهي تزيد النار اضطراماً ، وصراعاً لدى الشاب ، وتحمل الجانب الآخر من المسؤوليّة ، باستهتارها وعرض مفاتنها ..
                          ولكن كان على الأهل تحصينه بالزواج ، وتيسير الأمر عليه من قبل عمّه ،وأبيه .
                          لو تمّ ذلك ماجرى الذي جرى ..ولكن بالمطلق لا نبرّر اغتصابه العلنيّ ..
                          لن نعطي لعبدول تبريراً لما قام به ، وإلاّ لأفسحنا المجال أمام بقيّة الشبّان لفعل فعلته دون مساءلة لهم ..ولوكان في عرض الشارع..
                          أطلتُ عليك أستاذة ، ولكن الموضوع هامٌ ، وجديرٌ بالمناقشة
                          سلمتْ يداك حبيبتي ...لأنّك لا تكتبين إلاّ من الواقع ، بكلّ شجونه ..

                          أهديك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي فاطمة
                          عزيزتي إيمان
                          تحية حارة لشخصك الكريم
                          أشكرك لقراءتك للنص واهتمامك بتلك القضية وأعدها قضية في قالب قصصي ،
                          فأنت تقولين أن أولادنا يرون ما يرون على الفضائيات لكن التربية الصالحة والوازع الديني سد منيع في وجه المعصية ،
                          لكن عبدول قروي غريزته غلبت ثقافته وهل ننكر وجود هذة النوعية من الرجال في مجتمعاتنا ،
                          وهل توقفت حوادث الاغتصاب ، قد يكون في النص دعوة للاحتشام من قبل الفتيات ودعوة أخرى للمجتمع أن يسهّل متطلبات الزواج،
                          حتى نقضي على مسببات الفاحشة وإبطال ظاهرة العنوسة ، وهل يبدو أني أبرر فعلة عبدول ..لا ..لا.. بالمطلق
                          وألف شكر لك عزيزتي وسأرسل لك أعمالي المسرحية وقد أنشرها على هذا الموقع وتكرم عينك

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة يوسف عبد الرحيم مشاهدة المشاركة
                            وهل هناك محكمة تدين نفسها أو حكومتها التي تمثلها، لقد نقلت لكم موضوعا من الواقع ، وتحدثت الصحافة عنه لزمن ،وعدّت المحكمة أن فعل عبدول نزوة ولأنه لم يستطع السيطرة عليه وأن ّ المرأة هي التي أثارته ،والمحكمة هي في بلد عربي ولكن القضاء فيه مدني لا يحتكم لشرائع الدين، أنا رفضت مبدأ البراءة كان يجب أن يعاقب، حتى لا تتردى قيم الأمة، وتصبح انتهاكات العرض مستباحة، لكني أخالفك الرأي من حيث قلت علينا ككتّاب تشكيل الواقع حسب رؤانا أو حسب ما نطمح إليه ، إلى متى سنظل نختبئ خلف الرمال ونوهم أنفسنا أننا بألف خير، ونحن والحق يقال كما ذكر الرسول عليه السلام قد تداعت علينا الأمم ونحن مثل زبد البحر، هل تراقب بناتنا على الفضائيات "كسلع إعلان"، وإذا أردنا الخوض في هذا المجال "فالحكي يطول" أشكر مداخلتك الثانية واعتزّ برأيك وغيرتك على المبادئ والأخلاق
                            نحن لا ننقل الواقع أستاذة ( فاطمة ) ، و ليس هذا كلامي ، و لا أردده كببغاء ، و لكني أقتنع به تماما ، و أظن أن هذا دور الفن ،
                            ما تتحدثين فيه كان مدرسة نعم فى الأدب ، و هى المدرسة الطبيعية ، التى عرت المجتمع فعلا ، و لكنها لم تقدم علاجا ، بما قامت بتعريته ، و من رواد هذه المدرسة ( أميل زولا ) ومن اتبعه من الفرسان فى هذا اللون من الواقعية الطبيعية !

                            أنت ( فلسطينية ) أليس كذلك ؟
                            و المفروض أنك تكتبين عن أناس تعرفينهم جيدا ، و مكان مشيت على أرضه و ترابه ، و لذا أقول لك ، لو لم يكن الهواء و اللهفة على رجلها المسافر مثلا ، و كانت رصاصة صهيونية هى التى عرت الفستان .. ثم كان ( عبدول ) المحروم الجوعان حد الوهج ،
                            و أتي على هذه .. من نحاكم ( فاطمة ) ؟
                            فكري جيدا .. هذا ليس أدب هادف ، إنه يكرس للأمر الواقع .
                            أذكر لك شيئا مهما ، حين نشرت الجرائد عن سفاح الصعيد فى مصر منذ أكثر من نصف قرن ، فى عمود صغير ، أسطر معدودة ، أخذها نجيب محفوط ، و شغل منها رواية ( اللص و الكلاب ) ، هل تعرف على حياة اللص .. رافقه ، قاسمه سرقاته ؟
                            ولكنه الخيال و الموهبة التى جعلت من ثلاثة أسطر رواية ضخمة ، تمتلئ بالفلسفة و الآراء السياسية فى الفقر و الحب و الخير

                            دمت بكل الخير !
                            هذه المرة لن أتأسف على الدخول ؛ لأني لا أدفن رأسي فى الرمال ، فهذا لا يقال حتى لشاب لم يتملك أدواته بعد !!!
                            التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 25-07-2011, 14:47.
                            sigpic

                            تعليق

                            • فاطمة يوسف عبد الرحيم
                              أديب وكاتب
                              • 03-02-2011
                              • 413

                              #15
                              الأستاذ ربيع
                              تحية وبعد
                              أنا أكن لك كل تقدير واحترام وأعلم إني أكتب لأديب على مستوى متميز من الأداء والوعي الفكري والثقافي
                              لكني عبارة "لا ندفن رؤوسنا في الرمال " قلتها عن اللمجتمع العربي بشكل عام وليست موجهة لك ، حين نرى أن معدلات الجريمة ترتفع
                              ونتوجه بالعقاب ولا نبحث عن الأسباب ، وأنا أقيم في الأردن وهنا كثيرا ما نسمع عن جرائم بشعة هذه الأيام ما كانت في السابق
                              ولقد فهمت قصدك من عبارة تشكيل الواقع حسب رؤانا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X