الفصل شتاء برأسي ..
فرياح المدينة
تكسّر صفصافة البال
تذرو تراب الطمأنينة
و تولول في فيافي الذاكرة..
كل الذين ذهبوا إلى مدن الدود
سدوا طريق الذهاب إلى النعاس
و ناموا جثثا من حيرة في خيمة القلب..
البنادق ذئاب تعوي
تستقبل
تستقبل
الشهداء عند بوابات الغيب
و الريح كلب يلعق الدم
و آخر الوصايا: لتعلو أبراج العناد
و صومعة الغضب
ليسقط الظلام من على الضياء
ليغسل القمر وجهه من الغيمة السوداء
وليترجل ناصعا في جداول المياه
لتخرج حناجر الديكة ذات فجر
من سجن الهدوء الموفر باسم السلطان
و ليعلو صوت المؤذن بعيدا
عن أمقاص الإزعاج ...
لتبكي الشمس ذات صباح
نورا
وتغسل ذاكرة المدن من بارحة الدم...
ليمضي الظلام عاريا من ثوب المدينة
وحيدا يرتدي قميص الجريمة ...
شكرا لكل الذين
ربطوا قدم التاريخ
إلى لسان الحروف
و كشفوا للآتي
خراب الريح و فضل المطر
تعليق