سيدتي..
عذراً إن أحسستِ ببعض نرجسيتي هنا ..
هي نرجسية تنبع منكِ إليكِ ..
وقعتُ في حب نفسي وروحي لأنهما ملْكُكِ
عذراً إن أحسستِ ببعض نرجسيتي هنا ..
هي نرجسية تنبع منكِ إليكِ ..
وقعتُ في حب نفسي وروحي لأنهما ملْكُكِ
أغبط قلبي لأنه موسوم بنفحاتك ..
موصود بغلالة بهائك ..
فليهنأ بهذا الذي يحتويه ويُوسِعه تحناناً وشغفاً ..
أحسب أن كل نبضة من نبضاتي تحاكي وقع حروفك ..
موزونة على وتيرة حبال صوتك ..
تُدَوْزِن خطوي .. وتمنحني الاتزان ..
نبضك بوصلة تحدد وجهتي ومساري في صحاري الحزن والوحدة ..
هو وميض ذاك النجم الذي طالما بثثته شكواي ..
هو كَفٌّ أقرأ منه طالعي ..
سيدتي..
وجدت الشمس ما زالت هنا .. تستأذنك المغيب ..
فلم استطع الذهاب ..
مساؤك معطون بالمسك والعنبر
وها أنت...
متلبسة بالسحر ..
والسحر بعض رونقك وبهائك ..
متوشحة بذاك الغموض المحبب ..
فأجد ذاتي عندما أغوص في أعماقك وأتوه في مساربك.
تسيرين والدم في دربٍ واحد ..
تُؤَكْسِدينه بالشوق الذي يدخل ولا يخرج طوعاً ولا ينفلت خارجاً كرهاً ..
يقيم ويطرد كل شوائبي .. آخرها (عدوانيتي)..
ليستقر ملياً...
آمناً...
هادئاً..
مطمئناً..
ساكناً.. لا يطرف له بُطَيْن
أو ينبض له وريد ..
رغم زخم المكان المعبق بالصمت والمتشرب بالعشق ..
وبالضجيج الملئ بالسعادة
وبفوضى الارتباك
هنا سحابات تمر
زهرات تشق جفاف الأرض وتُزْهِر في الروح
أَلَقٌ يسكن حدقتي العينين ويُشكِّل استدارتهما ولونهما ..
ابتسامات تسقى أوردة العمر حتى الارتواء ..
زغرودة تجلجل كل الكيان ..
أشياء.. وأشياء
والحكي يطول ويطول ...
وتتداخل الكلمات وتتشابك مع الفرح ..
أظنك تعرفين ما أود أن أبوح به ؟
****
سيدتي
مساؤك زهرة بنفسج
ومن المؤكد مسائي أبهى وأزرق وأجمل
وأنت هنا ...
شمس تخالف الشروق
وتبقين رغم أنف المساء
أطمع أن أفكر: أنها الشمس بقِيتْ لأجلي
هل لي؟
أستغرق مني كتابة هذه الرسالة وقتاً لا يقاس بمَزْولة الوقت
بل يقاس بهرولة النبض عدداً
وباتساع ابتسامتي، مسافة
وبعنفوان اللهفة واللوعة، سرعة
وبحرقة اللوعة، مَطِيّة ..
وبأشياء أخرى لا مقياس لها ولا حدود تحدها ...
كحرقة شوقي إليك مثلاً ..
أتعرفين مقياس شوقي إليك ؟
كم هو مقياس شوقك لي .. ؟
لاأعرف .. وأنت لا تعرفين .. فدعينا سادرين في هذا الجهل الممتع ..
تلك الكلمة التي قلتيها لي : يا مُلْهِم
يا لغروري الآن
وتلك التحية التي لا أحسن منها
فل وياسمين ؟؟ .. وبيديك أنت ؟
يا لهذا الفرح الآتي على صهوة شوقي العارم ..
فرح حدالبكاء ..
بكاء من زخم الفرح ..
فكرت أن أصمت بعدها وأن لا أسمع شيئا ..
فلا قَبْلَك ولا بَعْدَك ..
شئ ما يتقافز داخلي لا يهدأ ..
لا ينوي الصمت ..
يا لحرقة الشوق .. و يا لقسوة البعاد ..
سيدتي..
سأغمض عيني وعلى أجفاني ترتسم ملامحك..
و يا ليت طيفك يراودني في أحلامي ..
فلا أصحو حتى موعد قدومك ..
فأنا لم أعد أطيق واقعاً أنت غير موجودة به ..
سيدتي.. سأصمت الآن ..
و كلمة( يا ملهم ) .. تموسق بقية يومي ..
***
جلال داود
جلال داود
تعليق