[align=center]النبأ
... فما إن جاءهم صاحبهم بما أفضى به إليهم في كلمات معدودات، وهو ما لم يحسبوا له حسابا، ولم يشهدوا له من قبل جيئة ولا ذهابا، وكذلك لم يعهدوا له من بعد إقبالا ولا إيابا، حتى أطبقت عليهم هيبته، وعلى صدورهم جثمت وثبته، فارتجت أنفسهم وضاقت بالمجلس الذي احتواهم، وكرهوا بعدما تهافتوا على إجابتها دعوة من دعاهم ...
صامت ألسنتهم عن الكلام، وأمسكت ثغورهم عن الابتسام، فازداد السكون في المكان توقدا وشدا، وامتد في ما يحيط بهم مدا، وارتدت الحركة المنبعثة منهم بعد أن شبت واشتد عودها جزرا وضدا، ثم إن الضيوف التمسوا بأعينهم وجه من دعاهم للوليمة فردا فردا، فلم يعثروا له بين وجوههم على أثر أو رسم يعد عدا ...
رمق بعضهم بعضا بنظرات خاطفة، عسى أن يفوزوا بحركة تذهب بما دهاهم وأملوا أن تكون شافية، وأرهف كل منهم السمع لعله يظفر بكلمة للهم والكرب كاشفة، أو حتى بهمسة لجبل الوجل ناسفة، لكن أبصارهم خابت، وبنات الشفاه بعيدا جدا في أعماقهم رست بعد طول إبحار وهامت، فتسارع خفق القلوب مثيرا عاصفة، ولم تطق الأبدان ما ابتليت به فأصبحت ترتعد راجفة ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com[/align]
... فما إن جاءهم صاحبهم بما أفضى به إليهم في كلمات معدودات، وهو ما لم يحسبوا له حسابا، ولم يشهدوا له من قبل جيئة ولا ذهابا، وكذلك لم يعهدوا له من بعد إقبالا ولا إيابا، حتى أطبقت عليهم هيبته، وعلى صدورهم جثمت وثبته، فارتجت أنفسهم وضاقت بالمجلس الذي احتواهم، وكرهوا بعدما تهافتوا على إجابتها دعوة من دعاهم ...
صامت ألسنتهم عن الكلام، وأمسكت ثغورهم عن الابتسام، فازداد السكون في المكان توقدا وشدا، وامتد في ما يحيط بهم مدا، وارتدت الحركة المنبعثة منهم بعد أن شبت واشتد عودها جزرا وضدا، ثم إن الضيوف التمسوا بأعينهم وجه من دعاهم للوليمة فردا فردا، فلم يعثروا له بين وجوههم على أثر أو رسم يعد عدا ...
رمق بعضهم بعضا بنظرات خاطفة، عسى أن يفوزوا بحركة تذهب بما دهاهم وأملوا أن تكون شافية، وأرهف كل منهم السمع لعله يظفر بكلمة للهم والكرب كاشفة، أو حتى بهمسة لجبل الوجل ناسفة، لكن أبصارهم خابت، وبنات الشفاه بعيدا جدا في أعماقهم رست بعد طول إبحار وهامت، فتسارع خفق القلوب مثيرا عاصفة، ولم تطق الأبدان ما ابتليت به فأصبحت ترتعد راجفة ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com[/align]
تعليق