هما كانا متآلفين وقريبين من بعضهما بعضا, لدرجة أنها لما غابت عن زيارة قبره, عزا سبب غيابها إالى احتمال أن تكون قد ماتت هي الأخرى, ولكنها دفنت في غير مقبرته. ولهذا لم تعد تستطيع زيارته. ونسي أنّ الحي أبقى من الميت, وقد تكون مشاكل الحياة وهمومها هي التي منعتها عنه.
شكرا على النص الجميل, المفتوح للتأويل. لك مودتي, تقديري, تحياتي.
التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 28-07-2011, 08:34.
تآلف حتى في الموت تصوير بليغ للألفة الصادقة و العشرة الحسنة والوفاء الأبدي...
لدرجة أن الدفين استشعر موت الرفيق ولم يفسر غيابه إلا بذلك..
قصيصة مؤثرة
تحياتي أستاذة فجر عبدالله
جميل أن ننبش فى الماوراء
و نبحث عن أجزائنا المتناثرة بعد
و لكنه تذكر وعدها له
نعم .. هى قالت ذات مساء جميل
و لكن لا بد أن الحياة حليت فى وجهها
أو أنها وجدت أن الموت موت .. و الحياة حياة و كم هى جميلة !!
انتفض في قبره شعر بالضيق يلفه تساءل : مرّ أسبوع ولم تزرني تراها دفنت في مقبرة أخرى؟
----------------
هي الأرواحُ بالأرواحِ تحيا * فإنْ فُصلتْ توخاها الحِمامُ
هذا في الحياة الأولى ..فهل تُراها كذلك في حياة البرزخ ؟! وكيف يكون الموت البرزخيّ ؟!
نصٌّ مكثفٌ بمهارة ، ورغم ذلك جمع الواقعي بالعجائبيّ ... وأثار فكرةً خصبة
تحيتي لك أختي الفاضلة الأديبة الرائعة فجر
رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير
كم هي كثيرة تلك الأفكار والمفاهيم التي دمَّرت فينا أسس ودوافع النجاح.. والتفوُّق.. والريادة.. وحتى الفرح.. والحب؟ ألم يقل أحد "أمرائنا" يوماً: بلادٌ ألِفناها على كلِّ حالة .. وقد يُؤلف الشيء الذي ليس بالحسنْ وتُستعذب الأرض التي لا هوى بها.. ولا ماؤها عذب ولكنها وطنْ فأيُّ وطنٍ ذاك الذي يُبنى على مجرَّد الألفة؟ وأيُّ حُسنٍ هو ذاك الذي معياره الألفة؟ أليس الوطن هو ما نوطِّنه نحن على مبادلتنا العطاء بعطاء؟ والإخلاص بوفاء؟ كذلك هي المشاعر الإنسانيَّة النبيلة، لا تُبنى على مجرَّد التعوُّد والتآلف؛ وإلا ما أسرع تحوُّلها وتبدُّلها.. وانقلابها إلى الضدِّ في بعض الأحايين، تماماً كما حصل مع "مألوفة" هذا المنتفض.
السؤال المفجع هنا: ما جدوى هذه الانتفاضة، وما هو علاج هذا الضيق في وقتٍ لم يعد للعمل فيه مكان؟ ربما يكون الجواب في هذه الآيات الكريمات التي تصوِّر لنا مشهداً ممائلاً: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ* فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [المؤمنون: 99-103].
حين أقرأ للأديبة المبدعة فجر عبد الله فإني أعلم يقيناً أن في نصوصها ثراء جمَّاً،كيف لا وهي "الرساليَّة" بامتياز؟ ومن رسالة النص كانت قراءتي هذه؛ إذ إن مقولة النص تكاد أن تكون مفتوحة على تأويلات متعدِّدة، وربما متباينة، لولا العنوان الذي حمل مفاتيح تفكيك النص، كما تضمَّن رسالته. فالتآلف قد يوحي للوهلة الأولى أنه أمر جوهري في العلاقات الإنسانية، بينما أنه في الحقيقة ما هو إلا أسلوب لطيف ومحبَّب من أجل إيصال المضمون (الرسالة، أو المنهج). ولأن النص خلا من أي إشارة إلى أسس العلاقة سابقاً فهذا يعني أنها قد أُسِّست على أمرٍ غريزيٍّ فقط هو التآلف بحكم الاعتياد، وهذا يعني أن مثل هكذا علاقة ستنهار عند أي تغيير يطرأ عليها؛ وهذا ما حصل فعلاً، وهذا ما أشار إليه أستاذاي: المحبوب والخلُّ ربيع ومعاذ.
لكن المفارقة الأخرى المفجعة في النص هي أنَّ بطله لمَّا يصحو بعد ويتنبَّه لخطئه الذي تقدَّم في علاقته، بل ما زال يبحث عن المبرِّرات ليوهم نفسه بأن محبوبته ما زالت على عهده بها؛ وهذا لعمري موت على موت!
الأديبة الأريبة، والأستاذة القديرة فجر عبد الله هنالك من الأدب ما هو نتاج مهارة واقتدار الصنعة، وهنالك ما هو نتاج الإلهام؛ وما أراك إلا تجمعين بينهما بأبهى حلَّة. تحياتي الطيبات، ودعواتي لمزيدٍ من التألُّق والإبداع.
تعليق