ماذا نفعل يا زينب؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد السنوسى الغزالى
    عضو الملتقى
    • 24-03-2008
    • 434

    ماذا نفعل يا زينب؟؟؟

    [align=center]ماذا نفعل يا زينب؟؟؟[/align]
    محمد السنوسي الغزالي

    الصحفية الليبية زينب شاهين كتبت في مدونتها (الزهراء) مقالاً بعنوان (مسكينة يا غزة) بأسلوب مُبسط عميق لإمرأة عربية تشعر بالقهر لما نقرأ عنه ونشاهده كل يوم في هولوكوسات (اومحرقات غزة) ، ولم يعد يجدي فينا الكلام ، لقد نادت لوكان هناك احياء ، وليس ثمة غيرنا الذين لم نعد غير شبه انفاس برسم الاهتراء والضياع .
    • عندما حوصرت ليبيا لم يبكي احد علينا ولذلك نحن الان ننقاد الى عدم البكاء وهو جزء من منظومة التهيئة النفسية..سلبنا اسلحة الفهم وحتى التعاطف..وتعرينا حتى يبقى القتل في غزة والحصار وكأنه في القطب الشمالي ولا علاقة لنا به...اشكرك لتذكيرنا..ولكن هل بقيت لدينا ذاكرة يا زينب؟؟ اذا بقيت فما هي الا ذاكرة النسيان... ذاكرة القهر والموات المُتدحرج نحو الفناء .
    • ذات مرة سألني إبني المهدي (وانت تعرفين اسئلته الصعبة) عندما انبلج صبح مجزرة قانا2006 في لبنان صحوت من نومي واي نوم تعرفين في هذا الزمن علينا نحن المُنحازين!! وكان المهدي (7سنوات) قد خرج لتوه من الحمام ثم توجه الى الافطار،ليجلس امام التلفزيون ويشاهد معى قناة الجزيرة وهى تنقل مباشرة من قانا اعمال الحفر تحت الانقاض لاخراج الضحايا..المهدى علمته على طريقة ما علمنى ابى ان الذى يستحق العقاب هو المسىء وقليل الادب والذى يمارس الشقاوة التى تضايق الناس..كنت اقول له كما كان يقول لى والدى المرحوم الشيخ السنوسى الغزالى عندما كنت طفلا فى الابتدائية: ( الذى لايُخطىء لايُعاقب بل يُكافأ لانه طفل هادىء وجمبل) نشترى له لعبه او نعطيه نقودا ليشترى بها ما يشاء او نلبسه حلة جديدة..اما الطفل المشاغب الذى يضايق اهله والجيران ويزعجهم ويقلق راحتهم ليس له الا الفلقة والحرمان!!.)
    تابع المهدى معى بصمت طفولى هذا العرض المخزى للعرب ..لنا..وللتاريخ وللانسانية ما حدث فى لبنان ويحدث كل يوم ..لكن ..لم اتصور ، بل وكيف تسنى لى الا اكون مُهيئا لسؤال طفولى خزنته ذاكرة المهدى وهو يتابع الدماء التى تفضح جراح العرب وخزيهم.. وتلعن فتاويهم الدنيئة ..هذه الفتاوى التى لاتنطلق الا بعد عشوة سلطانية معتبرة بالسمك والخروف المحشى والروبيان المقلى نكاية فى فقراء العرب او ضحاياهم فى فلسطين..كم نحن تافهون..وكم هى عمائم تافهة!! ..ازكمت رائحتها الانوف..عشوة سلطانية وفتوى مجانية مقابل دماء المئات فى لبنان وفلسطين والعراق..وكنت قبلها بيوم اعاود اشاهد شريطا مرئيا نقلته زميلة الى احد المنتديات يروى قصة الجرائم الامريكية من فيتنام الى العراق..كم نحن تافهون ونحن نتفرج على مقابحنا!! عندئذ ازحت من امامى كوب القهوة التى اعدته لى زوجتى ..لم اجد حلقا يمرر هذا السائل فى مواجهة هذا القهر المضنى..زوجتى ايضا انتحت جانبا من حجرة الاستقبال وجلست تُشاهد جثث الاطفال بقلب الام الجزع!! ..
    كل هذه المتابعة والقراءة المحزنه والمهدى صامت على غير عادته..لم يتكلم..لم يقل شيئا حتى الان..بل ربما الى حد ما لم انتبه الى وجوده وانا اعانى من القهر..وكنت قبلها قد تابعت سفير بنى صهيون فى الامم المتحدة وهو ينقل مخازينا على الهواء..حيث اكد ان بعض الحكام العرب قد طلبوا من الدولة العبرية الاسراع فى انهاء هذه القصة في لبنان التى اذا لم تنتهى فصولها،ربما ستكون خطرا على كراسيهم!!..
    وشعرت بالاسى..وانا ادرك ان شعوبا مثلنا لاتستحق الحياة اذا لم تسارع الى جنوب لبنان وتدافع عن الوجوه البريئة وتنتقم لوجوه اخرى ماتت ولم تعرف لماذا او كيف حدث هذا؟؟ ويخطر على بالى تبجح آخر كاد ان يقتلنى من قبل مندوب امريكا فى الامم المتحدة الذى قال: انهم يطالبون بايقاف اطلاق النار بينما الارهاب(!) قائما يهدد امن اسرائيل..ثم قال : لم يقل لنا احد كيف يحدث هذا؟؟..
    مازلت مع المهدى الشقى الجميل..الذى صعقنى بسؤال لم اكن اتوقعه فى غمرة هذا الركام من الجثث والدماء قال:
    - هؤلاء الاطفال انتهوا؟ نعم قلت له ومن قتلهم قال ..قلت له : اليهود..ولماذا ؟؟ قال لى..عجزت عن الجواب..لكنه استطرد :
    - لابد انهم اطفال قد ازعوا الجيران ..
    عندئذ لاادرى لماذا غضبت..حتى ارعبت المهدى وصرخت:
    - لا لم يفعلوا شيئا..لم يتشاقوا..لم يزعجوا احد....بالامس كانوا يلعبون على المراجيح ويمرحون بطفولتهم الجميلة مثلما تمرح انت ويوسف اخاك الاصغر..لكنهم اصبحوا مذبوحين تحت انقاض قانا...!!
    ماتزال الاسئلة كما بدا لى فى راس المهدى لكنه توقف مقهورا..خشية عقابى وغضبى..دس فى غصته بقية التساؤلات..ولانى كنت عاجزا كيف اقول له انهم كانوا يلعبون وابرياء ولم يفعلوا شيئا ومع ذلك قُتلوا، وبقيت اسئلته دون اجابة،لكن امه التى تعرف جنونى فى مثل هذه المواقف طلبت منه ان يذهب لمتابعة تلفزيون آخر فى غرفته هو واخوته،
    كبف اجيب المهدى؟؟لقد دخل هؤلاء الارهابيون الى غرف نومنا واعجزونا عن الاجوبه ومنعونا حتى من التبرير لاطفالنا..ذلك لان الحقد القاتل كيف يُبرر..والعجز الصهيونى عن مواجهة الابطال هو الذى دفعهم الى هذا الجنون..ولكن كيف اشرحها لطفل مازال يستقبل الحياة ومُعبأ بمجموعة من القيم التى نكذب عليه بها!!..كان ينبغى ان اعلمه اننا نعيش فى عصر الغاب..وان الانسانية لامكان لها..وان قدسية الموت ليس لها معنى فى هذا الزمن..ومع ذلك ضحكت يازينب حتى اذنى فى غمرة هذا الالم وانا استمع الى باحث عربى متبجح هو الآخر فى عاصمة الضباب عبر عن حزنه مما يجرى ..وتساءل بغباء قل مثيله فى هذا الزمن ..لقد قال :
    - اريد ان اتساءل وانا اتابع هذه الجرائم..لدى سؤال مهم لوزيرة الخارجية الاسرائيلية والتى لابد انها تتابع هذه المذابح..اليست ام ولها اطفال..
    - قلت موجها حديثى اليه وكانه بجانبى :
    - اطمئن فهى عزباء ولم تلد بعد؟؟؟
    ويا امة ضحكت من جهلها الامم..من عهد المتنبى حتى هذا الزمن.. لكنى مازلت عاجزا عن اشفاء غليل المهدى..؟؟
    • كم اشعر بالتفاهة والدونية والاذلال والتبرم والقذارة والاشمئزاز وانا الوك جميع المواضيع التافهة فى حضرة الدمار اللاحق بالعراق وفلسطين ولبنان...كم اشعر بالتأسى لاننا امة اصبحت برسم الزوال..ونحن لانحرك ساكنا..وكلمة عجزة لاتكفى ابدا ..لتتماهى مع الصورة القائمة..لان العاجز فى النهاية لابد ان ينتحر ونحن ليس لدينا القوة لاتخاذ قرار الموت الصعب..اننا بالرغم من هذا الركام من القاذورات نبحث عن التجلى والرومانسية والعشق ، والموت البطىء ؟؟!!..
    دعينى اعترف لك..ما اقذر فحولتنا؟؟؟..وما نفعها؟؟..وهى عبارة عن تغطية وتعويض لمركبات نقص على حساب الكائنات الرقيقة...؟؟؟
    دعينى اقول لك يا زينب،لشد مانحن مرابين وصيارفة ومرائين ..نمارس البغاء مع قناعاتنا ونبحث فى الافق عن حلول لمشاكل ليست لنا وليست منا وليست اصلا ذات معنى,,ما نفع الكتابة فى زمن لم ينتج فيه الحرف روح واحدة سامقة تتخذ قرار الموت بعد ان اصبحت الحياة اذلال ومقت للذات؟؟؟وانا فى اول الصف ولست خارجه..انا اول المتخاذلين واول المنصاعين لزمن الرداءة والعهر السياسى فى ابشع صوره وانحطاطه...
    كيف يتسنى لنا الحياة وبيروت تحترق, بيروت التى احتضنت امراضنا وسترت عوراتنا ونمنا فى حضنها..لانها تمد صدرها لكل عابر سبيل يعانى من الغربة ووحشة السفر المُضنى..كم انا..كم نحن ،وكم هى مقابحنا مقززة فى مواجهة هذا الخراب الذى يحل بوطن العروبة...
    ماذا فعل لنا الذين باعوا القضايا المصيرية للامة ورفرفت اعلام بنى صهيون فى عواصمهم...الم يقولوا لنا انها الوسيلة الوحيدة لدرأ الخراب عن الوطن؟؟ لابد ان تكون لنا علاقة بهم حتى نتوسط لكم ونبعد عنكم حرابهم؟؟ اين هم الآن وماذا يفعلون.؟؟.وفى اى حفرة يختبأون؟؟ وهل هناك ادانة سياسية وقومية اخرى لهم بعد الذى يحدث الآن في غزة؟؟..
    اليس نحن المتطرفون فى نظرهم..ونحن الذين لانفهم العصر ومتطلباته..هاهم يفهمون؟؟ماذا فعلوا بفهمهم الغبى لحقيقة التاريخ والصراع والحضارة..
    كم انا..كم نحن كذابين ومنافقين وسماسرة سياسة...ولبنان يحترق فى اهانة لم تحدث للعروبة حتى فى ازمنة الانحطاط التى علمونا اياها فى المدارس...جنديين اسرائيليين مقابل عشرات الشهداء ومئات البيوت التى تدمر في لبنان.. مئات الشهداء في غزة مُقابل جندي اسرائيلي واحد..فيا لذقوننا كم هي رخوة للضحك عليها..انها رسالة لنا ،انا ومن يؤمن بان الصراع مع العدو هو صراع حضارى.. ثم انها رسالة بالذات للذين يراهنون عليه..رسالة اهانة واذلال وعجرفة...ربما لانهم لم يركعوا كما ينبغى!!! ربما لانهم لم يسلموا مفاتيح عواصمهم لاسرائيل بعد ان اعطوا شوارع الوطن للعلم الصهيونى...
    كم انا..كم نحن تافهون...لااعرف ما اقول ..لااعرف ما اكتب...وما نفع الكتابة فى زمن البغاء...انه انفعال اعرف انه لن ينتج فنا هنا..واعرف انه خطابة تافهة لقلم تافه وزمن تافه..ووطن اكثر تفاهة مما نظن!!!.
    • وكالعادة هاهي غزة تعرينا..غزة التي قلت عنها يا زينب (والله تعبنا من الكراسى المقيتة التى كممت أفواه الشعوب حتى أصبحت تتجرع الحسرة و،قلة الحيلة،والانكسار ..والله تعبنا من اللهث وراء ذلك الغول المستعر الذى يلعب بنا كطفل أفسده الدلال يقف عند بابه العسس والحرس .)
    • تعالي يا زينب ، تعالي يا صديقتي اذا كان ثمة حل لديك ،تعالي وخذي زمام القيادة قولي لنا ماذا نفعل؟؟ قودينا ..اية فكرة لديك يمكن ان تخرجنا من هذا الخراب يا اختاه ..تعالي واعبري بنا فوق الجماجم نحو النصر!! وإلا الصمت، فالصراخ لم يعد حلا وليست غزة هي المسكينة بل نحن المساكين.
    • ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
    [B][CENTER][SIZE="4"][COLOR="Red"]تــــــــــــــــــدويناتــــــــــــــــــــي[/COLOR][/SIZE][/CENTER][/B]
    [URL="http://mohagazali.blogspot.com/"]http://mohagazali.blogspot.com/[/URL]

    [URL="http://shafh.maktoobblog.com/"]http://shafh.maktoobblog.com/[/URL]
    [BIMG]http://i222.photobucket.com/albums/dd312/lintalin/palestine-1.gif[/BIMG]
يعمل...
X