مرايا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سلام الكردي
    رئيس ملتقى نادي الأصالة
    • 30-09-2010
    • 1471

    مرايا

    تسألني:
    كيف تقيم نفسك وأنت على أعتاب شهر رمضان؟

    حقيقة لا أدري يا سيدتي,هل اقيم نفسي,إن كان قد بقي منها ما يمكن تقييمه,ولم تسقطه الأنظمة الجائرة ,على أعتاب البيوت المغلقة,التي استبيحت حرماتها بعد, وأنا واقف كالنذل لا اّتي بحركة واحدة؟
    أم اقيم رمضان وهو الذي ابعد ما يكون عن تقييم شخص مثلي,لا يملك من أمره أكثر من أنفاس تنزل ثم تصعد وهي باردة لا تلامس داخل إنسان قط؟
    لست أعلم يا ابنة عمري,لماذا بقينا احياء إلى هذا اليوم,ونحن كالخفافيش نسكن عتمة الليل,لا تهبنا الشمس أكثر من الخوف,ونساؤنا ينتابها من رجولتنا شك مقيت,لم تعد زنودنا تعني لها الكثير,ولم يعد جسرالبيت صامد لا ينحني تحت وقع الهدير,ومرور الدبابات في أزقة المدينة المترفة بالموت.
    اشباح تسكن جميع المرايا,وصورنا لا تعدو كونها رسوم بلا معنى,لا تجيد أكثر من الصراخ والأفواه مفتوحة لما هو أكثر من الطعام,واقل برودة من ماء كانون الدمشقي.



    لماذا ينحني العشب للريح؟
    التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 01-08-2011, 14:37.
    [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
    [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
    [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [COLOR=#0000ff][/COLOR]
  • أروى عز الدين
    عضو الملتقى
    • 17-03-2011
    • 109

    #2
    ينحني لأن الريح أضعف منه وهو بحكمته يقدّم لها برهان
    ضعفها !
    هكذا أرى وليس بالضرورة أن يرى الجميع ماأرى !

    كيف تقيّم نفسك وأنت على أعتاب شهر رمضان ؟
    سؤال جوهرة !!!
    لايأتي إلا من فم يجيد فهم الإجابة !
    وإجابته تختلف من شخص لآخر ، لكنها حتما لن تكون كإجابتك أخي سلام
    فهي إجابة فنان يجيد رسم الحرف وتلوين الصور !!!

    كل عام وأنت بنقاء أخي .
    [IMG]http://tsamoh.googlepages.com/ethbat1.gif[/IMG]

    تعليق

    • سلام الكردي
      رئيس ملتقى نادي الأصالة
      • 30-09-2010
      • 1471

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أروى عز الدين مشاهدة المشاركة
      ينحني لأن الريح أضعف منه وهو بحكمته يقدّم لها برهان
      ضعفها !
      هكذا أرى وليس بالضرورة أن يرى الجميع ماأرى !

      كيف تقيّم نفسك وأنت على أعتاب شهر رمضان ؟
      سؤال جوهرة !!!
      لايأتي إلا من فم يجيد فهم الإجابة !
      وإجابته تختلف من شخص لآخر ، لكنها حتما لن تكون كإجابتك أخي سلام
      فهي إجابة فنان يجيد رسم الحرف وتلوين الصور !!!

      كل عام وأنت بنقاء أخي .
      أعتب على العشب يا أخت أروى,ألومه لأنه يجد المبرر للريح كي تطالب الشجر بالانحناء وهو لا ينحني فتكسره,يكسر على مرأى من جميع عناصر الحقل,ولا يابه لموته أحد,إلا أن ظلاً يكفيهم شر الاحتراق بالشمس,لن يكون لهم بعد اليوم,فليتابعوا انحناءاتهم المبررة تحت اسم الخوف على أمن الحقل وحدوده الخرجية.
      ألوم العشب,ألومه يا اختي أروى,أنهكنا بانحنائه فصرنا كالشجر,نُكسر ولا اسف علينا.
      شكراً لمرورك وكلماتك الطيبة.
      [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
      [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
      [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
      [COLOR=#0000ff][/COLOR]

      تعليق

      • أروى عز الدين
        عضو الملتقى
        • 17-03-2011
        • 109

        #4
        أخي

        أعرف أن الأشجار تموت واقفة !

        منذ متى أصبحت تشكو الانكسار ؟!!!!


        وهي كلما انكسر منها ضلع

        نبت مكانه من يعاند الموت ويتحدى الانكسار !

        وتبقى الكبرياء وحدها سمته

        والريح لاتأخذ معها إلا الأوراق اليابسة !
        [IMG]http://tsamoh.googlepages.com/ethbat1.gif[/IMG]

        تعليق

        • سلام الكردي
          رئيس ملتقى نادي الأصالة
          • 30-09-2010
          • 1471

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أروى عز الدين مشاهدة المشاركة
          أخي

          أعرف أن الأشجار تموت واقفة !

          منذ متى أصبحت تشكو الانكسار ؟!!!!


          وهي كلما انكسر منها ضلع

          نبت مكانه من يعاند الموت ويتحدى الانكسار !

          وتبقى الكبرياء وحدها سمته

          والريح لاتأخذ معها إلا الأوراق اليابسة !
          حين ينحني العشب,وتصر الاشجار على الانتصاب في وجه الريح,تكسرها هذه الأخيرة.
          يكون العشب قد باع الحقل,تاّمر على الشجبر معتقداً أنه سوف ينجو من العاصفة,وأنه سيستطيع الحياة بلا شجر.
          سحقاً.
          إنه سيحترق دون ظل.
          لا يعلم ذلك أبداً,ويصر على الانحناء.
          شكراً لمرورك أختي أروى.
          [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
          [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
          [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
          [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
          [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
          [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
          [COLOR=#0000ff][/COLOR]

          تعليق

          • سلام الكردي
            رئيس ملتقى نادي الأصالة
            • 30-09-2010
            • 1471

            #6
            هم يرعدون ويبرقون,في وجوههم ملامح الخريف,يهزون الأرض من تحتنا,من ثم لا يمطرون.
            نحن فقط من نمطر على حدائق وجوههنا وقطرنا يحرق أخضرنا ويباسنا.
            نحن فقط,من تردنا الغيوم سوداً وهم يرعدون ويبرقون ,من ثم لا ينصتون إلى صوت المطر.
            لا بلابل تشجيهم,ولا صباح يحثهم على الهدوء.
            التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 05-08-2011, 14:00.
            [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
            [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
            [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
            [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
            [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
            [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
            [COLOR=#0000ff][/COLOR]

            تعليق

            • ميرا هارون
              عضو الملتقى
              • 06-08-2011
              • 32

              #7
              سلام
              أيها الدمشقي كيف تكتب بطعم الخريف حبرا وأنت
              الشام أخضر
              أخضر السهل
              الحقل
              والروح دمشق أخضر
              أخضر!!!
              دمت أخضر الروح القلب الشام
              لك المطر
              لروحك
              سلام

              تعليق

              • سلام الكردي
                رئيس ملتقى نادي الأصالة
                • 30-09-2010
                • 1471

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ميرا هارون مشاهدة المشاركة
                سلام
                أيها الدمشقي كيف تكتب بطعم الخريف حبرا وأنت
                الشام أخضر
                أخضر السهل
                الحقل
                والروح دمشق أخضر
                أخضر!!!
                دمت أخضر الروح القلب الشام
                لك المطر
                لروحك
                سلام
                لأن الأبراج في الشام,لم ترث ظل الماّذن بعد,ولن تفعل,ولأن الوردة حين تحملها صبية دمشقية,تهفو إلى زمان جميل,زمان تُسِّرح افيه الشام شعرها بمشط لم يكن مثلوماً بعد,فيتنشي العطر ويجوب الساحات القديمة.
                ساحات دمشق,بأحجارها وأطراف البحرة الأقرب إلى المستديرة,وبائع التمر هندي,وعرق السوس,الضجيج المنفعل في أواخر نهارات رمضان,كل هذا وأكثر,يغتالني حين لا أجد على الأرصفة أكثر من كاتبي التقارير وموزعي الموت مجاناً,على أفئدة طفولية,وأذرع لم,ولن تمتد إلى أكثر من الياسمين.
                يقطعونها ويمتلئ بالدم بردى من جديد.
                كيف لا أكتب يا استاذة ميرا؟
                كيف لا ينضح وعائي بالدم,وعلى الصفحات اّلاف القتلة,اسراباً يحلقون في فضاءات سوداء,كالخفافيش تماماً وأكثر عهراً؟
                كيف لا وقد تناولتني الصحف باكراً,وعلى الشريط الرئيسي في أولى الصفحات,"مجرم مدجج بالياسمين"!!يغتالون البراءة ثم يطعنون الطفولة في الخاصرة.
                علي أن أكف يدي عن جرحي.
                عليّ أن أتوقف عن هذا الجنون.
                شكراً لمرورك أ ميرا.
                [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
                [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
                [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
                [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                [COLOR=#0000ff][/COLOR]

                تعليق

                • ميرا هارون
                  عضو الملتقى
                  • 06-08-2011
                  • 32

                  #9
                  قصيدة الشام

                  أتراها تُحبني مَيسونُ أم توهَّمتُ والنساءُ ظنونُ
                  كم رسول أرسلته لأبيها ذبحته تحت النقاب العيونُ
                  يا ابنة العم والهوى أمويٌ كيف أخفي الهوى وكيف أُبينُ
                  كم قُتلنا في عشقنا وبعثنا بعد موت وما علينا يمينُ
                  ما وقوفي في الديار وقلبي كجبيني قد طرزته الغصونُ
                  لا ظباء الحمى رَدَدْنَ سلامي والخلاخيلُ ما لهنَّ رنين
                  هل مرايا دمشق تعرفُ وجهي من جديد أم غيرتني السنينُ ؟
                  يا زماناً في الصالحية سمْحاً أين منّي الغوى وأينَ الفتونُ ؟
                  يا سريري ويا شراشف أمّي يا عصافيرُ .. يا شذا .. يا غصونُ
                  يا زواريب حارتي خبئيني بين جفنيك فالزمان ضنينُ
                  واعذريني إذا بدوتُ حزيناً إن وجه المحبّ وجهٌ حزينُ
                  هاهي الشام بعد فرقة دهر أنهر سبعةٌ .. وحورٌ عينُ
                  النوافير في البيوت كلامٌ والعناقيد سكر مطحونُ
                  والسماءُ الزرقاءُ دفتر شعر والحروف التي عليه .. سنونو ..
                  هل دمشق كما يقولونَ كانَتْ حين في الليل فكر الياسمين ؟
                  آه يا شام كيف أشرح ما بي وأنا فيك دائماً مسكون
                  سامحيني إن لم أكاشفك بالعشق فأحلى ما في الهوى التضمين
                  نحن أسرى معاً وفي قفص الحب يعاني السجانُ والمسجونُ
                  يا دمشقُ التي تقمصتُ فيها هل أنا السروُ .. أم أنا الشربينُ ؟
                  أم أنا الفلُّ في أباريق أمّي أم أنا العشبُ والسحابُ الهَتون
                  أم أنا القطة الأثيرةُ في الدار تلبي إذا دعاها الحنينُ ؟
                  يا دمشق التي تفشّى شذاها تحت جلدي .. كأنه الزيزفونُ
                  سامحيني إذا اضطربت فإني لا مقفّىً حبي ولا موزونُ
                  وازرعيني تحت الضفائر مشطاً فأُريك الغرام كيفَ يكونُ
                  قادمٌ من مدائن الريح وحدي فاحتَضنّي كالطفل يا قاسيونُ
                  احتَضنّي .. ولا تناقش جنوني ذروة العقل يا حبيبي الجنونُ
                  احتَضنّي .. خمسين ألفاً وألفاً فمع الضم لا يجوزُ السكونُ
                  أهي مجنونةٌ بشوقي إليها هذه الشامُ أم أنا المجنونُ
                  حاملُ حبها ثلاثين قرناً فوق ظهري وما هناكَ معينُ
                  كلمّا جئتُها أردّ دُيُوني للجميلات حاصَرَتني الديونُ
                  إن تخلَّت كلُّ المقادير عني فبعَيْن حبيبتي .. أستعينُ
                  يا الهي جعلتَ عشقيَ بَحراً أحرامٌ على البحار السكونُ
                  يا الهي هل الكتابة جرحٌ ليس يُشفى أم ماردٌ ملعونُ
                  كم أعاني في الشعر موتاً جميلاً وتُعاني من الرياح السفينُ
                  جاء تشرين يا حبيبة عمري أحسن الوقت للهوى تشرينُ
                  ولنا موعدٌ على ( جبل الشيخ ) كم الثلج دافئٌ .. وحنونُ
                  لم أعانقك من زمان طويل لم أحدّثك . والحديثُ شجونُ
                  لم أغازلك والتغزلُ بعضي للهوى دينُهُ .. وللسيف دينُ
                  سنواتٌ سبعٌ من الحزن مرت ماتَ فيها الصفصافُ والزيتونُ
                  سنواتٌ فيها استقلتُ من الحب وجفت على شفاهي اللحونُ
                  سنواتٌ سبعُ بها اغتالَنا اليأسُ وعلْمُ الكلام .. واليانسونُ
                  فانقسمنا قبائلاً .. وشعوباً واستبيحَ الحمى وضاع العرينُ
                  كيف أهواك حينَ حول سريري يتمشّى اليهودُ والطاعونُ ؟
                  كيف أهواك والحمى مُستباحٌ هل من السهل أن يحبَّ السجينُ؟
                  لا تقولي : نسيتَ .. لم أنس شيئاً كيف تنسى أهدابهنَّ الجفونُ ؟
                  غير أن الهوى يصيرُ ذليلاً كلما ذلَّ للرجال جَبينُ ..
                  شام.. يا شام.. يا ميرة حبي كيف ينسى غرامـه المجنون؟
                  أوقدي النارَ فالحديث طويلُ وطويلُ لمن نحب الحنين ُ
                  شمس غرناطةَ أطلت علينا بعد يأس وزغردت ميسلون
                  جاء تشرين.. إن وجهك أحلى بكثير... ما سـره تشـرينُ ؟
                  كيف صارت سنابلُ القمح أعلى كيف صارت عيناك بيت السنونو ؟
                  إن أرض الجولان تشبه عينيك فماءٌ يجري.. ولـوز.. وتيـنُ
                  كلُّ جرح فيها .. حديقة ورد وربيعٌ .. ولؤلؤ مكنونُ
                  يا دمشق البسي دموعي سواراً وتمنّي .. فكلُّ شيء يهونُ
                  وضعي طَرحَةَ العروس لأجلي إنَّ مَهْرَ المُناضلات ثمينُ
                  رضيَ اللهُ والرسولُ عن الشام فنصرٌ آت وفتحٌ مبينُ
                  مزقي يا دمشق خارطة الذل وقولي للـدهر كُن.. يـكونُ
                  استردت أيامها بكِ بدرٌ واستعادت شبابها حطينُ
                  بك عَزَتْ قريشُ بعد هوان وتلاقتْ قبائلٌ وبطونُ
                  إنَّ عمرو بنَ العاص يزحف للشرق وللغرب يزحفُ المأمونُ
                  كتب الله أن تكوني دمشقاً بكِ يبدا وينتهي التكويـنُ
                  لا خيارً أن يصبح البحرُ بحراً أو يختارُ صوتَهُ الحسُّونُ
                  ذاك عُمْرُ السيوف .. لا سيفَ إلا دائنٌ يا حبيبتي أو مَدينُ
                  هزم الروم بعد سبع عجاف وتعافى وجداننا المـطعـونُ
                  وقتلنا العنقاءَ في ( جَبَل الشيخ ) وألقى أضراسَهُ التنّينُ
                  صَدَقَ السيفُ وعدَهُ .. يا بلادي فالسياساتُ كلُّها أَفيُونُ
                  صدق السيفُ حاكماً وحكيماً وحدَه السيفُ يا دمشقُ اليقينُ
                  اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجدِ وكحِّل جفنيك يـا حرمونُ
                  سبَقتْ ظلَّها خيولُ هشام وأفاقت من نومها السكينُ
                  علمينا فقه العروبـة يا شام فأنتِ البيـان والتبيـيـنُ
                  علمينا الأفعالَ قد ذَبَحَتْنا أحرفُ الجرّ والكلام العجينُ
                  علمينا قراءة البرق والرعد فنصفُ اللغات وحلٌ وطينُ
                  علمينا التفكير لا نصرَ يُرجى حينما الشعب كلّه سَرْدينُ
                  إن أقصى ما يُغضبُني فكرٌ دجّنوهُ ... وكاتبٌ عنّين
                  وطني، يا قصيدة النارِ والورد تغنـت بما صنعتَ القـرونُ
                  إن نهرَ التاريخ ينبع في الشام أَيُلغي التريخَ طرحٌ هجينُ ؟
                  نحن أصلُ الأشياء ... لا فوردُ باق فوق إيوانه ولا رابينُ
                  نحنُ عكا ونحنُ كرمل حيفا وجبال الجليل .. واللطرونُ
                  كل ليمونة ستنجب طفلاً ومحالٌ أن ينتهي الليمونُ
                  إركبي الشمس يا دمشق حصاناً ولك الله ... حـافظ و أميـنُ

                  تعليق

                  • شـــام الكردي
                    كاتبة وأديبة
                    • 24-10-2010
                    • 544

                    #10
                    لماذا ينحني العشب للريح؟


                    كل الذين ظنوا أنهم دفنوني واستراحوا ...
                    يجهلون أنني أنهض دوما من رمادي !*


                    حين يكون بردى ... نهر نازف

                    ثق ... أن الياسمين سينمو على ضفافه



                    على مقربة منك
                    شآم







                    * غادة السمان



                    تعليق

                    • سلام الكردي
                      رئيس ملتقى نادي الأصالة
                      • 30-09-2010
                      • 1471

                      #11
                      [align=justify]المشاهد تتوالى ,والضوء يعبث بالصورة.

                      مطر متصاعد نحو السماء,أرواح تتقافز من أجسادها على أرصفة الشوراع المقهورة بالموت,دماء تسيل على مد النظر,أفق كالشفق بل أكثر احمراراً,أطفال يبتسمون بحمق نادر ,وغيظ يجثم على قلوب رجال سود,يقبضون على عصي سود كوجوههم ولون الحبر في مذكراتهم الأمنية,ثلاثة أرباع السماء متعجرف بحمق الغبار وشراسة الريح,بينما العشب لا يزال ينحني للعاصفة,والخزي يركب سيارات فخمة وأرجل تمتد من النوافذ تصفع الوجوه .
                      والمرايا لا تتسع.
                      أنى لها بكل هذا الزجاج؟

                      وأنا المرتبك بطفلة تلازم عيني,تحتلني بجدارة,تتصهين وتستوطن الشرايين ومجاري البصر,تهفو إلى لمسة تحنو على شعرها المحمَرِّ غصباً,رأسها مفتوح إلى الشمس,وبعض الدمى لا زالت متعلقة بكفها وعلى رفوف الذاكرة,تهوى البراءة وتنتقم من جميع الوجوه,من كل الأسرَّة المتخاذلة,والزهور المتمردة على الصباح وهدوء الحدائق,أحلامها تتناثر في الشوارع وبعض الأمنيات لا زالت تجري في أزقة المدينة وبعض خبايا البيت الدمشقي القديم جريها المحموم,خلف قطة الدار,وفراشة مشاغبة.
                      ياسمينها يسيل على الأرض وفراش أحمر أحمر.
                      ,تلك لا تعترف بالزجاج ولا يضيرها الضوء الممزوج بلعنة الشياطين والابتسامات الملعونة.

                      مراّة ثائرة,تنتفض لتقول ,"ثم إنك أبكيتني"
                      وكأن البكاء من صنع الصحف وافواه المحابر.
                      أنا لا أرعد فلم أنت تمطرين؟
                      أنا لا يقتلني البرد ولا الشتاء فلمَ تندبي ما تبقي من وجهي على سطوح الزجاج؟
                      تعكسين جميع الصور من خلفي,لأبدو واجهة مفعمة بالخراب,والصورة نارية بجدارة,مدائن تنتحب,وشوارع تستحضر جميع الأوراح والشهيد تحت المطر.[/align]
                      التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 20-08-2011, 16:33.
                      [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
                      [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
                      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
                      [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                      [COLOR=#0000ff][/COLOR]

                      تعليق

                      • براق بسيم
                        عضو الملتقى
                        • 21-04-2011
                        • 206

                        #12
                        هي الذكرى في وخيال الوعي مسافرة
                        تسابق قطار الريح
                        وتدفع بكل لحظة إلى رحيل حاضر
                        أين يختبئ الماضي!!
                        وكيف له أن يحتمل!!
                        كل ما تساقط من ورق الشمس
                        وكيف لهذه الذكريات أن تغرس الوانها!!
                        على مفارق الأبواب الدروب
                        في حياة تمضي بلا قرار
                        لتربح نهار يمتد للعتمة ويغفو في حضن الضياء
                        ليل يحتوي النور يستيقظ في الغياب
                        بين شروق وغياب تغرق ملامح نقشت
                        على ذاكرة الوقت حياة
                        الأستاذ/سلام
                        كنت اتصفح ديوان المشاعر
                        وبذخ الهطول من بين اصابع الإبداع
                        لوحة بلون النبض الخالص الشفافية
                        العابر شعرا
                        على بريق الحلم
                        شكرا أيها الرائع
                        !!!!
                        !!!
                        !!
                        التعديل الأخير تم بواسطة براق بسيم; الساعة 20-08-2011, 16:49.

                        تعليق

                        • دينا نبيل
                          أديبة وناقدة
                          • 03-07-2011
                          • 732

                          #13
                          استاذي المحترم .. أ سلام

                          لماذا ينحني العشب أمام الريح ؟؟

                          سؤال رائع .. لكن مالي أراك سيدي ساخطا على العشب هكذا .. !!

                          وانا أقرأ المداخلات السابقة .. أراك تقف في ذاك الحقل .. فوق ذلك العشب تدعسه بقدميك فيستفزك صوته فتود لو أن تقتلعه أو تغيير لونه وشكله واسمه فلا يصير في الوجود ما يسمى بهذا المقيت " العشب"!

                          لكنها الحياة سيدي ..بشتى أطيافها وصنوفها ووظائفها .. لا تملك حيال ذلك شيئا !

                          ولكن لم تنظر إلى الأمر هكذا ؟؟.. لننظر إليه من وجهة أخرى ..

                          تخيل معي أن ذاك الحقل الذي تتكلم عنه .. ممتلئ عن آخره بالأشجار ..فقط .. لا عشب ... ثم أتت عليه ريح عاصف ، هذه الأشجار ستتهاوى على بعضها على الأقل الصف الأول منها الذي يصد عزم الريح ، لأنها كما تزعم هي نفسها واقفة لن تنحني، ستتكسر وتقصف كالأقلام ويؤخذ خشبها لصنع الأقلام !! .. وإن هاجمتها ريح أخرى سيتهاوى الصف الثاني .. وهكذا ، كلما هاجمتها عاصفة ، اقتلعت مجموعة أشجار ... والنتيجة : ستهجرها الأطيار والحيوانات ويصير الحقل خربا مكانا موحشا للخفافيش والذئاب !..

                          وإن افترضنا أن هذه الأشجار كانت راسخة جدا .. قوية الجذور .. ستتخللها الرياح وتمر منها محدثة صوتا مرعبا منبعثا منها " كالهَارْب" الأسود .. ما أشك أيضا ان الحيوانات فضلا عن الانسان سيرتعبون منها ويظنون انه مكان تقطنه الأشباح ... وتكون نفس النتيجة .. مكانا خربا تسكنه الخفافيش والذئاب !!

                          لكن انظر إلى العشب ...؟ .. تأمله ؟

                          ستجده رغم شكله المثير للأعصاب ( بقصر حجمه وصوته الضعيف المستفز ) واقفا دائما .. في جماعة !!
                          لن تجد عشبة واقفة في الحقل بمفردها بل في جماعة ضخمة من قريناتها من العشب متماثلة في اللون والطول والسمك .. فإذا مرت بها الريح تشبكت في بعضها وانسجمت وصارت تتراقص معها .. ولا يخلو التراقص من الانحناء!.. ثم تعود إلى وضعها الأول منتصبة وكأن شيئا لم يكن !

                          لكنني أراك تقف فوق الأرض .. لم لا تنزل إلى قاع التربة لتنظر إليها جيدا وترى حقيقتها ؟؟

                          إنك إن نزلت إلى التربة وبحثت عن جذورها .. التي ليست طويلة ولا ثخينة كجذور الشجر .. لكن الشجر نفسه يعاني مشكلة الانكسار رغم جذوره القوية .. لكن العشب رغم قصره فوق الأرض إلا أن جذوره طويلة متشابكة أكثر من خيوط العنكبوت ملتفة حول بعضها .. شديدة التعقيد على دقتها .. يصعب إقتلاعها ... وإن حدث لا تخرج بمفردها .. بل تسحب معها أخواتها وتخرج .. وتأبي أخواتها هي الأخرى إلا أن تقتلع معها .. والمؤلم انها تأخذ قطعة من تربتها معها تريد التشبث بها لآخر لحظة !.. فيهز ذلك المشهد النفس وتشفق على هذا العشب بمنظره الضعيف المبكي والطين الملتصق به وكانه يصرخ فيها .. " إن أخذتيني أنا وأخواتي فاتركي بقية جماعتي " !! ..

                          إن منظر خضاره يقهر العين ، فكلما نظرت العين في الأفق لا تجد إلا اللون الأخضر.. وهذا اللون قوي لا يحترق كما تقول .. ولا يحتاج إلى ظل الشجر كي يحميه .. فالشجر نفسه إن استعرت الشمس وارسلت لفحها احترقت والعشب معا!

                          ولم تنظر إلى العشب هكذا؟ .. ألم يعجبك أبدا تماوجه الجميل حين يمر به النسيم ؟ ... ما أجمل خضاره بدرجاته المختلفة تحت آشعة الشمس ! ... يأخذ يرسل إليك رائحة الحياة الذكية التي لن تشمها إلا في لونه الأخضر! ..

                          إنها الحياة سيدي ...

                          ولن اقول أكثر من ذلك !!

                          تقبل مروري وتحياتي
                          التعديل الأخير تم بواسطة دينا نبيل; الساعة 24-08-2011, 11:42.

                          تعليق

                          • دينا نبيل
                            أديبة وناقدة
                            • 03-07-2011
                            • 732

                            #14

                            النص :
                            المشاهد تتوالى ,والضوء يعبث بالصورة.

                            مطر متصاعد نحو السماء,أرواح تتقافز من أجسادها على أرصفة الشوراع المقهورة بالموت,دماء تسيل على مد النظر,أفق كالشفق بل أكثر احمراراً,أطفال يبتسمون بحمق نادر ,وغيظ يجثم على قلوب رجال سود,يقبضون على عصي سود كوجوههم ولون الحبر في مذكراتهم الأمنية,ثلاثة أرباع السماء متعجرف بحمق الغبار وشراسة الريح,بينما العشب لا يزال ينحني للعاصفة,والخزي يركب سيارات فخمة وأرجل تمتد من النوافذ تصفع الوجوه .


                            والمرايا لا تتسع.
                            أنى لها بكل هذا الزجاج؟

                            وأنا المرتبك بطفلة تلازم عيني,تحتلني بجدارة,تتصهين وتستوطن الشرايين ومجاري البصر,تهفو إلى لمسة تحنو على شعرها المحمَرِّ غصباً,رأسها مفتوح إلى الشمس,وبعض الدمى لا زالت متعلقة بكفها وعلى رفوف الذاكرة,تهوى البراءة وتنتقم من جميع الوجوه,من كل الأسرَّة المتخاذلة,والزهور المتمردة على الصباح وهدوء الحدائق,أحلامها تتناثر في الشوارع وبعض الأمنيات لا زالت تجري في أزقة المدينة وبعض خبايا البيت الدمشقي القديم جريها المحموم,خلف قطة الدار,وفراشة مشاغبة.

                            ياسمينها يسيل على الأرض وفراش أحمر أحمر.
                            ,تلك لا تعترف بالزجاج ولا يضيرها الضوء الممزوج بلعنة الشياطين والابتسامات الملعونة.

                            مراّة ثائرة,تنتفض لتقول ,"ثم إنك أبكيتني"
                            وكأن البكاء من صنع الصحف وافواه المحابر.
                            أنا لا أرعد فلم أنت تمطرين؟
                            أنا لا يقتلني البرد ولا الشتاء فلمَ تندبي ما تبقي من وجهي على سطوح الزجاج؟
                            تعكسين جميع الصور من خلفي,لأبدو واجهة مفعمة بالخراب,والصورة نارية بجدارة,مدائن تنتحب,وشوارع تستحضر جميع الأوراح والشهيد تحت المطر."



                            المرايا

                            إن الحديث عن المرآة يطول .. فما بالك سيدي بالمرايا ؟

                            لقد تعلمت في كتبي أن المرآة تطرح علاقة هامة جدا بين الصورة والحقيقة .. هل المرآة تعكس الحقيقة دائما ؟ .. أم أن الضوء حولها يتدخل ويعبث بالصورة ويغير حقيقتها وألوانها .. فيصير الأبيض أسود والزهري أحمر مدمم

                            وهل إذا نظر أحدنا في المرآة يرى نفسه كما هي ؟ .. هل ينعكس ما في سريرته على وجهه فتظهره المرآة أم أن الضوء يأبى إلا أن يجمل الوجوه الحالكة ويقذف عليها من نوره الزائف فتتحول الشياطين إلى ملائكة !

                            المرآة كالكاميرا ..تلك الآلة المزعجة ... لا تظهر إلا الجزء المراد إظهاره فقط سواء كان مبهجا أو مقبضا ثم تخفي بقية الصورة خارج الإطار وكأنه ليس جزء منها

                            لكن إن كان الحديث هنا عن المرايا .. فإنه يطول !
                            منذ مدة شاهدت فيلما رأيت فيه حجرة تسمى (بحجرة المرايا) كل من يدخل إليها يرى نفسه في كل مكان بشكل مزعج للغاية .. وإن حدث أن قابلت مرآة مرآة أخرى ووقفت بينهما ترى نفسك مكررا إلى ما لا نهاية ..وتضطرب بشدة أي منها الحقيقي وأي منها الزائف . وإن تغير مصدر الضوء في حجرة المرايا تلك ستفاجأ بالصور الكثيرة المختلفة إلى حد مخيف .. فيصير الواحد يتلمس نفسه ليتأكد أنه حقيقة ولم يذب بين الصور ويصبح هو نفسه صورة ... وسيلة تعذيبية مدهشة!!

                            بداية قسمت نصك أستاذي إلى ثلاث مرايا .. عفوا .. مقاطع !

                            المقطع الأول : عبث الضوء بالصورة في سرعة لا يلحظه أحد :

                            " الضوء يعبث بالصورة "
                            وهذا هو الموضوع .. وكل ما هو آت يخدم هذه الفكرة ،فقد بينت المسألة إذن ومهدت إلى ما هو قادم كانك تقول للقارئ مهلا هناك حقائق تم تغييرها وهذا الضوء قد خان ميثاقه وتدخل وعبث بالصورة .. فصار عندنا الآن نسختان (الصورة والحقيقة)

                            "مطر متصاعد نحو السماء,أرواح تتقافز من أجسادها ....,دماء تسيل على مد النظر,أفق كالشفق بل أكثر احمراراً,أطفال يبتسمون بحمق نادر ,وغيظ يجثم على قلوب رجال سود,يقبضون على عصي سود ....,ثلاثة أرباع السماء متعجرف .... العشب لا يزال ينحني للعاصفة,والخزي يركب سيارات فخمة وأرجلتمتد من النوافذتصفع الوجوه .
                            والمرايا لا تتسع...أنى لها بكل هذا الزجاج؟"


                            نعم أنّى لها ؟... وهو زجاج غير عادي فزجاج المرايا اكثر إيلاما وشظاياه للحم أكثر تقطيعا من أي نوع آخر من الزجاج
                            إن المشاهد التي ذكرتها على تلاحقها السريع توضح كيف كان يلعب الضوء الدور المشين في خفاء ويعبث بالأشياء فغير طبيعتها وقلب حقيقتها وصارت تستغربها النفس وكانها من عالم غير العالم حتى عجزت المرايا نفسها عن عكس كل هذا العبث الغريب ..واحتارت أيها تعكس .. أيها الأهم .. فهي لا تتسع! .. الزجاج كثير والضوء لا يفتر عن العبث

                            المقطع الثاني : إطار بلا زجاج يجذب إليه النظر على براءته :

                            "وأنا المرتبكبطفلة تلازم عيني,تحتلني بجدارة,تتصهين وتستوطن الشرايين ومجاري البصر,.....,تهوى البراءة وتنتقم من جميع الوجوه,من كل الأسرَّة المتخاذلة,والزهور المتمردة على الصباح وهدوء الحدائق,أحلامها تتناثر في الشوارع وبعض الأمنيات لا زالت تجري .....,وفراشة مشاغبة ياسمينها يسيل على الأرض.....تلك لا تعترف بالزجاج ولا يضيرها الضوء الممزوج بلعنة الشياطين والابتسامات الملعونة."

                            مشهد البراءة ( تحتل – تتصهين – تستوطن ) كلمات أعجبتني في هذا الموضع بجدارة !! .. هذه على براءتها قوية تتصدر المشهد وتحتله وتجذب الأعين إليها وتجعل ما حولها في إرباك بين المشهد المنعكس في المرآة سالفا وبين ما تقدمه هي هنا في هذا المشهد البسيط الذي لم تغيره الأضواء ...لايهمها تغير الالوان ولا عبث الضوء ولا الابتسامات الكاذبة ..
                            هنا تتحطم المرآة ولا يجد الضوء دورا يلعبه فتتحول الأعين نحوها لتنظر إلى الحقيقة في براءتها.

                            المقطع الثالث والأخير: الجريمة في أكمل ما تكون :

                            مراّة ثائرة,تنتفض لتقول ,"ثم إنك أبكيتني"
                            وكأن البكاء من صنع الصحف وافواه المحابر.
                            أنا لا أرعد فلم أنت تمطرين؟
                            أنا لا يقتلني البرد ولا الشتاء فلمَ تندبي ما تبقي من وجهي على سطوح الزجاج؟
                            تعكسين جميع الصور من خلفي,لأبدو واجهة مفعمة بالخراب,والصورة نارية بجدارة,مدائن تنتحب,وشوارع تستحضر جميع الأوراح والشهيد تحت المطر.

                            إحدى المرايا تثورعلى تحول المشهد عنها " ثم إنك ابكيتني" ... مرآة تبكي ! .. ممثلة!! ... تبكي بلا عيون أم انها تعتمد على الضوء الذي سيعبث من جديد على سطحها ويخدع الناظر ويوهمه انها تبكي .. إذن المرآة هنا ليست ساذجة كما في المقطع الأول إنها جزء من الجريمة في هذا التحالف الشرير بينها وبين الضوء
                            ثم تاخذ تلوم صاحب المشهد وتفتري عليه أنه هو من أبكاها وتلومه على ظهوره الطبيعي في الصورة .. هنا الجريمة من نوع آخر ليست مجرد عبث بالضوء وإنما العبث بمكونات الصورة ؛ التركيز على الخلفيات المنهارة الخربة ليظهر إن ظهر فيها كالمشردين الذين يتسولون من الأمم المتحدة أمنا زائفا ولقيمات مغموسة في التراب تلقي بها إليهم .. والشهداء متساقطون ليسوا أشخاص ولكن أرقام تذاع في شريط على مرآة التلفاز!

                            الثلاثة مقاطع غاية في الربط وكل منهم يسلم إلى الآخر في انسجام طبيعي غير متكلف .. ثلاث مرايا تتصارع كل منهم يريد إظهار الصورة التي تريد بالشكل الذي تريد والفريسة في النهاية .. الحقيقة المجني عليها

                            نص بديع أستاذي .. شجي حد الصراخ .. صراخ بلا صوت .. كما قلت أفواه مفتوحة لا تنطق! .. يذكرني نصكم بكاتبي المفضل ( جمال الغيطاني ) في أوراق شاب عاش منذ ألف عام .. بلا مجاملة!

                            حفظ الله أوطاننا وأمننا في بلادنا

                            وسلّم الله أهل سوريا الحبيبة من كل شر وفكّ كربها ..

                            إنه قريب مجيب

                            تقبل مروري وتحياتي
                            التعديل الأخير تم بواسطة دينا نبيل; الساعة 28-10-2011, 19:53.

                            تعليق

                            • صادق حمزة منذر
                              الأخطل الأخير
                              مدير لجنة التنظيم والإدارة
                              • 12-11-2009
                              • 2944

                              #15
                              لن يقف المرء أمام المرآة إلا ليرى نفسه ..
                              ليقف على حقيقة ما يظهر منه للناس
                              فيقوّم نفسه وينتقدها .. وربما يجري بعض الإصلاح
                              لإخفاء ما يظهر ولم يكن يريد إظهاره .. أو إظهار ما خفي ولم يرد إخفاءه ..
                              إذن كان موقفا ذكيا جدااا قدمه الكاتب هنا
                              فهو لم يكن يقف أمام مرآة ..!!
                              ولو بحثنا عن موقعه من المرآة :

                              وأنا المرتبك بطفلة تلازم عيني,تحتلني بجدارة
                              وعلى رفوف الذاكرة
                              لا تعترف بالزجاج ولا يضيرها الضوء
                              تعكسين جميع الصور من خلفي,لأبدو واجهة

                              الأفكار والرؤى والذواكر .. كل هذا كان حاضرا
                              ليشكل مستوى فوق حسي للمشاهد المعاد تكوينها
                              في أكثر من فضاء يتوه فيها الداخل والخارج والفوق والتحت

                              نص جميل أخي سلاااام
                              تحيتي وتقديري لك




                              تعليق

                              يعمل...
                              X