ما وراء الجدران....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    ما وراء الجدران....

    ما وراء الجدران....



    لم أعد أحتمل السكوت َبعد الآن..
    ولم أعد تلك المسكينة ُ السلبية التي تسمع ُوتترك الأمور َتجري على عواهنها..
    دون َأن أضع إصبع َ الاتهامِ على من سبب الجرح لأرتاح!.
    لنسمه فضولا ..أو إيجابية...أو أي اسم أخر ..
    صار لدي توق ورغبة ٌجامحة ,لأخرق َجدران العتمة بقوة, وأنشر حرفي وصوتي الذي اختنق من المسار الواحد! من الصعبِ بمكان أن تملك كلمة حرة ولا تجد من يسمعها!
    لقد اخترقت أجواءنا نغمات ُالفساد... فدققنا الأبوابَ بمسامير صمتنا وغفلتنا فصُلبتنا على خشبة النفاق..

    ناشدنا الجيران كي يقلعوا عن تلك النظافة الرهيبة والتي كانت تغرقنا بشلالات أكثر متعة من مياه نياغرا!
    وموسيقى الليل تغرقنا أكثر في غضبنا الشرس..

    كان صمتنا على رمي القاذورات من الشبابيك,التي كانت تعبر حواجز الأمن البصرية تعتم الرؤية النفسية بقوة...
    كل هذا أمام صمت الجواب كان يصيبنا بالإحباط , وبعد الشكوى غير المجدية والتي كانت تظهر جميع الجيران كحمامات سلام مزهرة..لذنا بالصمت القاهر قسرا...
    هل نذهب بأنفسنا للشرطة؟؟
    .مازال السؤال يغرغر في حلقنا حتى سمعنا ذاك الصوت المؤلم مؤخرا...
    **********
    في ذاك الصباح كان يتعالى صياحها ,وكأنه سجين ٌ يئن تحت سوط ِالجلاد..
    كان يقطع نياط القلب ويجرحه بسكين فولاذية قاسية, يستقي من حبال هدوء الليل مرا وعلقما فهذا أمر لم نعد ندري كيف سيكون الخروج منه !
    كل يوم نسمع زعيقها وصراخها حتى بات السؤال على شفاهنا العطشى لمعرفة ما وراء تلك الجدران ماذا هناك؟ !!.
    هل مازال فعلا وفي زمننا هذا .. زوجة ًعصية وبهذا الحمق؟
    تعود أولادي أن يضعوا في بداية صدور أول صوت آذانهم على الجدران ليلملموا بعض حروف توضح لهم أسباب خلافات هذا اليوم الجديد!هل أمنعهم؟كيف أكبح جماح فضولهم؟وهل لي ألف عين وعين؟
    - ليعتقها لوجه الله إن لم تلبي حاجته ! فعلا شيء غريب وهل هناك أثمن من الكرامة ؟ .
    هكذا صرخ زوجي أبو نضالوهو يحاول فك تلك الرموز فخشيت أن يدفعه الأمر لفعل مندفع.. لم نعد نحتمل هذا الصوت اليومي أبدا...
    -نعم..
    عندما تموت الكرامة يموت صاحبها معها!
    *************
    ساقني اجتماع الجارات في اليوم التالي إلى رؤيتها وكنت أتشوق لمعرفتها عن قرب فقد كنت أحدث الساكنات هنا مثلها تماما, والحديث معها مازال يثير فضولي الكبير..وقد بدا يأكل قلبي أكلا....يا لهذه الخصلة الغريبة..
    كانت في غاية الروعة و الأناقة والهدوء !
    دارت حينها ثرثرة نسائية لطيفة..وبعد؟
    -من هو الذي يغرقنا بمياه لا حاجة لنا بها ولا يستأذن أبدا؟والله أمر عجيب و معيب!
    -بل من هو الذي يعلو صراخه في العمارة ولا يستحي أبدا؟
    صمتن برهة واستطردت إحداهن:
    -ربما كانت صغيرة سن لم تتفهم بعد طباع زوجها, أو ربما هي مقصرة فعلا وغير واعية لواجباتها الزوجية..يا للخيبة.
    -ما أعرفه أن الزيجات في هذه الآونة تتجه لصغيرات السن فهن أقل وعيا لا نفسهن وأكثر أمانا لأزواجهن, ستغدو الزوجة هنا أكثر طواعية لزوجها , لقد نف الرجال من جيل منفتح ملوث النفس والأخلاق...
    -أمر مزعج فعلا وغريب ,أن يصبح مجتمعنا المحافظ لبنة هدم لجيل يبني فتقع فيه زوجة غير واعية لحقوقها وواجباتها... وتسجد طواعية لمرآتها وأنانيتها!

    -لا أظن أن هناك على صغر سن المتزوجات حديثا من تجهل تلك الأمور بتفاصيلها ,الحياة باتت كالكف المفتوح أوضح مما نتوقع ... ورغم هذا ما يخفى بات أكثر! أعربوا لي هذه الجملة من فضلكم,
    رغم هذا مازلنا فضوليين جهلاء بما يجب أن نكون عليه من تنظيم ووعي فالزوجة ُأم ومربية قبل أن تكون عشيقة وحبيبة وووو على الرجال يقع لوم كبير فلا تبرؤوهم..
    -أرجوك اسألي الأهل كيف يربون..مؤكد أنهم يعيدون القصة ذاتها من جديد وكرامة البنت لاتهمهم بقدر نقود الرجل وإمكاناته الذي تجعل من نفسه سلطانا قاسيا .يتجاوز مبدأ القوامة .
    -الرجال الآن أكثر وعيا لمتطلباتهم , وأكثر انكسارا أيضا وبذات الوقت لظروفهم الصعبة, وأنا احترم الرجل الحازم وإلا فكيف نربي؟
    -هل سيربي أولاده أم زوجته؟ ألا تملك المرأة كرامة تستطيع الفصل بين كينونتها وأمور أطفالها؟؟؟
    -لماذا لا نسال عن الواجبات قبل الحقوق؟ لماذا نزوجهن صغارا ثم نطالبهن متأخرين بإثبات شخصية عافها الزمان واندثرت؟ وعندما يكبرن نخشى عليهن من العنوسة وتختلف المقاييس والتفاصيل متى نتوازن؟
    ونطق الجبل أخيرا:
    -هاأنذا أمامكن لست بحاجة لشهادة تعينني رغم رفضه لعودتي للدراسة,فهو مكتف ماديا ... قبل رحيل أهلي كانوا يكررون على مسامعي:
    زوجك هو شهادتك..
    ******
    عدنا لمنازلنا وعاد الصياح من جديد, هبطت الدرج مندفعة غاضبة..ودققت الباب بقوة و بقلق فتحت لي ووجهها محمر وصوتها متهدج قائلة:
    -مالك؟هل هناك ما يريب؟نعم أنا من تسيل من بيتي مياه النظافة...
    تلعثمت وارتبكت...
    -هل هذا يرضيك ويرضي كرامتك الأنثوية ما يحصل هنا وما نسمعه الآن؟؟
    -ما معنى كرامة؟ ...اطمئني أنا بخير
    -!
    أم فراس 27-9-2009
    التعديل الأخير تم بواسطة ريمه الخاني; الساعة 07-08-2011, 07:23.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    ما وراء الجدران أدهى و أمر سيدتي
    و كنت على وعد أن أجده هنا مكشوفا و عاريا
    فى مشاهد عديدة
    أو حتى مشهد وحيد ، أرى من خلاله حدود أو بعض حدود لما هو وراء الجدران
    و لكنه الشكل المحافظ الذى اعتدنا أن نسميه كذلك
    رغم وجود السينما و الفضائيات
    و أن لم يعد شىء يخفى على الصغير قبل الكبير !!

    راقني ما كتبت أستاذة
    بوركت
    و كل عام و أنت بألف خير و صحة و سعادة !
    sigpic

    تعليق

    • سالم وريوش الحميد
      مستشار أدبي
      • 01-07-2011
      • 1173

      #3
      الأستاذة ريمه الخاني
      سلمت يدك .. انت تطرقتي الى موضوع مهم جدا .. يدور كل يوم ، بل كل ساعة خلف تلك الحيطان ..
      من الجاني ومن المجني عليه ... اسئلة كثيره تدور .. لغز يكتنفه الغموض .. كما يدور خلف تلك الجدران الصماء، يدور مثل هذا السؤال ، من المسؤول ..؟الأهل وأختياراتهم الخاطئة ، البنت ورضوخها لأرادة الأهل ، الزوج الذي يجهل فن أحترام الزوجة ، أم المجتمع الذكوري الذي أعطى للرجل كل شئ ، حق أمتهان كرامة الزوجة . حق الأمر والنهي ، حق من تكون له السلطات العليا ..و يجب أن تتشبث المرأة بالزوج مهما بلغ بها من عذاب ،لأن المرأة المطلقة تصبح سلعة أقل رواجاً.
      اكثر المآسي حين لاتجد المرأة اِذنا صاغية لتفهم مشاكلها ، عليها أن تسلم نفسها روحاً وجسداًلسياط زوجها ، وياويل من لاتتحمل طيش الرجال ونزقهم ، سيدتي ........
      انا لاأعمم هذه الظاهرة على كل النساء ، ولاعلى كل الرجال ، أن الجهل الضارب بأطنابه في مجتمعاتنا الشرقية ، قد أرسى الكثير من المفاهيم الخاطئة ورسخ جذورها في الأعماق ، حتى المثقف مهما بلغ صدقه مع نفسه في نظرته الى حقوق المرأة تجد في داخله بذار من أراء جده وجدته .
      وتبقى النظرة الفنية للعمل
      فقد ابدعت ايما أبداع ، من خلال تدرجك وأسترسالك الى تحليل النظرة العامة للمرأة، من خلال طرح عدة أفكار لنساء عدة كل
      واحدة ترى المشكلة من الزاوية التي تفهمها ، وحتى زوج الحاكية، بين وجهة نظره مما يدور خلف تلك الزنزانات المقفلة ، وكأن الرجل هو المظلوم ............في هذه المعادة الصعبة (إن لم تلبي حاجته )..
      (( ليعتقها لوجه الله إن لم تلبي حاجته ! فعلا شيء غريب وهل هناك أثمن من الكرامة ؟ .))
      نحن أمام صرخة قويه بوجه التخلف الفكري والنظرة الدونيه للمرأة ، استفزتني الفكره ، ,كان يجب أن تستفز المرأة فهي معنية ايضا بهذا الموضوع
      الحبكة كانت حاضره في الموضوع ، لكن الحوارات كان يمكن تصور بشكل أيحائي لتعطي النص نكهة مضافة الى جمالية تلك اللوحة ..... وشكراً سيدتي
      التعديل الأخير تم بواسطة سالم وريوش الحميد; الساعة 11-08-2011, 15:14.
      على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
      جون كنيدي

      الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        الزميلة الغالية ريمه :
        من يستطيع أن يستشفّ ما يحدث خلف الجدران
        إلا صاحب الفكر العميق
        والقلم السّامق ...؟؟؟
        تحيّتي إليك أديبتنا الكبيرة ..
        فنصوصك دائماً تبهرني لقوّة مفرداتها ، وبعد مرماها ..
        رمضان كريم
        وكلّ عامٍ وأنتم بخير

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • ريمه الخاني
          مستشار أدبي
          • 16-05-2007
          • 4807

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
          ما وراء الجدران أدهى و أمر سيدتي
          و كنت على وعد أن أجده هنا مكشوفا و عاريا
          فى مشاهد عديدة
          أو حتى مشهد وحيد ، أرى من خلاله حدود أو بعض حدود لما هو وراء الجدران
          و لكنه الشكل المحافظ الذى اعتدنا أن نسميه كذلك
          رغم وجود السينما و الفضائيات
          و أن لم يعد شىء يخفى على الصغير قبل الكبير !!

          راقني ما كتبت أستاذة
          بوركت
          و كل عام و أنت بألف خير و صحة و سعادة !
          تشرفت بحضورك البهي أستاذنا الكريم وماوراء الجدران أخطر وادهى فما ذا نقول في هذا المقام؟
          لك تحيتي وارجو ان اكون عند حسن الظن دوما

          تعليق

          • ريمه الخاني
            مستشار أدبي
            • 16-05-2007
            • 4807

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
            الأستاذة ريمه الخاني
            سلمت يدك .. انت تطرقتي الى موضوع مهم جدا .. يدور كل يوم ، بل كل ساعة خلف تلك الحيطان ..
            من الجاني ومن المجني عليه ... اسئلة كثيره تدور .. لغز يكتنفه الغموض .. كما يدور خلف تلك الجدران الصماء، يدور مثل هذا السؤال ، من المسؤول ..؟الأهل وأختياراتهم الخاطئة ، البنت ورضوخها لأرادة الأهل ، الزوج الذي يجهل فن أحترام الزوجة ، أم المجتمع الذكوري الذي أعطى للرجل كل شئ ، حق أمتهان كرامة الزوجة . حق الأمر والنهي ، حق من تكون له السلطات العليا ..و يجب أن تتشبث المرأة بالزوج مهما بلغ بها من عذاب ،لأن المرأة المطلقة تصبح سلعة أقل رواجاً.
            اكثر المآسي حين لاتجد المرأة اِذنا صاغية لتفهم مشاكلها ، عليها أن تسلم نفسها روحاً وجسداًلسياط زوجها ، وياويل من لاتتحمل طيش الرجال ونزقهم ، سيدتي ........
            انا لاأعمم هذه الظاهرة على كل النساء ، ولاعلى كل الرجال ، أن الجهل الضارب بأطنابه في مجتمعاتنا الشرقية ، قد أرسى الكثير من المفاهيم الخاطئة ورسخ جذورها في الأعماق ، حتى المثقف مهما بلغ صدقه مع نفسه في نظرته الى حقوق المرأة تجد في داخله بذار من أراء جده وجدته .
            وتبقى النظرة الفنية للعمل
            فقد ابدعت ايما أبداع ، من خلال تدرجك وأسترسالك الى تحليل النظرة العامة للمرأة، من خلال طرح عدة أفكار لنساء عدة كل
            واحدة ترى المشكلة من الزاوية التي تفهمها ، وحتى زوج الحاكية، بين وجهة نظره مما يدور خلف تلك الزنزانات المقفلة ، وكأن الرجل هو المظلوم ............في هذه المعادة الصعبة (إن لم تلبي حاجته )..
            (( ليعتقها لوجه الله إن لم تلبي حاجته ! فعلا شيء غريب وهل هناك أثمن من الكرامة ؟ .))
            نحن أمام صرخة قويه بوجه التخلف الفكري والنظرة الدونيه للمرأة ، استفزتني الفكره ، ,كان يجب أن تستفز المرأة فهي معنية ايضا بهذا الموضوع
            الحبكة كانت حاضره في الموضوع ، لكن الحوارات كان يمكن تصور بشكل أيحائي لتعطي النص نكهة مضافة الى جمالية تلك اللوحة ..... وشكراً سيدتي
            من اهم واعمق التحليلات التي قرأتها عموما.
            لك أسمى آيات التقدير والشكر

            تعليق

            • ريمه الخاني
              مستشار أدبي
              • 16-05-2007
              • 4807

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
              الزميلة الغالية ريمه :
              من يستطيع أن يستشفّ ما يحدث خلف الجدران
              إلا صاحب الفكر العميق
              والقلم السّامق ...؟؟؟
              تحيّتي إليك أديبتنا الكبيرة ..
              فنصوصك دائماً تبهرني لقوّة مفرداتها ، وبعد مرماها ..
              رمضان كريم
              وكلّ عامٍ وأنتم بخير
              حضورك غاليتي يثلج صدري دوما
              كوني بخير
              محبتي الغامرة
              التعديل الأخير تم بواسطة ريمه الخاني; الساعة 14-08-2011, 12:47.

              تعليق

              يعمل...
              X