بوابات الزمن الغريب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سالم وريوش الحميد
    مستشار أدبي
    • 01-07-2011
    • 1173

    بوابات الزمن الغريب

    بوابات الزمن الغريب
    قصة قصيرة
    :- سقوط عشرات القتلى
    ادار السائق موجه الراديو بعصبيه وهو يبحث عن بديل لهذا الغم الصباحي ، انطلق صوت فيروز الملائكي يتنقل وحركة السيارة بين تلك المروج ، نظر الى الفتاة التي تجلس بالمقعد الخلفي فقال :_هذا هو العراق نصفه في الخارج والنصف الأخر اما قاتل اومقتول ... عرفت انها المعنيه بهذا الكلام فقتلت تطفله بسكوتها ..
    اعطت البحر وزرقته ظهرها ، تنظر الى البعيد عبر بوابات الزمن القريب، في ذلك الأفق الآمتناهي ، سحب تتعلق بلا عمد ، تشكلت وكأنها لوحة فنية ، حالة من الانعتاق لماض بات يؤرق فكرها ، تتمنى الخلاص من قبضته التي لامفر منها، الأنطلاق الى عوالم أكثر سعة من تلك الدائرة الضيقة التي تحيط بها ، لاقيود تكبل حريتها، ولاحواجز تمنعها من الأرتقاء لصهوة العز والكرامة ، الخوف من المجهول هاجسها الأول . العمر تتساقط اوراقه بلاخريف، ذلك البعيد تطير اليه كل يوم ، تغيب فيه عن عالم الوجود المرئي ، ثمة تصورات ذهنية وأيحائية ترتحل وأياها برحلة يوميه ، يأخذها سراب خيالها؛ الى الوطن الذي حملته معها خارطة، ونخلة، ودفتر، في حقيبتها اليدوية ، وبعدأن تؤوب تنفض غبار رحلتها،تمضي وكأن البحر ليس له وجود ، تقوم من مكانها تسير بأقدام متئده تنطبع على رمال الساحل ، تسكب كل دموعها عليها، يأخذها الموج وتضيع قطرات في لجة البحر، قوى خارجة عن أرادتها تسمرها في هذا المكان ، وتسائل نفسها ( أما آن الرحيل ...؟ ألاتستفزك أطياف الوطن ...؟، اما من قوة تقتلعك من جنة اوهمت نفسك بها....؟) ، منذ أن ادمنت لعبة الحياة والموت ، والحنين والغربة ، تسللت الى نفسها شتى الظنون .
    شرنقة أحاطت تفكيرها بها، غلفت روحها الباحثة عن الأمل بدثار،
    كيف لها أن ترمم ذلك الخراب ؛ الذي آلت أليه ، هروب للجسد، وسجن مؤبد للروح ،تلك الروح التي لازالت ترفرف، كطيريروم العودة الى أيك احلام الطفولة السرمدي ، الى أيام الجامعة ،وخطيبها بطوله الفارع وعضلاته المفتوله، وعينيه التي تمتلأ بالفرح ،كل يوم تسل من غمد أنفاسها ألاف الحسرات ، تتبعثر الكلمات في داخلها كأنها خرزات مسبحة تناثرت على أرض رخاميه ، كل يوم حين تسير بين أشجار الزيتون تعن عليها الذكرى تتجاوز ذلك الجمال ، وتلك الطبيعة الساحرة ، لترسم الوطن في حدقات العيون ، (ياوطني الغربة ، موت الحي في بلاد ليس فيها ثرى بلاده ، الغربة ياوطني آمال معلقة ، فقدت فيك الحبيب ياوطني ، فمن لي بعد ذاك من حبيب ، انت ملاذ كل خائف ، فهلا تلفني بجناحك ، تجعلني أحبو على أديمك ، أنهل من مأءك عذبأ حتى وإن كان إجاجا ، وهل لي من نقي نسيمك يمر علي ّولوبقليل ، دعني انثر شعر السياب في دروبك الندية ، وأكتحل بغرين الفرات وطماه ، وأغتسل بشط العرب ، وأعمد بماء دجلة ، أزف الى ذاك المسجى تحت ثراك، ) ..
    قالت أمها:ـ اهذه ترنيمتك الأ بديه ، هذا هو قدرنا المحتوم ، اتحنين على وطن ذبح فيه خطيبك أرسل رأسا بلا جسد....؟
    لم تعطها إذن صاغيه كانت الأخبار تذاع ، تمسك الريموت تتنقل بين الفضائيات ، لاشئ يثير شهية المراسلين كأخبار الموت ، (( أستهدفت عدة هجمات أنتحاريه ، وسيارات مفخخة مبان حكومية ، وأهداف مدنيه ، لازالت الأحصاءيات النهائية لعدد القتلى مجهولا )) أقتربت الأم من ابنتها وقالت ببراءة :- لم يقتلون الناس...
    قالت الفتاة :- لأنهم الصيد الذي يقع بين أيديهم ..
    لم تفهم امها ماعنته ، توجهت الفتاة الى النافذه ، رأت عائله تستعد لأن تفرغ حقائبها من السيارة الى الشقة المجاورة ، انتابتها نوبة من الهستريا صرخت بأعلى صوتها ، ردد الصدى صرختها
    لااااااااااااااااااا...نزلت السلالم بسرعة أجتازت كل العقبات الكل ينظر اليها ، لحقت بها ، أمها ، أمسكت بألحقائب أعادتها للسيارة ،(( مجنونه ، مجنونه )) ردد الجميع الا إن كلمات خرجت من فيها كأنها حشرجة موت كانت بالكاد أن تسمع .....
    ((من بقي في الوطن ، من بقي للوطن ))
    التعديل الأخير تم بواسطة سالم وريوش الحميد; الساعة 10-08-2011, 14:15.
    على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
    جون كنيدي

    الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

  • بسمة الصيادي
    مشرفة ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3185

    #2
    هل صار الجرح والوطن واحد ..حتى الكل يريد الهرب؟
    سخيف هو الذي يظن أن هناك مفرّ من الموت!
    أو من الذاكرة ..
    وغبي من يظن أن الحياة قد يجدها ..خارج الوطن !!
    أسجل إعجابي هنا
    أحببتها كثييرا
    احترامي
    في انتظار ..هدية من السماء!!

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
      بوابات الزمن الغريب
      قصة قصيرة
      :- سقوط عشرات القتلى
      أدار السائق موجه الراديو بعصبية, وهو يبحث عن بديل لهذا الغم الصباحي ، انطلق صوت فيروز الملائكي يتنقل وحركة السيارة بين تلك المروج ، نظر الى الفتاة التي تجلس بالمقعد الخلفي فقال :_هذا هو العراق نصفه في الخارج والنصف الآخر أما قاتل أومقتول ...
      عرفت انها المعنيه بهذا الكلام فقتلت تطفله بسكوتها ..
      اعطت البحر وزرقته ظهرها ، تنظر الى البعيد عبر بوابات الزمن القريب، في ذلك الأفق الآمتناهي ، سحب تتعلق بلا عمد ، تشكلت وكأنها لوحة فنية ، حالة من الانعتاق لماض بات يؤرق فكرها ، تتمنى الخلاص من قبضته التي لامفر منها، الإنطلاق الى عوالم أكثر سعة من تلك الدائرة الضيقة التي تحيط بها ، لاقيود تكبل حريتها، ولاحواجز تمنعها من الإرتقاء لصهوة العز والكرامة ، الخوف من المجهول هاجسها الأول . العمر تتساقط اوراقه بلاخريف، ذلك البعيد تطير اليه كل يوم ، تغيب فيه عن عالم الوجود المرئي ، ثمة تصورات ذهنية وإيحائية ترتحل وأياها برحلة يوميه ، يأخذها سراب خيالها؛ الى الوطن الذي حملته معها خارطة، ونخلة، ودفتر، في حقيبتها اليدوية ، وبعد أن تؤوب تنفض غبار رحلتها،تمضي وكأن البحر ليس له وجود ، تقوم من مكانها تسير بأقدام متئده تنطبع على رمال الساحل ، تسكب كل دموعها عليها، يأخذها الموج وتضيع قطرات في لجة البحر، قوى خارجة عن إرادتها تسمرها في هذا المكان ، وتسائل نفسها ( أما آن الرحيل ...؟ ألاتستفزك أطياف الوطن ...؟، اما من قوة تقتلعك من جنة اوهمت نفسك بها....؟) ، منذ أن ادمنت لعبة الحياة والموت ، والحنين والغربة ، تسللت الى نفسها شتى الظنون .
      شرنقة أحاطت تفكيرها بها، غلفت روحها الباحثة عن الأمل بدثار،
      كيف لها أن ترمم ذلك الخراب ؛ الذي آلت أليه ، هروب للجسد، وسجن مؤبد للروح ،تلك الروح التي لازالت ترفرف، كطير يروم العودة الى أيك احلام الطفولة السرمدي ، الى أيام الجامعة ،وخطيبها بطوله الفارع وعضلاته المفتوله، وعينيه التي تمتلأ بالفرح ،كل يوم تسل من غمد أنفاسها ألاف الحسرات ، تتبعثر الكلمات في داخلها كأنها خرزات مسبحة تناثرت على أرض رخاميه ، كل يوم حين تسير بين أشجار الزيتون تعن عليها الذكرى تتجاوز ذلك الجمال ، وتلك الطبيعة الساحرة ، لترسم الوطن في حدقات العيون ، (ياوطني الغربة ، موت الحي في بلاد ليس فيها ثرى بلاده ، الغربة ياوطني آمال معلقة ، فقدت فيك الحبيب ياوطني ، فمن لي بعد ذاك من حبيب ، انت ملاذ كل خائف ، فهلا تلفني بجناحك ، تجعلني أحبو على أديمك ، أنهل من مائك عذبا حتى وإن كان إجاجا ، وهل لي من نقي نسيمك يمر علي ّولوبقليل ، دعني انثر شعر السياب في دروبك الندية ، وأكتحل بغرين الفرات وطماه ، وأغتسل بشط العرب ، وأعمد بماء دجلة ، أزف الى ذاك المسجى تحت ثراك، ) ..
      قالت أمها:ـ اهذه ترنيمتك الأ بديه ، هذا هو قدرنا المحتوم ، اتحنين على وطن ذبح فيه خطيبك أرسل رأسا بلا جسد....؟
      لم تعطها إذن صاغيه كانت الأخبار تذاع ، تمسك الريموت تتنقل بين الفضائيات ، لاشئ يثير شهية المراسلين كأخبار الموت ، (( استهدفت عدة هجمات أنتحاريه ، وسيارات مفخخة مبان حكومية ، وأهداف مدنيه ، لازالت الإحصاءيات النهائية لعدد القتلى مجهولا )) اقتربت الأم من ابنتها وقالت ببراءة :- لم يقتلون الناس...
      قالت الفتاة :- لأنهم الصيد الذي يقع بين أيديهم ..
      لم تفهم امها ماعنته ، توجهت الفتاة الى النافذه ، رأت عائله تستعد لأن تفرغ حقائبها من السيارة الى الشقة المجاورة ، انتابتها نوبة من الهستيريا صرخت بأعلى صوتها ، ردد الصدى صرختها
      لااااااااااااااااااا...نزلت السلالم بسرعة اجتازت كل العقبات الكل ينظر اليها ، لحقت بها أمها ، أمسكت بالحقائب أعادتها للسيارة ،(( مجنونه ، مجنونه )) ردد الجميع الا إن كلمات خرجت من فيها كأنها حشرجة موت كانت بالكاد أن تسمع .....
      ((من بقي في الوطن ، من بقي للوطن ))
      الزميل القدير
      سالم وريوش الحميد
      نص جعلني أعود لأيام كانت من أبشع ماعشناه
      وبالرغم من أننا نعيشها اليوم أيضا لكن بصورة أقل
      صححت لك في الإقتباس بعضا مما رأيته يحتاج لتصحيح
      ومضة النهاية جاءت موجعة وعميقة وحقيقية لأن الأوطان تحتاج الأبناء
      تعرف سيدي كيف تكتب للوطن
      أهنيء نفسي بك
      ودي ومحبتي للعراق ولك أيها الوفي
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      يعمل...
      X