بوابات الزمن الغريب
قصة قصيرة
:- سقوط عشرات القتلى
ادار السائق موجه الراديو بعصبيه وهو يبحث عن بديل لهذا الغم الصباحي ، انطلق صوت فيروز الملائكي يتنقل وحركة السيارة بين تلك المروج ، نظر الى الفتاة التي تجلس بالمقعد الخلفي فقال :_هذا هو العراق نصفه في الخارج والنصف الأخر اما قاتل اومقتول ... عرفت انها المعنيه بهذا الكلام فقتلت تطفله بسكوتها ..
اعطت البحر وزرقته ظهرها ، تنظر الى البعيد عبر بوابات الزمن القريب، في ذلك الأفق الآمتناهي ، سحب تتعلق بلا عمد ، تشكلت وكأنها لوحة فنية ، حالة من الانعتاق لماض بات يؤرق فكرها ، تتمنى الخلاص من قبضته التي لامفر منها، الأنطلاق الى عوالم أكثر سعة من تلك الدائرة الضيقة التي تحيط بها ، لاقيود تكبل حريتها، ولاحواجز تمنعها من الأرتقاء لصهوة العز والكرامة ، الخوف من المجهول هاجسها الأول . العمر تتساقط اوراقه بلاخريف، ذلك البعيد تطير اليه كل يوم ، تغيب فيه عن عالم الوجود المرئي ، ثمة تصورات ذهنية وأيحائية ترتحل وأياها برحلة يوميه ، يأخذها سراب خيالها؛ الى الوطن الذي حملته معها خارطة، ونخلة، ودفتر، في حقيبتها اليدوية ، وبعدأن تؤوب تنفض غبار رحلتها،تمضي وكأن البحر ليس له وجود ، تقوم من مكانها تسير بأقدام متئده تنطبع على رمال الساحل ، تسكب كل دموعها عليها، يأخذها الموج وتضيع قطرات في لجة البحر، قوى خارجة عن أرادتها تسمرها في هذا المكان ، وتسائل نفسها ( أما آن الرحيل ...؟ ألاتستفزك أطياف الوطن ...؟، اما من قوة تقتلعك من جنة اوهمت نفسك بها....؟) ، منذ أن ادمنت لعبة الحياة والموت ، والحنين والغربة ، تسللت الى نفسها شتى الظنون .
شرنقة أحاطت تفكيرها بها، غلفت روحها الباحثة عن الأمل بدثار،
كيف لها أن ترمم ذلك الخراب ؛ الذي آلت أليه ، هروب للجسد، وسجن مؤبد للروح ،تلك الروح التي لازالت ترفرف، كطيريروم العودة الى أيك احلام الطفولة السرمدي ، الى أيام الجامعة ،وخطيبها بطوله الفارع وعضلاته المفتوله، وعينيه التي تمتلأ بالفرح ،كل يوم تسل من غمد أنفاسها ألاف الحسرات ، تتبعثر الكلمات في داخلها كأنها خرزات مسبحة تناثرت على أرض رخاميه ، كل يوم حين تسير بين أشجار الزيتون تعن عليها الذكرى تتجاوز ذلك الجمال ، وتلك الطبيعة الساحرة ، لترسم الوطن في حدقات العيون ، (ياوطني الغربة ، موت الحي في بلاد ليس فيها ثرى بلاده ، الغربة ياوطني آمال معلقة ، فقدت فيك الحبيب ياوطني ، فمن لي بعد ذاك من حبيب ، انت ملاذ كل خائف ، فهلا تلفني بجناحك ، تجعلني أحبو على أديمك ، أنهل من مأءك عذبأ حتى وإن كان إجاجا ، وهل لي من نقي نسيمك يمر علي ّولوبقليل ، دعني انثر شعر السياب في دروبك الندية ، وأكتحل بغرين الفرات وطماه ، وأغتسل بشط العرب ، وأعمد بماء دجلة ، أزف الى ذاك المسجى تحت ثراك، ) ..
قالت أمها:ـ اهذه ترنيمتك الأ بديه ، هذا هو قدرنا المحتوم ، اتحنين على وطن ذبح فيه خطيبك أرسل رأسا بلا جسد....؟
لم تعطها إذن صاغيه كانت الأخبار تذاع ، تمسك الريموت تتنقل بين الفضائيات ، لاشئ يثير شهية المراسلين كأخبار الموت ، (( أستهدفت عدة هجمات أنتحاريه ، وسيارات مفخخة مبان حكومية ، وأهداف مدنيه ، لازالت الأحصاءيات النهائية لعدد القتلى مجهولا )) أقتربت الأم من ابنتها وقالت ببراءة :- لم يقتلون الناس...
قالت الفتاة :- لأنهم الصيد الذي يقع بين أيديهم ..
لم تفهم امها ماعنته ، توجهت الفتاة الى النافذه ، رأت عائله تستعد لأن تفرغ حقائبها من السيارة الى الشقة المجاورة ، انتابتها نوبة من الهستريا صرخت بأعلى صوتها ، ردد الصدى صرختها
لااااااااااااااااااا...نزلت السلالم بسرعة أجتازت كل العقبات الكل ينظر اليها ، لحقت بها ، أمها ، أمسكت بألحقائب أعادتها للسيارة ،(( مجنونه ، مجنونه )) ردد الجميع الا إن كلمات خرجت من فيها كأنها حشرجة موت كانت بالكاد أن تسمع .....
((من بقي في الوطن ، من بقي للوطن ))
قصة قصيرة
:- سقوط عشرات القتلى
ادار السائق موجه الراديو بعصبيه وهو يبحث عن بديل لهذا الغم الصباحي ، انطلق صوت فيروز الملائكي يتنقل وحركة السيارة بين تلك المروج ، نظر الى الفتاة التي تجلس بالمقعد الخلفي فقال :_هذا هو العراق نصفه في الخارج والنصف الأخر اما قاتل اومقتول ... عرفت انها المعنيه بهذا الكلام فقتلت تطفله بسكوتها ..
اعطت البحر وزرقته ظهرها ، تنظر الى البعيد عبر بوابات الزمن القريب، في ذلك الأفق الآمتناهي ، سحب تتعلق بلا عمد ، تشكلت وكأنها لوحة فنية ، حالة من الانعتاق لماض بات يؤرق فكرها ، تتمنى الخلاص من قبضته التي لامفر منها، الأنطلاق الى عوالم أكثر سعة من تلك الدائرة الضيقة التي تحيط بها ، لاقيود تكبل حريتها، ولاحواجز تمنعها من الأرتقاء لصهوة العز والكرامة ، الخوف من المجهول هاجسها الأول . العمر تتساقط اوراقه بلاخريف، ذلك البعيد تطير اليه كل يوم ، تغيب فيه عن عالم الوجود المرئي ، ثمة تصورات ذهنية وأيحائية ترتحل وأياها برحلة يوميه ، يأخذها سراب خيالها؛ الى الوطن الذي حملته معها خارطة، ونخلة، ودفتر، في حقيبتها اليدوية ، وبعدأن تؤوب تنفض غبار رحلتها،تمضي وكأن البحر ليس له وجود ، تقوم من مكانها تسير بأقدام متئده تنطبع على رمال الساحل ، تسكب كل دموعها عليها، يأخذها الموج وتضيع قطرات في لجة البحر، قوى خارجة عن أرادتها تسمرها في هذا المكان ، وتسائل نفسها ( أما آن الرحيل ...؟ ألاتستفزك أطياف الوطن ...؟، اما من قوة تقتلعك من جنة اوهمت نفسك بها....؟) ، منذ أن ادمنت لعبة الحياة والموت ، والحنين والغربة ، تسللت الى نفسها شتى الظنون .
شرنقة أحاطت تفكيرها بها، غلفت روحها الباحثة عن الأمل بدثار،
كيف لها أن ترمم ذلك الخراب ؛ الذي آلت أليه ، هروب للجسد، وسجن مؤبد للروح ،تلك الروح التي لازالت ترفرف، كطيريروم العودة الى أيك احلام الطفولة السرمدي ، الى أيام الجامعة ،وخطيبها بطوله الفارع وعضلاته المفتوله، وعينيه التي تمتلأ بالفرح ،كل يوم تسل من غمد أنفاسها ألاف الحسرات ، تتبعثر الكلمات في داخلها كأنها خرزات مسبحة تناثرت على أرض رخاميه ، كل يوم حين تسير بين أشجار الزيتون تعن عليها الذكرى تتجاوز ذلك الجمال ، وتلك الطبيعة الساحرة ، لترسم الوطن في حدقات العيون ، (ياوطني الغربة ، موت الحي في بلاد ليس فيها ثرى بلاده ، الغربة ياوطني آمال معلقة ، فقدت فيك الحبيب ياوطني ، فمن لي بعد ذاك من حبيب ، انت ملاذ كل خائف ، فهلا تلفني بجناحك ، تجعلني أحبو على أديمك ، أنهل من مأءك عذبأ حتى وإن كان إجاجا ، وهل لي من نقي نسيمك يمر علي ّولوبقليل ، دعني انثر شعر السياب في دروبك الندية ، وأكتحل بغرين الفرات وطماه ، وأغتسل بشط العرب ، وأعمد بماء دجلة ، أزف الى ذاك المسجى تحت ثراك، ) ..
قالت أمها:ـ اهذه ترنيمتك الأ بديه ، هذا هو قدرنا المحتوم ، اتحنين على وطن ذبح فيه خطيبك أرسل رأسا بلا جسد....؟
لم تعطها إذن صاغيه كانت الأخبار تذاع ، تمسك الريموت تتنقل بين الفضائيات ، لاشئ يثير شهية المراسلين كأخبار الموت ، (( أستهدفت عدة هجمات أنتحاريه ، وسيارات مفخخة مبان حكومية ، وأهداف مدنيه ، لازالت الأحصاءيات النهائية لعدد القتلى مجهولا )) أقتربت الأم من ابنتها وقالت ببراءة :- لم يقتلون الناس...
قالت الفتاة :- لأنهم الصيد الذي يقع بين أيديهم ..
لم تفهم امها ماعنته ، توجهت الفتاة الى النافذه ، رأت عائله تستعد لأن تفرغ حقائبها من السيارة الى الشقة المجاورة ، انتابتها نوبة من الهستريا صرخت بأعلى صوتها ، ردد الصدى صرختها
لااااااااااااااااااا...نزلت السلالم بسرعة أجتازت كل العقبات الكل ينظر اليها ، لحقت بها ، أمها ، أمسكت بألحقائب أعادتها للسيارة ،(( مجنونه ، مجنونه )) ردد الجميع الا إن كلمات خرجت من فيها كأنها حشرجة موت كانت بالكاد أن تسمع .....
((من بقي في الوطن ، من بقي للوطن ))
تعليق