خادم عزرائيل
لم أعد أشكُّ أن روحاً شيطانية تسكنك، ولن يطردها منك سوى شخص ملأ عينيه بالتراب.. فأصبحتما عنده سيّان.
كنتَ خليلي الوحيد طوال سنين عديدة، أو هكذا خُيّل لي، أخلصتُ لك بكل جوارحي حتى أني أوشكتُ أنْ أعبدك، لقد خسرتُ كل من حولي، ونجحتَ في زرع الشك في مخيلتي، فصرتُ أرى الغدر والخيانة عند كل الناس، ما أنْ دخلتَ حياتي ومشاعري تحجرتْ، وتفكيري بات معدوماً.. كنتُ أرى العالم من خلالك، وأشعرُ بهالة سوداء تظلّل رأسي كلما لمستك، وأظنُّ أنَّ الوقت قد حان كي أتحرر من سجنك، وأمحوَ معالمك الساحرة، وأُطفئ هذه النظرة الآسرة التي خلبتَ بها الألباب، وأنا كلي يقين أنك تستحق ذلك، فكم من دمٍ سُفك من أجلك؟..
وكم من إخوة وأصدقاء تخاصموا بسببك؟.
لقد صُنِعت مرةً واحدة ولكن كم من التماثيل الأحياء صنعتْ؟.
حتى لحظة خروجك إلى النور، أبيتَ أنْ تغادر مرتعك حتى يحلّ مكانك شخص غدر به صاحبه من أجل وهجك.
لقد أصبحتَ عبئاً ثقيلاً عليّ يعجز كاهلي عن حمله، ولا بدّ أنْ أتخلّص وأُخلّصَ العالم من غيّك، وسأفعلها الليلة فلن أنتظر بزوغ الفجر.
امتطيتُ صهوة حصاني وانطلقتُ عبر الغابة لأجد مكاناً ملائماً لدفن هذا الشيطان. كنتُ أسيرُ بسرعة كبيرة محاولاً مسباقة الزمن، حتى أبصرتُ شجرة سنديان ضخمة، فقررت أن أدفنه تحتها.. وبينما كنتُ منهمكاً بالحفر أحاط بي أربعة رجال جاءوا على وقع ضربات المعول.
- ماذا تفعل هنا؟.. وماذا يوجد داخل الكيس؟.
- أرنا ما لديك- يتابع آخر- بسرعة يا هذا.
- فتحتُ الكيس وأخرجتُ التمثال وقدمته لهم دون تفكير.
وما أنْ رأوه حتى أصابتهم لوثة عقلية، غير مصدقين ما تشاهده أعينهم.
- ما هذا التمثال؟!. ومن أين حصلت عليه؟.
- إنه لكم إن أردتموه ولكن دعوني أذهب.
- لا يعقلُ أن تتخلى عنه بهذه السهولة لو لم تكن تمتلك غيره..إنْ لم تدلنا على باقي الكنز فسوف نقتلك.
- أقسم لكم لا يوجد عندي غيره، خذوه ودعوني وشأني أرجوكم.
- اتركه يا رجل أظنه يقول الحقيقة.
- لا لن نتركه.. حتى ولو كان يقول الحقيقة يجب أن نجهز عليه، فقد يجلب لنا المتاعب.. خصوصاً أنه رأى وجوهنا.
لم أنطق ببنت شفة، إنها المرة الأولى التي أشعر فيها أني مستسلم لقدري، قانعٌ بما سيحصل لي وكأنه الجزاء العادل الذي أستحقه.
في هذه اللحظات لم أكن أرى سوى ذلك التمثال.. وكأنه يسخر مني مشيراً إليّ بالصولجان الذي يحمله بيده, وخُيّل لي أنَّ التاج الذي يعتلي رأسه قد تحول إلى قرنين، وتحولت نظرات عينيه إلى سهام قاتلة أصابتني في الصميم.
استل زعيمهم سيفه وغرزه في صدري ولم ينزعه حتى أوقف نبض قلبي.
فارقت روحي جسدي فسقطتُ جثة هامدة مضرجة بدمائها، وفارقتني الهالة السوداء التي كانت تظلّل رأسي لتلازم أحد الرجال الأربعة..
وما أن ابتعدوا مسافة قصيرة حتى سقط صاحب الهالة صريعاً بطعنة سكين من أحدهم.. لتنتقل الهالة إلى رجلٍ آخر من الثلاثة الباقين الذين اختفوا في ظلمة الغابة.
كنتَ خليلي الوحيد طوال سنين عديدة، أو هكذا خُيّل لي، أخلصتُ لك بكل جوارحي حتى أني أوشكتُ أنْ أعبدك، لقد خسرتُ كل من حولي، ونجحتَ في زرع الشك في مخيلتي، فصرتُ أرى الغدر والخيانة عند كل الناس، ما أنْ دخلتَ حياتي ومشاعري تحجرتْ، وتفكيري بات معدوماً.. كنتُ أرى العالم من خلالك، وأشعرُ بهالة سوداء تظلّل رأسي كلما لمستك، وأظنُّ أنَّ الوقت قد حان كي أتحرر من سجنك، وأمحوَ معالمك الساحرة، وأُطفئ هذه النظرة الآسرة التي خلبتَ بها الألباب، وأنا كلي يقين أنك تستحق ذلك، فكم من دمٍ سُفك من أجلك؟..
وكم من إخوة وأصدقاء تخاصموا بسببك؟.
لقد صُنِعت مرةً واحدة ولكن كم من التماثيل الأحياء صنعتْ؟.
حتى لحظة خروجك إلى النور، أبيتَ أنْ تغادر مرتعك حتى يحلّ مكانك شخص غدر به صاحبه من أجل وهجك.
لقد أصبحتَ عبئاً ثقيلاً عليّ يعجز كاهلي عن حمله، ولا بدّ أنْ أتخلّص وأُخلّصَ العالم من غيّك، وسأفعلها الليلة فلن أنتظر بزوغ الفجر.
امتطيتُ صهوة حصاني وانطلقتُ عبر الغابة لأجد مكاناً ملائماً لدفن هذا الشيطان. كنتُ أسيرُ بسرعة كبيرة محاولاً مسباقة الزمن، حتى أبصرتُ شجرة سنديان ضخمة، فقررت أن أدفنه تحتها.. وبينما كنتُ منهمكاً بالحفر أحاط بي أربعة رجال جاءوا على وقع ضربات المعول.
- ماذا تفعل هنا؟.. وماذا يوجد داخل الكيس؟.
- أرنا ما لديك- يتابع آخر- بسرعة يا هذا.
- فتحتُ الكيس وأخرجتُ التمثال وقدمته لهم دون تفكير.
وما أنْ رأوه حتى أصابتهم لوثة عقلية، غير مصدقين ما تشاهده أعينهم.
- ما هذا التمثال؟!. ومن أين حصلت عليه؟.
- إنه لكم إن أردتموه ولكن دعوني أذهب.
- لا يعقلُ أن تتخلى عنه بهذه السهولة لو لم تكن تمتلك غيره..إنْ لم تدلنا على باقي الكنز فسوف نقتلك.
- أقسم لكم لا يوجد عندي غيره، خذوه ودعوني وشأني أرجوكم.
- اتركه يا رجل أظنه يقول الحقيقة.
- لا لن نتركه.. حتى ولو كان يقول الحقيقة يجب أن نجهز عليه، فقد يجلب لنا المتاعب.. خصوصاً أنه رأى وجوهنا.
لم أنطق ببنت شفة، إنها المرة الأولى التي أشعر فيها أني مستسلم لقدري، قانعٌ بما سيحصل لي وكأنه الجزاء العادل الذي أستحقه.
في هذه اللحظات لم أكن أرى سوى ذلك التمثال.. وكأنه يسخر مني مشيراً إليّ بالصولجان الذي يحمله بيده, وخُيّل لي أنَّ التاج الذي يعتلي رأسه قد تحول إلى قرنين، وتحولت نظرات عينيه إلى سهام قاتلة أصابتني في الصميم.
استل زعيمهم سيفه وغرزه في صدري ولم ينزعه حتى أوقف نبض قلبي.
فارقت روحي جسدي فسقطتُ جثة هامدة مضرجة بدمائها، وفارقتني الهالة السوداء التي كانت تظلّل رأسي لتلازم أحد الرجال الأربعة..
وما أن ابتعدوا مسافة قصيرة حتى سقط صاحب الهالة صريعاً بطعنة سكين من أحدهم.. لتنتقل الهالة إلى رجلٍ آخر من الثلاثة الباقين الذين اختفوا في ظلمة الغابة.
**************
تمت
تعليق