امرأة من زمن الحرب...وفاء الحَمْري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وفاء الحمري
    أديب وكاتب
    • 09-11-2007
    • 801

    امرأة من زمن الحرب...وفاء الحَمْري

    [align=right][align=right]فاجأها المخاض إلى عمود خيمة مهترئه … تكورت على نفسها… أغمضت جفنيها…. صعد دم قان إلى وجنتيها….حبست أنفاسها للحظة... فتحول اللون الوردي في وجهها إلى أزرق غامق... ثم نفثت نفسا طويلا .... كأنها تتخلص بخروجه من كل آلامها ومعاناتها… صامتة هي حتى في ذروة ألمها….سمع ذوي انفجار قربها… صامدة هي حتى والأرض تهتز من تحتها… لمحت قبالتها طفلتها تهرش بأسنانها قطعة خبز صلبه…ربما أصلب من أسنانها اللبنية الغضة…لكنها تتصارع….تعض…تكسر جزء من القطعة فتنفتح أساريرها وكأنها خرجت منتصرة للتو من مباراة في المصارعة…فتحوّل الفتات المكسور إلى يمين ويسار فكيها علّها تستطيع ابتلاعه فلم تفلح…. أخرجت القطعة … نظرت إليها مليا … تستعطفها لتلين.... ثم أعادتها إلى فيها وأعادت المحاولة... يمين …يسار… فتفتت قطعة الخبز ولانت لها…فبلعتها وهي مزهوة كأنها حققت نصرا عظيما….ثم ارتمت على الكسرة العنيدة لتعيد الكرة من جديد….. صراخ أمعائها وآلام معدتها الجائعة أعطياها القوة لكي تعيد العملية ثانية وثالثة حتى تسكت غرغرة أمعاءها الفارغة….أنست هذه أللقطة البائسة المرأة آلام مخاضها لفترة لكن الآلام عاودتها من جديد... فتكومت على نفسها مرة أخرى وتلون وجهها من أحمر إلى أزرق إلى (اللالون)….تساءلت وهي في ذروة آلامها علام هو حريص على الخروج إلى هذه الدنيا وكلها الم وتعب وعوز و…. وانفجر ينبوع ساخن من تحتها ثم اندفع الثقل إلى الخارج فإذا بصراخ يعلو ....ويعلو..... ثم همد على حلمة ثديها…
    رفعت الوالدة بصرها إلى أعلى فإذا بها أمام طفلتها وهي مصوبة بصرها نحو الرضيع وقطرات الحليب تتدفق من جانبي فيه….ربما تمنت في لحظة جوع وعطش وعري أن ترتمي في حضن والدتها الدافئ وتشبع لبنا سائغا دافئا لذة للشاربين … مصّت الصبية شفتيها وولت على أعقابها خارج الخيمة... فبدا للمرأة من كوة بابها لهيب نيران أمامها... تبعه ذوي انفجار صاروخ ناري مرّ للتو من فوق بقايا الخيمة…توقف الوليد عن الرضاع وتفحص قسمات وجه أمه مليا… لم يبتسم كغيره من الرضع بل أناخ السمع والبصر والفؤاد لأول درس لأمثاله ( تلقيح طبيعي ضد الحروب والنوازل والضربات والصواريخ والآلام )ثم التقط الحلمة من جديد …
    عادت الصبية إلى الخيمة تفرك عينيها من سموم دخان الصاروخ بإبهاميها الوسختين فسالت دموع رمادية على خديها الغضين فرسمت خطين متوازيين….
    سعلت….تمخطت….بصقت بقايا لقمة الخبز العنيدة مصبوغة باللون الأسود وهي تتحسر على مجهود ضاع من غير نتيجة … قرأت المرأه الرسالة الأليمة….جرت الصبية من كم أسمالها ألصقتها بحضنها…. ربتت على ظهرها بحنان غامر… ثم أغمضت لها جفنيها عساها تسعد بحلم جميل تشبع فيه خبزا طريا و…و...

    هامش:
    انتهى المشهد ولم تنته القصة

    [/align]
    [/align]

    .
    التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الحمري; الساعة 27-03-2008, 18:16.
    كفرت بالسلم والإذعان والوهن
    وذلة ظهرت في السر والعلن
    ووردة أهديت لهم بلا خجل
    وشوكة الهود تسقي السمّ في وطني
    من قصيدة فلسطين الأم
    وفاء الحمري
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
    مدونة الساخرة​
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    تنهجين رصد زوايا مظلمه حارقه حتى الصميم.
    يالهؤلاء المساكين.
    تحيه لحرفك العالي.

    تعليق

    • بنت الشهباء
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 6341

      #3
      وهل لمثل هذه الطفلة يا وفاء أن تشبع الخبز الطري في زمن الحرب !!!؟؟.....
      آلية دمار الحرب تقض من مضجعها , وتذهب النوم من مقلتيها , لتحيا من أول لحظة أتت بها إلى الدنيا مع الآلام والعواصف والكوارث التي أحالت عنها بسمة وضحكة براءة طفولتها ...
      وفاء صورة حية نابضة قرأتها بين سطورك وأنت ترسمين حال الأم قبل الولادة وما بعدها في زمن الحرب

      أمينة أحمد خشفة

      تعليق

      • وفاء الحمري
        أديب وكاتب
        • 09-11-2007
        • 801

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
        تنهجين رصد زوايا مظلمه حارقه حتى الصميم.
        يالهؤلاء المساكين.
        تحيه لحرفك العالي.
        تلك الزوايا هي التي تترصدني يا ريمة صدقيني
        كلما أشحت عنها وجهي فزعا اقتحمتني
        يكفي ان تمري لأعلن فرحي يا العزيزة
        كفرت بالسلم والإذعان والوهن
        وذلة ظهرت في السر والعلن
        ووردة أهديت لهم بلا خجل
        وشوكة الهود تسقي السمّ في وطني
        من قصيدة فلسطين الأم
        وفاء الحمري
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
        مدونة الساخرة​

        تعليق

        • وفاء الحمري
          أديب وكاتب
          • 09-11-2007
          • 801

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
          وهل لمثل هذه الطفلة يا وفاء أن تشبع الخبز الطري في زمن الحرب !!!؟؟.....
          آلية دمار الحرب تقض من مضجعها , وتذهب النوم من مقلتيها , لتحيا من أول لحظة أتت بها إلى الدنيا مع الآلام والعواصف والكوارث التي أحالت عنها بسمة وضحكة براءة طفولتها ...
          وفاء صورة حية نابضة قرأتها بين سطورك وأنت ترسمين حال الأم قبل الولادة وما بعدها في زمن الحرب
          اعذريني على التأخير بالرد فقد أخذني الغياب
          لعلي أوصلت بعض المقاطع القواطع من معاناة الام العربية في زمن الحرب
          شكرا لمرورك يا العزيزة

          .
          كفرت بالسلم والإذعان والوهن
          وذلة ظهرت في السر والعلن
          ووردة أهديت لهم بلا خجل
          وشوكة الهود تسقي السمّ في وطني
          من قصيدة فلسطين الأم
          وفاء الحمري
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
          مدونة الساخرة​

          تعليق

          يعمل...
          X