نداء الروح
تعالَي فإني مَلَلْتُ الرحيلَ
وهَدَّ قوايَ الطريقُ الطَّويلْ
وهَدَّ قوايَ الطريقُ الطَّويلْ
سَئمتُ من الجريِ خَلْفَ السَّرابِ
وبتُّ أحنُّ لعُشِّي الجَميلْ
وبتُّ أحنُّ لعُشِّي الجَميلْ
ويَهفو فؤادي لأهزوجةٍ
يُناغي بها الفَجرَ ظِلُّ النَّخيلْ
يُناغي بها الفَجرَ ظِلُّ النَّخيلْ
فقدْ مالَ قلبي إلى وَهدةٍ
تُجسِّدُ حُلمَ الزَّمانِ القتيلْ
** * **
تعالَي نَشيدُ صُروحَ الغرامِ
على شاطئ الحُبِّ قربَ المَسيلْ
تُجسِّدُ حُلمَ الزَّمانِ القتيلْ
** * **
تعالَي نَشيدُ صُروحَ الغرامِ
على شاطئ الحُبِّ قربَ المَسيلْ
ونبني الخَوَرْنَقَ في روضةٍ
يُناغي صَباها النَّسيمُ العليلْ
يُناغي صَباها النَّسيمُ العليلْ
ونجمعُ فيه تُراثَ العصورِ
وفَوحَ الزهورِ وصَفْوَ الخليلْ
وفَوحَ الزهورِ وصَفْوَ الخليلْ
وشدوَ الطُّيورِ ومَوَج الغصونِ
وهمسَ النَّسيمِ وشَجوَ المَقيلْ
وهمسَ النَّسيمِ وشَجوَ المَقيلْ
ونَمرحُ نَشدو على رَبوةٍ
يتوقُ إلى الفَجرِ فيها الأصيلْ
** * **
يتوقُ إلى الفَجرِ فيها الأصيلْ
** * **
تعالي فقربُكِ لي قوةٌ
أذلِّلُ في عَزمِها المستحيلْ
أذلِّلُ في عَزمِها المستحيلْ
فتبعثَ بي همةً كالجبالِ
تَسامى إلى المجدِ تشفي الغليلْ
تَسامى إلى المجدِ تشفي الغليلْ
وتحملَ في طَيِّها الأمنياتِ
فتوشِكُ من رِقَّةٍ أنْ تَسيلْ
فتوشِكُ من رِقَّةٍ أنْ تَسيلْ
وطَيفُكِ طَلعٌ بديعُ السِّماتِ
جليلُ الصِّفاتِ، كريمٌ نبيلْ
جليلُ الصِّفاتِ، كريمٌ نبيلْ
إذا هو أضفى يَهِلُّ الصَّفاءُ
ويَبرأ منهُ الفؤادُ العَليلْ
ويَبرأ منهُ الفؤادُ العَليلْ
ومَهدُ عيونِكِ إشراقةٌ
ونورُ سَناها لقلبي دليلْ
ونورُ سَناها لقلبي دليلْ
كأنَّ ضُحاها بحارٌ تمورُ
وأفقٌ يطولُ وظِلٌّ ظَليلْ
وأفقٌ يطولُ وظِلٌّ ظَليلْ
تلاطَمُ أمواجُها الهادراتُ
ويَغرقُ في عُمقِها المستحيلْ
** * **
تعالَي فأنت المُنى ثَرَّةٌ
جَثَتْ في فؤادي فلا تَستقيلْ
ويَغرقُ في عُمقِها المستحيلْ
** * **
تعالَي فأنت المُنى ثَرَّةٌ
جَثَتْ في فؤادي فلا تَستقيلْ
وطيفُكِ في خاطري كالظِّلالِ
ترافقُهُ حيثُ مالتْ يميلْ
ترافقُهُ حيثُ مالتْ يميلْ
وفي صَفوَةِ النَّفسِ بدرُ السَّنا
تألَّقُ في لَيلِ صَحوٍ جَميلْ
تألَّقُ في لَيلِ صَحوٍ جَميلْ
وفي رَوضةِ الحبِّ ريحانةٌ
يفوحُ شَذاها بهيٌّ جليلْ
يفوحُ شَذاها بهيٌّ جليلْ
وفي نَشوةِ الفَخرِ أنشودةٌ
تُردِّدُ معنى الإباءِ الأصيلْ
تُردِّدُ معنى الإباءِ الأصيلْ
وفي الطُّهرِ كالمُزنِ صَفوُّ النَّقاءِ
ونَسمةُ صُبحٍ نَديٍّ عليلْ
ونَسمةُ صُبحٍ نَديٍّ عليلْ
وليسَ سوى أنتِ نَبعُ الهوى
تدفَّقُ فيهِ المنى سَلسبيلْ
تدفَّقُ فيهِ المنى سَلسبيلْ
فلا أرتضي عنكِ بينَ الورى
بديلاً ولا لكِ ألقى مَثيلْ
** * **
تعالي فهذي نجومُ السَّماءِ
سَناً ذابَ فيهِ الغرامُ القتيلْ
بديلاً ولا لكِ ألقى مَثيلْ
** * **
تعالي فهذي نجومُ السَّماءِ
سَناً ذابَ فيهِ الغرامُ القتيلْ
فأوقَدَ فجراً شهيَّ الضِّياءِ
يَبُثُّ المُنى في النَّهارِ الجميل
يَبُثُّ المُنى في النَّهارِ الجميل
ويَغشى السُّكونُ الرُّبا والوِهادَ
فيطوي ظلالَ المساءِ الكَليلْ
فيطوي ظلالَ المساءِ الكَليلْ
وتَهمسُ فوقَ السُّهولِ الرِّياحُ
برَجْعٍ كسَجْعِ الحَمامِ العليلْ
برَجْعٍ كسَجْعِ الحَمامِ العليلْ
ترقُّ له المزنُ، تبكي جَوًى
وتهطُلُ بالقَطرِ حتى يَسيلْ
وتهطُلُ بالقَطرِ حتى يَسيلْ
فتَطفو الأماني على سَطحِهِ
غُثاءً لهُ ضَجَّةٌ كالعويلْ
غُثاءً لهُ ضَجَّةٌ كالعويلْ
وصوتُ القضاءِ بنا صارخٌ
هلمُّ فقد آنَ وقتُ الرَّحيلْ
** * **
تعالَي ففي مقلتَيَّ الحنينُ
لَظىً هاجَ يعصفُ بالمستحيلْ
هلمُّ فقد آنَ وقتُ الرَّحيلْ
** * **
تعالَي ففي مقلتَيَّ الحنينُ
لَظىً هاجَ يعصفُ بالمستحيلْ
فلا يَستكينُ وقدْ نازعتْهُ
العِنانَ النَّوى والمَسارُ الطَّويلْ
العِنانَ النَّوى والمَسارُ الطَّويلْ
يطيرُ على غارباتِ الرُّؤى
ويَسري بجُنحِ الظَّلامِ الثَّقيلْ
ويَسري بجُنحِ الظَّلامِ الثَّقيلْ
ويَسرحُ روحاً إلى روحِهِ
على هَمَسات النَّسيمِ العليلْ
على هَمَسات النَّسيمِ العليلْ
فيأوي إلى جنةٍ حالماً
ويشربُ من مائِها السَلسَبيلْ
** * **
تعالَي فلمْ يبقَ إلاَّ الوفاءُ
وهذي المُنى والخيالُ الجميلْ
ويشربُ من مائِها السَلسَبيلْ
** * **
تعالَي فلمْ يبقَ إلاَّ الوفاءُ
وهذي المُنى والخيالُ الجميلْ
تَقاصَرُ بالحُلمِ فَوتُ الشَّبابِ
وأضنى الفؤادَ الزَّمانُ البَخيلْ
وأضنى الفؤادَ الزَّمانُ البَخيلْ
وهذي الكهولةُ قدْ آذَنَتْ
بقِصرِ الحَياةِ، وقُربِ الرَّحيلْ
بقِصرِ الحَياةِ، وقُربِ الرَّحيلْ
كذلكَ شأنُ الأماني العِذابِ
يُتابِعُها الدَّهرُ جيلاً فجيلْ
يُتابِعُها الدَّهرُ جيلاً فجيلْ
فكلُّ ذِمارٍ ضَيَّعتْهُ انمحى
وكلًّ دَمٍ أهرقتْهُ طَليلْ
وكلًّ دَمٍ أهرقتْهُ طَليلْ
الرياض 12 / 12 / 2003م
أ. محمد نادر فرج
تعليق